حركة حرية وديمقراطية الآن !!!
أُسست " حركة حرية وديمقراطية الآن "، من طرف مجموعة من رواد الفايسبوك الإجتماعي، باعتبارها، مستقلة عن الأحزاب أو التنظيمات السياسية والدينية داخل المغرب أو خارجه،
ويقولون أنها تعبر عن تطلعات الشعب المغربي من طنجة الى الكويرة (وهنا ملاحظة لماذا تتكلم باسم جميع المغاربة وكأنهم فوضوا لها الأمر بذلك!!!)، وقد تعرفنا حتى الآن عن طريق الصحافة وعن طريق شبكة الفايسبوك نفسها عن هوية بعض أعضائها وهم (مؤسسها المفترض رشيد عنتيد المدعو تحت الإسم الفايسبوكي سبريت زاطا ( spiritzata الروح الزائتة) من مدينة مكناس، والمدون أسامة الخليفي، وسبق لها أن سمّت منسقيها بلائحة ثلاثية الأسماء ضامة لكل من رشيد عنتيد، وأحمد قطيب وهشام أحلا)، ودعوا ليكون يوم 27 فبراير الجاري، قبل أن يحولونه ليوم 20 ، يوماً للتظاهر العارم السلمي والحضاري أمام المراكز الحكومية والرسمية في جميع أنحاء المغرب !!!، من أجل لفت الإنتباه الى مخاطر الإستمرار في تأجيل حل مشاكل المغرب بالوصفات الأمنية والمقاربات السياسوية الضيقة، ومراجعة الدستور المغربي وتقليص صلاحيات الملك، وحل البرلمان بغرفتيه، وإقالة الحكومة، وتشكيل حكومة مؤقتة، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإحداث تعويض عن البطالة. ودعوا كذلك المسؤولين على الشأن العام المغربي، حسب قولهم، إلى تأطير حرية التعبير والتظاهر وإتاحة الفرصة أمام الجماهير لفضح الفساد و محتكري خيرات البلاد. رغم أننا نلاحظ يومياً حرية التعبير عبر الصحافة الحرة التي لا تتهاون بفضح الفساد، ونقرأ خلالها عن جميع أسماء محتكري خيرات البلاد !!!، حتى أنهم بدؤوا يتكلمون كأبطال سياسيين عن ملاحقات السلطات لهم والتضييق عليهم عبر تحركات استخباراتية، حيث حسب قولهم، تم تهديد أسامة الخليفي عضو الحركة بعواقب وخيمة في حال تشبته بالتحركات الفيسبوكية، وذلك على لسان والي أمن الرباط، الذي حسب زعمهم دائماً، إستدعى والده الذي يعمل في سلك الشرطة و قام بتهديده، وكذلك بالنسبة لملوك عضو جمعية المدونين المغاربة الذي يدعون أنه مراقب من طرف خمسة عناصر أمنية بزي مدني والذي صرح " أنهم حرشو عليه شي شمكار باش يتعدى عليه و منها يخوفوه "، (موقع بلافران كوم). ما علينا المهم يريدون التغيير !!!.
بالمقابل أسست مجموعة أخرى على نفس موقع الفايسبوك صفحة أخرى أطلقت عليها إسم " جميعاً ضد مجموعة حركة حرية وديمقراطية الآن "، وقال مؤسسو صفحتها " نريد أن نخبر جميع المغاربة أن مجموعتنا بمساعدة أصدقاء البالتوك إكتشفت هوية الشخص الذي يريد خلق البلبلة بمغربنا الحبيب. السيد الذي قام بإنشاء موقع فايسبوك لزعزعة استقرار المملكة المغربية هو أصلاً متنصر مراهق ينشط في الفايسبوك ومسانجر البالتوك"، وأكدوا أن الخليفي " إنسان شرير وقد قرروا فضحه "، وأوضحوا أن " هذا الشرير الذي يريد خلق الفتنة بمملكتنا المغربية الشريفة، حيث يتم تمويله من طرف منظمات أجنبية مسيحية وقد تم تنصيره مؤخراً. وعمدت هذه المنظمات على تجنيد أسامة الخليفي وأصدقاؤه بعد أن أغرتهم بالمال والإقامة في الخارج قصد إثارة الفتنة، وكان مخططهم هو تنصير عدد من المغاربة وللخليفي أصدقاء من مرتزقة البوليزاريو ". كما أعلنوا عن " حذف مجموعة الخونة و أعداء الوحدة الترابية على موقع الفايسبوك بفضل المغاربة الأحرار الشرفاء الذين يحبون بلدهم وملكهم "، ودعوا كافة الشعب المغربي للتصدي لمثل هذه المجموعات المتطرفة، واتخاذ الحذر الجيد، ومحاربتهم وفضحهم ونشر صورهم ليطلع عليها جميع المغاربة الأحرار الذين يحبون هذا الوطن الغالي على الجميع. وأكدوا أنهم مع الإصلاح والتغيير والمستقبل الزاهر ولكن بالعقل والحوار وفي إطار الموضوعية العقلانية.
وفي الدقيقة الأخيرة من حلقة ليلة الإثنين 07 فبراير الجاري، من برنامج كلمات متقاطعة على القناة الفرنسية الثانية، رد الأمير مولاي هشام على سؤال مباشر حول موضوع " الثورات العربية ونحن "، إن كان ما يدعو له هو الثورة ضد إبن عمه، قائلا " إن ما ينتظره المغرب هو التطور وليس الثورة.. التطور في إطار ملكية برلمانية ".
من جهته وفي نفس السياق كتب رشيد نيني مدير جريدة المساء : ...أمام سؤال مباشر ومفاجئ وصادم، وبذكائه الإعلامي ومكره السياسي الكبير، ختم منشط البرنامج ييف كالفي أسئلته إلى ضيفه مولاي هشام بسؤال يطرحه الجميع في السر: " هل تريد أن تطيح بابن عمك الملك من على عرش المملكة المغربية؟ ". فما كان من الأمير مولاي هشام سوى أن استنجد بسخريته السوداء لكي يسأل بدوره مقدم البرنامج :" في حدود علمي، فهذا البرنامج إسمه " كلمات متقاطعة " وليس " الروليت الروسية ". جواب الأمير كان ذكياً وعميقاً، فلعبة " الروليت الروسية " هي إحدى أكثر الألعاب خطورة، وهي تفترض حشو اللاعبين لمسدس برصاصة وتصويب فوهته نحو صدغ اللاعب، المحظوظون ينجون بحياتهم عندما يضغطون على الزناد وتكون الطلقة فارغة، فيما اللاعب سيئ الحظ تكون الطلقة القاتلة من نصيبه. لقد نجح الأمير مولاي هشام في تشبيه سؤال " ييف كالفي " برصاصة الروليت الروسية، فهو عندما طرح عليه سؤالاً مماثلاً فكأنما أعطاه مسدساً محشواً برصاصة وطلب منه أن يغامر بالإجابة ممارساً اللعبة المميتة في برنامج مباشر يتابعه الرسميون والعسكريون والآلاف من المغاربة. الجواب ب " نعم " على سؤال " هل تريد أن تطيح بابن عمك الملك من على عرش المملكة المغربية ؟ "، سيضع الأمير في خانة الإنقلابيين الذين يريدون الإطاحة بالملكية. والجواب ب" لا " سيجعل كثيرين يعيدون قراءة ما كتبه وصرح به الأمير حول الملكية بنظارات جديدة. هنا سيتدخل أحد الضيوف لكي يوضح السؤال أكثر ويسأل الأمير مباشرة : " هل أنت مع ثورة في المغرب ؟ ". وهنا سيجيب الأمير إجابة حكيمة ويقول إنه مع التطور، أو ما سماه بالفرنسية l'évolution. وهي، طبعاً، كلمة لا تنتمي إلى المعجم نفسه الذي تنتمي إليه مفردة " الثورة " La Révolution. الفرق بين الكلمتين هو حرف R، وهكذا بإسقاط حرف واحد من كلمة الثورة يتحول الأمير مولاي هشام من أمير révolutionnaire يبشر بالثورة القادمة والتي لن تستثني أي بلد عربي، إلى أميرévolutionnaire ينادي بالتطور. هكذا يكون الأمير مولاي هشام قد وضع النقاط على الحروف ووضح قناعته السياسية بشكل لا يدع مجالاً للتأويل أو الشك. فالرجل لا يطلب الثورة للمغرب بل التطور، وهو المطلب الذي يتمناه ويناضل من أجله كل العقلاء والشرفاء في هذا البلد منذ الإستقلال وإلى اليوم. وإذا كان الأمير مولاي هشام، كباحث في العلوم السياسية ومحلل وكاتب رأي، يعرض أفكاره وقناعاته في وسائل الإعلام الأوربية والأمريكية، متيحاً بذلك المجال أمام الجمهور العريض للإطلاع على توجهاته العامة وإبداء الإتفاق أو الإختلاف معه، فإن كثيراً من الذين يقدمون أنفسهم هذه الأيام كمحترفي ثورة على صفحات " الفيسبوك " لا يكاد يعرف أحد أفكارهم وقناعاتهم ومستواهم التعليمي والفكري. ببساطة لأنهم كانوا، إلى حدود الأمس، مجرد نكرات إلى أن اندلعت الإنتفاضة الشعبية في تونس ومصر، فوجد هؤلاء الفرصة مواتية للعب أدوار البطولة والسعي نحو أضواء الشهرة. فهؤلاء الثوار، المعتصمون في غرف الدردشة، يعتقدون أن الإنتفاضة في تونس ومصر كان كافياً من أجل إشعالها نشرُ نداء في " الفيسبوك " يحدد موعداً للتظاهر. والحال أن كرة الثلج التي تكونت في ميدان التحرير بالقاهرة ظلت تتجمع منذ العشر سنوات الأخيرة، بعد ظهور حركة " كفاية " وحركة أيمن نور والجرائد المستقلة كجريدة إبراهيم عيسى، وروايات علاء الأسواني التي كانت سباقة إلى تعرية الفساد المستشري في المجتمع المصري. كل هذه الحركات مجتمعة هي ما أعطى للمصريين تلك الشحنة التي حررتهم من الخوف وجعلتهم يصرخون في الشوارع مطالبين برحيل الديكتاتور. ولعل الخطأ الكبير الذي يقع فيه أغلب المحللين هو أنهم يعتقدون أن موجة الإنتفاضة الشعبية انطلقت من تونس لكي تجتاح بقية الدول العربية، والحال أن الموجة إنطلقت من مصر قبل أن تعود إليها. فطيلة السنوات الأخيرة، شهدت مصر حراكاً حقوقياً وإعلامياً وسياسياً كبيراً، أعطى حركات اجتماعية منظمة وجدت في وسائل الإتصال الحديثة الطريقة المثلى للتعبير عن نفسها. هنا فقط أصبح للمدونات وصفحات " الفيسبوك " دور في تعميم الغضب والإحتجاج، وأصبح أصحاب هذه المدونات شخصيات عمومية معروفة تساهم في النقاش العمومي.
نحن أيضا في المغرب لدينا حركة تأسست في " الفيسبوك " أطلق عليها أصحابها " حركة حرية وديمقراطية الآن "، حددت يوم 20 فبراير موعداً للتظاهر السلمي والمتواصل إلى حين تحقيق ستة مطالب تراها الحركة مستعجلة، وترى أن التوقيت الحالي مناسب جدا لليّ ذراع النظام من أجل تطبيقها. هذه المطالب هي مراجعة الدستور المغربي وتقليص صلاحيات الملك، حل البرلمان بغرفتيه، إقالة الحكومة، تشكيل حكومة مؤقتة، إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، إحداث تعويض عن البطالة.
عندما يطالب الأمير مولاي هشام بإجراء إصلاحات دستورية، فنحن على الأقل أمام شخص معروف ولديه وضع اعتباري وكتابات يمكن العودة إليها لمعرفة الخلفيات التي تحرك طموحه السياسي والفكري. في حالة " رشيد سبريت زاطا "، وهو الإسم الذي إختاره صاحب النداء الموجه إلى المغاربة من أجل التظاهر يوم 20 فبراير لتسمية صفحته على الأنترنيت، فالأمر يطرح عدة أسئلة حول هوية الشخص ومحركاته وأفكاره وقناعاته. وتكفي، لتكوين فكرة واضحة عن الشخص الذي يريد أن يتزعم الإنتفاضة المغربية، العودة إلى مقالاته حول السياسة والدين والمجتمع، وهي المقالات التي ينشرها على مدونته منذ سنوات، بكثير من الأخطاء النحوية والإملائية والتعبيرية. وواضح أن من يقرأ مقالات الأخ " رشيد سبيريت زيطا "، يفهم أن الرجل لديه نزوع نحو اقتسام حياته الشخصية مع الآخرين، وإلا فليس هناك ما يجبره على الحديث عن " خرجاته " الليلية في البارات والكباريهات. لنستمع إليه يحكي عن مغامراته الليلية في مقال عنونه كالتالي oof c'est formidable: " بالأمس تذوقت الحشيش مع أحد الأصدقاء، وبالأمس أيضاً نمت مع فتاة اللحم على اللحم. عذراً، هذا يكسر الصورة التي كونتم عني كزعيم وطني ". في مقال آخر بعنوان " الناس علاش قادة "، يقول : " بالأمس ذهبت لكي أشرب كأساً مع وجوه من العمل.. العلبة الليلية كانت ممتلئة عن آخرها. أحد رفاق العمل من الذين يقدمون أنفسهم كرؤساء كان يشرب مثل حلوف حقيقي. كان يشرب الروج كما لو كان ماء، وكان يملأ كأسي عن آخره. حاولت أن أرفض بأدب مكتفياً ببيرتي، لكن أمام إصراره قبلت كأساً، ثم كأسين، ثم ثلاثة. وهكذا وجدت نفسي فجأة مرفوعاً على متن " الطيارة " إلى السماء. في البار، بجانبي كانت هناك فتاة رفضت أن تشرب لأن اليوم كان أول أيام السنة الهجرية. بدون تعليق" .
هذا في ما يتعلق بجانب من الحياة الشخصية التي حرص متزعم نداء 20 فبراير على اقتسامها مع أتباعه من قاطني غرف الدردشة. هؤلاء المدونون، الذين قال فيهم ما لم يقله مالك في الخمر في مقاله المعنون " ياك لاباس "، عندما قال في حقهم " هؤلاء المدونين المعقدين الذين يقذفون أمراضهم وغباءهم في الشبكة... هؤلاء الجبناء الذين يفضلون الإختباء وراء شاشاتهم وتدبيج الحماقات وإخفاء بشاعتهم ". لكن رغم ذلك، فالأخ رشيد يبحث عن شيء ما وراء مدونته، وهذا الشيء يفصح عنه في مقال له بعنوان " بدون تعليق " عندما يعبر عن أسفه على تجاهل الزوار لمدونته قائلا : " أشعر بالخذلان عندما أرى الأعداد الكثيرة للذين يزورون موقعي ولا يتركون أثراً لزيارتهم يعبرون من خلاله عن إعجابهم بالموقع أو رفضهم له. لا أحد يقول أنا مع أو ضد أو ببساطة : موقعك ليس سوى زبل ". هذا التجاهل من طرف الزوار تحول فجأة إلى نقيضه عندما أعلن عن موعد 20 فبراير، وبذلك تحققت أمنيته ولم تعد صفحته يتيمة.
وعندما نعود إلى مقالاته السابقة، نفهم أن الرغبة الجامحة في بلوغ الشهرة كانت دائما تحدوه. وفي أحد مقالاته حول " السلطة وحصان طروادة "، يقول : " لسنا في آخر المطاف سوى أحصنة طروادة للسلطة والشهرة... لا أحد يستطيع أن يقاوم الرغبة في أخذ الطريق السريع نحو السعادة ". إنه لمن المدهش ملاحظة التغيير السريع الذي طرأ على أفكار شخص يطالب اليوم بخوض حركة احتجاجية من أجل تقليص صلاحيات الملك لصالح الحكومة والبرلمان، مع أن الشخص نفسه كتب بالحرف في موقعه، متسائلا : " في أيامنا هذه، نطالب الملك بالتخلي عن سلطاته للشعب، أي شعب، الشعب المنافق والأناني، هو يتنازل على السلطات وهوما ياكلوه ".
لكن ما يبعث على الدهشة حقاً في " فلسفة " قائد حركة " حرية وديمقراطية الآن "، هو مواقفه من الدين. وفي أحد مقالاته حول الإسلام، يقول بوضوح : " بالنسبة إلي، فأصل تخلفنا وبؤسنا وكل عقدنا هو الدين. عندما نقرأ القرآن نشعر أن الله لديه شيء ضدنا. إنه غاضب منا ويحاول بكل الطرق أن يسير تصرفاتنا، رغم أنه هو من خلقنا في هذا العالم. ماذا يعني كاف هاء عين صاد، التخربيق، القرآن خطاب، والخطاب يجب أن يكون واضحاً ومفهوماً. إرسال الرسل والكتب السماوية تبدو لي فكرة مضحكة. إذا كان الله قويا بالفعل فإنني أتساءل حول قدرته على التدخل المباشر ".
ولأن " الثورة " تحتاج دائماً إلى الشعر، فقد دعم زعيم حركة " حرية وديمقراطية الآن " موقعه بمقاطع شعرية تقول كل شيء حول اختياراته " النضالية " في هذه الحياة، خصوصاً الأبيات التي تقول: " لا ورد لي سوى دفلى شائخة وقنب هندي يهديني سبل الرشاد. لا ماء يرويني سوى ماء النبيذ الفائر يقايضني ألمي بجنة خضراء وأنهار الفرح وحواري من ريش ". هذه بعض أفكار ومبادئ قائد ثورة 20 فبراير المغربية. غدا نتابع لكي نتعرف على بقية "الثوار" ونتعرف على محركاتهم، حتى يكون الشباب على بينة من أمره، ويكون رفضه أو انضمامه إلى هذه الحركة مبنياً على معرفة ناضجة، لا على الحماس والتنطع.
أحد مؤسسي " حركة حرية وديمقراطية الآن "أسامة الخليفي
بالمقابل أسست مجموعة أخرى على نفس موقع الفايسبوك صفحة أخرى أطلقت عليها إسم " جميعاً ضد مجموعة حركة حرية وديمقراطية الآن "، وقال مؤسسو صفحتها " نريد أن نخبر جميع المغاربة أن مجموعتنا بمساعدة أصدقاء البالتوك إكتشفت هوية الشخص الذي يريد خلق البلبلة بمغربنا الحبيب. السيد الذي قام بإنشاء موقع فايسبوك لزعزعة استقرار المملكة المغربية هو أصلاً متنصر مراهق ينشط في الفايسبوك ومسانجر البالتوك"، وأكدوا أن الخليفي " إنسان شرير وقد قرروا فضحه "، وأوضحوا أن " هذا الشرير الذي يريد خلق الفتنة بمملكتنا المغربية الشريفة، حيث يتم تمويله من طرف منظمات أجنبية مسيحية وقد تم تنصيره مؤخراً. وعمدت هذه المنظمات على تجنيد أسامة الخليفي وأصدقاؤه بعد أن أغرتهم بالمال والإقامة في الخارج قصد إثارة الفتنة، وكان مخططهم هو تنصير عدد من المغاربة وللخليفي أصدقاء من مرتزقة البوليزاريو ". كما أعلنوا عن " حذف مجموعة الخونة و أعداء الوحدة الترابية على موقع الفايسبوك بفضل المغاربة الأحرار الشرفاء الذين يحبون بلدهم وملكهم "، ودعوا كافة الشعب المغربي للتصدي لمثل هذه المجموعات المتطرفة، واتخاذ الحذر الجيد، ومحاربتهم وفضحهم ونشر صورهم ليطلع عليها جميع المغاربة الأحرار الذين يحبون هذا الوطن الغالي على الجميع. وأكدوا أنهم مع الإصلاح والتغيير والمستقبل الزاهر ولكن بالعقل والحوار وفي إطار الموضوعية العقلانية.
وفي الدقيقة الأخيرة من حلقة ليلة الإثنين 07 فبراير الجاري، من برنامج كلمات متقاطعة على القناة الفرنسية الثانية، رد الأمير مولاي هشام على سؤال مباشر حول موضوع " الثورات العربية ونحن "، إن كان ما يدعو له هو الثورة ضد إبن عمه، قائلا " إن ما ينتظره المغرب هو التطور وليس الثورة.. التطور في إطار ملكية برلمانية ".
من جهته وفي نفس السياق كتب رشيد نيني مدير جريدة المساء : ...أمام سؤال مباشر ومفاجئ وصادم، وبذكائه الإعلامي ومكره السياسي الكبير، ختم منشط البرنامج ييف كالفي أسئلته إلى ضيفه مولاي هشام بسؤال يطرحه الجميع في السر: " هل تريد أن تطيح بابن عمك الملك من على عرش المملكة المغربية؟ ". فما كان من الأمير مولاي هشام سوى أن استنجد بسخريته السوداء لكي يسأل بدوره مقدم البرنامج :" في حدود علمي، فهذا البرنامج إسمه " كلمات متقاطعة " وليس " الروليت الروسية ". جواب الأمير كان ذكياً وعميقاً، فلعبة " الروليت الروسية " هي إحدى أكثر الألعاب خطورة، وهي تفترض حشو اللاعبين لمسدس برصاصة وتصويب فوهته نحو صدغ اللاعب، المحظوظون ينجون بحياتهم عندما يضغطون على الزناد وتكون الطلقة فارغة، فيما اللاعب سيئ الحظ تكون الطلقة القاتلة من نصيبه. لقد نجح الأمير مولاي هشام في تشبيه سؤال " ييف كالفي " برصاصة الروليت الروسية، فهو عندما طرح عليه سؤالاً مماثلاً فكأنما أعطاه مسدساً محشواً برصاصة وطلب منه أن يغامر بالإجابة ممارساً اللعبة المميتة في برنامج مباشر يتابعه الرسميون والعسكريون والآلاف من المغاربة. الجواب ب " نعم " على سؤال " هل تريد أن تطيح بابن عمك الملك من على عرش المملكة المغربية ؟ "، سيضع الأمير في خانة الإنقلابيين الذين يريدون الإطاحة بالملكية. والجواب ب" لا " سيجعل كثيرين يعيدون قراءة ما كتبه وصرح به الأمير حول الملكية بنظارات جديدة. هنا سيتدخل أحد الضيوف لكي يوضح السؤال أكثر ويسأل الأمير مباشرة : " هل أنت مع ثورة في المغرب ؟ ". وهنا سيجيب الأمير إجابة حكيمة ويقول إنه مع التطور، أو ما سماه بالفرنسية l'évolution. وهي، طبعاً، كلمة لا تنتمي إلى المعجم نفسه الذي تنتمي إليه مفردة " الثورة " La Révolution. الفرق بين الكلمتين هو حرف R، وهكذا بإسقاط حرف واحد من كلمة الثورة يتحول الأمير مولاي هشام من أمير révolutionnaire يبشر بالثورة القادمة والتي لن تستثني أي بلد عربي، إلى أميرévolutionnaire ينادي بالتطور. هكذا يكون الأمير مولاي هشام قد وضع النقاط على الحروف ووضح قناعته السياسية بشكل لا يدع مجالاً للتأويل أو الشك. فالرجل لا يطلب الثورة للمغرب بل التطور، وهو المطلب الذي يتمناه ويناضل من أجله كل العقلاء والشرفاء في هذا البلد منذ الإستقلال وإلى اليوم. وإذا كان الأمير مولاي هشام، كباحث في العلوم السياسية ومحلل وكاتب رأي، يعرض أفكاره وقناعاته في وسائل الإعلام الأوربية والأمريكية، متيحاً بذلك المجال أمام الجمهور العريض للإطلاع على توجهاته العامة وإبداء الإتفاق أو الإختلاف معه، فإن كثيراً من الذين يقدمون أنفسهم هذه الأيام كمحترفي ثورة على صفحات " الفيسبوك " لا يكاد يعرف أحد أفكارهم وقناعاتهم ومستواهم التعليمي والفكري. ببساطة لأنهم كانوا، إلى حدود الأمس، مجرد نكرات إلى أن اندلعت الإنتفاضة الشعبية في تونس ومصر، فوجد هؤلاء الفرصة مواتية للعب أدوار البطولة والسعي نحو أضواء الشهرة. فهؤلاء الثوار، المعتصمون في غرف الدردشة، يعتقدون أن الإنتفاضة في تونس ومصر كان كافياً من أجل إشعالها نشرُ نداء في " الفيسبوك " يحدد موعداً للتظاهر. والحال أن كرة الثلج التي تكونت في ميدان التحرير بالقاهرة ظلت تتجمع منذ العشر سنوات الأخيرة، بعد ظهور حركة " كفاية " وحركة أيمن نور والجرائد المستقلة كجريدة إبراهيم عيسى، وروايات علاء الأسواني التي كانت سباقة إلى تعرية الفساد المستشري في المجتمع المصري. كل هذه الحركات مجتمعة هي ما أعطى للمصريين تلك الشحنة التي حررتهم من الخوف وجعلتهم يصرخون في الشوارع مطالبين برحيل الديكتاتور. ولعل الخطأ الكبير الذي يقع فيه أغلب المحللين هو أنهم يعتقدون أن موجة الإنتفاضة الشعبية انطلقت من تونس لكي تجتاح بقية الدول العربية، والحال أن الموجة إنطلقت من مصر قبل أن تعود إليها. فطيلة السنوات الأخيرة، شهدت مصر حراكاً حقوقياً وإعلامياً وسياسياً كبيراً، أعطى حركات اجتماعية منظمة وجدت في وسائل الإتصال الحديثة الطريقة المثلى للتعبير عن نفسها. هنا فقط أصبح للمدونات وصفحات " الفيسبوك " دور في تعميم الغضب والإحتجاج، وأصبح أصحاب هذه المدونات شخصيات عمومية معروفة تساهم في النقاش العمومي.
نحن أيضا في المغرب لدينا حركة تأسست في " الفيسبوك " أطلق عليها أصحابها " حركة حرية وديمقراطية الآن "، حددت يوم 20 فبراير موعداً للتظاهر السلمي والمتواصل إلى حين تحقيق ستة مطالب تراها الحركة مستعجلة، وترى أن التوقيت الحالي مناسب جدا لليّ ذراع النظام من أجل تطبيقها. هذه المطالب هي مراجعة الدستور المغربي وتقليص صلاحيات الملك، حل البرلمان بغرفتيه، إقالة الحكومة، تشكيل حكومة مؤقتة، إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، إحداث تعويض عن البطالة.
عندما يطالب الأمير مولاي هشام بإجراء إصلاحات دستورية، فنحن على الأقل أمام شخص معروف ولديه وضع اعتباري وكتابات يمكن العودة إليها لمعرفة الخلفيات التي تحرك طموحه السياسي والفكري. في حالة " رشيد سبريت زاطا "، وهو الإسم الذي إختاره صاحب النداء الموجه إلى المغاربة من أجل التظاهر يوم 20 فبراير لتسمية صفحته على الأنترنيت، فالأمر يطرح عدة أسئلة حول هوية الشخص ومحركاته وأفكاره وقناعاته. وتكفي، لتكوين فكرة واضحة عن الشخص الذي يريد أن يتزعم الإنتفاضة المغربية، العودة إلى مقالاته حول السياسة والدين والمجتمع، وهي المقالات التي ينشرها على مدونته منذ سنوات، بكثير من الأخطاء النحوية والإملائية والتعبيرية. وواضح أن من يقرأ مقالات الأخ " رشيد سبيريت زيطا "، يفهم أن الرجل لديه نزوع نحو اقتسام حياته الشخصية مع الآخرين، وإلا فليس هناك ما يجبره على الحديث عن " خرجاته " الليلية في البارات والكباريهات. لنستمع إليه يحكي عن مغامراته الليلية في مقال عنونه كالتالي oof c'est formidable: " بالأمس تذوقت الحشيش مع أحد الأصدقاء، وبالأمس أيضاً نمت مع فتاة اللحم على اللحم. عذراً، هذا يكسر الصورة التي كونتم عني كزعيم وطني ". في مقال آخر بعنوان " الناس علاش قادة "، يقول : " بالأمس ذهبت لكي أشرب كأساً مع وجوه من العمل.. العلبة الليلية كانت ممتلئة عن آخرها. أحد رفاق العمل من الذين يقدمون أنفسهم كرؤساء كان يشرب مثل حلوف حقيقي. كان يشرب الروج كما لو كان ماء، وكان يملأ كأسي عن آخره. حاولت أن أرفض بأدب مكتفياً ببيرتي، لكن أمام إصراره قبلت كأساً، ثم كأسين، ثم ثلاثة. وهكذا وجدت نفسي فجأة مرفوعاً على متن " الطيارة " إلى السماء. في البار، بجانبي كانت هناك فتاة رفضت أن تشرب لأن اليوم كان أول أيام السنة الهجرية. بدون تعليق" .
هذا في ما يتعلق بجانب من الحياة الشخصية التي حرص متزعم نداء 20 فبراير على اقتسامها مع أتباعه من قاطني غرف الدردشة. هؤلاء المدونون، الذين قال فيهم ما لم يقله مالك في الخمر في مقاله المعنون " ياك لاباس "، عندما قال في حقهم " هؤلاء المدونين المعقدين الذين يقذفون أمراضهم وغباءهم في الشبكة... هؤلاء الجبناء الذين يفضلون الإختباء وراء شاشاتهم وتدبيج الحماقات وإخفاء بشاعتهم ". لكن رغم ذلك، فالأخ رشيد يبحث عن شيء ما وراء مدونته، وهذا الشيء يفصح عنه في مقال له بعنوان " بدون تعليق " عندما يعبر عن أسفه على تجاهل الزوار لمدونته قائلا : " أشعر بالخذلان عندما أرى الأعداد الكثيرة للذين يزورون موقعي ولا يتركون أثراً لزيارتهم يعبرون من خلاله عن إعجابهم بالموقع أو رفضهم له. لا أحد يقول أنا مع أو ضد أو ببساطة : موقعك ليس سوى زبل ". هذا التجاهل من طرف الزوار تحول فجأة إلى نقيضه عندما أعلن عن موعد 20 فبراير، وبذلك تحققت أمنيته ولم تعد صفحته يتيمة.
وعندما نعود إلى مقالاته السابقة، نفهم أن الرغبة الجامحة في بلوغ الشهرة كانت دائما تحدوه. وفي أحد مقالاته حول " السلطة وحصان طروادة "، يقول : " لسنا في آخر المطاف سوى أحصنة طروادة للسلطة والشهرة... لا أحد يستطيع أن يقاوم الرغبة في أخذ الطريق السريع نحو السعادة ". إنه لمن المدهش ملاحظة التغيير السريع الذي طرأ على أفكار شخص يطالب اليوم بخوض حركة احتجاجية من أجل تقليص صلاحيات الملك لصالح الحكومة والبرلمان، مع أن الشخص نفسه كتب بالحرف في موقعه، متسائلا : " في أيامنا هذه، نطالب الملك بالتخلي عن سلطاته للشعب، أي شعب، الشعب المنافق والأناني، هو يتنازل على السلطات وهوما ياكلوه ".
لكن ما يبعث على الدهشة حقاً في " فلسفة " قائد حركة " حرية وديمقراطية الآن "، هو مواقفه من الدين. وفي أحد مقالاته حول الإسلام، يقول بوضوح : " بالنسبة إلي، فأصل تخلفنا وبؤسنا وكل عقدنا هو الدين. عندما نقرأ القرآن نشعر أن الله لديه شيء ضدنا. إنه غاضب منا ويحاول بكل الطرق أن يسير تصرفاتنا، رغم أنه هو من خلقنا في هذا العالم. ماذا يعني كاف هاء عين صاد، التخربيق، القرآن خطاب، والخطاب يجب أن يكون واضحاً ومفهوماً. إرسال الرسل والكتب السماوية تبدو لي فكرة مضحكة. إذا كان الله قويا بالفعل فإنني أتساءل حول قدرته على التدخل المباشر ".
ولأن " الثورة " تحتاج دائماً إلى الشعر، فقد دعم زعيم حركة " حرية وديمقراطية الآن " موقعه بمقاطع شعرية تقول كل شيء حول اختياراته " النضالية " في هذه الحياة، خصوصاً الأبيات التي تقول: " لا ورد لي سوى دفلى شائخة وقنب هندي يهديني سبل الرشاد. لا ماء يرويني سوى ماء النبيذ الفائر يقايضني ألمي بجنة خضراء وأنهار الفرح وحواري من ريش ". هذه بعض أفكار ومبادئ قائد ثورة 20 فبراير المغربية. غدا نتابع لكي نتعرف على بقية "الثوار" ونتعرف على محركاتهم، حتى يكون الشباب على بينة من أمره، ويكون رفضه أو انضمامه إلى هذه الحركة مبنياً على معرفة ناضجة، لا على الحماس والتنطع.
مقال سابق لجريدة المساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق