30 يوليو 2011

رسائل جلالة الملك إلى الحكومة والفعاليات السياسية والعدميين من حركة 20 فبراير

رسائل جلالة الملك إلى الحكومة والفعاليات السياسية والعدميين من حركة 20 فبراير 
خطاب جلالة الملك اليوم السبت 30 يوليوز 2011، بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لاعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين هو بمثابة رسائل واضحة للحكومة المقبلة وللفعاليات السياسية ولحركة 20 فبراير ومنها إلى جماعة العدل والإحسان القوة الوحيدة التي أصبحت تتحكم في جميع مسيراتها والتي باتت تستفز جميع مكونات الشعب المغربي الحر.

فقد أكد جلالته بالقول : " إن نهوضنا بأمانتنا الدستورية، في ضمان حسن سير المؤسسات الدستورية ؛ يتجسد، قبل كل شيء، خلال هذه المرحلة الهامة، في حرصنا على حسن إقامتها، في أقرب الآجال، وفق المرتكزات الثلاثة التالية : أولاً، الإلتزام بسمو الدستور روحاً ومنطوقاً، كنهج قويم ووحيد لتطبيقه. ومن ثم، نعتبر أن أي ممارسة أو تأويل، مناف لجوهره الديمقراطي يعد خرقاً مرفوضاً مخالفاً لإرادتنا، ملكاً وشعباً. ثانياً، إيجاد مناخ سياسي سليم، جدير بما أفرزه هذا الدستور من مغرب جديد، مفعم بروح الثقة والعمل، والإقدام والتعبئة والأمل، والإلتزام بتجسيد جوهره المتقدم على أرض الواقع.  ثالثاً، العمل بروح التوافق الإيجابي، على تفعيل المؤسسات الدستورية، بالإعتماد الجيد للنصوص القانونية، اللازمة والإصلاحات السياسية الهادفة لانبثاق مشهد سياسي ومؤسسي جديد وسليم، جدير بدستورنا المتقدم، وكفيل بعدم إنتاج ما يشوب المشهد الحالي من سلبيات واختلالات ". وأشار جلالته أن استكمال بناء الصرح المؤسساتي والتنموي للدستور الجديد " يظل رهيناً بالعمل الجاد، من أجل التأهيل العميق والفعلي للمشهد السياسي، واستثمار مناخ الثقة لإعادة الإعتبار للعمل السياسي النبيل في بلادنا ".
فمن بين الرسائل الواضحة لدعاة التشكيك والعدميين نقرأ إشارة جلالته إلى أن الأحزاب السياسية، التي كرس الدستور الجديد مكانتها، كفاعل محوري في العملية الديمقراطية، أغلبية ومعارضة، هي " مدعوة لمضاعفة جهودها لتحقيق مصالحة المواطنين، خاصة الشباب، مع العمل السياسي، بمفهومه الوطني النبيل، سواء في نطاق الأحزاب، التي أناط بها الدستور مهمة المساهمة في التعبير عن إرادة الناخبين، أو بالإنخراط في المؤسسات الحكومية، الممارسة للسلطة التنفيذية، أو في المؤسسة البرلمانية، ذات السلطات التشريعية والرقابية الواسعة، أو في هيئات وآليات الديمقراطية المحلية، أو التشاركية، أو المواطنة. كما أن المنظومة الدستورية الجديدة " تتطلب من الفاعلين السياسيين التنافس الجاد في بلورة مشاريع مجتمعية متميزة، وتجسيدها في برامج تنموية خلاقة وواقعية، وكذا في اختيار النخب المؤهلة لحسن تدبير الشأن العام، وطنياً وجهوياً ومحلياَ "...
كما أكد جلالته، بكل وضوح، إلى أنه إذا كان من الطبيعي أن يعترض التطبيق السليم للدستور الجديد، كأي مسار تاريخي، بعض الصعوبات، وأن تقف أمامه بعض المعيقات، فإن على الجميع، كل من موقعه، التعبئة الشاملة، والمشاركة المواطنة والملتزمة، في بناء هذا الصرح الدستوري المتقدم، بروح الثقة والعمل الجماعي، بعيداً عن نزوعات التيئيس والعدمية، والممارسات التضليلية البالية ".
 فعلى جماعة العدل والإحسان المحظورة (حركة 20 فبراير المشؤومة)، التي ليست لها أية صلة بالشعب المغربي الحر، لا من الناحية السياسية ولا الدينية، أن تلتزم الصمت تماماً وتدخل في " جواها " بعد أن قال الشعب المغربي الحر كلمته بخصوص دستوره ومستقبله الذي سطره مع عاهل بلاده. أما أن تستمر في ابتزازه والتشويش على مساره الديموقراطي، حيث ما زالت تتعنت وكأنها فوق القانون وتتكلم باسمه وكأنه فوض لها تدبير أموره، فهذا لا يقبله لا العقل ولا القانون ولا الشعب نفسه.
إن جميع المغاربة الأحرار أصبحوا يعرفون اليوم أن جماعة العدل والإحسان احتوت بأعضائها حركة 20 فبراير وركبت على نشطائها العلمانيون والليبراليون والشواذ المثليون وأكلة رمضان الذين يدعون إلى الإفطار العلني في رمضان. وكل هذه المكونات كانت لا تربطها واحتجاجاتها أية صلة ولا أية علاقة بالدين الإسلامي، وظلت دائماً تردد في شعاراتها بضرورة إبعاد الدين عن السياسة، وسايرتها في أول الأمر الجماعة المتطرفة حتى سيطرت عليها وأصبحت هي القوة الوحيدة في مسيرات حركة 20 فبراير، التي أصبحت ملكاً لها دون منازع، وبدأت الآن مع حلول شهر رمضان الكريم في تكشير أنيابها أمام الجميع وأعلنت اليوم بالذات الذي يصادف الذكرى الثانية عشرة لاعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين، عبر موقعها أنها ستدخل الجهاد الديني.
فما معنى إعطاؤها لمسيرات 20 فبراير، التي لم يصبح لها معنى ولا هدف بعد الخطاب الملكي الأخير، بعداً دينياً، وتحريضها للشعب المغربي في شهر رمضان بالقول : " يهل هذا العام كما لم يهل علينا منذ أمد بعيد، بعد أن استفاقت الأمة من سباتها، وقامت في وجه الظلمة قومتها المباركة، وانتفضت بشبابها انتفاضتها المدوية ". وما معنى القول : " من عظمة هذا الشهر أن تلتقي فيه معاني العبودية لله والركون إليه وطلب مغفرته، ومعاني مجابهة الظلم ومقارعة الظالمين في ساحات الجهاد وميادينه ". وما معنى إعطاء الإحتجاجات في هذا الشهر الفاضل صبغة الجهاد بالإشارة إلى أن : " مجاهدة النفس، في دين الله، وتخليتها من مذموم الصفات وتحليتها بمحمودها هو وظيفة العبد في كل لحظة ومع كل نفس من أنفاسه، دون أن تُعَطِّلَ فريضة جهاد الظلم بين الناس القائمة إلى قيام الساعة فيتحول أمر هذه الوظيفة إلى رهبناية تشرع بسكوتها ظلم الظالمين وتزكي بهروبها وانزوائها استبداد المستبدين ". وما معنى القول : " مدافعة الباطل "، " شرط واجب لتكتمل شخصية المؤمنين ويتأهلوا لإسقاط الإستبداد الجاثم على الصدور الكاتم للأنفاس منذ زمن بعيد. ولا يغني جهاد الظلم عن جهاد النفس على ما له من قدسية "، إن لم يكن كل هذا يشير إلى التحريض على الإرهاب والفتنة وزعزعة استقرار البلاد.

على الدولة الآن أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة اتجاه حركة 20 فبراير التي أصبحت تدعوا إلى الإرهاب العلني، خصوصاً وأن جلالته صرح بصريح العبارة أن الإلتزام بسمو الدستور روحاً ومنطوقاً، كنهج قويم ووحيد لتطبيقه.واعتبر أن أي ممارسة أو تأويل، مناف لجوهره الديمقراطي يعد خرقاً مرفوضاً مخالفاً لإرادتنا، ملكاً وشعباً. وعلى الحكومة أن تتدخل لردع، بل لسحق كل من سولت له نفسه الدعوة إلى العصيان المدني بأية صيغة كانت، والتحريض على الفتنة وزعزعة أمن واستقرار وطننا العزيز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق