19 فبراير 2011

حذارِ من يوم 20 فبراير، فإن غداً لناظره قريب‏

حذارِ من يوم 20 فبراير، فإن غداً لناظره قريب‏
 كانت ثورة فتحولت إلى احتجاج ثم انتفاضة فوقفة فاستقرت في مسيرة
والذين يقولون : لا مجال للحديث عن مؤامرة خارجية واهون أو متآمرون

أولاً نحن لا نتكلم على شباب الفايسبوك الذين أسسوا أول حركة تطالب بالتغيير، والذين كنا نرى أن بعض مطالبهم معقولة نسبياً رغم أن بعض شعاراتهم كانت فضفاضة. وقلنا ربما جاءتهم هذه الفكرة عفوية نتيجة تأثرهم بالقنابل السياسية والإجتماعية المسيلة للدموع، أو ربما أصابتهم الحمى عند شمهم رائحة الياسمين التي لا تزال تتناثر في الهواء وأصبحث تقليد أعمى عند البعض، رغم أن الفرق شاسع بيننا وبين الدولتين اللتين أطاحت بهما ثورات الفايسبوك : ثورات الوجبات السريعة، والحمد لله أن جل المغاربة لا يأكلون هذه الوجبات بل، كلهم يحبون " الكسكسو روايال "، كما يسمى في الفنادق من خمسة نجوم.
فهؤلاء الشباب مع كامل احتراماتنا لرأيهم، لم يكن لهم أي أفق نضالي سابق، الشيء الذي سهل على بعض الأيادي اليسارية والإسلامية وغيرهم من المتمرسين والمتمكنين في الإحتجاجات والوقفات من استقطابهم بسهولة، (لماذا لم تقم هذه الأحزاب والجمعيات والمنظمات بإعلان هذه الإحتجاجات من طرفها شخصياً قبل أن يعلنها هؤلاء الشباب، وانتظرت حتى أصبحوا حديث الخاص والعام لتتلقفهم وتأطرهم بشبابها الحزبي والجمعوي وهم لا يعلمون)، فاصطفت منهم  المتحمسين ومن زرعتهم من قبل، بعد أن أقصت أو أرجعت إلى الوراء أولئك الذين تم فضحهم من طرف بعض شباب نفس الموقع الإجتماعي فايسبوك، (والقصة معروفة فلا داعي لذكرها الآن)، وجعلتهم واجهة لها فأصبحوا يرددون ما يملى عليهم في الخفاء أمام الرأي العام والصحافة الوطنية والأجنبية. في الحقيقة أن هذا الشباب المتحمس كثيراً لم يفطن باللعبة، ربما ما يهمه اليوم هو الظهور بصفة المناضل !!!، أو ربما انخرطوا في هذه الأحزاب التي استقطبتهم دون علمهم، ونسوا وعودهم وتصريحاتهم السابقة، بأنهم أحراراً ولا ينتمون لأي حزب أو منظمة. (غير بعيد فيوم الخميس الماضي 17 فبراير 2011، قالت تهاني، التي أصبحت عضوة في الحركة، في ندوة صحفية، بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط : " إننا شباب طموح ومستقل " لا علاقة له بالسياسة ولا بالجمعيات، له غيرة على الوطن "!!!). والغريب كذلك أن بعضهم خرج علينا مؤخراً إلى العلن، وآخرون كشفوا على وجوههم وهوياتهم بأشكال متنوعة وانتماءـات مختلفة أبرزها هيئات سياسية يسارية ومنظمات حقوقية ومدنية، وأصبحوا يتكلمون للصحافة بصفتهم من قياديي الحركة فأصبحنا نقرأ عبر وسائل الإعلام كل يوم عن إسم جديد لمؤسس الحركة حتى اختلطت علينا الأسماء والحروف والأمور!!!،  أما آخرون ف" الوجبات السريعة الثورية " فتحت لهم الشهية لشعارات تروم لزعزعة البلاد، ودعوات غير مسؤولة تحت غطاء عدم الكشف عن هويتهم عبر الأنترنت والكل لا يعرف حتى الآن عواقب انخراطهم الأعمى في هذه اللعبة. فلماذا في ظل هذا الغموض، وهذه المناورات لا يمكن أن نتكلم عن المؤامرة الخارجية !!!؟. فجميع السيناريوهات ممكنة وإن غداً لناظره لقريب (سأختم لكم بقصة هذه المقولة أسفله للإستفادة والتمعن في الوفاء)، وسأكرر لماذا لا يمكن أن نتكلم عن المؤامرة الخارجية، ولم يمر على أحداث مخيم " أكديم إيزيك " بمدينة العيون سوى أربعة أشهر، هذا الدرس الذي لم يستوعبه حتى الآن أولئك الذين يقولون : " لا مجال للحديث عن مؤامرة خارجية !!! "، ألم تكن مطالب المعتصمين في مخيم  " أكديم إيزيك " مطالب اجتماعية ؟ (السكن والشغل)، مع حرصهم الشديد على عدم تسييس قضيتهم، ورفضهم إدخال أي ناشط سياسي أو رفع أي علم أو ترديد أي شعارات بعيدة عن مطالبهم الإجتماعية. ألم يكونوا متحلين بسلوك حضاري وتنظيم محكم وإدارة دقيقة للمخيم قبل اختراقهم، واقتحام المخيم والإستحواذ عليه من طرف ميليشيات نفذت بدقة تعليمات المخطط الذي رسم لها من طرف أعداء الوحدة الوطنية، الذين أدركوا أن العودة للحرب والهجمات على القوات المغربية ليست مستحيلة لوجيستيكياً فقط، وإنما مرفوضة دولياً أيضاً. أما الآن فهم يعرفون زيادة على ذلك أن شهر أبريل المقبل سيكون حاسماً بالنسبة لقضيتنا الوطنية الأولى في مجلس الأمن.
ألا يعرف هؤلاء الشباب والذين يؤطرونهم أن الأعداء يتربصون بنا ؟ ألم يستحضروا التحديات التي يواجهها وطنهم ؟. ربما لا يدركون هذا، مع العلم أن من يأطرونهم الآن، يعرفون كل هذا ويعرفون عواقبه وزيادة، ومع ذلك لا يهمهم أي شيء.
إن المغاربة قاطبة مع التغيير والإصلاح، ومع كل ما من شأنه أن ينعكس إيجابياً على حياتهم السياسية والمؤسساتية، وعلى معيشهم اليومي في مختلف المجالات، وكلهم ينادون بإقامة توازن جديد للسلط، وكلهم يعرفون أن رسالة ما حدث في تونس ومصر قد وصلت، وأن التغير والتجديد والإصلاحات آتية لا محالة لأنها أصبحت تفرض نفسها، (وغير بعيد، فقد ذكر رجل الأعمال كريم التازي اليوم ل " كٌود ما " إجابة عن سؤال : هل سيكون المغرب مختلفاً بعد 20 فبراير؟، فأجاب : المغرب غادي يكون مختلف. حسن أوريد، كٌال بللي الملكية المغربية تفهم الريح وكتغير، كتعرف باللي ما يقع في العالم العربي راه تسونامي، ولا أظن أن الملكية لا تأخذ بعين الإعتبار هذا التسونامي). فحذارِ من أن يكون وراء هذه المسيرة أو الوقفة أو الإحتجاج أو الإنتفاضة (فلتسمى بأي شيء)، ما وراءها وحذارِ من تكرار أحداث العيون، وكل ما جاءت به من خسائر بشرية ومادية لأن المسيرات الشعبية (أو الإنتفاضات) في الشارع العام عبر العصور عرفت اختارقات واقتحامات خارجة عن إرادتها ودائرتها، وغالباً ما حدثت فيها أعمال عنف عفوية لم يكن من السهل التحكم فيها. فمهما تكلم أصحابها أو منظموها بأنها سلمية، فإنها تخفي وراءها قنابل موقوتة ومشبوهة، لأن قواعد بعض الدخلاء قد تكون ذات أهداف وغايات محكمة التصميم. وأكرر، فلماذا في ظل هذا الغموض، وهذه المناورات لا يمكن أن نتكلم عن المؤامرة الخارجية !!!؟. فجميع السيناريوهات ممكنة.
وإن غداً لناظره لقريب وقصة المثل أن الملك النعمان بن المنذر خرج يوماً يتصيد على فرسه، فطارد حمار وحشي وزاغ عن رفاقه وأمطرت عليه السماء فطلب ملجأ، فجاء إلى بناء وجد فيه رجلاً من " طيء "، يقال له " حنظلة " ومعه إمرأته. فذبح الطائي له شاة وأعد له خبزاً وأطعمه ولم يكن يعرفه، فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال : يا " أخا طيء "، أطلب ثوابك، أنا النعمان، فقال الطائي : سأفعل إن شاء الله. ثم مضى النعمان ولحق بالخيل إلى الحيرة، ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابته نكبة وجُهد فقالت له إمرأته : لو أتيت الملك لأحسن إليك. فذهب الطائي إلى الحيرة، فوافق مجيئة يوم بؤس النعمان، فلما رآه النعمان قال له : أفلا جئت غير هذا اليوم، والله لو سنح لي في هذا اليوم إبني لم أجد بداً من قتله، فاطلب حاجتك من بالدينا، واسأل ما بدا لك فإنك مقتول فقال الطائي : وما أصنع بالدينا بعد نفسي، وإن كان لابد فأجلني حتى أعود لأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم، ثم أعود إليك، قال النعمان : أقم لي كفيلاً على ذلك (الضمانة)، فوثب إليه رجل من كلب يقال له قراد، فقال للنعمان : هو علي فضمنه إياه. ثم أمر النعمان للطائي بخمسمئة ناقة، فمضى بها الطائي إلى أهله وكان قد أعطاه أجل عام من الأيام. فلما حال على الطائي الحول وبقي من الأجل يوم واحد فقط قال النعمان لقراد (الضامن) : " ما أراك إلا هالكاً غداً "، فقال له قراد :‏ " فإن يَكُ صدر هذا اليوم وَلَّى‏ ـ فإن غداً لناظره قريب‏ ". وبينما كان قراد يُعَدُّ للقتل إذ ظهر لهم الطائي، فقال له النعمان: " ما الذي حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل؟.."، قال الطائي: " الوفاء" ، ثم عفا عنه النعمان.‏
فأين وفاؤنا  لوطننا ولمقدساته العليا ؟ و مرة أخرى " إن غداً لناظره قريب‏ ".


عبد الواحد التطاوني

ها ما قال فلان " حركة حرية  وديموقراطية الآن تلغي مشاركتها في مسيرة 20 فبراير

الحركة الأولى والأم تلغي مشاركتها وتفضح من يحاولون الركوب على ظهرها حسب بلاغ بصوت وصورة مؤسسها الأصلي وتوقيع شركاؤه أذخل هنا لمشاهدة التسجيل :
http://marocwikileaks.blogspot.com/2011/02/20_20.html

عبد الواحد التطاوني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق