المسيرات الغير مرخصة : لا تساهل معها منذ اليوم
هل تحدت مكونات حركت 20 فبراير (التي كانت قبل الأحد عشرين فبراير 2011، عدمية ولا تحضى بأي عطف أو مساندة جماهيرية، بعضها غير معترف به ومحظور حظراً قانونياً في الساحة السياسية)، النظام وقرارات منع الدولة خروج المتظاهرين إلى الشارع بدون ترخيص اليوم الأحد 22 ماي، بدعوى أن لها الحق في فعل أي شيء دون رقيب أو حسيب، ورغم إعلان المنع بالتجمهر بالطريق العام الذي توصل به، أيام قبل المظاهرة معظم النشطين والمحرضين، من طرف السلطات المحلية
التي بذلت كل ما في وسعها لتبليغه، ورغم رفضهم استيلامه بدعوى حقهم (أللاقانوني) إلا أنه تم تبليغه شفوياً، ونشرته جل وسائل الإعلام، حتى أن بعض المصادر من الحركة أفادت أن جل من توصلوا به سبق اعتقالهم في وقفة سابقة وخضعوا لتحقيق الهوية (وهم يجهلون القانون، بحيث أن إيقافهم مرة أخرى يعتبر ظرفاً من ظروف التشديد وحالة من حالات العودة) ؟. الجواب هو نعم وهو تحدي للدولة ولقوانينها ولهيبتها.

قرار منع هذه السلوكات التي أصبحت تخل بالأمن العمومي شمل العديد من المدن المغربية، وتبرير حق المظاهرات والمسيرات من طرف أعضاء الحركة بأنهم لم يسبق لهم أن طالبوا برخصة حتى يتم تبليغهم بالمنع (جاهلين مرة أخرى أن طلب الترخيص يفرضه القانون وهو ضروري في هذه الحالات حتى يتسنى للقائمين بالأمن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم معرفة من سيقوم بالتظاهرة وتياراته، ومضمونها والشوارع التي ستمر منها، وساعة الإنطلاقة وساعة التفرقة، للحفاظ على الأمن العمومي. فليراجعوا قانون الحريات العامة، ولا يعذر أحد بجهله للقانون)، فهو تبرير خاطئ وصبياني.
فإذا كانت الدولة قد تساهلت معهم، وتعاملت معهم بطرق حضارية، فإنهم لم "يحشموا " وطلقوا تحذيراتهم واستعرضوا عضلاتهم في وجهها، وأخذوا هذه البدعة مأخد الجد وتمادوا في غيهم وفي خرقهم للقوانين، ولم يستوعبوا الحرية التي منحت لهم ليعبروا عن مطالبهم التي حولوها إلى مطالب خارجة عن السياق، حتى أن كل المواطنين الأحرار اشتكوا من تصرفاتهم، حتى بلغ السيل بهم زباهم، ومع ذلك تحملوا وظلوا ساكنين، عسى أن يتراجعوا عن المسيرات المبالغ فيها والتي يشاركون فيها يومياً مساندين كل مطالب بحقه المشروع لفرض وجودهم وجلب استعطاف الآخرين، وتعطيل شوارع المدن ومصالح المواطنين كل يوم أحد وتحديهم بكلمة " ما مفكينش "
إحتجاج مواطنين على حركة 20 فبراير
فإذا كان أعضاء هذه الحركة يرفعون شعار " ما مفكينش "، ويتباهون به ولا نعرف لماذا " ما مفكينش " ؟!!!، كل ما نعرف هو أن عدمية تياراتهم تتحدى خطاب الملك، وتتجاهل ولا ترى ماذا يقوم به من جهد ومن إصلاحات، وما يسعى إليه دون توقف وبسرعة لمواكبة المجتمعات المتحضرة، ولم تنتظر ماذا سيأتي به الدستور لتحتج آنذاك بطرق سلمية وحضارية. فالدولة هي الأخرى " ما مفكاش "، لكنها تعرف لماذا " ما مفكاش ". " ما مفكاش " بكل بساطة على تطبيق القانون، و" ما مفكاش " للتساهل مع المسيرات الغير مرخصة منذ الآن، وها هي الدولة " ما تفكاتش " فعلياً وعملياً مع تظاهرات اليوم، والبقية تأتي ... وإن عادوا عادت.
ملحوظة لها علاقة بالموضوع : حسب تصريح مسؤول حكومي فإن الدولة لن تتساهل مع المسيرات غير المرخصة، وأضاف " الناس كتشكى، والمواطنين طلع ليهم الدم من مسيرة كل حد والطريق مغلوقة والأمن كيحضي غير المسيرة وكيخلي بلايص أخرى، هاد الشي بزاف ". المسؤول الحكومي انتقد ما سماه عدمية تيارات في 20 فبراير " يتسناو ويشوفو بعدا آش غادي يجي فالدستور عاد يمكن يحتجو "، في المقابل أكد أن الدولة على استعداد لإعطاء تراخيص للمسيرات إذا تقدم أصحابها بطلب في الموضوع قائلاً " حنا ما عندنا مشكل مع المسيرات والوقفات المرخصة اللي كنعرفو ماليها واللي عارفين طريقها ولكن ضد المسيرات اللي كتشغلها تيارات سياسية (في إشارة إلى الأحزاب اليسارية والراديكالية والعدل والإحسان وما جاورهم) وتورط فيها شباب 20 فبراير ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق