5 نوفمبر 2013

الجينات الوراثية الجزء الثالث " المغاربة عرب/أمازيغ "

نحن هنا سنتكلم وسنحاور الأمازيغ الأحرار أما " البربريست " أبناء السفاحين وزريعت الإغريقيين واليونانيين والرومانيين والبرطقيز (البرتغاليين) والإسبان والفرنسيين الذين مروا من هنا عبر العصور، فقبل أن يعلقوا على ما سنكتب، وبما أنهم هم المعنيين الأولين في هذا الموضوع، وجب عليهم القيام بتحليلات الأ.د.ن (الحمد النووي ADN)، لمعرفة أصلهم قبل أي تدخل. فنحن نعرف ردودهم ولا تهمنا تعليقاتهم بقدر ما يهمنا فضحهم ومعرفتهم، نقطة إلى السطر.
قبل أن نبدأ الجزء الثالث من موضوعنا هذا، لا بد أن نشير إلى أننا نعرف أن بعض " البربريست "  أو الأشلوح، (إبحثوا في الحاج " كٌوكٌل " فالأشلوح إسم قرية وقبيلة باليمن، وسكانها يسمون بالأشلوح !!!، وهذا أول دليل على توريط البربريست طبعاً مع اليمن، كما سنرى)، سوف لا  يعجبهم ما سنتطرق إليه " من حقائق علمية وتاريخية  " ، لأننا " كنعرفو خرُّوب بلادنا "، ونعرف أنهم مشحونين كالبطاريات الرخيسة من طرف أعداء الإسلام والمسلمين، ولا يرون في الطعام اللذيذ إلا  الشعرة التي سقطت فيه سهواً، ولا في الثوب النظيف إلا نقطة المرق التي سالت عليه خطئاً. ووجب التنبيه هنا إلى أن الهدف من هذا الموضوع، ليس النيل من سمعة الأمازيغ (مع العلم أننا كلنا أمازيغ)، بل الضرب على أيدي " البربريست ".
وبعجالة نحيط الأمازيغ المغاربة، وكذلك  من لا يعرف " البربريست" وانطلت عليهم حيلة هؤلاء " البربريست"، علماً، أن حكايتهم بدأت شرارتها من الأمازيغ الجزائريين وأمهم بالتبني فرنسا (منذ القدم والشر يأتي من الجارة الحسودة).

فالكل يعرف أنه يوم أن كان المغرب دولة قائمة منذ مئات السنين ( وما زالت حتى الآن والحمد لله) تحت حكم الملوك العلويين، لم تكن الجزائر قد عرفت وقتها نظام الدولة المستقلة، بل كانت في بعض الأحيان تحت حكم ممالك مغربية، قبل أن تصبح متكونة من بايلكات يحكمها بايات وٱشاوات وآغاوات ودايات عثمانيون. فإمبراطورية العثمانيين (تركيا حالياً)، استمرت قائمة لما يقرب من 600 سنة، وبالتحديد منذ حوالي 27 يوليو سنة 1299م حتى 29 أكتوبر سنة 1923م. حيث امتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات العالم القديم الثلاثة : أوروبا وآسيا وأفريقيا. فبغض النظر عن الدول العربية، فقد خضعت لها كامل آسيا الصغرى وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا، وغربي آسيا، وشمالي أفريقيا، وظل المغرب البلد الإسلامي الوحيد من البلدان، (خصوصاً الإسلامية والعربية)، الذي أفلت من الخضوع للإمبراطورية العثمانية، حيث لم يتمكنوا من احتلاله أو غزوه، ووقفوا عند حدوده بعد أن احتلوا الجزائر كلها، ومكثوا يحكمونها قرابة ثلاتة مئة وخمسة عشر (315) سنة، من سنة 1515م. إلى غاية 1830 تاريخ غزو فرنسا للجزائر، التي كانت حدودها الأصلية لا تمتد سوى من طرارة بالغرب حتى القالة شرقاً ومن الجزائر (العاصمة حالياً)شمالاً حتى بسكرة جنوباً، بينما المغرب كانت له امتدادات حدودية من الرباط غرباً حتى تلمسان شرقاً، ومن طنجة شمالاً حتى موريطانيا جنوباً. فالمغرب كان تحت حكم قوي جداً للدولة السعدية، حيث  كان الملك المغربي محمد الشيخ السعدي (54/1549ــ1557م)، قد قضى على الوطاسيين سنة 1554م. وقام بعدها بتوطيد دعائم ملكه، فأمن البلاد ثم استولى على تلمسان. وبعد ذلك قاوم إبنه مولاي عبد الله نفوذ العثمانيين ومحاولاتهم التوغل إلى داخل البلاد (1557ــ1574م). (لقد قضت الدولة السعدية حتى على التواجد البرتغالي في البلاد بعد انتصارهم في المعركة المشهورة " وادي المخازن " بالقصر الكبير سنة 1578م، والمغرب دائماً كان ولا يزال مملكة منفتحة، إذ رغم أنه لم يكن جزأً من الفضاء العثماني، إلا أنه تأثر به بصفته جاراً له ونظراً لانفتاحه على جميع الثقافات، وكل هذا موثق بالتواريخ، والحمد لله، أن تاريخ المغرب ليس تاريخاً كتبه الهوات، ولا يحتاج أبناؤه لفبركته ليبينوا عظمته، فكتاب التاريخ العظماء هم من خطوه، وبشهادة العدو قبل الصديق، ناهيك عن المؤرخين الذين أرخوا. وما على من يشكك إلا قراءة التاريخ الحقيقي الزاهر الذي يعتبر نتاجاً لأجيال من المغاربة الرجال العظماء، ولامجال لمزايدات الأعداء وللمراهنة، لأن المغاربة كانوا وما يزالون رجال أقوياء، والمغرب كذلك كان أقوى من إمرطورية العثمانيين آنذاك رغم صغره، مقارنة مع ما كان للأمبرطورية من أنحاء عبر العالم، ومازال أقوى من كل من يتربص به من الأعداء.
فبعد العثمانيين أتت مباشرة فرنسا لتستعمر بدورها الجزائر 132 سنة (من 5 يوليو 1830م.  إلى  5 يوليو 1962م.) وتضيف لها مدن وأراضي شاسعة وصحاري مغربية. لكن الجزائريون لا يعترفون بهذا، بل حتى بالمساعدات المغربية في مقاومتهم ضد الإستعمار بالأرواح والأسلحة وبالغالي والنفيس، وخير دليل على هذا، هو تبرع محمد الخامس ملك المغرب رحمه الله، من ماله الخاص لشراء السفينة ''إتوس'' والسلاح الذي كان على متنها. ومازالوا حتى الآن يدرسون لأبنائهم التاريخ المزور، ويصورون لهم أن المغاربة متأخرين (والعكس هو الصحيح، حيث المغرب وبشهادة المواطنين الجزائريين أنفسهم الذين زاروه، متقدم عليهم بعشرات السنين)، وأن المغرب هو أكبر أعداء الجزائر. لكن المواطنين المغاربة ليسوا أغبياء ولا يفكرون في كل هذا، بل يعرفون أن حكام الجزائر العسكريون، لا يرغبون في التصالح مع شعبهم أولاً، لئلا يعرف الحقيقة وأين وصل إليه المغرب من تقدم وازدهار، ويبقى " في دار غفلون ' ليستمروا في نهب خيرات البلاد والعباد وتفقير الشعب الغلبان، بدعوى أن لهم أعداء وهم يستعدون لهم !!!.


بدون  تعليق
والأن لنرجع إلى فرنسا وماذا صنعت بالجزائر، فالكل يعرف أن هذه الأم (فرنسا) أرضعت (استعمرت) الجزائر قرناً وإثنى وثلاثين (132) سنة كما قلنا، حيث كانت تحسبها مكملة لمقاطعاتها، كما قالها ذات يوم الرئيس الفرنسي آنذاك شارل ديغول 1890 ـــ 1970 Charles de Gaulle، وعوملت كبنت (كأرض) فرنسية، بل جزءاً منها ومن أحشائها، ولم يخطر على بال الأم أن البنت ستصبح عاقة (ستستقل) وستطردها يوماً ما بعد أن ربتها و "أحسنت في تشويه" تربيتها وطمس لعقود طويلة، كل ما هو إسلامي في عقيدتها، ومنعها من  تعلم اللغة العربية. لقد طبقت عليها كل الأساليب والأنماط الفرنسية،  فشجعت فيها التنصير والإدماج بطرق منظمة ورسمية، حتى أصبح جل الجزايريين خصوصاً مناطق القبايل، لا يتكلمون سوى ب "القبايلية" والفرنسية، أما العربية فلم يكن لها مكان بينهم. فقد اعتبر المارشال ليوطي Louis Hubert Gonzalve Lyautey أول مقيم عام فرنسي 1912-1925، أن استعمال اللهجات البربرية واللغة الفرنسية في المناطق التي تسكنها القبائل البربرية أمر غير قابل للجدال. وقد أصدر هذا المارشال المقيم أمراً يمنع استعمال اللغة العربية الدارجة منها والفصحى منعاً كلياً. وقصة هذا المارشال الفرنسي مع أحد ضباطه معروفة عندما حاول الأخير أن يرشد قبيلة آيت مسروح البربرية إلى الإستعانة بمعلمي العربية ليحرروا لهم مراسلاتهم الإدارية، إذ أنبه واعتبر ما قام به من أكبر الكبائر، خصوصاً أن هؤلاء المعلمين سيدرسون الأبناء العربية ويعلمون القوم إقامة الصلاة التي أهملها الكثير منهم استعداداً للرجوع إلى أيام الجاهلية. وكذلك ما عبر عنه قصداً تقرير استعماري فرنسي وهو :  " أنه من الضروري تجنب أسلمة (islamisation) وتعريب (arabisation) البرابرة، وإذا كان من الضروري أن يتطوروا، يقول التقرير، فعلينا أن نوجه تطورهم نحو ثقافة أوروبية واضحة وليس نحو ثقافة إسلامية هرمة ". 

ففي 8 من مايو 1936 م، أصدرت الحكومة الفرنسية قراراً باعتبار اللغة العربية لغة أجنبية في الجزائر، ويأتي هذا القانون في سلسلة قوانين سنَّها الإحتلال الفرنسي لمحاربة الإسلام واللغة العربية، وجعل اللغة الوحيدة للبلاد هي اللغة الفرنسية، وعمد على تدمير المساجد أو تحويلها إلى كنائس، وحارب العقيدة الإسلامية ونشر التنصير، وشجع الهجرة اليهودية إلى الجزائر، قانون كريميو 1870 خير دليل على ذلك.
فكيف لدولة مثل فرنسا كرست 132 سنة في محو العربية والإسلام في الجزائر، أن تخرج منها منهزمة بالمقاومة ولا تنتقم ؟. نعم، لقد خرجت منها مكرهة لكن تركت فيها ألغام وقنابل عرقية لتفجرها بعد ذلك في الوقت المناسب، ( وهي ما زالت إلى يومنا هذا تتحكم في الضغط على الزناد عن بعد، كلما سنحت لها الفرصة)، أما فتيل إشعال هذه القنابل، فهم أبناؤها الغير شرعيين الجزائريين الأمازيغ الأوفياء لها وأولادهم، الذين طالتهم الخيانة فأصبحوا فرنسيين أكثر من الفرنسيين الأصليين (طبعاً في مخيلتهم الخاوية)، واعتنقوا المسيحية والعلمانية ووو... (فبالله عليكم في أي خانة ستضعون مثل هؤلاء : في خانة الخونة، أم خانة  الكفار المرتدين ، أم خانة الأمازيغ الأحرار، رغم أن  " فرنسا " كانت ماتزال وقتها تسميهم وتصفهم بالبرابرة ؟!!!. هذه حقائق أكبر وأشهر عملية تمويه وطمس للهوية، وضرب للقضية الأمازيغية عرفتها الجزائر، ولكم واسع النظر).
لقد استعملت فرنسا هؤلاء رصاص تضرب به إخوانهم والإسلام، وأنشأت لهم  الأكاديمية البربرية في باريس سنة ‏1967 بدعم وتخطيط من مخابراتها (لماذا لم تسميا لهم  آنذاك " الأكاديمية الأمازيغية بدل البربرية ؟!!!، إبحثوا في كًوكٌل إن كنا من الكاذبين في كل ما نقول، أو كل ما سنقول)، واجتهدوا معهم في أول الأمر في كتابة اللهجة البربرية القبايلية المنطوقة بالحروف اللاتينية. وبعد مرور حوالي عشرين سنة، سيتم الإستغناء عن الأكاديمية البربرية، لأن كلمة " البربرية " أصبحت مشينة ومتجاوزة (في نظر البعض منهم، ممن صوروا لهم أنهم وصلوا إلى القمة !!!)، وبالضبط في  شهر شتنبر 1995، سيحدثون منظمة عالمية لتمثيلهم في العالم، ومرة أخرى برعايتها ودعمها (ومخابراتها)، لأنها قانونياً خاضعة لقانونها وقضائها، ناهيك عن تبعيتها  (في قيمها وإيديولوجيتها). وسيعلن عن  ميلاد الإبن البار لفرنسا وهو بإسم أمازيغي هذه المرة : " الكونكٌريس العالمي الأمازيغي "، بدعوى تبني مطالبهم المزعومة، والتي من بينها محاربة العربية والإسلام لدرجة أنهم يدعون أن ليس لهم أصلاً ولا مفصلاً، والغريب أنهم يفتخرون بهذا الذي يجعلهم لقطاء وأبناء سفاحين،  حيث يدعون أن الإنسان الأمازيغي لم يهاجر إلى شمال أفريقيا من مكان ما، بل وجد فيها منذ البداية، (ونستغفر الله، وكأنه يمطر السماء بشراً وليس ماءاً !!!)، ولا ندري هل يتكلمون بلغة الكفار وبأنه كان إنسان قرد " نظرية التطور "، حتى أصبح عاقلاً بعد أن كان " مجنوناً !!!، كما يقول الملحدين، أم أنهم يتصورن أن هذا الإنسان بما أنه الأول من نوعه، فهو لا محالة سيدنا آدم عليه السلام !!!، وقد أنزله الله إلى هذه الأرض بشمال أفريقية !!!، وطبعاً فإن آدم هذا أمازيغي الأصل !!. ويا ليته كان قد حصل هذا، فعلى الأقل سوف لا يقول ما يقوله "البربريست " اليوم، من أن على العرب أن يشُدُّوا الرحال إلى الجزيرة العربية عند قريش وعند جدهم أبو لهب، كما يدعون، ويحملوا معهم إسلامهم وقرآنهم، ومن لم يصدقنا فأمامه دائماً محرك البحث كٌوگٌل وسيقرأ العجب العجاب، حيث يزعمون أن الفتح الإسلامي لبلادهم كان غزواً واحتلالاً أجنبياً، ويعتبرون الثقافة العربية عامل هدم لهويتهم، وطمساً لتراثهم البربري، ويمقتون اللغة العربية باعتبارها لغة غزاة فرضت على أبناء البربر في المدارس، ويفتخرون ب "كسيلا "  و "الكاهنة"  ويعدُّونهم رموزاً للمقاومة البربرية لأنهم قاوموا الفتح الإسلامي لبلادهم، فاستبدلوا إسم " محمد أو محماد باسم كسيلا وفاطمة أو فطيم بالكاهنة أو داهيا، وطالبوا بأن تكتب لغتهم بالحروف اللاتينية، ( هذا في أول الأمر قبل أن ينساقوا وراء فرنسا مرة أخرى ذون تمحيص، فيسقطوا في ما بعد، في فخ كان بإمكانهم تجنبه، لأنهم سيخترعون حروفا أخرى، بعد سنين، سيتبين أن  أصلها " عربية قديمة "، كما سنبين لكم، وبما أنهم من أعداء العربية لكن لم يضربوا حساباً لذلك !!!)، وتعلم بالمدارس وأن تصبح‏ لغة رسمية ثانية إلي جانب العربية (هذه أولى مخططاتهم منذ أربعة عقود ونصف خلت).
كان هذا في أول ظهور للبربريست الجزائريين، مجرد برقيات ( تعكس وتترجم مؤامراتهم ومؤامرة فرنسا)، يرسلونها لضعاف النفوس من الأمازيغ  عبر وسائل الإعلام المرتشية أو المتؤامرة أو المتعاطفة مع طرحهم، فصادفت عقلية فارغة تائهة من " بربروستنا " المغاربة، الذين ينطبق عليهم قول الشاعر : " أتاني هواها قبل أن أعرف ما الهوى @ فصادف قـلـبـاً خالـياً فـتـمكـنا ". نعم، فتلقفوها قبل أي تمحيص، بعد أن نزلت عليهم كالوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فاكتشفوا بعد 14 قرناً أن لهم هوية أخرى غير هوية أجدادهم المسلمين، (الذين لا علاقة لهم بما قامت به فرنسا من حرب ضد الإسلام في حق إخوانهم الجزائريين، بل كانوا وما يزالون، أكثر المغاربة تشبتاً بالإسلام)، فانجروا وتبعوهم قلباً وقالباً بل للأسف الشديد، أصبح بربروستنا المغاربة، أكثر بربروستية من بربروست الجزائر/فرنسا، حيث تفتقت عبقريتهم، واستبدلوا الحروف اللاتينية الأولى للغة الأمازيغية التي طبخت في " الأكاديمية البربرية، ب " طنجرة " وثوابل فرنسية، بحروف غريبة قيل أنها أمازيغية قديمة، لا هي لاتينية ولا عربية حديثة، بل لا تمت للأمازيغية بصلة كما سنرى بالدليل والبرهان. أما ما يتعلق بالعرب وبالعربية، فخير مثال هو شعارات مسيراتهم ، ومن بينها مسيرة  الفاتح من مايو سنة 2001 في الرباط، وهي دالة في هذا السياق فهذا شعار كتب بالفرنسية " Nous ne sommes pas des Arabes corrigez l'histoire  نحن لسنا عربا صححوا التاريخ "، عن أي تاريخ يتحدثون ؟ هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. وشعار آخر مكتوب بالحروف العربية " تعريب المحيط تخريب لهويتنا الحضارية "، وكأنهم (سنقتبس بعض أفكار  أحد الكتاب)، كانوا شعباً يعيش بأمان ورخاء واستقرار وازدها. كان شعباً يفرح ويرقص ويكتب الأشعار ويعزف أعذب الألحان. كان شعباً ينتج السمن والعسل والنبيذ والورود والأقحوان، (الأرض المحروقة !!!). كان شعباً يبني الحضارات ويشيد الأوابد الشاهقة التي ما زالت ماثلة حتى اليوم لتشهد على روعتة وعظمتة، (وتفرد "البربريست" العظام)... لكن ... جاء العرب قبل 14 قرناً، وأتوا بالإسلام، ومن يومها وحتى يومنا هذا و" البربريست " يعيشون  في الظلام، دخلوا نفق الفقر والجوع والظلم والتذرر والإنقسام والإستبداد المزمن الذي لا يحول ولا يزول، وساد فيهم الفكر القبلي والعشائري والبدوي، وتعددت هوياتهم وانتماءاتهم بدل الإنتماء لهوية " الكاهنة " السامية، وكسيلا الجامعة. مساكين لم يروا نور الهدى من يومها، بل لا هناء، ولا راحة البال، وأصبحوا من يومها فقراء لا عيشون كما كانوا في هناء، وأوبادهم الشاهقة أصبحت كهوف، وأمسى " البربريست لا يملكون سكناً لائقاً سوى المغارات. وبعد أن كان السلم يعم تامزغا الخيالية، سادت حروب ونزاعات وخلافات، سقط على إثرها مئات الملايين من الضحايا " البربريست "، وما زال الجرح نازفاً لا يندمل والأضرار فادحة وجسيمة في واحدة من أطول حروب التاريخ على الإطلاق، " فين تبان " سوريا والعراق وزد عليهم حتى أفغانستان ؟!!!. والله يلعن اللي مَتَيَحْشَمْشْ، " حيت صبحوا"  جياع أكثر من الصومال، شبعانين غير بالكفر والإلحاد وخيانة الأجداد والأوطان، وتأجيج الصراعات وإشاعة أجواء الفتن والشحن البربريستي. فاللهم أدِمْها نعمة بربريستية عليهم إلى يوم الدين، " وخَّا مَتَيْأَمْنُوشْ بِيهْ ".
في انتظار ذلك، نحيل بربروسنا إلى ما  قرأناه من  أحد المدونين حيث قال : " أعتقد أن الحساسية مرجعها إلى ظهور بعض الجمعيات والشخصيات ( وهي معروفة عند الجميع وأمازيغية طبعاً)، التي تنشر أفكاراً عنصرية ومتطرفة وكأنها تلقت تكويناً فكرياً من "جامعة القاعدة " وسقطت بالمظلات على البلاد. فخلاصة تلك الأفكار المتطرفة أن مجموعتهم هي التي تشكل الأغلبية ولها أحقية في حكم البلاد لأنها كانت السباقة في استطانها قبل آلاف السنين، وعلى الأقلية أن تحمل حقائبها وتغادر البلاد التي غزاها أجدادها قبل مئات السنين بعد أن تؤدي تعويضاً لمجموعتهم عن ظلمها وتفقيرها وتعريبها وحرمانها من المناصب العليا ". من يقرأ هذا يعتقد بأننا نعيش في صراع يشبه صراع الكونغو أو رواندا. لكن هذا الصراع ولله الحمد لا يوجد إلى في مخيلة المتطرفين " البربريست " . زد على ذلك، أنه من الصعب على كثير من المغاربة أن يحددوا هويتهم في كلمة واحدة : أمازيغي أو عربي. ( بالمناسبة نحن  المغاربة، ما زلنا متأخرين في هذا الميدان، ولا نهتم بعلم الجينات كالغربيين والمشارقة، الذين الكثير منهم قام بالتحليلات لمعرفة خطوطه الجينية عبر الحمض النووي، حتى يتسنى له التعرف على أصله وفصله. وعندما ينتبه البربريست لهذا، ستكون الصدمة قوية فعلاً عندهم، حيث سيتعرفون على من هم سكان المغرب وما هو أصلهم ومن أين أتوا، ومن منهم إبن سفاح وسقط بالرمي بالمنجنيق وليس بالمظلات في أرض الله هذه التي تتسع للجميع. 
نمودج من أعمال البربريست
وسنبدأ علمياً  بالرموز المعروفة بالخطوط الجينية الأ.د.ن (ADN)، أو الحمض النووي الموجود في جميع الخلايا الحية وأولها الإنسان، وتحتوي على كافة المعلومات اللازمة للتعرف على تطورات كل كائن حي. فالأ.د.ن، هي عبارة عن شفرات جينية موجودة على الكروموسوم الذكري (Y) الذي يحمله الرجل في جميع خلايا جسمه، وعليه فإن هذه الشفرة تنتقل من الأب إلى الإبن منذ أن ظهرت لأول مرة في رجلٍ ما، في زمان ما ومكانٍ ما، و بالتالي فإن جميع الرجال الذين يحملون نفس الشفرة الجينية يعودون بأصولهم الى نفس الرجل، وهذا الأمر أصبح من المسلمات العلمية. فمثلاً الخط الجيني (J1) و هو الخط الذي خرجت عليه معظم النتائج العربية حتى الآن كما خرجت عليه كثيرٌ من نتائج قريش والأشراف (نعني بالأشراف سلالة النبي صلى الله عليه وسلم)، في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي على الخصوص، وجميع بقاع العالم على العموم. والخط الجيني (E1b1b1)، خرجت عليه نتائج، إلى درجة معتبرة، لكثير من القبائل العربية وبعضٌ من قريش والأشراف في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي على الخصوص، وجميع بقاع العالم على العموم كذلك. فالرجل (E1b1b1) واحد من التفرعات الصغرى للرجل (E1) الذي يقال أنه ظهر لأول مرة في شرق إفريقيا ومنها انتشر إلى بقية العالم، و هذا الجين (E1) واسع الإنتشار في شرق أفريقيا و شمالها و بين الصوماليين (80%) والأمازيغ والبجا بالسودان، وهو كذلك رمز جيني لقدماء المصريين والعرب العاربة، وأعلى نسبة توجد في جزيرة العرب هي في أعالي اليمن وسواحل الجزيرة، وبشكل مقدر في بعض القرشيين  والأشراف كذلك. أما سلالة المغاربة قاطبة ف E1b1b1  بنسبة، أزيد من تسعين بالمئة، وعند اليهود بحوالي 35 بالمئة. فآخر الدراسات العلمية تفيد ان الجين e1b1b1 هو اقدم جين في الجزيرة العربية وهو جين العرب القدامى كما سنرى، وليس كما يدعي " البربريست " أنه خاص بالأمازيغ، وهو خاصة جين العديد من القبائل العدنانية، ولنا أمثلة كثيرة عن عرب من الجزيرة العربية يحملون هذا الجين، ولكثرتها سنكتفي بهذا فقط :
زمن إلتقاء الجد الجامع
المسافات الجينية
أولاً وقبل أن نمر إلى الجانب التاريخي، لدينا توضيح هام : كلنا سمعنا وقرأنا على  أن كلمة البرابرة، كلمة ذات  أصل لاتيني أطلقها الإغريق على كل من لا يتكلم الإغريقية "برباروس"، فالإسم هذا، استعاره الرومان وأطلقوه على كل الأجانب من القبائل الأوروبية والأفريقية ومنهم سكان شمال أفريقيا.  وشاع إطلاق لفظ " البربر" على ألسنة العرب من بعد الرومان.ولم نسمع من قبل بكلمة أمازيغ، ولا زال هذا المصطلح يطلق حتى الآن على سكان شمال أفريقيا، رغم أن نخبة ممن كونتهم مخابرات فرنسا، ورسخت في أذهانهم أن هذه الكلمة أطلقت عليهم من طرف من ذكرنا، وأنها كلمة عنصرية وأنهم أمازيغ،  فأصبحوا ينبدونها، لكن نرجوا من كل من يشكك في هذه الكلمة، ويقول  أنها ليست عربية، أن يبحث في گٌوگٌل عن ذلك، وسيجد أن جل النقوش الأثرية المكتشفة تشير إلى أن كلمة بربر وجدت في اليمن منذ القدم، فهي تطلق على جزيرة يمنية (جزيرة بربرة تابعة لليمن، وتوجد في مضيق اليمن)، كما عثر على إسم قبيلة  إسمها " البر "، مكتوباً بالخط الصفائي. (ومدينة بربر أخرى، تقع في شمال شرق السودان). أما في اليمن ذائماً، حيث تقول جل القرائن، كما سنرى، أن الأمازيغ أتوا منها منذ آلاف السنين في هجرات إلى شمال أفريقيا، فتوجد بها أسماء متطابقة مع أسماء لقبائل أمازيغية كالأشلوح : وهي إسم لقرية ولقبيلة باليمن كما ذكرنا، وعندنا الشلوح بالمغرب، وهو تجمع كبير لقبائل أمازيغية، وتطلق هذه التسمية على كل من هو أمازيغي كذلك، والأكنوس إسم لعشيرة من بني مهاجر باليمن، وعندنا كذلك قبيلة مكناسة، وإسم مدينة مكناس ذو الأصل الأمازيغي كذلك. وهذا هو ما يمكن أن يتطابق مع : تصحيح التاريخ، وليس ما يدعون به البربريست.‏
فمن الناحية التاريخية، فكل الدلائل تشير إلى أن البربر عرب في أصولهم، ولكن الأعداء الذين يريدون التفرقة، ويريدون من الأمازيغ أن يكرهوا الإسلام، يعملون جاهدين إلى تشويه الحقائق، وكذلك الشأن في اللغة الأمازيغية، فهي لهجة من لهجات العربية القديمة. فكل المتخصصين في الدراسات الأمازيغية أثبتوا أن الأمازيغية هي واحدة من اللغات السامية (أي العربية القديمة)،
--- فالمؤرخ الفرنسي للحضارة العربية "غوستاف لوبون" Gustave Le Bon  1931-1841، يرى صراحة أن البربرية قد تكون مشتقة من اللغة البونيقية، كما أن كل المكتشفات الأثرية المتعلقة بالنقوش والكتابات القديمة، تبين أن البربر أقرب إلى الحِمْيَريِين (من حضارة حِمْيَر في اليمن)، وأن هجرات عديدة تمت من الجزيرة العربية إلى شمال أفريقيا. فالهكسوس مثلاً شعب هاجر من الجزيرة العربية واستقر في مصر في الفترة مابين 1730 و 1570 قبل الميلاد. وهذه من الهجرات السامية التي سجلها التاريخ.
--- أما المؤرخ التونسي عثمان الكعاك يرى : " أن البربر قدموا من الجزيرة العربية، في زمن لا يقل عن ثلاثين قرنا قبل الميلاد. وأن الفينيقيين اختلطوا بهم على طول السواحل الأفريقية المغربية، في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وبما أن البونيقيون عرباً من بني كنعان، فقد اختلطوا بالبربر، الذين هم عرب من العاربة القحطانية ". (الفينيقيون بالإغريقية : Φοίνικες فوينيكِس، هم أحد الشعوب السامية القديمة التي سكنت لبنان وسورية وأنشأت ممالك صغيرة عكا وجبيل وصيدا وصور وفي الفترة مابين 1000 - 700 ق.م، أنشأوا مستعمرة لهم في قرطاج وكانوا قوة مهيمنة في العالم القديم حتى 146 ق.م إثر سقوطها عقب حروب بونية ثالثة. أختلف في أصولهم فقيل هم نازحين من الجزيرة العربية وكتبة اليهود إعتبروهم من نسل كنعان من حام على طريقتهم في تقسيم الأمم، بينما الأبحاث و الحفريات تظهر أن أصولهم أنها تعود إلى سيناء، الموطن الأول للأبجدية الكنعانية)
الإنتشار الفينيقي
--- كما يؤكد المؤرخون أن مدينة سوسة بتونس بناها العرب القادمون من جنوب الجزيرة العربية، قبل أربعة آلاف سنة، وأعطوها اسم  (حضرموت - هدروماتوم - Hadrumetum)، ويدعي أعداء العرب والمسلمين، أنها أسست في الألف الأولى قبل الميلاد (سنة 1101 ق.م.) !!!.
--- ويسجل المستشرق الألماني رولسلر (O. Rosler: Za, 50 (1952).  Orientalia 20 (151، التشابه بين الأكّدية والبربرية. ولمن لا يعرف الأكّدية، فهي اللسان الأكّدي ( لِشَانُمْ  أَكّديتُـمْ  أو سَرْگٌونْ داگٌاد  Sargon d'Akkad )، وهي لغة سامية قديمة، لأمبراطورية لِشَانُمْ  أَكّديتُـمْ، ظهرت في بلاد الرافدين (العراق حالياً)، منذ 3000 سنة قبل الميلاد وانتشرت لتصبح اللغة الرسمية في الهلال الخصيب، وهي تصنف ضمن مجموعة اللغات السامية الشرقية. وتعد من أقرب اللغات القديمة إلى اللغة العربية. كانت تدون بالخط المسماري فوق ألواح الطين التي يرجع تاريخها للنصف الأول للألفية الثالثة ق.م. (قبل عام 2000 ق.م)، وكانت لهجتان من الأكدية متداولتين وقد ظلتا سائدتين حتى ظهور المسيحية. (أنظروا الكل يربط الأمازيغية بالعربية ما زلنا في البداية، و"البربريست" طالعين " لجبل "، لأن عقدتهم هي العربية التي أدخلت أجدادهم إلى نور الإسلام الذي يكرهونه وكل " ما تيجي منو ".
--- أما محمد كاتي الذي هو مالي من مدينة ( تنبكتو )، فقد قال في كتابه (طارق الفتاش)، الذي تُرجم إلى الفرنسية في باريس سنة 1913، في الصفحة 25 : " إن القبائل الساكنة على ضفاف نهر النيجر، حتى المحيط الأطلسي، جاؤوا من اليمن ". والذي يؤكد ارتباط البربرية بالحميرية، هو وزن ( أفعول ) الذي تشتهر به البربرية، وهو وزن حميري اشتهرت به هذه اللغة. ( الحميرية هي لغة قبيلة حمير اليمنية، وهي لغة مشتقة من اللغة السبئية والكويشية ويوجد بعض كلماتها في القرأن الكريم. وتعتبر لغة يمنية قديمة استعملت في جنوب الجزيرة العربية).
--- أما الباحث اليمني القاضي إسماعيل بن علي الأكوع، فهو يؤكد كذلك ما جاء به "كاتي". فقد قال في مقال له بمجلة المجمع العلمي السوري ( عدد نيسان – 1986)  تحت عنوان (الأفعول وما جاء على وزنه في اليمن) أن وزن أفعول تشتهر به البربر الذين هاجروا من اليمن .
--- كما كتب الأستاذ مظهر الإيرياني في مقال حول (نقش جبل أم ليلى) وردت فيه ثلاث صيغ على هذا الوزن، وهي أسماء لفروع لقبيلة خولان باليمن القديم، وسجلت بالخط المسند وهي :  أحنُّوب - أعبُّوس - أحبُّوس.
--- أما الكاتب الفرنسي فلوريان Florian, فيلخص التطابق الكامل بين العرب والبربر، فيما يلي : " أصل مشترك، لغة واحدة، عواطف واحدة، كل شيء يساهم في ربطهما ربطاً متيناً ".
--- أما المؤرخين مثل أحمد سوسة العراقي، " وبيير روسيه P.   ROSSI  " الفرنسي، يرون أن الموجات البشرية الخارجة من الجزيرة العربية هي التي عمرت الشمال الإفريقي وحوض البحر الأبيض المتوسط بشماله وجنوبه، وذلك منذ بدء المرحلة الدافئة الثالثة ( وورم 3 Warm )، في التاريخ الجيولوجي للأرض، أي قبل عشرين ألف سنة، والتي نجم عنها ذوبان الجليد في أوروبا وحوض البحر المتوسط، وزحف الجفاف على شبه الجزيرة العربية، التي كانت تنعم قبل بدء هذه المرحلة، بمناخ شبيه بمناخ أوروبا حالياً.
--- أما محمد شفيق وهو مثقف أمازيغي معروف فقد قال : " كتب المؤرخون العرب وجزموا بأن البربر من أصل يماني من العرب العاربة، وتكمن فكرة التأكيد اليوم على القرابة القديمة المحتملة بين الأمازيغيين واليمانيين، في ثلاث قرائن، أولاً : أن عدداً لا بأس به من أسماء الأماكن، على الطرق الذي يمتد من المغرب الكبير واليمن، لها صيغ أمازيغية واضحة. منها في صعيد مصر (أبنو، أسيوط)، وإيخيم وتيما في جبل حوران في سوريا، وتيما في شمال السعودية، وتاركما، وأتبار وتيمرايين في السودان، وأكسوم، بأسمرا، وأكولا، وأكوؤدات ( أكوؤضاد )، في أريتريا، وجزيرة أنتوفاش في اليمن. ثانياً : لقد عثرت على عدد من الألفاظ العربية التي قال بشأنها صاحب لسان العرب، أنها حميرية، أو يمانية، وهي الألفاظ التي لها وجود في الأمازيغية، إما بمدلولها الحميري، أو بمدلول معاكس (الأضداد، درج العرب القدماء على وصف الأشياء بأضدادها)، ثالثا : بين حروف التيفيناغ القديمة، ومنها التوارقية، وبين حروف الحميريين ( الأبجدية الحميرية – المسند ) شبه ملحوظ ".  (محمد شفيق : لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرناً من تاريخ الأمازيغيين، عن كتاب عروبة البربر).
وتعتبر هجرة الفينيقيين إلى المغرب واحدة من هذه الهجرات المتأخرة للأقوام العربية من الجزيرة العربية التي سُبقت بهجرات سابقة لها، سقطت من التاريخ ولم يسجلها، كما سجل هجرة الفينيقيين. وتنقُّل الفينيقيين من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام، ومن بلاد الشام إلى شمال أفريقيا، جاء عفوياً ليؤكد تبادل هذا المد البشري في هذا الحوض الحضاري الكبير.
ويؤكد المؤرخون والعلماء الأوروبيون، من خلال استقراءاتهم لعلم الآثار والنقوش والكتابات القديمة المكتشفة، أن استيطان الفينيقيين منذ منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد ( أي منذ 3500 سنة )، هو الذي مهد لسهولة قبول البربر للغة العربية والدين الإسلامي في القرن السابع الميلادي. (اللغة الفينيقية من اللغات السامية التي كان يتحدث بها سكان الساحل الشرقي من البحر الأبيض المتوسط قديما، والتي تشمل لغات الشعوب الكنعانية مثل الفينيقيين والعبرانيين ومن بعدهم الفلستيين. اللغة الفينيقية قريبة جدًا من اللغة العبرية وتَبعُد نسبيًا عن الآرامية واللغات السامية في وادى الرافدين كالأكدية. انقرضت كل اللغات الكنعانية مع بدايات الألفية الأولى بعد الميلاد وظلت العبرية لغة يتم التحدث بها وتدارسها على نطاق ضيق في أغراض كتابة التعاليم الدينية عند اليهود. قام الفينيقيون (وخاصة القرطاجيون) بنشر اللغة الفينيقية في غربي المتوسط؛ إلا أن اللغة ماتت هناك أيضاً بالرغم من أنها بقيت حتى بعد سقوط فينيقيا.
مع بداية التاريخ الميلادي أصبحت الآرامية، والتي استمدت ابجديتها من الفينيقية، هي لغة فينيقيا في الشرق. بينما ظل أهل شمال إفريقيا حول قرطاج، المستعمرة الفينيقية، يتحدثون اللغة الفينيقية حتى القرن السادس الميلادي بلهجةً تُعرف بالبونيقية). ويرون أن اللغة البونيقية Punic Language التي هي عربية قديمة استمرت قائمة بالمغرب العربي كلغة ثقافة وحضارة ودواوين، حتى بعد تدمير قرطاج، وخلال الاستعمار الروماني، وإلى أن دخل العرب المسلمون؛ فحدث الوصل بين البونيقية التي هي عربية قديمة وبين العربية التي هي لغة حديثة طورها القرآن الكريم  والإسلام. (البونيقية لهجة من لهجات اللغة الفينيقية، كانت سائدة في شمال أفريقيا، والفينيقية لهجة كنعانية، وهي بالتالي من جدات اللغة العربية. واللهجة الفينيقية الكنعانية كانت سائدة في لبنان وساحل سوريا ومنطقة الجليل في فلسطين وفي مالطا.  واللغة المالطية الحديثة بالمناسبة خليط من اللغة العربية والإيطالية والإنكليزية، وتكتب بالحروف اللاتينية، لكن أساسها لغة سامية عربية. فقد جعل الملوك النوميديون البربر، في العهود الأخيرة، من البونيقية لغتهم الرسمية، لدرجة أنه كان الناس في بلاد البربر، وفي المدن على الخصوص، يتحدثون البونيقية أكثر من البربرية، وحتى في العهد الروماني. وبما أن البونيقية قريبة من العربية، فهذه الأخيرة، ما أن دخلت المغرب حتى خلفتها وبسهولة، والمناطق التي انتشرت فيها البونيقية أكثر، هي التي تعربت بالكامل. 
--- أما  القديس أوغسطين (القديس أغسطينوس (13 نوفمبر 354 - 28 أغسطس 430 - باللاتينية : Aurelius Augustinus Hipponensis - ) كاتب وفيلسوف من أصل نوميدي/لاتيني ولد في طاغاست (حالياً سوق أهراس بالجزائر). يعد أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية. ولد في مملكة نوميديا التي كانت مقاطعة رومانية من أمه الأمازيغية القديسة مونيكا وأبيه الوثني باتريسيوس الأفريقي/اللاتيني. تلقّى تعليمه في روما وتعمّد في ميلانو. له مؤلفات، من بينها الإعترافات، التي تعتبر أول سيرة ذاتية في الغرب، لا تزال مقروءة في شتى أنحاء العالم)، فقد ذكر مراراً أن السكان الذين كانوا يحيطون به يتكلمون البونيقية. فقد اشتهرت بين بعض البربر كلغة ثقافة، (اللغة البونيقية أو القرطاجية هي لغة منقرضة إستعملها قديما في البحر الأبيض المتوسط بمنطقة شمال أفريقيا البونقيون أو القرطاجيون الذين كانوا ينحدرون من أصول أمازيغية كأغلبية، مختلطين مع أقلية فينيقية، أكثرهم من صيدا وصور 800 ق.م الى 600 ق.م. الشعب البونيقي بقي على إتصال مع فينيقيا الى أن تم تدمير قرطاجنة من طرف الملك الأمازيغي ماسينيسا و الجمهورية الرومانية. وكان القديس الأمازيغي أوغسطينوس أخر من كتب بهذه اللغة وأعماله هي المصدر الأساس الذي يدل على اللغة البونيقية المتأخرة، وهذا يدل على أن اللغة كانت ما زالت حية في القرن الخامس للميلاد).
--- أما غوتييه تيوفيل  Théophile Gautier  1811- 1872، فقد قال  : أن أوغسطين عندما كان يسأل هؤلاء الأهالي (البربر) في دروسه الواعظة، ما هو أصلكم ؟ كانوا يجيبونه : نحن كنعانيون".    (P. Cintas: Ceramiques Puniques, Paris 1950.  Revue Africaine, Vol. 100
--- أما المؤرخ " وليام مارسي W. MARCAIS"، فيؤكد  " أن البونيقية كانت لغة الدوناتيين، ويأسف القديس أوغستين لأن فلاحي المنطقة التي كان يعيش فيها (عنابة) كانوا لا يجهلون تقاليد الكنعانيين والمورو، ويقول : عندما نسأل فلاحينا من أنتم ؟ يجيبوننا بالبونيقية : نحن كنعانيون.    كما أن القديس أوغستين لم يشر أبدا إلى اللغة البربرية ". (اللغات الكنعانية، هي عبارة عن مجموعة من اللغات السامية التي تنتمي إلى اللغات السامية الشمالية الغربية - الفرع الكنعاني. وقد إنتشرت اللغات الكنعانية في أرض كنعان التي تشمل أساساً فلسطين والساحل الغربي للبنان والجنوب الغربي من سوريا على لسان الكنعانيين بعد هجرتهم إليها، وكانت هذه اللغات عبارة عن مجموعة من اللهجات المتقاربة من بعضها البعض في الصفات اللغوية).
--- أما  المؤرخ مارسييه فيقول : " أن فاليروس VALERUS، قال : سمعت الفلاحين يثرثرون بلغة أجهلها، ويرددون كلمة  (ثالوث Salus)، وعندما سألتهم عن معناها أجابوني : معناها (ثلاثة).  والملاحظ أن القديس أوغسطين لم يشر أبدا إلى اللغة الليبية (البربرية). وعندما هربت العذراء (ديميترياس) من روما بعد احتلالها من طرف الغوت، علق القديس جيروم Saint Jerome  ( 347 420 م )، على دخولها الرهبنة المسيحية بقوله: من يتبع عرسك غير أصوات مصرصرة باللغة البونيقية، تودعك بفاحشة مقيتة... ( ويقصد بكلمة ستريدور Stridor) اللاتينية الزغرودة البونيقية التي ترافق الزفاف". (William Marcais: Revue Africaine, T:94 (1950) p.280) وهذا يشير إلى ان الزغرودة المعروفة بالوطن العربي مشرقا ومغرباً، هي عادة عربية قديمة كانت مستعملة لدى الساميين (العرب القدامى ).
... أما الكاتب النوميدي البربري أبوليوس (125-180م )، روى في كتابه دفاع " Apologie "، أن ربيبه سيسينيوس كان لا يعرف اليونانية، ويجهل اللاتينية، أو يرفض استعمالها، وكان لا يتكلم إلا البونيقية".
ومعنى كل هذا، أن اللغة الفينيقية/البونيقية كانت قبل الفتح الإسلامي، لغة شمال أفريقيا، وبعد الفتح الإسلامي، دخلت  العربية لتخلف البونيقية بأسلوب تطوري طبيعي، من لغة عربية قديمة إلى لغة عربية حديثة، طورت على يد الإسلام. وأن الأمازيغ عرب قدامى ومسلمون، وليذهب البريست ليبحثوا في جيناتهم، فربما يعثرون عن السفاك الذي مر من هنا فوق أرض شمال أفريقيا في غفلة أو حركة أو احتلال أو استعمار.
والمصيبة الكبرى التي تضحك هو أن البربريست، يريدون أن يصنعوا لهم حضارة مزيفة، (الحضارة تدون وتوثق في التاريخ)، فأنظروا ماذا اختلقوا !!!، فمعروف عند المغاربة قاطبة، وليس الأمازيغ وحدهم أن " النَّايَرْ بالأمازيغية إِنَّايْرْ " هو أول يوم في السنة في الرزمانة الفلاحية، والكل يتذكر هذا منذ سنين (ومنذ عشر سنوات سيحولون هذه المناسبة  في المغرب على الأقل، لأن البربريست الجزائريين الذين ذكرنا هم من يبتدع ويخترع الخزعبلات للبربريست الأتباع، فهم الذين تفتقت وتفرقعت عبقريتهم سنة 1968، حيث اقترحت الأكاديمية البربرية بفرنسا إنشاء تقويم أمازيغي، يبدأ التأريخ فيه من أول الأحداث المهمة للحضارة الأمازيغية حيث أن الاحتفال بيناير يصادف حدثاً تاريخيا هاما في التاريخ الأمازيغي القديم،  وهو كما يدعون ذكرى انتصار الملك الأمازيغي "شيشنق" أو "شاشناق" على الفراعنة في فترة حكم رمسيس الثاني، وذلك قبل 950 سنة من بداية استعمال التقويم الميلادي !!!، (تقويم أصحاب الديانات السماوية : اليهود كان لهم تقويم قديم يبتدأ يوم الخلق (إشارة إلى آدم عليه السلام)، أما التقويم  المعاصر، فيرجع تصميمه إلى سنة 359 للميلاد، ويتم تحديد طول الأشهر والسنوات بواسطة خوارزمية وليس حسب استطلاعات فلكية. أما المسيحيون فهو يؤرخ ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام. والمسلمين يؤرخونه بهجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، (اتّبع العرب منذ القديم التقويم القمري، وجعل المسلمون الأوائل السنة الهجرية سنةً قمرية. حدث هذا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، الذي أمر بالتأريخ بدءاً من سنة الهجرة، وذلك سنة 17 بعد الهجرة). أما البربريست فيعيشون في عصر الجاهلية، أم لهم حنين لها، أرخوه متأخرين بثلاثة آلاف سنة تقريباً. وهم يمجدون كافراً بن كافر كان يعبد الشمس والقمر !!!، كان عليهم أن يخترعوا ديناً أولا قبل أن يخترعوا تقويماً. فالشهر الأول في سنة اليهود هو " תִּשְׁרֵי "، ويلفظ بالعبرية : تٍشريه، وبالعربية تشرين. أما الشهر الأول عند المسيحيين فهو " Janvier " وبالعربية "يناير" في مصر والسودان والمغرب، وجانفي في الجزائر وتونس، وبما أن دول المشرق العربي (بلاد الشام تحديداً) تعتإد السريانية، فقد سموه " كانون الثاني ". فما هي أشهر البربريست شيشناق ؟. إحذروا عقنا بكم، لا تأتوا بعد سنوات وتخترعوا لنا شهور بربريستية !!!، لأن الأجداد لم يحتفلوا أبدا بهذا التقويم. أي نعم كانوا وما زلنا نحتفل بإناير، لكن ليس بطريقتكم الجاهلية الخارجة عن الإسلام، والتي تمجد وتخلد لأبو لهب البربريستي، بل ارتبط يناير بمعتقدات ضاربة في القدم عند الأمازيغ، ليحظوا بسنة زراعية وافرة  وناجحة، ويعم الخير مع قدوم المطر. حيث يأخدون من يوم 12 أو 13 أو حتى 14 يناير حسب المناطق، يوم للإحتفال بالأرض وما يرتبط بها من الخيرات الطبيعية لا غير، ولتقييم سنة كاملة مرت، والدليل هو أن الطعام الذي يقدم بالمناسبة يشكل رمزاً لغنى وخصوبة ووفرة محصول وحصاد السنة، ويتكون بحسب المناطق كذلك، من " تاكلا " أو "العصيدة " (حسب المناطق التي تتكلم بالعربية)، وهي الأكلة الأشهر وذات الرمزية العميقة في الثقافة الأمازيغية لهذا اليوم. والكسكس "بسبع خضر" ، والبسيس وأوركيمن وهو عبارة عن خليط من القطاني، وبركوكس وهو عبارة عن طحين يخلط ويفتل بالماء ويمزج بعد ذلك بزيت أركان والعسل واملو وغيرها، " وأرى حالك لأتاي بالشيبة ". وختلف أشكال الإحتفال من منطقة، بل من قببلة إلى أخرى. والغريب أن هولاء " البربريست "، [أي أصحاب النزعة البربرية الشعوبية المعادية للإسلام، افتعلوا هذا التقويم البربري إلى مناسبة يرجع تاريخها إلى الجاهلية، ومن عنصر تاريخي موحد بين مشرق هذا الامتداد الجغرافي ومغربه، إلى عنصر مكرس لانفصالهما. ويطالبون حالياً باعتماد هذا التاريخ كرأس للسنة البربرية، والإحتفال به كعيد وطني، مقابلاً لعيد المولد النبوي الشريف. وجدير بالذكر أن جل الأمازيغ المغاربة المسلمين الأحرار لا يعترفون بهذا التقويم، بل لا يحتفلون حتى بطقوس إِنَّايْرْ الفلاحية، لأنهم يرون أن هذه العدات وتنية كانت معتمدة أيام الجاهلية، لكن حينما جاء الإسلام هذب هذه السلوكيات لتتماشى مع القيم الإسلامية كما يقول العديد من الباحثين، بحيث أصبح طلب (الرزق) بالتقرب إلى الله، عن طريق قراءة الفاتحة والتضرع إليه لكي تكون السنة الفلاحية جيدة وليمني سبحانه، على عباده بالخير والرزق والبركة. وحتى في الشعائر الإستسقائية وطلب الغيث، فإنهم يتضرعون إلى الله سبحانه، بطرق حضارية روحانية بقراءة القرآن واللطيف، وليس ب " تاغنجا " أو تاسليت أو نزَّار، أي عروسة المطر (التي لا تتكلم ولا تسمع، ولا تسمن ولا تغني من جوع )، وكأنهم ما زالوا في الجاهلية يعبدون الألهة الأوثان والأصنام.
في الأخير نقول، إن اللغة الأمازيغية لغة مثل اللغات التي تفرعت عن اللغة العربية القديمة الأمّ قبل آلاف السنين، مثل الأكدية، والبابلية، والأشورية، والكنعانية التي نزلت بها التوراة، والأرامية التي نزل بها الإنجيل، والعدنانية التي نزل بها القرآن الكريم، اذاً الأمازيغية هي اللغة الوحيدة العربية الباقية حية مستعملة شفوياً، ومنها نستطيع التعرف على جذورنا العربية كعرب، فمثلا المرأة تسمى بالأمازيغية تامطّوث جذرها طمث، والطمث العادة الشهربة للمرأة، المرأة الطّامث تعني الرأة الحائض. فقاموس الأمازيغية متكون من الكلمات العاربة والمستعربة. مستمدة من الحميرية اللغة العاربة القحظانية، العمود الفقري للغتين الحميرية والأمازيغية وزن أفعول.
كما أننا لا ننكر أن الأمازيغ هم أول من استوطنوا شمال أفريقيا، وهم سكان المغرب الأولون، وليس هم أول من نزل إلى الأرض !!!، (بل نعرف أن آدم Adam، عليه السلام هو أول من نزل على سطح  الأرض، ونيل أرمسترونغ Neil Armstrong، هو أول من نزل على سطح القمر)،ولا يختلف أي أحد في هذا. وشمال أفريقيا طبعاً، هي تامزغا حتى لو اختفى جميع الأمازيغ منها (وهذا من المستحيل طبعاً، ولن يحدث أبداً وعلى الإطلاق)، مثل فلسطين هل يمكننا أن نقول أنها إسرائيلية وليست عربية، لأن أغلب سكانها اليوم إسرائيليون ؟، بل حتى أمريكا، هل سننسى الهنود الحمر ونقول أنها أوروبية لأن جل سكانها أوروبيون وأفارقة (الذين ربما هم اليوم، أكثر عدد من الهنود الحمر) ؟، هذا إن تحدثنا بمنطق العدد، أما منطق الحق والتاريخ فكل شيئ واضح وضوح الشمس في النهار. يبقى علينا أن نشير إلى أننا كلنا بشر ومن آدم عليه السلام أبو البشر، وبعده من نوح عليه السلام، ‏وهذه هي سنة الحياة، لا تتوقف عند حد من الحدود، ولا تتوقف في زمن من الأزمان، فهي على طبيعة واحدة منذ أن خلق الله الإنسان وإلى اليوم، هذا الإنسان الآدمي الذي فيه الظالم والمظلوم، الآكل والمأكلول، القاتل والمقتول، القاهر والمقهور، الظالم والمظلوم، الغني والفقير، الشقي والسعيد المعافى والمريض. هذه هي سُنة الله في خلقه، وسُنة الحياة، لا تتوقف إلى يوم النفخ في الصور، ولن تجد لسنة الله تبديلاً. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ " رواه أبو داود، وقال عليه الصلاة والسلام : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ»؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق