6 مايو 2011

كيف تم الإعداد لتفجير مقهى " أركٌانة " بمراكش

كيف تم الإعداد لتفجير مقهى " أركٌانة " بمراكش
توصلت المصالح الأمنية في ظرف قياسي وهو أسبوع على التعرف وإلقاء القبض على منفذ العملية الإرهابية (عادل)، إبن أحد الفلاحين الكبار في آسفي، ومشاركيه الإثنين (عبد الصمد وحكيم). المتهمين الثلاث جميعهم في الثلاثينيات من العمر، وينحدرون كلهم من نفس المدينة (آسفي)، التي تبعد عن مدينة مراكش بحوالي 160 كلم.

عادل العثماني المشتبه فيه الرئيسي

حكيم .د و عبد الصمد .ب شركاؤه
فعادل، حسب المعطيات التي قدمتها وزارة الداخلية، كان معروف عند مصالح  الإستخبارات الداخلية والخارجية لأنه حاول مرات عديدة الإنضمام إلى " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وسبق أن قام بعدة محاولات للإلتحاق ببعض بؤر التوتر خاصة كالشيشان والعراق، في محاولتين إثنتين فشل في أولهما للوصول إلى نواكشوط بعد أن تمكن من مغادرة المغرب، والثانية أوصلته حتى سوريا لكن المخابرات السورية أوقفته وأعادته إلى المغرب. كما هاجر إلى أوربا، ودخل التراب الإسباني ثم إلى البرتغال. كما قام هو والشخصان الموقوفان معه (عبد الصمد وحكيم)، بمحاولة الإلتحاق بالعراق عن طريق ليبيا، خلال شهر مايو 2008، إلا أنهم أخفقوا في محاولتهم هاته بعد أن أوقفتهم المصالح الأمنية الليبية وقامت بطردهم الى المغرب. 
بعد كل محاولاته الفاشلة هذه، سيقرر عادل المتشبع بالفكر الجهادي والذي يبدي ولاءه لتنظيم القاعدة، القيام بعملية إرهابية داخل أرض الوطن. وهكذا، وبعد ستة أشهر من البحث عبر الأنترنيت تمكن خلالها من معرفة كيفية صنع المتفجرات، قام بعدة تجارب بعضها في ضيعة يملكها والده بإقليم آسفي. أما عن تفجير مقهى أركٌانة فقد اقتنى ما يقارب 15 كيلو غرام من المسامير من آسفي ثم هيأ ما يعادل 5 كيلوغرامات من المتفجرات، وفرقهم  في قنبلتين الأولى " كوكوت " صغيرة، والثانية أكبر منها حجماً، وأضاف إليهما الحديد، ثم قام بصنع عبوتين ناسفتين متحكم فيهما عن بعد، وحملهما في حقيبة إلى مدينة مراكش، بعد أن اقتنى من متجر في آسفي شعراً مستعاراً " بيروكا " طويل ، وآلة  "كٌيتارا "، ليتنكر في شكل سائح.
لم يكن في أول الأمر مقهى أركٌانة هو المستهدف، حيث كان في البداية مقهى آخر يوجد بنفس المدينة، انتقل إليه منذ حوالي شهر للتعرف عن قرب على فضائه الداخلي، غير أنه غير وجهته بع أن أثار انتباهه التواجد الهام للزوار المغاربة والأجانب بمقهى أركانة، فدخله حاملاً حقيبة المتفجرات، متنكراً في هيئة سائح، وطلب كأس عصير شربه بهدوء، وترك الحقيبة وخرج كأي زبون عاديي، تاركا وراءه الحقيبة التي تحتوي على العبوتين المذكورتين، ثم ابتعد عن المقهى وأزال عنه الشعر المستعار وبعض الملابس، وفجر القنبلة عن بعد، بواسطة هاتف محمول، ويستقل سيارة أجرة وكأن شيء لم يكن، ليتوجه مباشرة إلى المحطة الطرقية ويستقل مرة أخرى حافلة أوصلته بأمان إلى مدينة آسفي، ليحط الرحال في حي سيدي واصل بوعاودة.
وكانت المصالح الأمنية قد عثرت على بقايا المواد المتفجرة في عين المكان، وبعض الأدوات التي تخلص منها بعد تنفيذه هذا العمل الإرهابي، وتمكنت بفضل تحريات دقيقة ومعمقة لمصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إلقاء القبض على مواطنين مغربيين آخرين (عبد الصمد وحكيم)، يشتبه في تورطهما أيضا، بمساعدته في إعداد هذا السيناريو الإجرامي، والبحث لايزال جاريا حتى الآن، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وسيتم تقديم الأشخاص المشتبه فيهم أمام العدالة بمجرد إتمامه.
وقد نوهت فرنسا اليوم الجمعة بفعالية ومهنية الشرطة المغربية، حيث نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية " برتار فاليرو قوله : " نشعر بالإرتياح لكون التحقيق في اعتداء مراكش الذي أودى بحياة 16 شخصاً منهم ثمانية من مواطنينا، قد مكن من تحديد مشتبه فيهم ومنهم الشخص المشتبه في كونه المنفذ الرئيسي ". وقال في لقاء صحفي : " إننا نحيي مهنية وفعالية الشرطة المغربية في هذه القضية ونشدد على جودة العمل الذي تم في إطار تعاون مع المصالح الفرنسية ". وأضاف فاليرو أنه " يعود الآن إلى العدالة المغربية أن تحدد مسؤوليات الأشخاص المعتقلين وأن تقول كلمتها ".
وقد أشاد وزير الداخلية المغربي، كذلك في ندوة صحفية اليوم الجمعة، بالمجهودات التي قامت بها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وباقي المصالح الأمنية التي تمكنت من الوصول إلى مرتكبي هذا العمل الإرهابي وفك خيوطه، والتي أثبتت بذلك " من جديد كفاءتها وقدرتها على التصدي للإرهاب وكل أشكال الجريمة وعلى صيانة وحماية أمن المواطنين وسلامتهم ".
كما ذكر اليوم الجمعة 6 ماي، خالد الناصري الناطق الرسمي باسم الحكومة، في تصريحات إذاعية (ولتفنيد خبر تعطل كاميرات جامع الفنا والذي روج له مؤخراً)، أن التحقيق " كان سريعاً، أسبوع واحد، وكانت هناك كاميرات مراقبة، لكن الإستخبارات هي خصوصاً التي عملت كثيراً وكذلك الشهادات ". ورداً على سؤال لإذاعة " فرانس أنفو"، حول ما إذا كان المغرب يعتقد أنه قبض فعلاً على مدبر الإعتداء، رد الناصري : " صحيح، تماماً، المنفذ، أجيبك نعم بدون أي تردد. إنه منخرط في التيار الجهادي هذا أكيد، هذا الشخص تعلم صنع القنابل على الأنترنت لقتل الأبرياء، كان الهدف أساساً إلحاق الأذى بالمغرب، والسياح الذين يأتون إلى بلد يعتقدون أنه ينعم بالسلام والطمأنينة ".
وعن احتمال إجراء اعتقالات أخرى في هذا الملف، أبدى الناصري حذراً شديداً ورد قائلاً : " هذا ليس مستحيلاً، لكن لا شيء يوحي بذلك ".

وزير الداخلية يكشف تفاصيل اعتداء مراكش الإرهابي

القناة التانية تزورحي مفجر أركانة

القاعدة في المغرب الإسلامي تنفي تورطها في تفجير مراكش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق