28 يوليو 2011

يا من يتوهمون أنهم أقوياء لا تستهينوا بالمخزن فما أشدها من عاصفة تلك التي تأتي بعد هدوء و سكون

يا من يتوهمون أنهم أقوياء لا تستهينوا بالمخزن فما أشدها من عاصفة تلك التي تأتي بعد هدوء و سكون 
هناك موروثات شعبية مغربية تتمثل في قوة المخزن وصولته في عدة صيغ تعبيرية نذكر منها ما نتداوله كثيراً كـ : ـ الله ينجينا وينجيك من المخزن والعافية والبحر. ـ المخزن ما معاه ملاغة. ـ أحنا كلنا ولاد المخزن. ـ كون ما كان المخزن كون راه شي، ياكل شي. ـ أسيدي راه المخزن زين، واحنا اللي خايبين... وحتى من تم الإعتداء عليه بأي شكل من الأشكال 
(كما هو حال أولئك الذين عيثون فساداً في شوارع 20 فبراير ضد القانون، ويمارسون الفوضى والتهور السياسي والعقائدي كل يوم سبت أو أحد بدون احترام دولة الحق والقانون، ويجوبون الشوارع للنيل من المؤسسات ورجالها، وتعطيل مصالح المواطنين وابتزازهم بشعاراتهم ومطالبهم الشادة)، سرعان ما ينتفض محتجاً بالصيغة التالية : علاه ما كاين مخزن في البلاد !!!. فكيف غفل أشباه حكماء 20 فبراير (لا نتكلم هنا عن النكرات من الشواذ، ومن أتباع الظالين من قوم لوط، وأكلة رمضان، وأشباه الديموقراطيين الذين يفهمون الديمقراطية من مؤخرتها على أنها معارضة وشتم للسلطة وتخوين لكل من يدور في فلكها، وما دون ذلك ليس سوى عبد وبلطجيي وشمكار، وأشباه الحقوقيين مع " الهواء " لإنتاج الهواء، وربّما العواصف الشاذة، لأنهم أقلية الأقليات وهواة الإثارة ولا من أجل لا، بقدرما نتكلم عن الذين يدَّعون أنهم مثقفين ومفكرين وأساتذة ومحامين وصحافيين ينتمون إلى حركة العشرين خفية أو علانية رغم أنهم في بعض الأحيان كانوا يختبؤون تحت الإستقلالية وأصبحوا يفتون بغير علم خصوصاً كبار الإستبداديين منهم عبدة قم الذين بنوا ويبنون مشروعهم السياسي على الأخلاق وهم لا يلتزمون حتى بالحد الأدنى للأخلاق، والذين أصبحوا المتحكمين الوحيدين في الحركة الفبرايرية و"هرسوا لينا دماغنا " بتوجهاتهم وبرامجهم السلمية ظاهرياً، لكن شمس الوطنية الساطعة أذابت عنهم جميعاً القناع الجليدي الذي كان يختبئ خلفه بعض المنافقين والخونة وأشباه الرجال الذين كانوا يدعون الدفاع عن الحرية والكرامة ومصالح الشعب والوطن، لكن موقع سعيهم هو إقامة جمهورية أو دولة خلافة دموية منغلّفة بالدين على شاكلة ما هو موجود في إيران والسودان أو أفغانستان)، نقول كيف غفل كل هؤلاء، عن مثل هذه الروافد والمكونات الثقافة الشعبية ؟، وكيف تجاهلوا قوة الجهاز المخزني الهائلة (التي يتم العمل بها في كل البلدان حتى العريقة منها في الديموقراطية)، والتي تشبه من حيث ضخامتها قوة الماء، وطوفان السيل الجارف الذي يكون في كل آن وحين، على أهبة لاجتياح كل من يبدي محاولة من أي صنف لمجابهته، سواء بالوقوف أمامه، أو اعتراض طريقه أو من خلال رفض الإنصياع إليه قانونياً عندما يصدر قرار منع المسيرات أو تفرقة التجمهرات ؟. أيظنون أنهم فوق القانون، أم أنهم " قطعوا الواد ونشفوا رجليهم " ؟. فوالله لأنهم واهون وجاهلون أن المخزن يعرفهم واحداً واحداً، ويعرف كل صغيرة وكبيرة عنهم، بل " آش تغدّاوْ واش تعشٌاو !!! "، لكنه يتعامل معهم لحد الآن كما يتعامل الصياد البارع عندما يصطاد حوتة كبيرة، و " يسخفها " قبل إخراجها من الماء حتى لا تقطع الحبل وتمنع !!!، فحذار حذار، فالمخزن لا يستهان به ولا يهان، فما أشدها من عاصفة تلك التي تأتي بعد هدوء و سكون، خصوصاً وأن البعض أصبح يظن أن هبته أصبحت في الوحل، وبدؤوا يعتدون حتى على أسيادهم الذين يسهرون على أمنهم وأمن العباد. والدليل هنا ندرجه من " محراب أكورا " :
20 فبراير الفوضوية العدلاوية في ساحة لحمام بالبيضاء تعتدي على والي الأمن 

 رغم القرار الذي اتخذته السلطات الإدارية الشرعية بمنع وقفة الأحد، تجمع أقل من ستمائة شخص أغلبهم من العدل والإحسان من أجل إقامة مهرجان خطابي على شاكلة مهرجانات ليبيا الدكتاتورية والبعث المنهار ضداً على القانون، وعندما تقدم والي الأمن كقائد لقوة عمومية من أجل تنفيذ قرار المنع الصادر عن السلطة الشرعية تعرض لللكم من طرف علي بن جلون من عسكر الخلافة وبوابل من السب والشتم والإشارات الماسة بالأخلاق والكرامة.
اعتداء هجيج القومة على والي أمن الدار البيضاء حدث له ما بعده وتباشيره آتية لا ريب فيها في الأيام المقبلة من أجل وضع حد لتطاول صغار الإستبداديين على القانون والسلطة الشرعية.
لقد شنف كبار الإستبداديون أسماعنا بتوجهاتهم السلمية وبرنامجهم السلمي وعلى الرغم من أنهم هذا الأسبوع لا يتوفرون على لافتات مسلحة فقد استعانوا باللكم من أجل ركل ولَكْمِ  والي الأمن.
علي بن جلون الإرهابي السابق في كلية العلوم وضع إسلام الكلمة الطيبة في الرفوف ومهاترات جماعة الخلافة حول طبيعتها السلمية المفترى عليها وكشف عن قناعه وقناع جماعته، وأكورا تكشف الحادث بالصور وتسائل المكلفين بتطبيق القانون، الذين وضعوا القانون في الثلاجة منذ سبعة أشهر وجعلوه موقوف التنفيذ في  شارع 20 فبراير.
 تصدير الفوسفاط يتوقف بفعل فاعل، ونقل المسافرين في القطارات وعبر الترامواي يتوقف بفعل فاعل والمؤسسات العمومية يتم اكتساح فضائها من طرف فاعل معروف غير مجهول، معروف لدى الرأي العام تحت إسم قمارة العدل والإحسان .
إن استمرار الفوضى وانتصار منطقها في شارع 20 فبراير وتعطيل القانون له عنوان واحد هو سيادة العدمية بمنطقها الفوضوي والاستبدادي واستمرارها يهدد المجتمع الديمقراطي بكامله لأن ارتهان المغرب الديمقراطي للأقلية الاستبدادية وصل حدا لا يطاق، فمن من أصول الإحتجاج الديمقراطي احترام القانون واحترام القوات العمومية المكلفة بتطبيق القانون، وما حدث يوم الأحد 24 يوليوز سيكون ثمنه مكلفاً للديمقراطيين الذين تتستر بهم العدل والإحسان لأسباب تكتيكية.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق