25 مايو 2011

حركة 20 فبراير تطلق على نفسها رصاصة الرحمة

حركة 20 فبراير تطلق على نفسها رصاصة الرحمة 
  بعد أن قررت حركة 20 فبراير اليوم، الخروج مرة أخرى الأحد القادم 2011.5.29، رغم المنع الذي سوف يكون لا محالة، وقد عبرت عنه الحكومة على لسان ناطقها الرسمي صراحة وعلانية، كما سنرى، فإنها تكون قد أطلقت على نفسها رصاصة الرحمة لنستريح من مسرحيتها الهزلية والسخيفة، بعد أن صالت وجالت وتغطرست، وتحدت الحدود ومشاعر جل المغاربة الأحرار.  
كنا نتخيل أن حركة 20 فبراير كان يقودها رجال قانون وأساتذة ومثقفين وحقوقيين ومناضلين وسياسيين ووو...، (كنا نعرف أنهم جبناء مختبئين في الكواليس ويلعبون بالنار ويرمون بشباب مغرر بهم إلى التهلكة، لكن لم نكن نعرف أنهم أغبياء يتجاهلون القانون)، لكنهم برهنوا اليوم على عدميتهم، وعلى همهم في الإعتراف بوجودهم رغم أنهم نكرة لا وجود لهم في صفوف المغاربة ولا حتى في صفوف النخبة والسياسيين، كيف لا وليس لهم ولو ممثلاً واحداً في مجلسي البرلمان والمستشارين !!!.
فعلاً، من قال عن حركة 20 فبراير " براهش "، رغم أن أكثرهم شيوخ شابوا في النضال العدمي، وصموا آذان، من كتب الله عليه سماعهم يوماً ما، بضجيج الكلام الفارغ والرنين الأجوف المتغطرس، ولم يأخدوا العبرة والدروس لا من الماضي البعيد، ولا حتى من القريب الذي لم يمر عليه حتى أسبوع واحد !!!، فهو صادق كل الصدق، إذ يبدو أن هذه الحركة لا يقودها أناس واعون، ولا عقلاء، وقد اتفقوا وقرروا، بعد فشلهم الدريع و " تسخسيخهم " الأسبوع الماضي، العودة إلى الإحتجاج مرة أخرى يوم الأحد المقبل 2011.5.29، في نفس شارع الشجر ـ إدريس الحارثي بابن مسيك ـ وفي نفس التوقيت من الساعة السادسة إلى الساعة السابعة ليلاً، في تحدي سافر للدولة ولقانون الحريات العامة وكأنهم في غابة لا يسود فيها إلا قانونهم!!!.
ألم يفهموا ما جاء على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مفاده أن الدولة لن تتساهل منذ 22 ماي الماضي مع المظاهرات والوقفات والإحتجاجات والمسيرات والإعتصامات ؟، ماذا ينتظرون أن يكون موقف السلطات المحلية ؟. فإذا لم يكن منهم أحد يفكر ويعرف ما هو القانون، وما هي قرارات الدولة فسنذكره ببعضها :
قال وزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري، لوكالة فرانس برس يوم الثلاثاء الماضي : " أن السلطات المغربية أعربت عن عزمها الإثنين، التصدي للحركات الإحتجاجية الإسلامية واليسارية، موضحة أنه لن يكون هناك تراجع عن الإصلاحات السياسية التي أُعلن عنها أخيراً، على أعلى مستوى "، هذه هي النقطة الأولى.
النقطة الثانية : " المغرب لن يقوم بخطوة إلى الوراء، وسيسير حتى نهاية الإصلاحات، التي أعلنت، على أعلى مستوى في الدولة ".
النقطة الثالثة : أن حركة 20 فبراير " قد إبتلعها الإسلاميون والحركات اليسارية ". (ها هما عاقوا بكم رسمياً).
النقطة الرابعة : أن " برامج الإسلاميين والحركات اليسارية ليس لها أية علاقة مع الإصلاحات الديموقراطية، والحكومة المغربية ليست ضد حركة 20 فبراير، ولكننا نعتبر أن أعضاءها يخضعون لتأثير الإسلاميين واليساريين ". (ها الصراحة).
النقطة الخامسة : أن " منظمات إسلامية مثل العدل والإحسان، تستغل المطالب الديموقراطية لأجندتها الخاصة ".
النقطة السادسة : صرح السيد الناصري لجريدة الأحداث المغربية، أن الثالوث المقدس الذي يركب على مطالب شباب 20 فبراير والمتمثل في العدل والإحسان واليسار المتطرف والسلفية الجهادية، حسب تعبيره، لا علاقة له بالإصلاحات الديموقراطية.
النقطة السابعة : وصف السيد الوزير، مكونات العدل والإحسان والسلفية الجهادية واليسار المتطرف، بأنها لا تملك الشجاعة للخروج إلى الشارع العام بأسمائها الحقيقية، وعوضاً عن ذلك، يحاولون الركوب على مطالب إصلاحية مشروعة للشباب المغربي. (إوا فين هي الشجاعة والرجولة).
النقطة الثامنة : أكد السيد الوزير على أن المغرب لن يقوم بخطوة إلى الوراء، وسيستمر في مسلسله حتى نهاية الإصلاحات المنشودة.
النقطة التاسعة : أكد السيد الوزير (وهذا هو بيت القصيد، وختامه مسك، وليفهم من فيهم، ثقلت أذنه وأفسد حسه،  أ و " لهلا يفهم شي واحد ")، أنه ورغم عزم الحكومة التصدي للحركات الإسلامية واليسارية، فلن يكون هناك أي تراجع عن الأهداف الإصلاحية التي أعلن عنها جلالة الملك، وفي نفس الوقت ستتعامل الحكومة بصرامة مع أي تظاهرات غير مرخص لها.
والآن وقد دقت ساعة الصفر ولا خطيئةً لهم بعد اليوم ستغتفر، ها هم سيطلقون رصاصة الرحمة على حركتهم، لأنهم استفزوا وتحدوا الجميع، بقرارهم في الجمع العام الذي عقدوه مساء اليوم، وابقتراح من جماعة " العدل والإحسان "، أصروا على العودة إلى الإحتجاج الأحد المقبل (في نفس الشارع، ونفس التوقيت الذي منعوا فيه الأسبوع الماضي)، رغم عزم الدولة التعامل مع أي مظاهرة غير مرخص لها. وقد أعذر من أنذر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق