16 فبراير 2011

ثوار آخر زمان ...

ثوار آخر زمان ...

قرأت مقالاً تحليلية أمس في إحدى الجرائد المغربية تحت عنوان : ثوار آخر زمان ... لعادل بن حمزة يقول في خاتمته : " البعض من قيادات أقصى اليسار وأقصى اليمين، يعبرون هذه الأيام عن عجزهم المطلق عن القيام بواجبهم، وذلك بانخراطهم في دعم دعوات على الفيسبوك لشباب متأثر بما يجري في الجوار


 في الوقت الذي كان مفروضاً على هذه القيادات أن تكون هي التي تقود هذا الشباب الذي يغلب عليه الحماس في النهاية، فهل هناك وضع أكثر بؤساً من هذا ؟ هل هناك وضع أكثر بؤساً من أن تتم الدعوة من عدد كبير من الجمعيات والأحزاب والمنظمات لوقفات تضامنية مع الشعبين المصري والتونسي، فيتسلل إليها البعض ممن يعدون على رؤوس الأصابع ليرفعوا شعارات سياسية لا تعبر عن طبيعة الوقفة ولا يتقاسمها الجميع، مثل " الشعب يريد إسقاط النظام"" و" جماهير ثوري ثوري على النظام الديكتاتوري...". النهج الديمقراطي ومن يدورون في فلكه عليهم أن يمتلكوا الشجاعة وأن يعبروا عن موقفهم بكل وضوح دون ركوب موجة الأسعار أو حقوق الإنسان أو التضامن مع شعب من الشعوب، وإذا كانوا يعلمون أنهم مجرد أقلية نخبوية تحن لعهد ستالين والأنظمة الشمولية التي خلفت سجون الكولاك وملايين من المشردين وأصحاب العاهات، فعليهم " أن يعبروا شبرا ويجلسون عليه ". (إنتهت خاتمة المقال).
فمتى كان النهج الديموقراطي ديموقراطياً مع نفسه، ومع وطنه ؟ ألا تتذكروا خيانتهم لوطنهم ولمواطنيهم، سنة   2008 حين تلوا برقية المدعو محمد عبد العزيز أثناء الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الوطني الثاني لحزبهم أليست هذه  " خيانة " للقضية الوطنية ؟.
ألا تتذكروا أن جميع الفعاليات الحزبية المغربية استنكرت موقفهم هذا من قضيية جميع المغاربة الأولى، أذكر منهم على سبيل المثال الأمين العام للحركة الشعبية الذي اعتبر آنذاك أن ماقام به هذا الحزيب مجرد استفزاز مجاني، الهدف منه تسليط الأضواء على الأشخاص، وأعرب عن أسفه لهذا الموقف حين قال : إن الحركة الشعبية تستنكر هذا الفعل، باعتبار أن مسألة حرية القرار والرأي لا يجب أن تنسينا الواجب الوطني، والقضايا الكبرى خاصة منها قضية الوحدة الوطنية.
كما ندد حزب الوسط الاجتماعي بمواقف وأطروحات حزب النهج الديمقراطي من الوحدة الترابية للبلاد، واعتبرها " صادمة " لمشاعر المغاربة، الذين يجمعون على أن قضية الوحدة الترابية هي فوق كل اعتبار، ولا تقبل المساومة.
أما شاكر أشهبار، رئيس حزب التجديد والإنصاف، فقد قال إن حزبه ضد أي موقف يمس بوحدة الشعب المغربي والوحدة الترابية للمملكة، وأضاف أن الجبهة الداخلية للمغرب قوية وأن المغاربة الذين لن يسمحوا بالمس بتماسكها يساندون بقوة مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، مؤكداً أيضاً وفاء المغاربة لقسم المسيرة الخضراء، وطالب بمحاسبة كل من يمس بالوحدة الترابية للبلاد.
فهذا إذن ليس بجديد على هؤلاء، ولو تصفحتم صفحة شبيبتهم والتي يؤطرونها في الفايسبوك، وأنتم يا سي عادل بن حمزة تقولون : كان مفروضاً على هذه القيادات أن تكون هي التي تقود هذا الشباب الذي يغلب عليه الحماس في النهاية ...، لخرجتم بقناعة أنهم يقودون فعلاً الشباب إلى الهاوية بالعصيان المدني وأنت تظلمهم بتقصيرهم في القيادة !!!، ولخرج لك الذخان (ذخان الثورة المزعومة طبعاً من أذنيك)، بكثرة المس بالمقدسات الوطنية أكثر مما سمعتَه أثناء تسللهم كما قلت. يجب عليك أن تشفق عليهم فالظاهر أنهم لا يتوفرون على شخصية فبالأحرى أن يعبروا عن موقفهم بكل وضوح. إنهم فعلاً يركوبون جميع أحصنة طروادة، من موجة الأسعار إلى حقوق الإنسان مروراً بالتضامن مع الشعوب، وأخيراً وجدوا الفايسبوك وهاهم اتبعوا نصيحتك وعبروا الشبر وجلسوا عليه، لكن على ماذا سيجلسون المرة القادمة يا ترى ؟.. فهل هناك وضع أكثر بؤساً من هذا ؟، فلينظر الشباب مع من سيجلسون  قبل فوات الأوان !!!.

عبد المولى الشريف كاتب وجزال من قصبة الأوداية بالرباط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق