16 مايو 2011

والله إنه مقطع مخزي ووصمة عار على جبين جميع المغاربة الأحرار

والله إنه مقطع مخزي  ووصمة عار على جبين جميع المغاربة الأحرار
أين هي الكرامة ؟، أين هي المواطنة ؟، أين هي الوطنية التي يدعي بعض المغاربة ممارستها ؟. هناك مغاربة مال الوطن، وهناك مغاربة مال أنفسهم، فالأولين يفدون الوطن بالمال والنفس، والآخرين همهم الوحيد هو الفساد والمال، وهؤلاء هم من يجب محاربتهم وفضحهم، شأنهم شأن أولئك الذين خرجوا لنا هذه الأيام بدعوى محاربتهم للفساد والمفسدين، متعثرين في تحالفاتهم المتناقضة والغير طبيعية مطلقاً، خصوصاً وأنها تجمع أقصى اليسار وحركاته الراديكالية والعلمانية، والتي ليس لها أي اهتمام بالدين الإسلامي، بأقصى اليمين الإسلامي المتطرف كالعدل والإحسان، ومن النقيض إلى النقيض ازدادت عليهم السلفية الجهادية !!!،


مما زادهم ارتباك في المطالب والشعارات القديمة قدم أحزابهم التي لها تاريخها الدموي وإنتماؤها الخارجي. وعن سابق إصرار وترصد بدؤوا يشتغلون جماعة، وفق خريطة طريق يفوح منها أكبر فساد، وتنمو عن نيتهم الخبيثة في المساس بالأمن والنظام وبأعلى سلطة في البلاد، وهذا ما جعلهم بمعزل عن الشعب، رغم أنهم يريدون التكلم باسمه وهو منهم براء، لأن كل تصرفاتهم شاذة ويستحقون بجدارة أن يكون باب طريقهم مسدوداً وآيلاً للسقوط في القريب العاجل، إن شاء الله.
المثير في كل هذه التناقضات والمفارقات والشذود، أن بعض وسائل الإعلام خصوصاً الإلكترونية، أصبحت أكثر راديكالية وتناقض ومفارقة وشذود منهم، بل أصبحت هي الناطق الرسمي لهم، تمثلهم وتدافع عنهم بكتاباتها ونقل أطروحاتهم ونعت رجال الأمن الذين يتدخلون لاستثباب الأمن بالقوات القمعية ((قالت إحداهن : " بدأ المخزن وقوات القمع المغربية في إرتكاب المجزرة "، في إشارة إلى رجال القوة العمومية الذين تدخلوا لضبط الأمن، ضد سجناء السلفية الجهادية الذين تمردوا ودخلوا في عصيان غير مسبوق، بعدما عمد أزيد من 240 معتقلاً الى التمرد على إدارة سجن الزاكي بسلا يوم 2011.5.16، (قبل أن تتبعهم سجون أخرى كالقنيطرة وفاس وطنجة)، واحتجاز موظفين كرهائن، وهاجموا بعنف الحراس، ورجال القوة العمومية، إذ وصلت حصيلة الضحايا أزيد من 50 عنصراً من رجال القوات المساعدة والدرك والأمن أصيبوا إصابات بعضها خطيرة، حيث عمد المحتجون الى تكسير السور وضربهم بالحجارة. واليوم 2011.5.17 وفي هذه الأثناء منتصف النهار أفادت مصادر متطابقة أن معتقلين سابقين، في إطار ما يسمى بتيار " السلفية الجهادية "، والذين كانوا قد انظموا إلى حركة 20 فبراير، يوجدون حالياً أمام سجن " الزاكي " بسلا، ويحملون معهم أسلحة بيضاء، ويستعدون للدخول في مواجهة مع القوات العمومية، لا يعرف عواقبها إلا الله)). كما تنشر هذه الجرائد الإلكترونية أشرطة فيديو لصالحهم تحرض بها عن قصد أو دون ذلك، المواطنين على العصيان، ووصلت وقاحتهم إلى نشر إحداها تتوعد ملك البلاد دون رقيب أو حسيب بدعوى حرية الرأي وحرية التعبير، وتناقلت بعض لقطاتها وسائل إعلام أجنبية معروفة بعدائها للمغرب، مما شكل، لجميع المغاربة الأحرار وصمة عار على جبينهم، وإزعاج وإهانة، وهم يرون أحد السجناء السلفيين يجهر باسمه متحدياً كل شيء وهو يتوعد ملك بلادهم ورمزهم وسيادتهم !!!.
ونترفع عن رفع الشريط هنا حفاظاً على ألا نخدش كرامة المغاربة الأحرار وأحد السجناء السلفيين يتوعد ملكهم، وسنكتفي بصورته عبر قناة الجزيرة وهو في لقطة الوعيد الوقح!!!.
السجين السلفي يذكر باسمه محمد حاجب ويتحدى ملك البلاد
والآن نترككم مع هذا المقال للكاتب يوسف الشطيبي تحت عنوان : " هل دخلت حركة 20 فبراير مرحلة التصعيد مع السلطات؟ "، يقول فيه : " بالأمس تناقلت الجرائد الإلكترونية المغربية صور اللاَّديني الثائر أسامة لخليفي وهو مضرج في دمائه بعد تلقيه لتعنيف من طرف قوات الأمن، وجاء ذلك بعد إعلان السلطات الرسمية على أن القوات الأمنية تصدت لمسيرة غير مرخصة لمقر (معتقل)، تمارة كانت قد دعت إليها حركة 20 فبراير في شكل " بيكنيك " أو نزهة، لكن اندست مجموعة من المتطرفين من السلفيين الجهاديين تحت رايات 20 فبراير لتحقيق مشروعها في اقتحام المقر وتدمير وثائقه، كما حصل في مصر مع مقرات مباحث أمن الدولة المصرية، وتعاون معهم بعض المتحمسين من شباب 20 فبراير في استفزاز الأمن بالحجارة وبرفضهم التراجع، ثم كشفت أنباء عن قطع متطرفين للطريق الوطنية في طنجة بالخناجر والسيوف وكذلك حصلت أحداث عنف بفاس.
حركة 20 فبراير وعلمها الأسود
هذه الأحداث إن كانت تدل فإنما تدل على أن حركة 20 فبراير اسنزفت كل قواها في استدراج الشعب المغربي إلى المواجهة المباشرة مع النظام خصوصاً مع الإستجابات المتوالية لصاحب الجلالة للمطالب المشروعة التي رفعتها الحركة في العلن فأدى ذلك إلى انقسام واضح جعل من الحركة مجرد تحالف متآكل بين أقطاب العنف : العدليون والقاعديون ثم انضم إليهم السلفيون الجهاديون الذين أصبح معتقلوهم ينتجون أفلاماً عن معاناتهم مع المخابرات من داخل سجونهم (لا أعرف دولة في العالم تسمح لسجنائها بتصوير ما بداخل السجن)، ويريدون استغلال هذا الحراك المشبوه لثورتهم التي لن تكون إلا دامية (اللهم اجعل هذا البلد آمنا).
أعود لقضية الصور التي عرضت على المواقع الالكترونية وهي تبرز نجم مسابقة " ثورة شو " 2011 وهو ملقى على الأرض و دمائه سائلة على الزليج في منظر شيغيفاري مؤثر ورفقاؤه يصورونه بدل حمله إلى سرير لكي يرتاح و يتلقى العلاجات الأولية، والهدف من هذا واضح للبليد قبل اللبيب وهو إيقاظ الرومانسية الشعبية وتعاطف المغاربة مع شاب مغربي أراد التغيير والحياة السعيدة لهم ويسلخ و يرعف من أجلهم، ثم يخرج المغاربة وهم يهتفون " كلنا أسامة لخليفي "، كما حصل مع البوعزيزي ووائل غانم وو .. من أبطال هذه الحلقة المجيدة  من الثورات العربية، ثم تتحقق الثورة المغربية ويسقط النظام. أفيقوا من سباتكم وعوا ما تفعلون يا شباب مقاهي الشيشة ويا شباب كاسيطات كشك والعولقي ويا شباب بنو ياسين، واعلموا أن الشعب المغربي ليس غبيا لهذه الدرجة لكي ينجر وراء دعوات الفتنة والبلبلة، هذا لا يعني أن الشعب لمغربي لا عاطفة له، فقد كان من الممكن أن نتعاطف مع هذا الناشط لو كان قد تعرض لتعنيف من طرف الأمن وهو ذاهب لكي يتعلم أو إلى شغله، أما الحقيقة أن هذا المناضل المفترض (بدون شغل ولا مستوى دراسي ولا دين ولا ملة) كان عازماً لاقتحام مقر المخابرات بتمارة، أكان يود أن يستقبله رجال الأمن بالأحضان، ماذا لو تجرأ أحدهم بإحدى الدول الديمقراطية لفعل مماثل ماذا كان سيحدث له ؟، والله وأقسم بأغلظ الأيمان أنه كان سيحبس بتهمة أقلها الهجوم على مؤسسة أمنية بهدف التخريب، وأكثرها قساوة تهمة الإرهاب، والله أعلم فين كانوا غاديين يدييوه وفوق ماذا كان سيجلس !!!.
وإلى أولئك الذين يتضامنون مع بوشتى الشارف وأمثاله من الإرهابيين (السلفية الجهادية)، أود أن أسألهم سؤالاً محورياً، وقد يبدو سادياً للحظات : هل كان بوشتى سيعترف عن هؤلاء الإرهابيين الذين هيئ لهم المأوى والأمان، لكي يقوموا بعملياتهم الإجرامية والإرهابية، أكان سيعترف عليهم لولا قنينة زجاج في دبره ؟، ألا يستحق أن نضحي بأدبار هؤلاء المجرمين المفسدين في الأرض وهم يحسبون أنفسهم مصلحون، في سبيل إنقاذ أرواح بريئة ؟، والكل يعلم أن من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا !!!!!!. وأسامة لخليفي يعلم أكثر مني أنه لو سنحت الفرصة لهؤلاء الذين يدعي الدفاع عنهم للتعبير عما يخالج سرائر عقائدهم لذبحوه ورجموه وجلدوه.
أما الحديث عن المخابرات فهو حديث ذو شجون، فالمخابرات جهاز حساس وسري ومهمته الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وفي حالة تعرض البلد لتهديد في أمنه فحدث ولا حرج للانتهاكات والتجاوزات حتى في أكبر الدول ديمقراطية ورقابة على أجهزتها الأمنية، و كلنا نعلم ما حصل في قاعدة بغرام وسجن أبو غريب وغوانتانامو وما خفي كان أعظم.
وفي الختام أود أن أقول أن الحل لبلدنا الحبيب هو أن ينخرط الجميع في مسيرة الإصلاحات، وليعلم الجميع أن ما يحتاجه المغرب ليس ثورة فوضوية وإنما ثورة نهضوية وعلمية لإبعاد شبح الأمية الذي يحكم الوطن ف 60 % من المغاربة أمييين والدليل على أن من يمثل المغاربة في وسائل الإعلام الأجنبية شاب لا يتجاوز مستواه الدراسي الثانوي فكيف سنقارن مع من يمثل ثورتهم البرادعي وزويل (جائزة نوبل) و وووو..
وأثير انتباه القارئ الكريم أنني لست علمانياً ولا إسلاموياً ولا مخابراتياً  ولا منتمياً وإنما مغربي بالروح والجسد ومستعد بالتضحية من أجل هذا الوطن بالغالي والنفيس.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق