5 يونيو 2011

نقطة اللارجوع لبعض شباب حركة 20 فبراير

نقطة اللارجوع لبعض شباب حركة 20 فبراير
أصبح من المستحيل على بعض شباب الحركة الرجوع لنقطة الصفر بعدما تيقنوا بأن الإصلاحات الدستورية الحالية جذرية، وأن مطالبهم تم تحقيقها فعلياً بحيث لم تعد حبراً على ورق، إثر انغماس هؤلاء في موجة الإصلاح وبالخصوص إختلاط الحابل بالنابل، ومن ثم تحول هذه الموجة إلى تيارات سياسية وليدة الظرفية كل على حسب مصالحه، والبعض من هذه الحركة فضل الإنسحاب من اللعبة بصمت مما خلق انشقاقات وازنة داخلها إثر وعيهم بالدوامة التي أصبحوا داخلها وهو ما تعدر على البعض الأخر إدراكه إن لم نقل إغفاله. 
بدأت هذه الحركة مشوارها الإصلاحي بضجة إعلامية صاحبت مختلف مراحل تشكيلها، وبالخصوص برنامجها العفوي المتعلق بإصلاحات عامة وتغيير الدستور غير أن التيارات المعارضة داخل المشهد السياسي المغربي اقتنصت الفرصة لتصبح أحد الأقطاب الرئيسية للحركة من خلال التسيير والتمويل، ويتعلق الأمر هنا بجماعة العدل والإحسان والنهج الديمقراطي والسلفيين، وغيرهم من الأحزاب السياسية الأخري التي انسحبت تلقائياً بعد خطاب 9 مارس الذي وفى بكل تطلعاتهم ومطالب أخري تم تحقيقها لم تكن في الحسبان، حيث ظلت الجماعات السابقة الذكر ترأس حركة 20 فبراير حسب أجندتها المسطرة وفق برنامج محدد من كل جماعة على حسب مصالحها.
طرق تمويل حركة 20 فبراير تتعلق بمدى تحقيق أهداف الجهات الممولة التي لا تظهر في الصورة شكليا، حيث أن هذه الأخيرة تراقب عن كثب سيرورة الأمور في المغرب، وتظهر بشكل ضمني في قرارات الحركة المتعلقة بتنظيم المظاهرات الغير مرخص لها قانونياً، وهنا تطرح علامة استفهام في الجهة الممولة، حيث أن أحد أعضاء الحركة وجه سؤالاً مباشراً في اجتماع عام، حول جمعية " ريزاك " الممول الرسمي لهم والأهداف المسطرة من قبل هذه الجمعية، ولاقي تجاوباً كبيراً من قبل البعض الذين استفسروا بأنفسهم عن ماهية هذه الجمعية الداعمة لهم، واعترض البعض الأخر عن هذا السؤال لأن ما يهمهم هو الوصول لهدفهم الرئيس، ناهيك عن الممول عملاً بالمثل " الغاية تبرر الوسيلة " حتي وإن كانت تلك الغاية تمس النظام العام، ونتج عن هذا انسحاب بعض الأعضاء من حركة 20 فبراير خصوصاً وأن جمعية " ريزاك "، تمول من البوليزاريو وهدفها زعزعة استقرار المغرب وإظهاره أمام الرأي العام بصورة الجبار والمتمرد وكذا الحصول على اعتراف دولي بانفصال الصحراء المغربية أبا عن جد عن بلدها الأم وهو المغرب، ولن أطيل في هذه النقطة باعتبار أن تصريحات الشعب المغربي خلال مقابلة الشقيقين المغرب والجزائر أقروا علنياً بأنهم لن يتنازلوا عن شبر من الصحراء المغربية .
كيف لنا أن نصدق بأن جماعة عبد السلام ياسين الداعية للقومة حسب المنهاج تضع يدها في يد شباب، لن أقول عنه أنه لا علاقة له بالدين، وإنما أغلبه كذلك، وحسب إيديولوجية هذه الجماعة فهي تركز بشدة على القتال والجهاد، وهنا تظهر مزاعم الجماعة الداعية للإصلاح وكذلك بعض أعضاؤها الذين صرحوا في اجتماعاتهم بضرورة إراقة الدماء كما هو الحال في الدول العربية حتي تسمى ثورة الشعب، مما أدي لانسحاب بعض شباب حركة 20 فبراير، والأمر الواضح هنا أن الجماعة، ولأول مرة تشتغل بذكاء وفق متطلبات الظرفية بغية الوصول لهدفها، وبعد ذلك ستشرع دون رحمة في تصفية حساباتها مع مختلف الفاعلين السياسيين والجمعويين وكذا الحقوقيين بالمغرب، وفي نفس الوقت النهج الديمقراطي الذي ظهر أمينه العام لحريف، يصافح وبثقة تامة قياديي البوليزاريو في اجتماع للبرلمان الأروبي، وهو ما يبين طريقة اشتغال هذا الحزب والجهات المتعاونة معه وفي نفس الوقت كيفية تمويل حركة 20 فبراير.
ثقة بين مختلف الفاعلين السياسيين وحركة 20 فبراير انبنت على مصلحة وطنية تتمثل في الإصلاح السياسي، وانتهت بمجرد انتهاء الخطاب التاريخي ل 9 مارس، بعدها ظهرت اتفاقات ضمنية للحركة مع جماعة العدل والإحسان وبعض المكونات الأخري، الذين وضعوا برامج يزين شكلياً أهداف الحركة دون معرفة الأهداف الضمنية لهذه الجماعات، حيث نستخلص أن معظم أعضاء حركة 20 فبراير، وجدوا أنفسهم داخل دوامة يستحيل الخروج منها لأنهم انغمسوا في تنفيذ برامج لا علاقة لها بالإصلاح الفعلي وتلددوا من خيرات هذه الحركة، وبعضهم أخد الصور مع البوليزاريو وراح يمني نفسه بمطالب لا علاقة لها بالشعب المغربي، إد يتملكهم الخوف من الإنسحاب الآن مخافة سخط النظام عليهم، وكذا الشعب المغربي الذي بدأت تنجلي عن أعينه دوامة التغيير ...
صوفيا غزال باحثة في العلوم السياسية

هناك تعليق واحد:

  1. tbarklaah 3lik ma9al Zwiin w bzaaf msab kokano 3andna ghir 100 mnék fhad lblad kon zedna l9dam

    ردحذف