13 فبراير 2011

توزيع هبة ملك السعودية يثير احتجاجات بآزمور

توزيع هبة ملك السعودية يثير احتجاجات بآزمور .

إستياء من إقصاء السلطة للعديد من المعوزين والأرامل ومنحها إلى غير المستحقين
 تظاهر يوم الخميس الماضي، العشرات من سكان مدينة أزمور والمناطق المحيطة، احتجاجاً على ما وصفوه بسوء توزيع الهبة الملكية التي قدمها العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز
 
الموجود في فترة نقاهة بمنتجع مزاغان منذ مدة. واحتل المتظاهرون الغاضبون الذين كان أغلبهم من النساء والأطفال والمعاقين صباح أمس مبنى المقاطعة الثانية، مرددين شعارات تستنكر الطريقة التي وزعت بها السلطات المحلية المساعدات. وأخلي مقر المقاطعة صباح أمس من الموظفين وأغلقت المكاتب، بعد دخول المحتجين الذين طالبوا بلجنة تحقيق في ما وصفوه بالخروقات التي شملت عملية توزيع هبة العاهل السعودي. وغابت جميع المظاهر الأمنية عن الإحتجاج الذي وقع على بعد بضعة أمتار عن الدائرة الأمنية، إذ وقف رجال الشرطة يراقبون الوضع من بعيد مخافة تطور الإحتجاج إلى أعمال شغب.

وعلمت " الصباح "، من مصدر مطلع، أن المبلغ الإجمالي لهبة العاهل السعودي وصل إلى 480 ألف درهم وزعت على 160 شخصاً بمبلغ 3 آلاف درهم لكل مستفيد، وأضاف المصدر ذاته أن عملية التوزيع التي أثارت موجة كبيرة من الإحتجاجات بين صفوف السكان بوشرت بدار الشباب القريبة من المقاطعة الثانية. واصطف المحتجون، صباح الخميس، داخل مقر المقاطعة الثانية وخارجها، رافعين شعارات تطالب بإعادة عملية التوزيع وتحيين اللوائح التي حددت على أساسها لائحة المواطنين الذين استفادوا من الهبة المالية، واتهم المحتجون أعوان السلطة بعدم التدقيق في الأحوال المالية والمعيشية للمسجلين في لوائح الإستفادة. وطالب المحتجون بإعلان اللائحة النهائية للمستفيدين للرأي العام في إطار مبدأ الشفافية الذي يجب اعتماده في مثل هذا النوع من الأنشطة، موضحين أن إعلانها سيمكن من التأكد ما إذا كان الأشخاص الذين شملتهم اللائحة يستحقون الاستفادة.     
إلى ذلك، أكد مصدر مسؤول من السلطة المحلية أن عملية الإستفادة من منحة العاهل السعودي تمت بطريقة عادية، اعتماداً على لوائح المعوزين المسجلين لدى المقاطعة، وأكد المصدر ذاته أن القيمة المالية للمساعدة جعلت أشخاصاً غير معنيين بالإستفادة يبحثون عن طريقة لإستفادة بأي شكل. واتهم المصدر ذاته عناصر لم يحدد هويتها بالتشويش على عمل أجهزة السلطة المحلية بالمدينة، لأنها لم تسمح لها بالإستفادة. وكان العشرات من السكان نظموا أول يوم الأربعاء، مسيرة احتجاجية ووقفات صاخبة أمام دائرة آزمور والمفوضية الجهوية للأمن والحديقة العمومية وسط المدينة، احتجاجاً على ما أسموه " الإقصاء " من الإستفادة من الهبة
.
إسماعيل روحي وأحمد ذو الرشاد (آزمور)  

كلمة ويكيليكس
هؤلاء المواطنين المعوزين والأرامل يستحقون الهبة كيف ما كان الحال، ولقد أتيحت لهم الفرصة للإحتجاج والتعبير عن الإقصاء. نحن بدورنا ننضم إليهم وندد بهذا الظلم، فلولا الحاجة لما ضيع هؤلاء المساكين وقتهم وجهدهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لكن بالمناسبة ما يجهله الجميع، وأظن حتى أصحاب الحال المركزيين !!!، ولا يمكن الإحتجاج عليه، هو أن الأمراء الخليجيون الذين يحبون المملكة المغربية ويترددون عليها، من فينة لأخرى، للإستجمام في إقاماتهم. فإنهم منذ نزولهم في المطار (في أي مدينة) وطيلة إقامتهم وهم يوزعون الهبات !!!. هل على المواطنين ؟ لا ...، على المعوزين ؟  لا ثم لا ...، على الأرامل ؟ لا وثلاث مرات لا... فعلى من يا ترى ؟ بكل بساطة على الذين لا يستحقون ذلك، كيف هذا ؟.
في المطار حين تختم جوازات سفرهم، يمنحون الهبة أو كما يسمونها " الإكرامية "، وهذا شيء لا يحتاج إلى هبة، أو " إكرامية "، لأن موظفونا في المطارات لا يقومون إلا بواجباتهم المهنية (موظفون على اختلاف مؤسساتهم)، وأثناء إقامتهم فرجال الأمن والدرك والجيش الملكي والقوات المساعدة لا يقومون هم كذلك إلا بواجبهم من أمن وسلامة وحراسة. فلماذا تعطى هذه الهبة هل يقومون بأعمال خارقة للعادة ؟.
حسناً إلى هنا تحاملنا كثيراً على هؤلاء الرجال الأمنيين والدركيين والجيوش والقوات المساعدة، لكن هذا واجبنا وليعذرونا لأن أكثرهم لا يتوصلون ولو بسنتيم واحد، وفي أحسن الأحوال سوى بشيء من " الفتات " للبعض منهم، من الهبة التي هي أصلاً منحت لمن تعب وسهر الليالي في الحراسة، ومع كامل الأسف لا يتوصلون بها من رؤسائهم (الذين لا يقوم بأي جهد يستحقون عليه " إكرامية " سوى حضورهم يوم وصول الشخصية المعنية ويوم ذهابها !!!)، الذين يقبلونها على أساس أن يوزعوها على (حتى لو قلنا جدلاً)، من يستحقونها، لكنهم يوزعونها في جيوبهم ويرمون ببعض فتاتها إلى مساعديهم وأتباعهم المحظوظين، أومن كان شاهد عيان عليها طبعاً من المقربين بل، حتى على من لا يستحقونها أصلاً !!!. وبالمناسبة فالمبلغ يصل إلى مئات الآلاف من الدراهم لكل جهة !!!.
على هذا الأساس فإننا نرى أن هؤلاء المواطنين المعوزين والأرامل من قاطني " آزمور "، فعلاً هم محظوظين كثيراً لأنهم تمكنوا من الإحتجاج ويعرفون مبلغ الهبة، ولا شك أن رسالتهم وصلت وربما سيحظون بهبة مرة أخرى !!!، والسلطات المحلية محظوظة أكثر لأنها قالت، على الأقل، أنها وزعت هذه الهبة اعتماداً على لوائح المعوزين المسجلين لديها !!!.أما رجال الأمن والدرك والجيش الملكي والقوات المساعدة المعنيين بهذه الهبات حتى ولو سمعوا بها، بل وحتى المحظوظين منهم الذين يتوصلون بالفتات فإنهم لا يعرفون مبلغها ولا يمكنهم الإحتجاج بتاتاً لطبيعة عملهم الذي يمنع ذلك.
هنا بعض الأسئلة تطرح نفسها : هل طبيعة عملهم عموماً، تسمح لهم بقبول الهبات من هذا القبيل ؟ بل أكثر من هذا لأن هذه الهبات قد تصل في بعض الأحيان إلى وصلات توزع، على المحظوظين طبعاً، ليتسلموا عدة سيارات " دوبلفٌي " (كما وقع في إحدى مدن المملكة الجنوبية، وحتى لو كانوا هم الذين قدموا خدماتهم المفروضة والواجبة عليهم قانوناً مباشرة لهؤلاء الضيوف، فمن العبث أن يستحقون عليها سيارات جديدة !!!)، وتذاكر الحج مع الإقامة في خمسة نجوم وما خفي فهو أعظم. وهل الهبة تحق لمن يقومون بواجبهم ويأخدون عليه أجراً مستديماً هي حلال ؟، ألا تدخل في خانة " الرشوية الراقية " هنا. لو كنا في فرنسا لسمينها " بو دو فان " Pot-de-vin"  (مبلغ من المال بطريقة غير مشروعة منح لشخص مقابل خدمات من واجبه القيام بها)، والتي تعني بالعربية بكل بساطة، وبحروف كبيرة " الرشوة " ولعاقب القانون من تسلمها !!!.
ولكل لبيب واسع النظر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق