26 يناير 2011

شاب يقتل غريمه في نزاع بواسطة لكمة قوية بعد أن حاول اختطاف خليلته منه

شاب يقتل غريمه في نزاع بواسطة لكمة قوية بعد أن حاول اختطاف خليلته منه
أدين بتهمة الضرب والجرح العمدين المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه مع عدم إسعاف شخص في خطر
قضى حميد طيلة يوم السبت 8 يناير الجاري رفقة خليلته جميلة ببيتها، الذي اكتراه لها بأحد الأحياء بضواحي مدينة وجدة، حيث احتسيا الخمر والجعّة حتى الثمالة، وقررا في نزوة من نزواتهما الخروج في جولة ليلية في مدينة وجدة، على متن سيارته التي يستعملها في تهريب البنزين من الجزائر.
جولة غير موفقة:
امتطى حميد العازب البالغ من العمر34 سنة وخليلته البالغة من العمر 29 سنة، مطلقة وأم لطفلة، تشتغل خادمة في البيوت، سيارة التهريب وهما في حالة سكر، واتجها وسط المدينة، التي كانت تغط في نومها، إذ كانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلا، وكانت الطرقات خالية إلا من بعض الكلاب الضالة أو من بعض المارة المتخلفين المتأخرين لسبب أو لآخر، مع العلم أن الليلة كانت «ليلة السبت»، وهي الليلة التي غالبا ما ترتفع فيها الحرارة، إذ «تنشط» فيها «الرؤوس» في الحانات أو العلب الليلية أو العديد من الشقق والبيوت المخصصة لهذا الغرض.
توقفت السيارة عند مكان مظلم وخال بالقرب من مقر بلدية سيدي إدريس القاضي بحي كولوش بوجدة، واستأذن حميد خليلته بالخروج من أجل التبول بعد أن أوشكت متانته على الانفجار لفرط استهلاك قنينات الجعة، فأشارت له برأسها بالموافقة، إذ كانت غارقة في الاستماع إلى إحدى أغاني الراي، فكانت تتمعن في تلك العبارات البدوية «المعبرة الجميلة» ويخال لها أنها المعنية بها، وشرعت في الرقص بكتفيها مُلوّحة بيديها إلى الأعلى في نشوة مفرطة، ولم تتوقف إلا بعد أن فوجئت بشخصين مجهولين، في حالة سكر طافح، يفتحان باب السيارة عليها ويأمرانها بمرافقتهما. أخذت فرائصها ترتعد ورفضت الخروج من السيارة والانصياع لأمرهما، فانقض عليها أحدهما ماسكا شعرها بقبضة يديه وشرع في سحبها من السيارة إلى خارجها، مستعملا في ذلك القوة والعنف، ومصمما على اقتيادها إلى حيث يمكن أن يشبع رغبته الجنسية.

لكمة وغيبوبة ووفاة:
تعالى صياح جميلة، التي كانت تقاوم حفيظ الذي لم يكن يأبه بمن حوله، في الوقت الذي هرع حميد لنجدة خليلته، وأمسك بقوة بغريمه المعتدي من كتفه وسحبه إلى الخلف وهو يتمتم ببعض العبارات هي أقرب إلى السب والشتم  منها إلى التحذير. لم تصل التحذيرات إلى مسامع حفيظ رغم تراجعه إلى الوراء محاولا معاودة الكرّة.  
اندلع صراع قوي بين الاثنين دفاعا عن أنثى ستكون ملكا للأقوى، حيث خرج منه حميد منتصرا، إذ كان أقوى بنية من غريمه حفيظ، وأطول قامة منه، وأكثر وعيا منه، وللتخلص منه وتخليص خليلته ووضع حدّ للوضعية الخطيرة وجدا نفسيهما فيها، لكم غريمه حفيظ لكمة قوية واحدة كتلك اللكمات القاضية التي يوجهها الملاكمون الأبطال لخصومهم لإنهاء المنازلة بصفة نهائية، تاركين للحكم العدّ دون أن يقوم الملاكم المغمى عليه.
لم يستطع المعتدي المهزوم القيام من سقطته بعد دخوله في غيبوبة عميقة نتيجة سقوطه على الرأس، رغم محاولة مرافقه مصطفى إيقاظه، لينسحب الجميع من مسرح المعركة، تاركين الضحية يقاوم الموت لوحده.

تحريات وبحث واعتقال:
أثارت تأوهات حفيظ أحد العسس بالمكان، فسارع إلى الاتصال بمصالح الوقاية المدنية، التي هرعت إلى عين المكان ونقلت الضحية إلى مستعجلات مستشفى الفارابي بوجدة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، متأثرا بجرحه الخطير، الذي تسبب له في نزيف دموي في الرأس نتيجة وقوعه على الرصيف إثر اللكمة القوية التي وجهها له غريمه.
ومباشرة بعد توصلها بالخبر، باشرت عناصر فرقة الأبحاث الأولى، التابعة لمصالح الشرطة القضائية بولاية أمن وجدة، تحرياتها وفتحت بحثا للإحاطة بظروف الجريمة وملابساتها، انطلقت من مصطفى صديق الضحية، الذي سارع إلى إخبار والدة حفيظ بوضعيته الخطيرة، ظانّا منه أنه ما زال على قيد الحياة، حيث أخضع لبحث في علاقته بالضحية قبل أن يتم إيقافه على ذمة البحث والتحقيق بعد أن حكى وقائع الليلة التي أدت إلى العراك،  الذي نتجت عنه جريمة قتل ذهب ضحيتها نديمه.
قامت عناصر الشرطة القضائية بزيارة مسرح الجريمة للبحث عن أدلة أخرى تقود إلى  الجاني مجهول الهوية، وتمكنت من العثور على سيارة رونو 18 متوقفة بأحد مواقف السيارات بحي كولوش غير بعيد عن مسرح الجريمة، ليتم الاهتداء إلى صاحبها ومنزله حيث انتقلت إلى هذا الأخير ونجحت في إيقاف الجاني حميد وخليلته جميلة واقتيادهما إلى ولاية أمن وجدة وإخضاعهما لبحث وتحقيق معمقين ليعترفا بالمنسوب إليهما حول تفاصيل ظروف وقوع الجريمة.
اعتراف وإحالة على العدالة:
بعد الاستماع إلى جميع الأطراف التي لها علاقة بالجريمة وتحرير محاضر في الوقائع، أحالت عناصر مصلحة الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن وجدة، صباح يوم الاثنين 10 يناير 2011، على استئنافية وجدة الجاني وخليلته وصديق الضحية، بتهم الضرب والجرح العمدين المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه، والإيذاء مع عدم إسعاف شخص في خطر، والعلاقة غير الشرعية، والسكر العلني
.

عبدالقادر كتـــرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق