1 نوفمبر 2013

الجينات الوراثية الجزء الثاني '' المغاربة عرب/أمازيغ ''

نحن هنا سنتكلم وسنحاور الأمازيغ الأحرار أما " البربريست " أبناء السفاحين وزريعت الإغريقيين واليونانيين والرومانييين والبرطقيز (البرتغاليين) والإسبان والفرنسيين الذين مروا من هنا عبر العصور، فقبل أن يعلقوا على ما سنكتب، وبما أنهم هم المعنيين الأولين في هذا الموضوع، وجب عليهم القيام بتحليلات ال ADN لمعرفة أصلهم قبل أي تدخل. فنحن نعرف ردودهم ولا تهمنا تعليقاتهم بقدر ما يهمنا فضحهم ومعرفتهم، نقطة إلى السطر.
أولاً، نتعجب لمن يقول أنه عثر على أول إنسان في التاريخ بإفريقيا، وبالتالي يضيف نفس أنواع البشر هذا، أن الإنسان الأمازيغي لم يهاجر إلى شمال إفريقيا من مكان ما، بل وجد فيها منذ البداية. على هذا " الحساب " كما نقول، فهذا الإنسان هو  سيدنا آدم عليه السلام !!!، وسيدنا آدم أنزله الله إلى هذه الأرض بشمال أفريقية !!!،  وهو أمازيغي !!!. والله لشيء مضحك هذا الذي يدَّعونه بعض المتطرفين البرارة وليس الأمازيغ (لأن الأمازيغية والأمازيغ الأحرار " بَزَّافْ عليهم)، الذين يتبعون ما يقال في هذا الموضوع من أعداء العرب ومن يقول أعداء العرب يقول أعداء المسلمين، الذين أصابتهم عدوى الحساسية ضد العربية والإسلام، فانقلبوا رأساً على عقب، وأصبحت الخيانة والعداء لوطنهم ولمواطنيهم وجهة نظر، ومن باب العنصرية القبلية أمسوا يرفضون حتى مجرد الإصغاء.


فلهؤلاء نقول ، نحن لا يشرفنا أن تكونوا منا لأنكم لستم بأمازيغ، بل برابرة مخلطين (خليط) لا أصل لكم ما دمتم تتبعون كلام من يريدون أن يطمسوا أصلكم، وهذا أخطر من طمس الثقافة التي تتبجحون بها ليجعلوا منكم لقطاء، (بل هم يعرفون أنكم لقطاء أصلا)، فإما أنكم إغريقيين أو يونانيين أو رومانييين، أو ربما أبناء السفاحين البرطقيز (البرتغاليين) والإسبان والفرنسيين الذين مروا من هنا، لذلك يرسخون  في عقولكم المسوسة مثل هذه الأفكار والخرافات، فالسلام عليكم،  قال تعالى في سورة القصص : " لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ". فقوموا بتحليلات الأدن  (ADN)، إن كنتم تكذبون، وفي أقل القليل ستستطيعون أن تتوصلوا، مصيبين غير مخطئين، عن ما هو أصلكم وما هو مفصلكم وما محلكم من الإعراب بالعربية وتاعرابت. فهل استعصى على أصدقاؤكم، الذين يحرضونكم، في عصر التيكلونوجيا الحديثة أن يتعرفوا على أصلكم ؟  هذا ما يجب البحث فيه قبل أن تدَّعون أنكم أمازيغ، وأنكم هكذا نزلتم إلى سطح أرض أفريقيا الشمالية عبثاً، ففي القرآن الكريم لم نقرأ أن سبحانه وتعالى، قد أمطر ذات زمان من السماء، بشراً مثلكم، حتى تنزلوا هكذا إلى الأرض غصباً عن آدم عليه السلام أبو البشرية جمعاء في جميع الكتب السماوية، وكفراً بخالقه عز وجل. فهاتوا برهانكم في هذا الكفر الذي ليس بعده كفر، وهاتوا كتبكم ورسلكم وأنبياؤكم، إن كنتم حقاً تنفون ولا تقبلون أن تكونوا من "مازغ " بن حام بن نبي الله نوح عليه السلام، الأب الشرعي الثاني لجميع البشر، لأن  في جميع الأمم السابقة كان يُوجَد نبي في كل أمة، ورسالاتهم كانت لقومهم خاصة، عدا رسالة محمد عليه الصلاة والسلام الذي بعث لكافة الناس، والدليل على هذا، قوله عليه الصلاة والسلام فيما فُضِّل به : " كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة ". رواه البخاري ومسلم، فأين الرسالة التي وجهت لكم ؟.
إننا لا نفتخر سوى بالإسلام وبقرآنه الكريم وبرسالة سيدنا ونبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه، بل بجميع الأنبياء والمرسلين الذين كانوا ينشرون رساله التوحيد. وكذلك بجميع أجدادنا المؤمنين عبر العصور، لأن الله عز وجل على مدار التاريخ ومنذ آدم عليه السلام أرسل رسل وأنبياء إلى البشر برسالة التوحيد كما قلنا، وأكيد أن أجدادنا كانوا مؤمنون في فترات عبر هذه العصور، (مرت بهم فترات انقطاع بين الإيمان والكفر لظروف شتى، والأصل يعود دائماً إلى أصله، والحمد لله، إلا من كان أجداده أبناء سفاح الجاهلية، وهي تناديه اليوم)، وسنبقى نفتخر بهم حتى لو كانوا من كفار قريش أو الكفار على العموم قبل الإسلام، وحتى لو عاشوا بدائيين وفي الصحاري والجبال والكهوف، فهم أفضل من الكفار أهل العلم والتاريخ المزور والهندسة والمعمار المسروق. ولمن يقول أن بعض الأجداد جاؤوا غزاة وليسوا فاتحين، فهو هكذا يبين لنا عن أصله، وبأنه يرفض الإسلام، مادام في نظره أنه غزى أجداده، الذين ربما لم يدخلوه طواعية، بل خوفاً أو نفاقاً، فالتاريخ يعيد نفسه مع الجبناء والمنافقين، الذين أصبحوا اليوم  يطعنون حتى في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لكن ما أكثر ما خاض كفار قريش في مقام النبوة، وكم سفهوا وتسافهوا، ولكنهم ما جرؤوا في لدادتهم أن يمسوا الإسلام ولا القرآن ولا السنة بسوء، لا تقصيراً ولا تعففاً، بل لو وجدوا مغمزاً لما عفوا وما أقصروا. ولكن أعجزهم أن ينالوا من الإسلام وكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بسوء، ونحن بدورنا نتبرأ منهم, ولا يشرفنا أن ينتمون إلينا، لأن الحق ( وهو طريق الله ) أحق أن يتبع حتى ولو جاء على أيدى ألذ الخصوم. وأما من يدعي أن له تاريخ عميق فليأتي ببرهانه كما قلنا، وأين كان أجداده وعلماؤهم يوم كان الناس يشيِّدون المعالم، ويؤرخون ويكتبون الكتب، بل ينقشون على الحجر رموزاً تأرخ لوقائع وأحداث تاريخية ( ليس بعض الخزعبلات المنقولة أو ربما المنقوشة من طرف البعض، ونسبوها لهم)، أو حتى يحفظون على ظهر قلب قصص وحكايات ليوثقوا منها تاريخهم، لأن الذاكرة لا تمحى، بل تحفظ أجيال بعد أجيال، (إلا لو كان كل هؤلاء الأجداد أصابهم الجنون في آن واحد وتوارثته الأجيال تل والأجيال). ومن يدعي أن كتبهم قد سرقت أو حرقت، (فمن يكون هذا السارق وأين هو الدليل ؟)، فلماذا لم تحرق كتب الكفار الذين كانوا ضد العقيدة !!، ألم تترجم كتب الكفار (ألم يحتك العرب منذ جاهليتهم بالشعوب الكافرة الثلاثة المحيطة بهم، وهي الروم في الشمال والفرس في الشرق والأحباش في الجنوب، وأقاموا بينهم صلات أدبية واقتصادية من الصعب قيام بمثلها دون وجود ترجمة، وإن كانت في مراحلها البدائية.‏ ألم يترجموا عن الكتب اليونانية علوم الطب والفلك والرياضيات والموسيقى والفلسفة والنقد، اعتمد ويعتمد عليها حتى اليوم الغرب ؟ ). 
يجب أن يعلم هؤلاء البرابرة (نحن دائماً لا نتكلم على الأمازيغ الأحرار أبناء الأنبياء والرسل)، أنه جاء عن إبن عطاء عن أبيه قال : " ولد حام كل أسود جعد الشعر. وروي عن سعيد بن المسيب أنه قال : حــــام أبو السودان من المشرق الى المغرب، السند والهند والنوب والزنج والحبشة والبربر وبذلك صار لولد حام الجنوب مما يلي مصر على النيل وكذلك مغرباً إلى منتهى المغرب الأقصى ". لكن أصبح اختلاف المغاربة اليوم، متعدد في السحنات وفي لون البشرة من منطقة إلى أخرى، لوجودهم  في أقصى غرب شمال أفريقيا، ولتعرضهم لموجات عديدة من الهجرات الإنسانية من مناطق متعددة،  "تمزغت" وأصبحت تُنسب إلى  " الأمازيغ " ولعل الدليل القاطع على ذلك أن أمازيغ الشمال فيهم عدد من الشقر وكثير منهم جيناتهم مثل الأوروبيين، (وسنتطرق للجينات للحسم في ما بعد)، فيما أن أمازيغ الجنوب مثل الطوارق أشكالهم مثل الزنوج وجيناتهم لا تختلف عن الزنوج بشيء، زد على ذلك تعدد الأعراق والأجناس الناطقة بالأمازغية عامة في الشمال الأفريقي من غرب مصر إلى جزر الكانري (أكناري، لمن لا يعرف هذا الإسم بالأمازيغية، حسب بعض المناطق المغربية هو الزعبول !!!، أو كرموس النصارى أو الهندية)، وخاصة في المغرب، فمنهم السود، والعرب الذين يدعي البعض جوراً أنهم لم يأتوا حتى عصر الفتوحات الإسلامية، وهم في الحقيقة استوطنوا شمال أفريقيا منذ القدم، لقد كانت الهجرات الأوائل من العرب كثيرة مثل قريش، وبنو تميم، ولخم، ولام، وطيء. ونتساءل لماذا لا يذكر المتعصبون التاريخ، الحقيقي، وأن العرب كانوا هنا قبل هجرة القبائل العربية من الجزيرة في عصر الفتوحات، ولماذا سقط هذا من ذاكرة التاريخ ؟. و حتى عصر الفتوحات لماذا تم حصر الهجرات ببني هلال وسليم فقط ولم تذكر بقية القبائل. فالملاحظ أن أول قبيلة دخلت مصر والمغرب هي قبيلة طيء وليست هلال،  فرغم أن الهجرة التي غيرت الشمال الأفريقي برمته، والتي عرفت بالهجرة الهلالية، ضمت قبائل مضر وربيعة  واليمن والتي بدأت سنة 454 هـ في عهد الشريف شكر أمير الحجاز واستمرت 100سنة بدعم من الفاطميين. قال إبن خلدون : " إن بني سلول الذين هم إخوان بني عامر لم يبقى لهم في جزيرة العرب باقية، وكلهم ببلاد المغرب. وذكر كذلك أن  صعصعة بن معاوية فإخوانهم في بلاد المغرب، وهم بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن دخلوا المغرب سنة 1187 م  583 هـ، و كانوا سبب الفتنة الكبرى أيام يحيى بن الناصر بمراكش وكانوا ثلاث قبائل غزية، وعدي، وعصمة، أما غزية فكانوا ينقسمون إلى بني سفيان والازية وبني مقدم وبني عاصم. وأما بنو جشم لم يبقى لهم في جزيرة العرب باقية, أما إخوان معاوية بن بكر بن هوازن هم بني سعد اللذين حكموا المغرب قبل العلويين، وبني ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن سكنوا بالاطلس الغربي وبني نمير بن عامر وبني كلاب وجعفر وبني نصر بن معاوية وبني عوف بن معاوية وقبيلة باهلة من هوازن ذكرهم إبن غالب في المغرب والأندلس (ويقولون جوراً مورسيكون !!!!، فالمورسكيون ذوو الأصول الأوروبية هم أقل من العرب والأمازيغ). أما بني سليم بن منصور أخ هوازن بن منصور فهم بني عقبة بن سليم وعوف وسعد بن سليم وبهثة بن سليم اللذين ينقسمون إلى ثمانية فروع كبرى وهم الأكبر ببلاد المغرب و هم بني دباب و عوف و لبيد وزغب و امرئ القيس وبني هيب وثعلبة ويعهب, أما بني مازن بن منصور فقد استقروا بمصر و بني سلامان بن منصور استقروا بالمغرب. فإبن خلدون وصف أنهم كانوا " شعوباً"  بأكملها ( ولم يقل شعبا واحداً )، وعلماء النسب والإجتماع يعلمون جيداً أن مصطلح شعب يطلق على مجموعة من القبائل الكبيرة وليس على قبيلة واحدة. نعم لقد دخلت إلى شمال أفريقيا شعوباً بأسرها وليس قبائل فقط، فالمؤرخ الإسباني مارمول قال : " عبر ثلاثة شعوب من العرب إلى إفريقيا بأسرهم ....شعبان من صحراء الجزيرة هما بنو هلال وبنو سليم، والثالث الذي إسمه معقل من اليمن. وكانوا جميعاً يكونون نحو خمسين ألف محارب انتشروا في كل مكان بشرق بلاد البربر، ثم صاروا يملكون عدة أقاليم من إفريقيا مع مرور الزمان ". ولمن يقول العكس ما عليه سوى قراءة التاريخ والبحث عما قاله المؤرخون في هذا الشأن، وأعداد العرب القادمون إلى شمال أفريقي، وأعدد السبايا من الأمازيغيات اللواتي زرعن بذورهن في الجزيرة العربية، بل في مجموع الشرق الإسلامي !!!، حينها سيخرص إلا الأبد، هذا إن كان أمازيغياً حراً، أما إن كان بربرياً ملقطاً من أمثال من يقول أن المغرب له وأجداده وجدوا هنا منذ البداية، فله أن يقارن المغرب وهؤلاء الشعوب التي استوطنته والتي ذكرنا، كما قال الأمازيغي إبن خلدون (أنها شعوب)، ومع أمريكا (الموطن الأصلي للهنود الحمر)، حيث نسبة الهنود الحمر فيها لا تتجاوز اليوم 4 بالمئة من سكانها، والبقية كلهم أوروبيون،عددهم يقدر بأزيد من 300 مليون نسمة، مع العلم أن أول هجرة أوروبية لأمريكا كانت قرابة 5 قرون خلت فقط، فكيف في نظره أن يصبح الأوروبون  أكثرية في غضون 5 قرون فقط، وسكان البلاد الأصليون لا يتجاوزون 4 بالمئة ؟!!!. ثم يحلل ويناقش معنا علم الجينات الأدن (ADN) ، وهذه المعطيات العلمية التي أثبتت فيها الدراسات أن 62 في المائة من طوارق النيجر لا يختلفون في جيناتهم عن باقي سكان النيجر و 9 في المائة فقط منهم يحملون الجين المميز للأمازيغ E1b1b1b. كما ثبت وجود هذا التطفر بنسب قليلة بين بدو صحراء النقب ولبنان وقبرص التركية وفي إسطمبول التركية وشمال شرق تركيا وجنوبها الغربي وفي جنوب الجزيرة العربية وجد بنسبة ضعيفة (0.6% في الإمارات العربية المتحدة)، مما يدعم فرضية هجرة هذا العرق الأمازيغي من غرب آسيا. وأثبت هذا العلم أيضاً أن هذه الصفة (E1b1b1b)، تمثل أقل من 8% من الشعب المصري، فهي ليست من صفات المصريين، ف (J1) نسبتها 39.4%، و E-M78 نسبتها 15.15%، و R1b نسبتها 15.15%، وE3b نسبتها 6%، و B نسبتها 15.15%، و J2 نسبتها 6%، و K* نسبتها 3%، أي أنه هناك إختلافات عرقية كبيرة بين المصريين والمغاربة. وثبت أيضاً أن اليهود المغاربة ليسوا من السلالة المغربية E-M81، أو (E1b1b1b)، فهم يتوزعون على السلالات 5% من E1b1b1، و15% من E1b1b1a، و 30% من G2a، و 20% من J2، و 10% من J1، و 10% من T، و 10% من R1b1c، وهذا حسب دراسة  2004، وكذلك الأمر فإن السلالة المغربية ليست مكوناً لسلالات اليهود الليبيين، وهذا يوضح أن المغاربة لم يعتنقوا الدين اليهودي. أما بالنسبة للغوانش سكان الجزر الخالدات (أو جزر الكاناري)، فالسلالة المغربية تمثل بينهم 26,64%. وقبائل الجزائر نسبة الجين المغربي عندهم أقل منه عند بعض مجموعات شمال إفريقيا المعربة، ف  (E1b1b1b E-M81) بنسبة 47.36%، و( R1* xR1a) بنسبته 15.78%، و (J1) نسبته 15.78%، و (F* xH، I،J2،K) نسبته 10.52%، و (E1b1b1c  E-M123) نسبته 10.52%. فلياقرن كل هذا وليصمت، فمتى بدأت هذه البداية التي تقول وجد فيها أجداده منذ البداية، وقد أثبت علماء الجينات أن الجد الجامع للأمازيغ  عاش فقط ل 5600 سنة مضت، مما يفتح سؤالا عريضاً عن الشعب القديم الذي انبثقت منه سلالته، بل كل هذه السلالات ؟. 
وسنرجع الآن إلى من يريد الحقيقة ويريد أن يعرف أصله، لا لمن أتى من أصل سفاح عابر، وسنتكلم مع الأمازيغ الأحرار أبناء مازغ الذي تقول عنه المصادر التاريخية القديمة في كتاب ابن خلدون ( كتاب العبر ج6 ، ص 126/127/12) أنه إبن حام بن نوح وهو أب لشعب الأمازيغ الذي استوطن منطقة شمال أفريقيا منذ آلاف السنين والأمازيغي لغوياً، هو الرجل الحر والنبيل وقد وردت كلمة "مازيغ" في نقوش المصريين القدماء، وفي كتب اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب القديمة التي عاصرت الأمازيغيين. وتختلف اللهجات ذات الأصول الأمازيغية في نطق هذا اللفظ فهو عند طوارق مالي "أيموهاغ" بقلب الزاي هاء، وعند طوارق منحنى نهر النيجر الغربي "إيموشاغ"، أما في أغاديس بالنيجر فينطقونه "إيماجيغن"، والمقصود بجميع هذه التصحيفات إنما هو "أمازيغ". أما البربر فهي تسمية يونانية والتي تعني الأجانب، ويظهر أن أول إطلاق له على السكان الأصليين لهذه المنطقة كان من قبل الرومان في غزواتهم المعروفة لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وشاع إطلاق لفظ "البربر" على ألسنة الناس، وقد كان الإغريق يسمون كل من لا يتكلم الإغريقية "برباروس"، واستعاره الرومان وأطلقوه على كل الأجانب ومنهم الأمازيغ الذين كانوا خارجين تاريخياً عن سيادة الرومان، فهي تسمية جاءت من الخارح ولم يخترها الأمازيغ لأنفسهم.
ومع  ذلك، ورغم كل ما قلناه، فلم تتحدث كتب التاريخ القديمة عن " مازغ " بما فيه الكفاية، سوى بأنه الأب الأول للأمازيغ، وبأنه إبن حام بن نوح، ولا أحد يدري أين عاش وترعرع وأين دُفن, وهل أتى في رحلته الطويلة إلى الشمال الأفريقي آتياً من مكان ما، قد يكون هذا المكان هو  اليمن أو أي مكان من شرق آسيا، أو من شمال أروبا. وهل كان " مازغ " فعلاً إرتحل  في تلك الرحلة مع قومه، أم أن الأمازيغ  دفنوه (الأب الأول)، في مكان ما، ورحلوا باحثين عن عالم جديد حتى استقروا في شمال أفريقيا ؟، وسنعيد السؤال الذي يطرح نفسه، هل يعقل ألا يؤرخ البرابرة (نحن لا نتكلم الآن عن الأمازيغ الأحرار، بل سنرجع إلى  أولئك الذين يدعون أن ليس لهم أصل، كما قلنا، وأنهم نزلوا هكذا عبثاً فوق الأرض !!!)، تاريخهم ولو عبر الذاكرة وفي قصاصات وحكايات، خصوصاً وأنهم اكتشفوا حروف اللغة التي قالوا أنها أمازيغية وكتبوها بحروف (تيفناغ)، لم نقرأها في أي كتاب عبر العصور، وما أنزل الله بها من سلطان، اللهم أنها خط حبشي مأخود من عربية قديمةأولاً، نتعجب لمن يقول أنه عثر على أول إنسان في التاريخ بإفريقيا، وبالتالي يضيف نفس أنواع البشر هذا، أن الإنسان الأمازيغي لم يهاجر إلى شمال إفريقيا من مكان ما، بل وجد فيها منذ البداية. "على هذا الحساب" كما نقول، فهذا الإنسان هو  سيدنا آدم عليه السلام، وسيدنا آدم أنزله الله إلى هذه الأرض الشمال أفريقية وهو أمازيغي !!!. والله لشيء مضحك هذا الذي يدَّعونه بعض المتطرفين البرارة وليس الأمازيغ (لأن الأمازيغية والأمازيغ الأحرار " بَزَّافْ عليهم)، الذين يتبعون ما يقال في هذا الموضوع من أعداء العرب ومن يقول أعداء العرب يقول أعداء المسلمين، الذين أصابتهم عدوى الحساسية ضد العربية والإسلام حتى أصبحوا من باب العنصرية القبلية يرفضون حتى مجرد الإصغاء. فلهؤلاء نقول ، نحن لا يشرفنا أن تكونوا منا لأنكم لستم بأمازيغ، بل برابرة مخلطين (خليط) لا أصل لكم ما دمتم تتبعون كلام من يريدون أن يطمسوا أصلكم، وهذا أخطر من طمس الثقافة التي تتبجحون بها ليجعلوا منكم لقطاء، (بل هم يعرفون أنكم لقطاء أصلا)، فإما أنكم إغريقيين أو يونانيين أو رومانييين، أو ربما أبناء السفاحين البرطقيز (البرتغاليين) والإسبان والفرنسيين الذين مروا من هنا، لذلك يرسخون  في عقولكم المسوسة مثل هذه الأفكار والخرافات، فالسلام عليكم،  قال تعالى في سورة القصص : " لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ". فقوموا بتحليلات الأدن  (ADN)، إن كنتم تكذبون، وفي أقل القليل ستستطيعون أن تتوصلوا، مصيبين غير مخطئين، عن ما هو أصلكم وما هو مفصلكم وما محلكم من الإعراب بالعربية وتاعرابت. فهل استعصى على أصدقاؤكم، الذين يحرضونكم، في عصر التيكلونوجيا الحديثة أن يتعرفوا على أصلكم ؟  هذا ما يجب البحث فيه قبل أن تدَّعون أنكم أمازيغ، وأنكم هكذا نزلتم إلى سطح أرض أفريقيا الشمالية عبثاً، ففي القرآن الكريم لم نقرأ أن سبحانه وتعالى، قد أمطر ذات زمان من السماء، بشراً مثلكم، حتى تنزلوا هكذا إلى الأرض غصباً عن آدم عليه السلام أبو البشرية جمعاء في جميع الكتب السماوية، وكفراً بخالقه عز وجل. فهاتوا برهانكم في هذا الكفر الذي ليس بعده كفر، وهاتوا كتبكم ورسلكم وأنبياؤكم، إن كنتم حقاً تنفون ولا تقبلون أن تكونوا من "مازغ " بن حام بن نبي الله نوح عليه السلام، الأب الشرعي الثاني لجميع البشر، لأن  في جميع الأمم السابقة كان يُوجَد نبي في كل أمة، ورسالاتهم كانت لقومهم خاصة، عدا رسالة محمد عليه الصلاة والسلام الذي بعث لكافة الناس، والدليل على هذا، قوله عليه الصلاة والسلام فيما فُضِّل به : " كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة ". رواه البخاري ومسلم، فأين الرسالة التي وجهت لكم ؟.
إننا لا نفتخر سوى بالإسلام وبقرآنه الكريم وبرسالة سيدنا ونبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه، بل بجميع الأنبياء والمرسلين الذين كانوا ينشرون رساله التوحيد. وكذلك بجميع أجدادنا المؤمنين عبر العصور، لأن الله عز وجل على مدار التاريخ ومنذ آدم عليه السلام أرسل رسل وأنبياء إلى البشر برسالة التوحيد كما قلنا، وأكيد أن أجدادنا كانوا مؤمنون في فترات عبر هذه العصور، (مرت بهم فترات انقطاع بين الإيمان والكفر لظروف شتى، والأصل يعود دائماً إلى أصله، والحمد لله، إلا من كان أجداده أبناء سفاح الجاهلية، وهي تناديه اليوم)، وسنبقى نفتخر بهم حتى لو كانوا من كفار قريش أو الكفار على العموم قبل الإسلام، وحتى لو عاشوا بدائيين وفي الصحاري والجبال والكهوف، فهم أفضل من الكفار أهل العلم والتاريخ المزور والهندسة والمعمار المسروق. ولمن يقول أن بعض الأجداد جاؤوا غزاة وليسوا فاتحين، فهو هكذا يبين لنا عن أصله، وبأنه يرفض الإسلام، مادام في نظره أنه غزى أجداده، الذين ربما لم يدخلوه طواعية، بل خوفاً أو نفاقاً، فالتاريخ يعيد نفسه مع الجبناء والمنافقين، الذين أصبحوا اليوم  يطعنون حتى في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لكن ما أكثر ما خاض كفار قريش في مقام النبوة، وكم سفهوا وتسافهوا، ولكنهم ما جرؤوا في لدادتهم أن يمسوا الإسلام ولا القرآن ولا السنة بسوء، لا تقصيراً ولا تعففاً، بل لو وجدوا مغمزاً لما عفوا وما أقصروا. ولكن أعجزهم أن ينالوا من الإسلام وكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بسوء، ونحن بدورنا نتبرأ منهم, ولا يشرفنا أن ينتمون إلينا، لأن الحق ( وهو طريق الله ) أحق أن يتبع حتى ولو جاء على أيدى ألذ الخصوم. وأما من يدعي أن له تاريخ عميق فليأتي ببرهانه كما قلنا، وأين كان أجداده وعلماؤهم يوم كان الناس يشيِّدون المعالم، ويؤرخون ويكتبون الكتب، بل ينقشون على الحجر رموزاً تأرخ لوقائع وأحداث تاريخية ( ليس بعض الخزعبلات المنقولة أو ربما المنقوشة من طرف البعض، ونسبوها لهم)، أو حتى يحفظون على ظهر قلب قصص وحكايات ليوثقوا منها تاريخهم، لأن الذاكرة لا تمحى، بل تحفظ أجيال بعد أجيال، (إلا لو كان كل هؤلاء الأجداد أصابهم الجنون في آن واحد وتوارثته الأجيال تل والأجيال). ومن يدعي أن كتبهم قد سرقت أو حرقت، (فمن يكون هذا السارق وأين هو الدليل ؟)، فلماذا لم تحرق كتب الكفار الذين كانوا ضد العقيدة !!، ألم تترجم كتب الكفار (ألم يحتك العرب منذ جاهليتهم بالشعوب الكافرة الثلاثة المحيطة بهم، وهي الروم في الشمال والفرس في الشرق والأحباش في الجنوب، وأقاموا بينهم صلات أدبية واقتصادية من الصعب قيام بمثلها دون وجود ترجمة، وإن كانت في مراحلها البدائية.‏ ألم يترجموا عن الكتب اليونانية علوم الطب والفلك والرياضيات والموسيقى والفلسفة والنقد، اعتمد ويعتمد عليها حتى اليوم الغرب ؟ ). 
يجب أن يعلم هؤلاء البرابرة (نحن دائماً لا نتكلم على الأمازيغ الأحرار أبناء الأنبياء والرسل)، أنه جاء عن إبن عطاء عن أبيه قال : " ولد حام كل أسود جعد الشعر. وروي عن سعيد بن المسيب أنه قال : حــــام أبو السودان من المشرق الى المغرب، السند والهند والنوب والزنج والحبشة والبربر وبذلك صار لولد حام الجنوب مما يلي مصر على النيل وكذلك مغرباً إلى منتهى المغرب الأقصى ". لكن أصبح اختلاف المغاربة اليوم، متعدد في السحنات وفي لون البشرة من منطقة إلى أخرى، لوجودهم  في أقصى غرب شمال أفريقيا، ولتعرضهم لموجات عديدة من الهجرات الإنسانية من مناطق متعددة،  "تمزغت" وأصبحت تُنسب إلى  " الأمازيغ " ولعل الدليل القاطع على ذلك أن أمازيغ الشمال فيهم عدد من الشقر وكثير منهم جيناتهم مثل الأوروبيين، (وسنتطرق للجينات للحسم في ما بعد)، فيما أن أمازيغ الجنوب مثل الطوارق أشكالهم مثل الزنوج وجيناتهم لا تختلف عن الزنوج بشيء، زد على ذلك تعدد الأعراق والأجناس الناطقة بالأمازغية عامة في الشمال الأفريقي من غرب مصر إلى جزر الكانري (أكناري، لمن لا يعرف هذا الإسم بالأمازيغية، حسب بعض المناطق المغربية هو الزعبول !!!، أو كرموس النصارى أو الهندية)، وخاصة في المغرب، فمنهم السود، والعرب الذين يدعي البعض جوراً أنهم لم يأتوا حتى عصر الفتوحات الإسلامية، وهم في الحقيقة استوطنوا شمال أفريقيا منذ القدم، لقد كانت الهجرات الأوائل من العرب كثيرة مثل قريش، وبنو تميم، ولخم، ولام، وطيء. ونتساءل لماذا لا يذكر المتعصبون التاريخ، الحقيقي، وأن العرب كانوا هنا قبل هجرة القبائل العربية من الجزيرة في عصر الفتوحات، ولماذا سقط هذا من ذاكرة التاريخ ؟. و حتى عصر الفتوحات لماذا تم حصر الهجرات ببني هلال وسليم فقط ولم تذكر بقية القبائل. فالملاحظ أن أول قبيلة دخلت مصر والمغرب هي قبيلة طيء وليست هلال،  فرغم أن الهجرة التي غيرت الشمال الأفريقي برمته، والتي عرفت بالهجرة الهلالية، ضمت قبائل مضر وربيعة  واليمن والتي بدأت سنة 454 هـ في عهد الشريف شكر أمير الحجاز واستمرت 100سنة بدعم من الفاطميين. قال إبن خلدون : " إن بني سلول الذين هم إخوان بني عامر لم يبقى لهم في جزيرة العرب باقية، وكلهم ببلاد المغرب. وذكر كذلك أن  صعصعة بن معاوية فإخوانهم في بلاد المغرب، وهم بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن دخلوا المغرب سنة 1187 م  583 هـ، و كانوا سبب الفتنة الكبرى أيام يحيى بن الناصر بمراكش وكانوا ثلاث قبائل غزية، وعدي، وعصمة، أما غزية فكانوا ينقسمون إلى بني سفيان والازية وبني مقدم وبني عاصم. وأما بنو جشم لم يبقى لهم في جزيرة العرب باقية, أما إخوان معاوية بن بكر بن هوازن هم بني سعد اللذين حكموا المغرب قبل العلويين، وبني ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن سكنوا بالاطلس الغربي وبني نمير بن عامر وبني كلاب وجعفر وبني نصر بن معاوية وبني عوف بن معاوية وقبيلة باهلة من هوازن ذكرهم إبن غالب في المغرب والأندلس (ويقولون جوراً مورسيكون !!!!، فالمورسكيون ذوو الأصول الأوروبية هم أقل من العرب والأمازيغ). أما بني سليم بن منصور أخ هوازن بن منصور فهم بني عقبة بن سليم وعوف وسعد بن سليم وبهثة بن سليم اللذين ينقسمون إلى ثمانية فروع كبرى وهم الأكبر ببلاد المغرب و هم بني دباب و عوف و لبيد وزغب و امرئ القيس وبني هيب وثعلبة ويعهب, أما بني مازن بن منصور فقد استقروا بمصر و بني سلامان بن منصور استقروا بالمغرب. فإبن خلدون وصف أنهم كانوا " شعوباً"  بأكملها ( ولم يقل شعبا واحداً )، وعلماء النسب والإجتماع يعلمون جيداً أن مصطلح شعب يطلق على مجموعة من القبائل الكبيرة وليس على قبيلة واحدة. نعم لقد دخلت إلى شمال أفريقيا شعوباً بأسرها وليس قبائل فقط، فالمؤرخ الإسباني مارمول قال : " عبر ثلاثة شعوب من العرب إلى إفريقيا بأسرهم ....شعبان من صحراء الجزيرة هما بنو هلال وبنو سليم، والثالث الذي إسمه معقل من اليمن. وكانوا جميعاً يكونون نحو خمسين ألف محارب انتشروا في كل مكان بشرق بلاد البربر، ثم صاروا يملكون عدة أقاليم من إفريقيا مع مرور الزمان ". ولمن يقول العكس ما عليه سوى قراءة التاريخ والبحث عما قاله المؤرخون في هذا الشأن، وأعداد العرب القادمون إلى شمال أفريقي، وأعدد السبايا من الأمازيغيات اللواتي زرعن بذورهن في الجزيرة العربية، بل في مجموع الشرق الإسلامي !!!، حينها سيخرص إلا الأبد، هذا إن كان أمازيغياً حراً، أما إن كان بربرياً ملقطاً من أمثال من يقول أن المغرب له وأجداده وجدوا هنا منذ البداية، فله أن يقارن المغرب وهؤلاء الشعوب التي استوطنته والتي ذكرنا، كما قال الأمازيغي إبن خلدون (أنها شعوب)، ومع أمريكا (الموطن الأصلي للهنود الحمر)، حيث نسبة الهنود الحمر فيها لا تتجاوز اليوم 4 بالمئة من سكانها، والبقية كلهم أوروبيون،عددهم يقدر بأزيد من 300 مليون نسمة، مع العلم أن أول هجرة أوروبية لأمريكا كانت قرابة 5 قرون خلت فقط، فكيف في نظره أن يصبح الأوروبون  أكثرية في غضون 5 قرون فقط، وسكان البلاد الأصليون لا يتجاوزون 4 بالمئة ؟!!!. ثم يحلل ويناقش معنا علم الجينات الأدن (ADN) ، وهذه المعطيات العلمية التي أثبتت فيها الدراسات أن 62 في المائة من طوارق النيجر لا يختلفون في جيناتهم عن باقي سكان النيجر و 9 في المائة فقط منهم يحملون الجين المميز للأمازيغ E1b1b1b. كما ثبت وجود هذا التطفر بنسب قليلة بين بدو صحراء النقب ولبنان وقبرص التركية وفي إسطمبول التركية وشمال شرق تركيا وجنوبها الغربي وفي جنوب الجزيرة العربية وجد بنسبة ضعيفة (0.6% في الإمارات العربية المتحدة)، مما يدعم فرضية هجرة هذا العرق الأمازيغي من غرب آسيا. وأثبت هذا العلم أيضاً أن هذه الصفة (E1b1b1b)، تمثل أقل من 8% من الشعب المصري، فهي ليست من صفات المصريين، ف (J1) نسبتها 39.4%، و E-M78 نسبتها 15.15%، و R1b نسبتها 15.15%، وE3b نسبتها 6%، و B نسبتها 15.15%، و J2 نسبتها 6%، و K* نسبتها 3%، أي أنه هناك إختلافات عرقية كبيرة بين المصريين والمغاربة. وثبت أيضاً أن اليهود المغاربة ليسوا من السلالة المغربية E-M81، أو (E1b1b1b)، فهم يتوزعون على السلالات 5% من E1b1b1، و15% من E1b1b1a، و 30% من G2a، و 20% من J2، و 10% من J1، و 10% من T، و 10% من R1b1c، وهذا حسب دراسة  2004، وكذلك الأمر فإن السلالة المغربية ليست مكوناً لسلالات اليهود الليبيين، وهذا يوضح أن المغاربة لم يعتنقوا الدين اليهودي. أما بالنسبة للغوانش سكان الجزر الخالدات (أو جزر الكاناري)، فالسلالة المغربية تمثل بينهم 26,64%. وقبائل الجزائر نسبة الجين المغربي عندهم أقل منه عند بعض مجموعات شمال إفريقيا المعربة، ف  (E1b1b1b E-M81) بنسبة 47.36%، و( R1* xR1a) بنسبته 15.78%، و (J1) نسبته 15.78%، و (F* xH، I،J2،K) نسبته 10.52%، و (E1b1b1c  E-M123) نسبته 10.52%. فلياقرن كل هذا وليصمت، فمتى بدأت هذه البداية التي تقول وجد فيها أجداده منذ البداية، وقد أثبت علماء الجينات أن الجد الجامع للأمازيغ  عاش فقط ل 5600 سنة مضت، مما يفتح سؤالا عريضاً عن الشعب القديم الذي انبثقت منه سلالته، بل كل هذه السلالات ؟. 
وسنرجع الآن إلى من يريد الحقيقة ويريد أن يعرف أصله، لا لمن أتى من أصل سفاح عابر، وسنتكلم مع الأمازيغ الأحرار أبناء مازغ الذي تقول عنه المصادر التاريخية القديمة في كتاب ابن خلدون ( كتاب العبر ج6 ، ص 126/127/12) أنه إبن حام بن نوح وهو أب لشعب الأمازيغ الذي استوطن منطقة شمال أفريقيا منذ آلاف السنين والأمازيغي لغوياً، هو الرجل الحر والنبيل وقد وردت كلمة "مازيغ" في نقوش المصريين القدماء، وفي كتب اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب القديمة التي عاصرت الأمازيغيين. وتختلف اللهجات ذات الأصول الأمازيغية في نطق هذا اللفظ فهو عند طوارق مالي "أيموهاغ" بقلب الزاي هاء، وعند طوارق منحنى نهر النيجر الغربي "إيموشاغ"، أما في أغاديس بالنيجر فينطقونه "إيماجيغن"، والمقصود بجميع هذه التصحيفات إنما هو "أمازيغ". أما البربر فهي تسمية يونانية والتي تعني الأجانب، ويظهر أن أول إطلاق له على السكان الأصليين لهذه المنطقة كان من قبل الرومان في غزواتهم المعروفة لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وشاع إطلاق لفظ "البربر" على ألسنة الناس، وقد كان الإغريق يسمون كل من لا يتكلم الإغريقية "برباروس"، واستعاره الرومان وأطلقوه على كل الأجانب ومنهم الأمازيغ الذين كانوا خارجين تاريخياً عن سيادة الرومان، فهي تسمية جاءت من الخارح ولم يخترها الأمازيغ لأنفسهم.
ومع  ذلك، ورغم كل ما قلناه، فلم تتحدث كتب التاريخ القديمة عن " مازغ " بما فيه الكفاية، سوى بأنه الأب الأول للأمازيغ، وبأنه إبن حام بن نوح، ولا أحد يدري أين عاش وترعرع وأين دُفن, وهل أتى في رحلته الطويلة إلى الشمال الأفريقي آتياً من مكان ما، قد يكون هذا المكان هو  اليمن أو أي مكان من شرق آسيا، أو من شمال أروبا. وهل كان " مازغ " فعلاً إرتحل  في تلك الرحلة مع قومه، أم أن الأمازيغ  دفنوه (الأب الأول)، في مكان ما، ورحلوا باحثين عن عالم جديد حتى استقروا في شمال أفريقيا ؟، وسنعيد السؤال الذي يطرح نفسه، هل يعقل ألا يؤرخ البرابرة (نحن لا نتكلم الآن عن الأمازيغ الأحرار، بل سنرجع إلى  أولئك الذين يدعون أن ليس لهم أصل، كما قلنا، وأنهم نزلوا هكذا عبثاً فوق الأرض !!!)، تاريخهم ولو عبر الذاكرة وفي قصاصات وحكايات، خصوصاً وأنهم اكتشفوا حروف اللغة التي قالوا أنها أمازيغية وكتبوها بحروف (تيفناغ)، لم نقرأها في أي كتاب أو تحدثت عليها أي قصة أمازيغية عبر العصور، وما أنزل الله بها من سلطان، اللهم ما قيل من أن التيفناغ هو نفسه الخط الموصوف في كتاب إبن النديم " الفهرسة "، وقد نسبه إلى الحبشة أي إثيوبيا، حيث أنه قال : وأما الحبشة، فلهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري يبتدئ من الشِّمال إلى اليمين، يفرقون بين كل إسم منها بثلاث نقط ينقطونها كالمثلث بين حروف الإسمين، وهذا مثال الحروف وكتبتها من خزانة المأمون غير الخط. هكذا يتضح أن تيفيناغ الذي يثحدثون عنه أنه خاص بالأمازيغ، ينتمي لمجموعة الخطوط البدائية السامية التي ينتمي إليها خط المسند أو القلم الحميري أي الخط العربي القديم. هذا وقدم إبن النديم على أن النقط استخدمت كفواصل بين الكلمات في خط الحبشة، لكنها في خط ثمود (خط عربي قديم) رمزت إلى حرف العين نقطة ونقطتين وثلاث نقط وأربع نقط حسب الإكتشاف الأثري وفي بعضها رمز إلى حرف العين عند ثمود بدائرة صغيرة كما في الخط السبئي. فهل نصدق " فرنسا التي شجعت هذا الخط أم المؤرخون القدامى ؟. ( إن هذا المشروع الغربي الفاشل والمدمر في كل الإتجاهات، الذي استنزف ذهنية المتعصبين بإيعاز من الغرب الذي يسعى لتفرقتنا، بأوهام لا تغني ولا تشبع، سوى تقيد وإبهار زائف للبرابرة المتعصبين، وسيزيد لغتنا الأصلية (الأمازيغية)، ضياعاً وعجزاً وضعفاً، وسيجعلنا ننفذ منها، ونساهم هكذا في إعدامها. فحتى لو كتبوا لغتنا بحروف لاتينية  فسوف نصبح غرباء وعلينا تعلم الحروف من جديد و تعلم كيفية نطقها. لكن نكاية في العرب والإسلام جاؤوا بهذه الحروف البدائية التي لم يسبق لأي جد أن أرخ بها. نعم من حقنا الإحتفاظ بموروثها اللغوي، ومن حقنا سريان لغة أجدادنا حتى تكون جنباً لجنب مع أختها لغة الضاد, وحتى تعيش وتتطور و تساير العصر وتكون لها مكانة مرموقة. لكن كان على المتعصبين والعنصريين وأعداء العربية والإسلام، الذين لم يتشاوروا (وهم يدعون الديموقراطية) مع أغلبة الشعب، حتى يتبين لهم قبل أن يفرضونها علينا قصراً، أن الحروف التي أتوا بها هي غريبة عن كل المغاربة، وليس جلهم، بل جميعهم، وأنهم حكموا عليها بالإعدام، لأنهم لو كتبوها بالحروف العربية التي نتواصل بها بنسبة 90 في المئة، والموجودة على الحاسوب، وعلى آلات الطباعة، وعلى محركات البحث، وفي عالم الأنترنيت، ولتعلمها جميع مكونات الشعب دون تردد، وستجد مكانها في كل بقاع العالم، وستعيش  في أحسن الظروف وسوف تتطور و تنتشر ويكون لها صدى كبير وبالتالي سنكون  في مكانة متميزة  وسوف تجد  طريقها إلى الجامعات للتدريس والبحت الأكاديمي وغير ذلك). ألم يكن لداهية " أو الكاهنة "، وكسيلا المتفاخر بهما، وهما عاصرا الفتوحات الإسلامية، كُتَّاب ومؤرخين بحروف تيفناغ ؟. وفي الغابر هل  كانت جميع قبائل البرابرة بدائية وعجزت حتى عن معرفة أصلها ومن أين أتت ؟. هل نسبوا أصولهم إلى أحد الأشخاص الوهميين إسمه " مازغ " لا علاقة له بمازغ بن آدم، أو أن كلمة مازغ عندهم كلمة لها منحى آخر ومعنى مغاير قد يجرنا إلى تغيير الكثير من الأشياء حولهم، بل حول  جميع الشعوب التي استوطنت الشمال الأفريقي؟، أسئلة نطرحها على البرابرة المتعصبين الذين شحنهم الغرب على العرب والمسلمين للتفرقة، ويدعون أنهم وجدوا هكذا عبثاً، وأن الإنسان الأمازيغي لم يهاجر إلى شمال إفريقيا من مكان ما، بل وجد فيها منذ البداية بمعنى آخر أنهم مجهولين ومن أصل سفاح. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء ".  أما الأمازيغ الأحرار فكل الدلائل تأكد أنهم ينتسبون إلى مازغ بن نوح، رغم أنه ليس من الضروري قطعاً أن يكون أصلهم واحد كما قلنا سابقاً، بمعنى آخر أن هذه الشعوب ولو تكلمت بلغات سمتها الأمازيغية، فإن من الممكن جداً أن تكون أتت الى شمال أفريقيا من أماكن متعددة, تتفرع حول القارات الثلاث, من أروبا و آسيا وأفريقيا والتقت في هذه الرقعة وتوحدت على هذه اللهجات الموجودة الآن لأنه لا يمكن أن يكون أول من تحدث بالأمازغية هو مازغ، لأن مازغ بن نوح كان يتكلم لغة أبيه نوح، حيث ورد في الأحاديث وفي مصادر الجميع، أن اللغة التي كان يتكلم بها آدم ونوح عليهما السلام هي السريانية أي البابلية القديمة، والتي بقي منها إلى اليوم أثر في العراق وسوريا. والحفريات أكدت أن الوجود الإنساني في المغرب يرجع إلى ما قبل توافد الأمازيغ إلى المغرب. وأن المغرب تعرض لموجات عديدة من الهجرات الإنسانية من مناطق متعددة، كما سبق وأن ذكرنا.
نعم نحن لا ننكر أن شمال أفريقيا هو موطن الأمازيغ، وهم السكان الأصليون، ولا يختلف أي أحد في هذا. وشمال أفريقيا طبعاً، هي تامزغا حتى لو اختفى جميع الأمازيغ منها (وهذا من المستحيل طبعاً، ولن يحدث أبداً وعلى الإطلاق)، مثل فلسطين هل يمكننا أن نقول أنها إسرائيلية وليست عربية، لأن أغلب سكانها اليوم إسرائيليون ؟، بل حتى أمريكا، هل سننسى الهنود الحمر، ونقول أنها أوروبية، لأن جل سكانها أوروبيون وأفارقة (الذين ربما هم أكثر من الهنود الحمر) ؟، هذا إن تحدثنا بمنطق العدد، أما منطق الحق والتاريخ فكل شيئ واضح وضوح الشمس في النهار. يبقى علينا أن نشير إلى أننا كلنا بشر ومن آدم عليه السلام أبو البشر، وبعده من نوح عليه السلام، ‏وهذه هي سنة الحياة، لا تتوقف عند حد من الحدود، ولا تتوقف في زمن من الأزمان، فهي على طبيعة واحدة منذ أن خلق الإنسان وإلى اليوم، الإنسان فيها ظالم ومظلوم، آكل ومأكلول، قاتل ومقتول، قاهر ومقهور، ظالم ومظلوم، غني وفقير، شقي وسعيد معافى ومريض. لا تتوقف إلى يوم النفخ في الصور، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ " رواه أبو داود، وقال عليه الصلاة والسلام : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ»؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق