قبل الخوض في هذا الموضوع الخطير يجب الإشارة إلى أننا ندرك أن تقارب الثقافات وحوارها أصبح من السمات الضرورية، وتعليم اللغات الأجنبىة كلغة ثانية أو ثالثة أو رابعة ... شيء ضروري، لكن بعد تعليم اللغتان الوطنيتان أو إحداهما على الأقل، وليس الإكتفاء بلغة أجنبية أولى وثانية وثالثة و... وإقصاء اللغة الوطنية الأم منذ التعليم الأولي في المدارس الأجنبية المنتصبة في بلدنا ( لا دين ولا لغة ولا ثقافة ولا تراث ولا مواطنة ولا ذاكرة ولا تاريخ وطني وإسلامي، سوى دين ولغة و... وذاكرة وتاريخ وسلوكيات وطريقة عيش الأجنبي، بل يحتفل ويتمتع أبناءنا (المغاربة المسلمين !!!)، حتى بعطله وبأعياده الدينية والوطنية، في عقر دارنا). فهذه أهداف وأغراض دينية وسياسية لا يمكن أن نتجاهلها، ولا يمكن تجاهل أن الغرب يسعى أن يتبث أقدامه ودينه على حساب لغتنا وثقافتنا وتاريخنا وديننا وتقاليدنا وتاريخنا، بعد أن فشل في تنصير أجدادنا وتنصيرنا بطرقه التقليدية، هاهو اليوم يحاول نهج طرق أخرى
وسياسة جديدة مع أبنائنا، لطمس هويتنا الإسلامية، وهدم لغتنا وثقافتنا في حرب دينية جديدة، بعد أن بدأها بمحاكم التفتيش وبالتنصير، حولها في عصرنا هذا إلى حرب ضد الإرهاب، وهو يصنع موازاة مع ذلك، جيل جديد ويهيئه ليكون قابلاً للإنسلاخ من دينه وهويته وثقافته لتسود في العالم ثقافة واحدة ومنظومة العولمة الوحيدة، ظناً منه أنه سيضعف الإسلام، بجيل مهجن لا هو عربي مسلم ولا هو غربي مسيحي، وسيطفئ نوره بمناوراته الفاشلة، لكن هيهات ثم هيهات، يقول تعالى في سورة الصف : "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ". ونحن من جهتنا لا نخاف على الإسلام، لكن غرضنا هو فضح المخططات البئيسة، ولأبناء وطننا الأحرار نقول : "
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ "، فترقبوا الدليل والبرهان على التنصير في المدارس الأجنبية بالمغرب.
الخطير هو محاولة تنصير الناشئة (الأطفال) منذ السنوات الأولى من التعليم، والأخطر هو أن يكون آباؤهم المغاربة (المسلمين !!!) على علم بذلك، بل يؤدون مبالغ هائلة من أجل تعليم (تنصير) أبناءهم !!!.
أولاً، لابد أن نُعرف بهذه المدارس الأجنبية في المغرب، والتي لا تلتزم حتى بتدريس اللغة العربية وفى أحيان كثيرة لا تقوم بتدريسها على الإطلاق، وأصبح نشاطها لا يقتصر في التعليم والثقافة فقط، بل أصبح من بين نشاطها التنصير وبطريقة بيداگوجية ذكية وعصرية كما سنرى، ولا أحد يعرف عنها شيئاً، (سوى الأعباء المالية الضخمة التى تطلبها وتصل إلى عشرات الآلاف من الدراهم)، ربما حتى وزارة التربية والتعليم المسؤولة الأولى عن التعليم فى المغرب، لا تعرف هي الأخرى عنها وعن برامجها ومناهجها وجوانب سلوكاتها وما تروج له من أشياء تتنافى مع الدين (المغرب له مرجعية إسلامية حسب الدرستور)، والتقاليد والعقائد والأعراف المغربية الإسلامية، أي شيء ( أكيد أن بعض أولياء التلاميذ على علم بذلك، وهم سعداء أمام أبنائهم الصغار وهم يتحدثون اللغة الأجنبة ولا يتكلمون لغتهم العربية أو الأمازيغية، ويتباهون أمام الناس : Simo (السي محمد أو السي احماد)، viens ici)، بل ربما السلطات المختصة لا يمكن لها افتحاصها حتى تتمكن من التعرف على حجم الأموال وما تجنيه من أرباح هائلة، وكيفية وحجم التحويلات إلى خارج الوطن ( أرقام خيالية ومبالغ رهيبة تحصل عليها، قد تصل إلى الملايين مدفوعة من طرف تلميذ واحد فى السنة !!!)، وكأنها تتمتع بحصانة دبلوماسية، ومن يدري إن أصبحت الدبلوماسية تمتهن التجارة !!!.
إننا أمام معضلة خطيرة، خصوصاً وأن عدد التلاميذ المغاربة (المسلمين)، في هذه المدارس يفوق بكثير عدد التلاميذ الأجانب (المسيحيين)، الذين من أجلهم وجدت هذه المدارس، والمصيبة العظمى هي أننا إن بقينا على هذه الوثيرة سنجد أنفسنا أمام جيل لا يتحدث لغته الوطنية، وسيتعرض مجتمعنا لانفصال وتفاوت طبقي رهيب في تركيبته، وسنرى مواطنين جدد من صنع هذه المدارس، لا يعرفون عن الإسلام أي شيء بل أصبحوا مسيحيين، أليس هذا تهديداً لديننا ولمجتمعنا المغربي في أهم مقدساته ومقوماته ؟.
((ملاحظة : في مدارس سويسرا مثلاً، يحترمون التلاميذ المسلمين ولا يدرسون لهم الإنجيل، وفي المطاعم المدرسية، ورياض الأطفال لا يقدمون لهم المأكولات التي تحتوي على لحم الخنزير، بل اللحوم حلال !!!، حتى وإن اقتضى الحال يأتون بأكلهم الحلال مطبوخاً حلالاً طيباً من منازلهم. وبالمناسبة أين هو المدعو أحمد عصيد العلماني الحداثي الأمازيغي المغربي الذي ينادي بإلغاء التربية الإسلامية من المدارس المغربية ؟!!!، له الحق في أن يقول ذلك ما دامت بعض المدارس الأجنبية بالمغرب، لا تدرس سوى تاريخ بلدانها وتتجاهل تاريخنا باستثناء تاريخ الأمازيغ (الذين مازالت تسميهم البربر)، لا لشيئ سوى لغرض في نفس الكنيسة !!!))، ولكل مشكك أن يبحث في ما نقول عسى أن يطمئن قلبه.
لنرى الآن أدلتنا وماذا حصل مؤخراً في غفلة عنا، ونتمنى ألا يكون في غفلة عن أعين سلطاتنا. فقد وصل إلى علمنا أن سيدة مغربية مسلمة غيورة، إبنة أختها تدرس في مقرر اللغة الفرنسية للسادس إبتدائي في إحدى المدارس التابعة للبعثة الفرنسية، فإذا بها تشير إلى رجل بالصورة وقالت لها هذا هو الله (نستغفر الله)،
إضغط على الصورة لترى حجمها الطبيعي
فرأت الصورة فاستغربت، تقول، كثيراً لوجود مثل هذه الصور في هذا المقرر (وفي المغرب)، والتي تجسد الذات الإلهية، وتصور الله كأنه رجل ذو لحية بيضاء (نحن نعرف أنهم يعنون هنا سيدنا عيسى عليه السلام، الذي يعتبرونه بثلاتة أقانيم : فهو عندهم الله، وإبن الله والروح القدس، تعالى الله علواً كيراً عما يعتبرون، وعما يقولون ويصفون، هذا ما يلقنون لأبناء المغاربة المسلمين، الذين اختاروا لأبنائهم هذه المدارس، عوض المدارس الحكومية أو الخاصة المغربية؛ يقول المثل المغربي : " اللهم قطران بلادي، والا عسل بلدات الناس ")، وايضاً صوراً أخرى لسيدنا آدم و حواء وهما عاريان تماماً.
وقرأت في موضوع ما يشير إلى أن الله يشرب الخمر (ويكيليكس : هذا موجود في أناجيل النصارى)،
وأن الله قد خلق السموات والأرض في ستة أيام واستراح في اليوم السابع، وهذا ما يدعيه اليهود،
لقد صدمت، تقول السيدة، وهي تقرأ مثل هذه التفاهات في مقرر اللغة الفرنسية للسادس إبتدائي، وتساءلت أين هي الوزارة ولماذا قبلت بهذا المنهاج الموجه للأطفال ؟!!!. وتضيف أنها تذكرت ما حصل لمدرسة بريطانية حوكمت بسبب خطأ غير مقصود حين وضعت قرصاً مدمجاً به مشاهد مخلة بالحياء لأطفال الإبتدائي عوض الدرس وقابل أولياء التلاميذ الأمر بالإحتجاج والمطالبة بمعاقبة المعلمة، ودعى الأمر إلى جلب مستشارين نفسانيين لهؤلاء الأطفال بسبب ما حصل (ويكليكس : لمذا تصدمين سيدتي !!!، لو حصل هذا عند بعض أولياء التلاميذ الذين نتحدث عنهم، لسموا ذلك انفتاح وحداثة، وحرية لا ندري ماذا !!!، والتربية الجنسية ووو ومبررات أخرى، ولكانوا سعداء أمام أبنائهم الصغار وهم يتحدثون لهم عن ذلك، كما ذكرنا عن اللغة)، فكيف ونحن بدولة إسلامية هي المغرب، تضيف السيدة، وأين هم أولياء التلاميذ الذين قبلوا لأبنائهم بهذا المنهج الذي يعلم الأطفال أشياء مغلوطة يؤمن بها اليهود والنصارى وهي بعيدة عن قيم ديننا وفيها شبهات كثيرة،
ناهيك عن أن مقرر السادس إبتدائي ينشر المسيحية بطريقة فنية ذكية ويرسخ افكاراً بعيدة عن الدين الإسلامي ... وتمنت السيدة، من القائمين على التعليم أن يتخدوا إجراءات لازمة لمنع هذا المقرر الذي يدرس في المؤسسات التعليمية الأجنبية، لأن إبنة أختها حين أرادت أن تشرح لها أن الله لا يشبهه أي شيء وأن الصورة ليست لله، لكنها قالت لها ببراءة طفلة يمكن أن يكون الله كذلك !!!.
تعالى الله علواً كيراً عما يعتبرون، وعما يقولون ويصفون، وعما يلقنون لأطفال المغاربة (المسلمين !!!). وتمنت السيدة في الأخير، من الجميع أن يساعد في النشر لتعم الفائدة وننقذ أطفالنا من هذه التفاهات التي يعلمونها لأبنائنا المسلمين. (إنتهى ما قالت السيدة).
فقبل يومين، أثارت جريدة " الخبر "، الضجة الإعلامية التي قامت بجهة سوس ماسة درعة، بسبب طبيعة النشاط الديني المحظور الذي سبق وأن شهدته مدارس سابقاً من طرف مدرسين أجانب ضمن حملات التنصير المنظمة التي تقودها منظمات أجنبية بالمغرب. بعد نشرها لخبر قيام معلمة تابعة لإحدى المؤسسات التعليمية الفرنسية بأكادير، بعمليات تنصير عن طريق إخضاع التلاميذ بما فيهم أبناء المسلمين، بتقييم تربوي في مادة إنجيلية محضة. (ويكيليكس العلمانية عندهم حاسمة : المدارس الدينية تسمى المدارس الإنجيلية، أما هنا فنحن أمام بعثة ثقافية وليست دينية !!!، فأين هي العولمة التي يريدون أن نطبقها وهم لا يطبقونها، بل يطلقونها الطلاق الثلاث). ومازالت النيابة التعليمية بأكادير، لم تعلق بعد على القضية، رغم هذه الضجة الإعلامية، ورغم استياء بعض أولياء أمور التلاميذ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق