14 مايو 2011

20 فبراير في تحدي سافر لرموز الوطن العليا

20 فبراير في تحدي سافر لرموز الوطن العليا

كلنا يعرف حركة 20 فبراير المباركة، لا ندري أية بركة جاءت بها سوى مباركة المنافقين في الدرك الأسفل من النار لها. ربما الكثيرون من الأحرار يعرفون أنها حركة سياسية يسارية راديكالية تنشط تحت غطاء جديد لليساريين والعدليين وحركة "مالي" (لأكلة رمضان) وحركة المثليون الجنسيون أو الشواذ "كيف كيف" التي أسست في يونيو2007 في العاصمة الإسبانية مدريد وسط حضور ودعم دولي واستنكار كل مغربي حر.
كل هذا الأخطبوط ينشط، كما قلنا، تحت إسم حركة 20 فبراير والكل تساءل ويتساءل عن السر في هذا التحالف الغريب، والغير الطبيعي مطلقاً، خصوصاً وأنه جمع أقصى اليسار وحركاته الراديكالية والعلمانية والذين ليس لهم أي اهتمام بالدين الإسلامي، بأقصى اليمينبين الإسلاميين المتطرفين كالعدل والإحسان، بل حتى مع الإسلاميين المعتدلين كالعدالة والتنمية (من جهة، شباب أحزاب يسارية علمانية، كالنهج الديموقراطي ومنظمته المغربية لحقوق الإنسان التابعة لها، والحزب الإشتراكي الموحد، بل حتى شباب الإتحاد الإشتراكي الذين أطلقوا على أنفسهم اتحاديو 20 فبراير، وشباب أحزاب أخرى يسارية أو تحن إلى اليسار الراديكالي، بنسائها ورجالها وخلاياها وقيادات دائراتها السياسية، وحركات أمازيغية متطرفة نواياها معروفة، مع حركات علمانية أخرى كحركة " مالي " التي تدافع عن أكلة رمضان، و" كيف كيف " للشواد، وهذه الحركات يمكن أن نصنفها في خانة اللاَّدينين، بحكم ما يدعون إليه والذي هو مخالف للإسلام. ومن جهة أخرى، شباب جماعة العدل والإحسان هو الآخر بنسائه ورجاله وخلاياه وقيادات دائراته السياسية، وشباب العدالة والتنمية وبعض قياديي دائرة حزبه السياسية، ممثلاً في حركة " باركا ").
فالأولين والآخرين تفرقهما الأفكار والمرجعية والتاريخ منذ ولادتهما، فكيف للمسلم أن يتحالف مع الشيطان ؟،  الجواب هو كذلك يعرفه الجميع، ولا داعي لذكره، وسيتضح لا محالة، مرة أخرى في موضوعنا هذا.
فبعد أن استعرضت حركة 20 فبراير عضلاتها في الشارع بكل هذه المكونات التي يعرفها الجميع، إلا بعض أصحاب النفاق السياسي والصحفي على الخصوص، ممن يتجاهلون لئلا نقول يجهلون لأنهم أول العارفين (وبمناسبة ذكر العارفين نتساءل عن الدولة التي عرفت وتعرف قبلنا كل هذا وأكثر، ولم نرى أي رد فعل من جهتها لإيقاف هذا المد التطرفي الذي خرج عن المألوف وبدأ يطالب ب " الإسقاط " يميناً وشمالاً ومن القمة إلى القاعدة، وماذا تنتظر ؟!!!، وهي تعرف أن هذا هو هدفهم جميعاً، أم أنها تتعامل بنفاق كما تتعامل بعض الأحزاب التي تدعي الإعتدال، وتتشدق بالملكية ظاهرياً، وإلا كيف لها أن تفسر لنا هي الأخرى، تحالفها مع الشيطان، وصمتها إزاء شبابها المكونين لحركة 20 فبراير، التي هَمُّ أصحابها هو إسقاط النظام، ولا حرية ولا كرامة ولا ولا.. " بوزكري ". ولا تقل لنا هنا (طبعاً الأحزاب)، حرية التعبير، ولا تحاول إضفاء الصفة الديمقراطية، هذه المرة على أحزابها، وهي " تغتصبها (الديمقراطية) وتلوي عنقها، لأننا نعرف أنها هي من تقرر، بل تمنع  منعاً باتاً وكلياً حتى أي تكتل داخلها، طالما أنهم قبلوا (الشباب)، التأطر في إطار الحزب !!!). نقول بعد أن حشرت 20 فبراير،أنفها في كل شادة وفادة باسم الشعب الذي هو منها براء، دون ردع حتى ظنت نفسها المحرك الوحيد للإصلاحات، وهي دائماً تتكلم عن التصعيد بعد أن نكثت العهود سواء في ما يتعلق بالتأطير أو بطبيعة المطالبات والشعارات أوبتوقيت ومكان الإحتجاجات. فالغبي سيتساءل، كيف يعقل أن شباب يقولون عنهم مستقلين لا ينتمون لأي حزب أو جماعة أو حركة، وافدين جدد على العمل السياسي، يكون عندهم تأطيراً محكماً وشعارات متطرفة قديمة ولوجيستيك، ويستقطبون ألذ أعداء المخزن لإنزالاتهم المكثفة ويحولون مسيراتهم الإحتجاجية السلمية، يا حسرة، المطالبة بالتغيير كما يدعون، إلى مطالب أكبر بكثير من مطالب الشباب الحر، ويصبح صوتهم أكبر من صوته مطالبة في شعاراتها بخصوص الملك :
" تعيى تعيى ما تخطب، راك غير كتهدر " و " تقاد ولا خوي لبلاد " و " هذا المغرب وحنا ناسو ". و" للنظام الرحيل شعبنا عندو البديل " و " لا رعايا لا قداسة شعبنا يختار الساسة " ووو... الله يلعن اللي ما تايحشمس. لقد بانت نواياهم ونعرف حتى ماذا يخططون، وسنخبرهم ببعضه بعد هذا الشريط، ويقولوا " عاودثاني " حنا مخزن !!!.

فكيف استطاع ليلة الثلاثاء الماضي في مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، علي بن جلون من العدل والإحسان أن يفرض على حركتهم 20 فبراير الخطة والبرنامج النضالي الخبيث الذي سطره شيوخ جماعة العدل والإحسان، (الذين يقولون نحن نساند كل حركة تخرج إلى الشارع لكي تطالب بالتغيير ليس إلاَّ !!!)، ويمررها في شكل قرارات أولها مسيرة يوم الأحد 15 ماي بالحي المحمدي، ثم مسيرة يوم الأحد 22 ماي بشارع الشجر بابن امسيك، وأخيراً مسيرة يوم الأحد 29 ماي إنطلاقا من ساحة النصر متبوعة باعتصام إنذاري. مع الإصرار على أن يحملوا في هذه المسيرة الأخيرة أوراق صفراء إنذارية.
وكيف اتفق علي بن جلون هذا (الذي يلح على إقصاء وتهميش الحساسيات الأمازيغية، والأطراف السياسية الأخرى كشبيبة الإتحاد الإشتراكي والعدالة والتنمية الذين أقحموا قادتهم في هذا الشذود السياسي)، مع يوسف مزي الماركسي الراديكالي، ونبيل أصواب من حزب المؤتمر، ومنعم أوحتي من حزب الطليعة، وسامي ملوكي من النهج الديموقراطي، رغماً عن أنف من يدعون أنهم مستقلين (الذين يراودهم هم كذلك حلم الجمهورية)، فأين هو الشباب الذي يقال عنه حر ولا منتمي ؟ !!!.
فإذا كنتم في دار غفلون، فنحن نعرف أن كل هذا سهله ما تم التداول فيه مؤخراً بمنزل فؤاد عبد المومني بالرباط، حول دعم اليساريين لخطط العدل والإحسان. والأيام القليلة الآتية كفيلة بأن تبين للرأي العام حقائق أخرى عن حركة 20 فبراير. في نتظار ذلك
وعلى ضوء ما أصبح يحدث من عمل مشبوه في هذه الحركة صاحبة الأعلام السوداء والعياذ بالله (ولأي وطني حر أن يلاحظ أنها لم ترفع ولو علماً وطنياً واحداً في أي خرجة، أو مظاهرة، أو مسيرة، أو وقفة من وقفاتها، لتبرهن عن انتمائها لهذا الوطن، بل ترفع أعلاماً دخيلة سوداء أو غريبة ملونة، ولا أحد من عباقرتها فكر في ما معنى، أعلام سوداء ترفرف فوق رؤوسهم!!!)، خصوصاً هذه التحالفات الأخيرة والإختراقات القوية من طرف اليساريين والحركات الشاذة التابعة لهم والعدليين من جهة، وعناصر ذات ميولات سلفية، وأخرى مخربة، والخطة التي اعتمدتها الجماعة لتفجير الأحياء الشعبية تحقيقاً رؤية شيخها، وسقوطهم في فخ السلفية الجهادية المسكينة (التي ظلم جميع عناصرها ورمي بهم بهتاناً في غياهب السجون وهم أبرياء، يحبون وطنهم ولا يقدرون على المشي ولو فوق نملة من كثرة حيائهم وحفاظاً عن حياتها، وما يتحدثون عنه في أشرطتهم في اليوتوب خير دليل على ذلك، دون إشعال فتنة ولا تحريض عليها، ولا نتكلم هنا عن الجماعة ككل، لأننا نعرف أن هناك أبرياء أو مظلومين من سجنائهم، وأن هناك آخرين ليست لهم أفكار أو سلوكات متطرفة أطلق الله سراحهم وعوضهم الجنة)، والتي دعتهم إلى اقتحام  مبنى المقر المركزي للمخابرات المدنية المغربية أو ما سموه بالمعتقل السري لتمارة، وبما أنهم رعايا أذكياء لا يستفزون مخزنهم وثوابت دولتهم، ويعرفون جيداً حساسية وطبيعة عمل المخابرات كما هو متعارف عليه في أرقى بلدان العالم الديمقراطية منها وغير الديمقراطية، وأنهم ليسوا مجحفين في حق وطنهم، وغير متنكرين لوطنيتهم، وحاشى ما عاذ الله، أن يكونوا مساهمين في خلق البلبلة والفوضى في بلدهم، فقد استجابوا لفخ إخوانهم الإسلاميين، في الله، وقرروا أن يقوموا بفسحة إلى هذه الإدارة التي توجد في نفوذ دائرة " أكٌدال حي الرياض " بالرباط ويسمونها معثقل تمارة !!!، يوم الأحد 15 ماي.

المصيبة أنهم يتكلمون باسم الشعب
فحذار من تساؤلاتنا عن صمت الدولة التي تعاملت معهم حضارياً حتى الآن، وحذار من الضربة الجسيمة بهم وإنزالهم إلى ركبتيهم، وهذا أمراً لا بد من أن يحدث لأن خروجهم في رحلة الشتاء بأمطارها، واستعراض عضلاتهم في رحلة الربيع بياسمينه، لا شك أن صيفهم سيصبح خريفاً، وستنقلب الآية لتتساقط أوراقهم في رحلة الخريف، قبل رحلة الصيف !!!، لأن فيهم من لا يؤمن خصوصاً، بآية وقصة سورة قريش، لإيلاف التي جاء بها كلام الله : " لإيلافِ قُرَيْشٍ* إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ". وفي كلام الله هذا آية أخرى لهم، لأنهم ليس فيهم ولو حس واحد لشكر الله على نعمه قليلة كانت أو كثيرة، وهذه سنة الحياة، والأمن والأمان والإستقرار الذين ينعمون بهم مقارنة مع  دول الجوار، وبدؤوا بالزيادة المفرطة (الضصارة) في سرعة مطالبهم التي كانت المعقولة، فأصبحت شادة وخيالية ومخالفة للعقل والأدب والأخلاق والقانون.
 و حذار من أن تصبح الفسحة أو ما يسمونه ب " البيكنين "، " عصاإيتيك " من العصى أو " إعتقالإتيك " من الإعتقال، وتتساقط حينها الأوراق الأخيرة في خريفهم مطبقين فوائد قوم (الجماعة والسلفية) عند قوم (20 فبراير) مصائب، لأن صمت المخزن هذا ما هو إلا هدوء طبيعي لما قبل العاصفة، ضد أخطبوط يريد أن يمد أذرعه الى جميع الإتجاهات والمطالبة بالرفض من أجل الرفض. فإن غداً، أو بعده، لناظره قريب !!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق