إن القرآن الكريم مازال يبيّن لنا إعجازاته القرآنية التي يستهزئ ويكفر بها أحمد عصيد، صاحب الرباعية الوهمية : " قيم الغرب أعلى وأسمى وأنسب وأصلح من قيم المسلمين "، والذي ونحن في خضم البحث والتحضير لإتمام موضوعنا : " إسلام عالم فرنسي على ضوء " الإعجاز في القرآن " والمسلم المغربي أحمد عصيد يكفر به " (إقرأ الجزء الأول منه)، وبصدفة غريبة وعجيبة، نزل علينا خبر نهاية العالم, أي أن يوم القيامة قاب قوسين أو أدنى منا, كما سنرى، حيث تتناوله الكثير من اللصحف والمجلات والقنوات والمواقع والنشرات الإخبارية وطنياً ودولياً هذه الأيام، حتى أن قناة الجزيرة أنجزت ربورطاجاً بخصوصه
و هو ما جعلنا نتوقف لإدراج ودمج هذا المضوع، في هذا الجزء الثاني من الموضوع الذي نحن بصدد إتمامه، نظراً لأهميته في تبيان آية أخرى من آيات الله، التي تروم في الإعجاز القرآني، وحتى يتبين لصاحبهم (لأنه ليس بصاحبنا لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يمكن لنا قول ذلك أبداً، ولنا دوافعنا التي قد تتبين لكل لبيب) هذا، ومن هم على شاكلته، أن الله جل وعلا يفصّل لنا كل شيء في القرآن الكريم تفصيلاً كاملاً، مصداقاً لقوله تعالى : ﴿ أفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً ﴾ سورة الأنعام، أي أن فيه تفصيلاً لكل شيء. ووجب التذكير هنا، لمن مازال لم يتذكر، أن الله عز وجل يبين لنا، أنه بفضل القرآن العظيم يعطي للإنسان المسلم أسباب القوة والمعرفة للتفقه منه تصديقاً لقوله، صلى الله عليه وسلم : " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ". وقد جعله سبحانه, لنا المنهج النظري الكامل، والمعجزة الخالدة لرسوله الحبيب عليه الصلاة والسلام، كما قال تعالى : ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ سورة الأنعام، فلا شيء إذن أكمل ولا أهدى ولا أقوم من نهجه لأنه يهدي للتي هي أقوم في أي شيء وفي أي مجال : في شؤون الآخرة وفي شؤون الدنيا وفي شؤون العبادة وفي شؤون السياسة وفي شؤون الإقتصاد وفي شؤون الأسرة وفي شؤون الحياة الإجتماعية والقضائية، قال سبحانه : ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ سورة الإسراء.
وحتى زمننا هذا، وبعد مرور 14 قرناً على نزول القرآن الكريم، فإن معالمه مازالت تفوق على معارف البشر في جيع الميادين، كما سبق وأن فصّلنا، ناهيك عن الإكتشافات والإختراعات العلمية الحديثة، فإننا اليوم بالذات، نسمع ونقرأ عن الكثير من التكهنات حول نهاية العالم التي يقولون أنها سنكون هذه السنة (2012)، وبالتحديد يوم الجمعة 2012.12.21، يعني ستة أيام من الآن، أي يوم الجمعة القادم، فصدقها الملايين، إن لم نقل الملايير من البشر الذين لا يعلمون وعد الله الحق. ومع اقتراب الموعد الذي ضربه لهم بعض الكفرة كما سنرى، قامت ضجة إعلامية كبيرة، وكثرت ظاهرة اختباء الكفار العصريين في الملاجئ بين الفينة والأخرى في كثير من بقع العالم، ومات فيهم من مات خوفاً، وانتحر منهم من انتحر كفراً وفزعاً ورعباً من هذا اليوم المشؤوم عندهم، قال تعالى في سورة الإسراء : ﴿ وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَو مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴾، وقال تعالى :﴿ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذابٍ وَاقِع ﴾ الآيات... ثم زاد سبحانه : ﴿ فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴾ الآيات ﴾ ... وقال تعالى : ﴿ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي يُوعَدُونَ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴾ سورة المعراج. ثم قال سبحانه في سورة الغاشية : ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌعَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً ﴾.دعونا نرى الآن، مصادر الخبر وكيف صدق من صدق، وكذب من كذب. فهو كان متداولاً منذ سنين، لكن مع اقتراب التاريخ المحدد، كما ذكرنا، خصوصاً وهم يرون أن ملامح الكوارث قد بدأت تظهر عليهم : فياضانات كارثية هنا عندهم، وتسوماني هناك يغرقهم، وعواصف عاتية، وأمراض فتّاكة أصابت العديد من بلدانهم، قال تعالى : ﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِن دَافِعٍ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا ﴾ سورة الطور. فقد بدأ بعضهم بتأويلات خرافية، أهمها ثلاثة تأثيرات جعلتهم يرتابوا كثيراً إلى حد التصديق بأنهم سيهلكوا قال تعالى : ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَو نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ سورة يونس. بعضها من الرباعيات الملغزة للعراف " نوستراداموس "، التي شفرت بعد قرون من وفاته ك "شفرة نوستراداموس والحرب العالمية الثالثة"، وبعضها لروبيرت باست، الذي كان أحد من أولئك الذين يتوقعون نهاية مأساوية للعالم سنة 2012، والبعض الآخر لأكاذيب الصهاينة اليهود كما سنرى، ولنستفيد بالكثير من المعلومات سنقوم بذكرها وإيضاحها :
فالتأثير الأول من مشال نوستريدام، المعروف ب نوستراداموس (يهودي الأصل، حيث اعتنق والده المسيحية، بعد هربه من محاكم التفتيش، التي أقيمت في الأندلس إبان فترة انهيار الحكم الإسلامي، التي لم يسلم منها حتى المسلمين، الذين كانوا يخيرون يين اعتناق الديانة المسيحية والتحدث بالأسباني ونسيان كل ما له علاقة بالعروبة والإسلام, أو الموت المؤكد، أو الهجرة لمن استطاع لذلك سبيلا, كما هو شأن المسلمين الذين هربوا إلى المغرب)، وقد اشتهر في عصره (النهضة)، بعلم الفلك والتنجيم وقراءة الطالع, وبتوقعاته بشأن الكيفية التي يعمل بها كوكب الأرض. ويقولون أنه تنبٱ بموت ملك فرنسا هنريس الثاني، الذي عاصره، والغريب أنه تنبأ بميعاد موته هو بنفسه، وبموحاولة نبش قبره، كما يزعمون كدلك، أنه تنبأ بالكثير من الكوارث والأحداث كالحرب العالمية الأولي والثانية، حيث أشار إلى هتلر بهسلر، واغتيال الأخوين كينيدي وقيام وانهيار الإتحاد السوفيتي الذي عبر عنه بمملكة الدب، وذكر الطائرات بالطيور الحديدية، والصواريخ بالسهام النارية وعندما شعر بقرب موته قام بكتابة كتاب سجل فيه كل تنبؤاته، من تاريخه وحتى قيام الساعة، لكنه وخوفاً من الكنيسة، قام يمزج تنبؤاته في رباعياته (الشعرية) المشهورة بالرباعيات الملغزة على شكل أبيات رباعية من الشعر مستعملاً شفرة معينة حتى لا يكون كلامه واضحاً، ظاناً أن لا أحداً يستطيع حلها في ذلك الزمان.
قرون (أو مئات السنين) نوستراداموس 1568
وقد حاول الكثير من العلماء والباحثين اكتشاف الألغاز لكنهم لم يفلحوا في ذلك من قبل، حتى تمكن الدكتور ميتشل راذرفورد من فحص هذه التراكيب الكلامية المعقدة في الرباعيات باحثاً عن أنماط معنوية ومنطقية ورشيدة، كما يدعي، واستطاع أن يتوصل الى نموذج تنبؤي يعرف بشيفرة نوستراداموس، حيث ادعى أنه توصل إلى فك الشيفرة الممعقدة، وتبين له أن خط الزمن المخفي فيها ينبؤ بحرب عالمية ثالثة، فتم تأويل ذلك بالقاعدة وأسامة بن لادن، أو بأن هناك هجوم قادم على الولايات المتحدة، أو بحرب مع إيران، أو بتدمير نووي لروما، أو بمواجهة بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، و بتفاصيل كبرى أخرى في توقيت وسير الحرب العالمية الثالثة، وسميت بشيفرة نوستراداموس والحرب العالمية الثالثة.
لكن، لا تستعجلوا فقد قرأنا من أجلكم الكثير من رباعيات نوستراداموس هذا، وتبين لنا أنها جميعها ليست بالضرورة تنبؤات، بل يمكن ٱن نقول عنها أنها كتابات شعرية بسيطة، بل لا ترقى حتى إلى الشعر. فعموماً يبدو للقارئ أنها غير مفهومة وغريبة وغير متناسقة، وحتى لو فكرنا فيها ملياً، وتمعنا فيها، واستطعنا فهمها، نجد أن صاحبها يهدي بما يهذي كما يقال، أو بطريقة أخرى أنه كالذين نسموهم " المجدوبين " عندنا، فمعظمها مبهمة، ويمكن أن نلاحظ، عند التمعن فيها، أننا أمام تريكبة نحوية مجزأة إلى كلمات كتبت، ثم تم حذف بعض الحروف منها، وأنه كان يلعب على الكلمات حتى تؤدي إلى العديد من التفسيرات، بحيث عندما يقع حدثاً ما، يمكن أن يفسره البعض على أنه مطابقاً لما قاله أو كتبه. وحتى لو نظرنا إلى تنبؤه الأول، فسنجد أنه ربما اللعب بالكلمات هو الذي فسر موت الملك هنري الثاني عندما كان في حفل يتبارز مع أحد قادة جيشه مبارزة ودية أدى خطأ فيها إلى قتله. حينها تذكر الناس أنه سبق أن تنبأ نوستراداموس قبل سنين من ذلك بهذا. فعلى سبيل المثال قال نوسترداموس في هذه النازلة :
الأسد الشباب يتغلب على كبير السنLe lion jeune le vieux surmontera
في ميدان القتال بمعركة واحدة En
champ bellique par singulier duelle
في قفص من ذهب يفجر عينيه Dans
cage d’or les yeux lui crèvera
طبقتين واحدة ويموت ميتة قاسية Deux classes une puis mourir mort cruelle
إنها كلمات فضفاضة، فهل يمكن لنا أن نقول عن هذا معجزة ؟، نظن أنه ليس بالضرورة، لأن هذا التنبؤ جاء سنين قبل وفاة الملك، وعندما نقرأ أنه، قبل عام واحد من هذه الوفاة، كان نوستراداموس، المقرب من الملك نفسه قد تنبأ له بحياة " طويلة وسعيدة "، أليس هناك تناقض، ولعب بالتنبؤات الذي يؤدي إلى العديد من التفسيرات ؟ (عقلية الناس كانت في القرن الرابع عشر ميلادية مختلفة، بل متخلفة، لماذا لم يقولوا " قَوَّسْ عليه، أو فَايَلْ عليه بالموت، وهو المقرب إليه).
أما التأثير الثاني فقد جاء من روبيرت باست، فهو أول من أثار الإنتباه لنهاية العالم العلمية حسب قوله، حتى أنه كتب كتاباً بخصوصها تحت إسم " ظاهرة 2012 "، وأسس موقعاً إلكترونياً سماه " البقاء على قيد الحياة 2012 "، نعم وما البقاء إلا لله، فلو كان مسلماً، لعرف هذا، ولتذكر قول الله سبحانه في سورة يونس : ﴿ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾"، ناقش فيه هذه النهاية المرتقبة، وفي سبتمبر 2009، أجريت معه عدة مقابلات لشرح ادعاء اته، حيث كتبت مجلة " بلاي بوي " مقالاً مطولاً عنه تحت عنوان " نهاية العالم 2012 "، ٱما قناة " الجغرافية الوطنية "، فقد بثت فيلماً وثائقياً بهذا الخصوص تحت عنوان " 2012 العد التنازلي لمعركة فاصلة ". وقد كتبت مئات الكتب تحمل الرقم 2012، وأنتجت العديد من الأفلام السينمائية في هوليود، والربورتاجات الكثيرة، كلها تتوقع النهاية الحتمية لهذا العالم الذي يعتقدون أنهم سيودعونه إلى الأبد هذه السنة. وقد استمد في مزاعمه هذه، على معتقادات شعب " المايا " الوثني. وللتذكير فشعب " المايا " سكنت حضارته، قديماً في جزء كبير من منطقة وسط أمريكا التي تعرف حاليا بغواتيمالا، وبليز، وهندوراس، والسلفادور وفي خمس ولايات جنوبية في المكسيك، منذ 2000 سنة ق.م حتى قدوم كولومبوس واستعمارهم من طرف إسبانيا (1546 م)، حيث تسببت، هذه الأخيرة، ومعها الكنيسة بتحطيم وحرق جميع النقوش المكتوبة والكتب ومعها كنز من المعلومات المقدرة بثلاثة آلاف سنة من التاريخ العريق عنهم وعن كتاباتهم، بحجة أنها مخالفة للدين المسيحي، حيث كانوا يعبدون آلهة الزراعة كإله المطر وإله الذرة، وكانوا محكومين من طرف الكهنة ، ويصدقون أخبار الفلكيون الذين يقال عنهم, أنهم أول من لاحظ حركات الشمس والقمر والكواكب، وصنعوا تقويمهم من خلال حساباتهم وملاحظاتهم الفلكية لهذه الأجرام السماوية، وكانت ملاحظاتهم تتنبأ لتبشرهم بالأحداث والساعات السعيدة في كل أنشطتهم الحياتية، ويتبعون تقويماً يبتدئ في أول السنة الماياوية في يوليوز، وتوقعوا أنه سينتهي في 2012.12.21، بالرغم من أنه لا توجد أية أدلة علمية، ولا يعرف حتى الآن لماذا تم تحديد هذا التاريخ ليكون نهاية العالم أويوم القيامة.
تقويم المايا
ومن السيناريوهات التي يرونها على أنها ستحدث، وقد شاهدناها من قبل في أفلامهم " سيانسفيكسيون " التي دائماً كانوا يتنبؤون فيها بالشر وبالكوارث التي ضربتهم بعضها، مما جعلهم يصدقون أن النهاية قريبة لا شك فيها، وستأتي إما بمرض معدي فتاك يحل بهم، يفقدهم السيطرة على انتقاله السريع، أو تورطهم في حرب نووية أو بيولوجية فيها ما بينهم، أو بحدوث تفاعل خارج عن سيطرتهم وذلك في مصادم ضخم للجسيمات الذرية قد يؤدي إلى كارثة نووية قاتلة تصيبهم، أو أن تجربة تحوير جيني قد تؤدي إلى دمار بيولوجي, حيث ستحدث خلق نوع جديد من الكائنات المجهرية ستتكاثر بسرعة رهيبة فتقضي على نوعهم البشري، أو سيكون هناك، غزو مخطط له من قبل مخلوقات من خارج الأرض. أنظروا كل هذه السيناريوهات، التي هي عبارة عن تخيلات لكتاب الأفلام، سبق أنشاهدناها من قبل، ومنذ أن كنا صغاراً, بأم أعيننا في أفلامهم، حتى أنهم أصبحوا يتوهمون أنهم يشاهذون أطباقاً طائرة تحوم هنا وهناك في بلدانهم، مما جعلهم يصدقون أنها تستعد لغزوهم يوم 2012.12.21. إنهم يخترعون الكذب ويصدقونه، ألا يقولون أن أمريكا انتصرت وسادت العالم بكذبة، (كذبت بشأن القنبلة النووية الثالثة، وصدقت اليابان كذبتها فانهزمت، بل حتى أمريكا نفسها صدقت كذبتها حينها، واعتقد أن ذلك حقيقة،!!)، فهل مثل هؤلاء الذين يؤمنون بهذه الخرافات قيمهم أعلى وأسمى وأنسب وأصلح منا نحن المسلمين يا أحمد عصيد ؟.
بقي لنا الثأثير الثالث وقد جاء من الصهاينة، والكل يعرف صفاتهم التي ندر أن تجتمع في غيرهم، ولشدة خطرهم أفرد لهم القرآن الكريم مساحة واسعة لم تخصص لغيرهم، ولا حجة لأي مسلم أن ينخدع بهم بعد كل ما جاء في القرآن الكريم من تحذير منهم، صدَّقه التاريخ والواقع والحس والمشاهدة، ولا تجد صفة من صفات اليهود في القرآن الكريم إلا وتستحضر ذهنك عشرات الأدلة من التاريخ القديم والوسيط والحديث، من بخل شديد قال تعالى : ﴿ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ﴾ سورة النساء (والنقير هو نقطة سوداء في أعلى نواة التمرة). والإكثار من أكل أموال الناس بدون حق قال تعالى في سورة التوبة : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾. جبنهم الشديد، فقد تحملوا الحياة أذلاء في أحياء فقيرة معزولة (الجيتو)، والآن جنودهم يربطهم قادتهم بالجنازير داخل دباباتهم كي لا يهربون في حروبهم مع العرب، قال تعالى في سورة المائدة : ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾، وحتى أنهم اخترعوا المستوطنات والقرى العسكرية المحصنة والجدار الفاصل قال تعالى في سورة الحشر : ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍبَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴾. خيانتهم للعهود، فهم أصحاب عبارة : " لا يوجد وعود مقدَّسة "، قال تعالى في سورة البقرة : ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾. تحريفهم للكلام، قال تعالى في سورة النساء : ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ﴾. الإفساد في الأرض، قال تعالى في سورة النساء : ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ﴾. قتلهم لخيرة الناس من علماء ودعاة، قال تعالى عنهم في سورة آل عمران : ﴿ ويَقْتُلُونَ الَذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ ﴾. هذا قليل من كثير، لاحظوا معنا أن معظم الآيات التي تتكلم عن اليهود جاءت بصيغة المضارع و ليس الماضي بما يفيد أنهم سيستمرون هكذا إلى يوم القيامة، لكن هيهات ثم هيهات، فالحق جل جلاله، الذي صدق في كل ما قال عنهم، نؤمن بأنه سيصدق في وعده حيث يقول في سورة التوبة : ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون ﴾، صدق الله العظيم. ويقول يا أحمد عصيد الذي كفر بالقرآن : إن إصرار المسلمين، على اعتبار دينهم أفضل الأديان وأصحّها، وديانة غيرهم كما يمارسها الغير " محرفة " ونحن نقول له ولأمثاله، مرة أخرى، نعم نحن ما زلنا نصر على أن ديننا أفضل الأديان وأصحها وهو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض، ولكن هل يتجرأ هو الذي يتكلم بصيغة " هم وليس نحن " حين يقول : " إصرار المسلمين على اعتبار دينهم أفضل الأديان وأصحّها "، أن يقول لنا ما هو دينه هو، حتى نعرف مع من نتكلم ونجيبه على ضوء الكتاب الذي يؤمن به ؟، هذا السؤال طرحه عليه الكثير من المغاربة، لكن لا حياة لمن تنادي. أما نحن فإننا مسلمون، ودستورنا هو القرآن الكريم، لا نجيب ولا نستشهذ إلى بما قال لنا ربنا فييه، وهو الحق، يقول الله تعالى : ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾، سورة آل عمران، نعم هو أفضل من جميع الأديان، والآيات الكريمات في هذا المعنى كثيرة، مما يعلم معه بأن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن ما فيهما من حق أثبته الإسلام، وما فيهما من باطل هو مما حرفه القوم وبدلوه حسب أهوائهم؛ ليشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون. فهل الدين الذي يشرك بالله أفضل من دين التوحيد الإسلام ؟، قال تعالى : ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ سورة التوبة، فهل من يؤمن بالثالوث أفضل منا ؟، قال تعالى : ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ سورة المائدة، وقال سبحانه : ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ سورة المائدة، ويقول تعالى : ﴿ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ﴾ سورة النساء، وقال جل وعلا : ﴿ بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ﴾ سورة النساء

أما الأوصاف التي وصفنا بها اليهود، فإننا استندنا إلى كلام الله، وقد صدَّقها التاريخ والواقع والحس والمشاهدة، ونراها بأم أعيننا في الوقت الراهن، ونسمعها عنهم، وماذا يفعلون بالفلسطينيين وغيرهم من المسلمين، أليس هذا إعجاز في القرآن يا هذا ؟. وهاهم اليوم يتكهنون باقتراب يوم القيامة وقد وضعوا تصوراً كاملاً لأشراطها، بالمواعيد والتواريخ فكات القناة الأولى الرسمية بالتليفزيون الإسرائيلي، قد أذاعت سابقاً، فقرة عن ساعة المسيح الدجال وهى ساعة يتوارثها كبار الحاخامات جيلاً بعد جيل. وكان الحاخام مردخاي إلياهو، هو أول من عرض موضوع الساعة لأول مرة أمام كاميرات التليفزيون الإسرائيلي. وكرّس بعده، عدد من الحاخامات أنفسهم لتوعية اليهود بأشراط الساعة، وفي مقدمة هؤلاء الحاخامات عوفيديا يوسف، الزعيم الروحي لحزب شاس، والحاخام إمنون يتسحاق كبير الدعاة الدينيين في إسرائيل، والحاخام الحلبان أو (اللبان) الذي يشتهر في إسرائيل بقراءة الطالع والنجوم. وفي رصد أحداث يوم القيامة، فإن رجال الدين اليهود يؤكدون أن حرب يأجوج ومأجوج، وظهور المسيح اليهودي الدجال المنتظر، سيقعان ما بين عام 2011 ونهاية 2012، وستبدأ هذه الأحداث الكبرى بهجوم مباغت ستشنه دول عربية وإسلامية ضد إسرائيل بعشرات الآلاف من الصواريخ، وستنطلق شرارة هذه الحرب من طهران، حيث يعلن الرئيس أحمدي نجاد (الذى ورد إسمه فى سفر حزقيال، حسب زعمهم) الحرب الشاملة ضد إسرائيل. أما حاخامات القبالاة فيتصورون أن نيزكاً سيضرب الولايات المتحدة ويدمر أجزاء شاسعة منها، علاوة على موجة هائلة من الفيضانات ستضرب السواحل الأمريكية لتغرق أجزاء كبيرة منها أسفل مياه المحيط، وبحلول عام 2013 سيختفي ثلاثة أرباع منها، وسيلقى 200 مليون أمريكي، حسب تصورهم، مصرعهم ويصيرون طعاماً للأسماك. ويدعم حاخامات القبالاة نبوأتهم هذه، حول أمريكا من أسفار الأنبياء في الكتاب المقدس، ومن أبرز الحروب المحلية، حسب زعمهم، والتي ستشد أوزارها فيما بين عامي 2011 و 2015، عبر العالم، حرب شعواء بين الهند وباكستان يستخدم فيها السلاح النووي، وحرب ضروس بين الصين وتايوان. لكن السؤال الذى ما زال يشغل بال المتدينين فى إسرائيل، بل حتى نحن الذين نقرأ تكهناتهم هذه، ولا نجد له إجابات شافية من الحاخامات هو : لماذا يعاقب الله الولايات المتحدة ويدمرها، رغم الدعم الذى تقدمه لإسرائيل ؟، فيرد الحاخام بن نون، بعد إحراجه بهذا السؤال، من السائلين، بإجابة موجزة وغير مقنعة ملخصها، أن الرب سيعاقب واشنطن بسبب ضغط الرؤساء الأمريكان على الحكومات الإسرائيلية لعقد اتفاقية سلام مع العرب، وإعادة الأرض للفلسطينيين. والغريب أن جل تكهناتهم على العرب ٱو المسلمين، فهي إيجابية عموماُ، حيث يقولون ٱنه بعد ضعف الولايات المتحدة الذي تكهنوا به، فإن الدول العربية ستوحد صفوفها، وستشن هجوماً مباغتاً ضد إسرائيل للخلاص منها، حيث سيتسبب الهجوم فى شل إسرائيل تماماً، وستمتلئ المستشفيات عن آخرها بالجرحى والمصابين، وما يزيد الطين بلة حسب تفسير الحاخامات لتنبآت الكتاب المقدس، أن إسرائيل ستواجه طابوراً خامساً من داخلها يحاول القضاء عليها ممثلاً فى العرب الفلسطينيين الذين استقروا داخلها منذ إعلان قيامها عام 1948، والذين يخزنون السلاح الآن في الجليل، حسب زعمهم. ربما تكون هذه التوقعات الأخيرة، هي الحقيقة، إن شاء الله، لأنه هو عالم الغيب، وعلى كل شيء قدير.
والآن لنرى ما هو رأى ورد الإسلام والمسلمين على هذه الضجة والخرافة، فبعد أن نحمد الله على نعمة الإسلام، الذي جعلنا في هذه الأيام مطمئنين تابثين ونخن نتفرج على هؤلاء القوم الذين لا حديث لهم إلا على هذه الخرافة، ينتظرون ماذا سيحل بهم من دمار، وليتبين لهم ما هو الفرق بيننا وبينهم، وأين الحرية والديموقراطية والحقوق الكونية أو الفردية، والشعارات الرنانة التي يطربوننا بها صباح مساء، إن لم تكن تنفعهم في أيامهم السود هذه، التي تمر بهم ؟، إن الفرق بيننا وبينهم هو الإسلام والإيمان، فالإسلام عندنا هو الإستسلام والخضوع والإنقياد لأوامر الله تبارك وتعالى، والإيمان عندنا هو التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره. هذا هو الذي جعلنا في مأمن من هذه الخرافة، فنحن المسلمون نعرف مسبقاً حق المعرفة الإجابة الشافية والكافية والكاملة عن هذا الخبر، وذلك عن طريق القرآن الكريم الذي يصفه الله سبحانه بأنه تبيان لكل شيء، كما قال تعالى : ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ سورة النحل، ولا نحتاج في هذا إلى مقارنة ولا إلى مقايسة ولا اقتباس، لأن بين أيدينا هذا المنهج الرباني القرآني الكامل والشامل، الذي يأيد كل شيء من الناحية النظرية المنهجية، وبذلك ومن خلاله نستحضر كل آياته البينات لتنير لنا الطريق المستقيم. ويمكننا هكذا أن نبين لهم صدق القرٱن الكريم ونجيبهم من خلاله على خرافاتهم هذه، ونترك لهم الوقت الكافي حتى يمر بخير يومهم المشؤوم، الذي لاشك ولا ريب أنه سيكون يوماً مرعباً عندهم ويوماً عادياً ككل أيام الله السبع عندنا، الفرق الوحيد بينه وبين الأيام الأخرى هو أنه سيكون يوم جمعة الذي خصنا الله عز وجل به، من بين الخصائص الكثيرة، والفضائل الجليلة، التي خص بها الله الإسلام، بعد أن أضل عنه اليهود والنصارى، فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة المقضي بينهم قبل الخلائق، رواه مسلم، إنه طبعاً يوم عظيم، حيث سميت إحدى سور القرآن به، ويوم عبادة، وفي الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعة الإجابة فيه، كليلة القدر في رمضان، والصدقة فيه خير من الصدقة في غيره من الأيام قال تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ﴾ سورة الجمعة، ونستحضر كذلك للإجابة عن هذه الخرافة أن رسول صلى الله عليه وسلم، حين كان كفار قريش يسألونه عن الساعة ومتى قيامها ؟، فجاء الرد من عند الله سبحانه في سورة الأعراف قل لهم، عِلْمُ قيامها عند الله لا يظهرها إلا هو، ثَقُلَ علمها، وخفي على أهل السموات والأرض، فلا يعلم وقت قيامها ملَك مقرَّب ولا نبي مرسل، لا تجيء الساعة إلا فجأة، يسألك هؤلاء القوم عنها كأنك حريص على العلم بها، مستقص بالسؤال عنها، قل لهم : إنما علمها عند الله الذي يعلم غيب السموات والأرض، ولكنَّ أكثر الناس، كهؤلاء الكفار، لا يعلمون أن ذلك لا يعلمه إلا الله. قال تعالى في سورة الأعراف : ﴿ وييَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَاقُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ سورة الأعراف، وقال كذلك، سبحانه في سورة الأحزاب : ﴿ يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً ﴾، وفي سورة النازعات يقول عز وجل : ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَـاهَا فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا إِلَى رَبّكَ مُنتَهاهَا إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشاهَا ﴾، وفي سورة لقمان قال سبحانه : ﴿ إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ ﴾.
هذا هو الفرق بيننا نحن معشر المسلمين وينهم، وموعدنا بعد تاريخ 2012.12.21، ونحن في كامل السعادة والهناء، إن شاء الله، قال تعالى : ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ﴾ سورة الغاشية.
القرآن الكريم تكلم لنا عنالأرض والسماء أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ سورة العاشية،و السماوات الأثيرية، السماوات المادّية، والسماوات الغازية، إنشاء الأجرام وتكوينها، والقمر والشمس وكواكبها وأتباعها من الأقمار، والشهب وأجواؤها، والليل والنهار وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى . وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى سورة الليل، والضوء، قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ للهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَقُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ سورة القصص، وعن الكسوف والخسوف، وعن البراكين والزلازل، والشتاء وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ سورة النور، والأرض وما عليها إنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاوَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا سورة الكهف.
طبقتين واحدة ويموت ميتة قاسية Deux classes une puis mourir mort cruelle
إنها كلمات فضفاضة، فهل يمكن لنا أن نقول عن هذا معجزة ؟، نظن أنه ليس بالضرورة، لأن هذا التنبؤ جاء سنين قبل وفاة الملك، وعندما نقرأ أنه، قبل عام واحد من هذه الوفاة، كان نوستراداموس، المقرب من الملك نفسه قد تنبأ له بحياة " طويلة وسعيدة "، أليس هناك تناقض، ولعب بالتنبؤات الذي يؤدي إلى العديد من التفسيرات ؟ (عقلية الناس كانت في القرن الرابع عشر ميلادية مختلفة، بل متخلفة، لماذا لم يقولوا " قَوَّسْ عليه، أو فَايَلْ عليه بالموت، وهو المقرب إليه).
أما التأثير الثاني فقد جاء من روبيرت باست، فهو أول من أثار الإنتباه لنهاية العالم العلمية حسب قوله، حتى أنه كتب كتاباً بخصوصها تحت إسم " ظاهرة 2012 "، وأسس موقعاً إلكترونياً سماه " البقاء على قيد الحياة 2012 "، نعم وما البقاء إلا لله، فلو كان مسلماً، لعرف هذا، ولتذكر قول الله سبحانه في سورة يونس : ﴿ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾"، ناقش فيه هذه النهاية المرتقبة، وفي سبتمبر 2009، أجريت معه عدة مقابلات لشرح ادعاء اته، حيث كتبت مجلة " بلاي بوي " مقالاً مطولاً عنه تحت عنوان " نهاية العالم 2012 "، ٱما قناة " الجغرافية الوطنية "، فقد بثت فيلماً وثائقياً بهذا الخصوص تحت عنوان " 2012 العد التنازلي لمعركة فاصلة ". وقد كتبت مئات الكتب تحمل الرقم 2012، وأنتجت العديد من الأفلام السينمائية في هوليود، والربورتاجات الكثيرة، كلها تتوقع النهاية الحتمية لهذا العالم الذي يعتقدون أنهم سيودعونه إلى الأبد هذه السنة. وقد استمد في مزاعمه هذه، على معتقادات شعب " المايا " الوثني. وللتذكير فشعب " المايا " سكنت حضارته، قديماً في جزء كبير من منطقة وسط أمريكا التي تعرف حاليا بغواتيمالا، وبليز، وهندوراس، والسلفادور وفي خمس ولايات جنوبية في المكسيك، منذ 2000 سنة ق.م حتى قدوم كولومبوس واستعمارهم من طرف إسبانيا (1546 م)، حيث تسببت، هذه الأخيرة، ومعها الكنيسة بتحطيم وحرق جميع النقوش المكتوبة والكتب ومعها كنز من المعلومات المقدرة بثلاثة آلاف سنة من التاريخ العريق عنهم وعن كتاباتهم، بحجة أنها مخالفة للدين المسيحي، حيث كانوا يعبدون آلهة الزراعة كإله المطر وإله الذرة، وكانوا محكومين من طرف الكهنة ، ويصدقون أخبار الفلكيون الذين يقال عنهم, أنهم أول من لاحظ حركات الشمس والقمر والكواكب، وصنعوا تقويمهم من خلال حساباتهم وملاحظاتهم الفلكية لهذه الأجرام السماوية، وكانت ملاحظاتهم تتنبأ لتبشرهم بالأحداث والساعات السعيدة في كل أنشطتهم الحياتية، ويتبعون تقويماً يبتدئ في أول السنة الماياوية في يوليوز، وتوقعوا أنه سينتهي في 2012.12.21، بالرغم من أنه لا توجد أية أدلة علمية، ولا يعرف حتى الآن لماذا تم تحديد هذا التاريخ ليكون نهاية العالم أويوم القيامة.
تقويم المايا
ومن السيناريوهات التي يرونها على أنها ستحدث، وقد شاهدناها من قبل في أفلامهم " سيانسفيكسيون " التي دائماً كانوا يتنبؤون فيها بالشر وبالكوارث التي ضربتهم بعضها، مما جعلهم يصدقون أن النهاية قريبة لا شك فيها، وستأتي إما بمرض معدي فتاك يحل بهم، يفقدهم السيطرة على انتقاله السريع، أو تورطهم في حرب نووية أو بيولوجية فيها ما بينهم، أو بحدوث تفاعل خارج عن سيطرتهم وذلك في مصادم ضخم للجسيمات الذرية قد يؤدي إلى كارثة نووية قاتلة تصيبهم، أو أن تجربة تحوير جيني قد تؤدي إلى دمار بيولوجي, حيث ستحدث خلق نوع جديد من الكائنات المجهرية ستتكاثر بسرعة رهيبة فتقضي على نوعهم البشري، أو سيكون هناك، غزو مخطط له من قبل مخلوقات من خارج الأرض. أنظروا كل هذه السيناريوهات، التي هي عبارة عن تخيلات لكتاب الأفلام، سبق أنشاهدناها من قبل، ومنذ أن كنا صغاراً, بأم أعيننا في أفلامهم، حتى أنهم أصبحوا يتوهمون أنهم يشاهذون أطباقاً طائرة تحوم هنا وهناك في بلدانهم، مما جعلهم يصدقون أنها تستعد لغزوهم يوم 2012.12.21. إنهم يخترعون الكذب ويصدقونه، ألا يقولون أن أمريكا انتصرت وسادت العالم بكذبة، (كذبت بشأن القنبلة النووية الثالثة، وصدقت اليابان كذبتها فانهزمت، بل حتى أمريكا نفسها صدقت كذبتها حينها، واعتقد أن ذلك حقيقة،!!)، فهل مثل هؤلاء الذين يؤمنون بهذه الخرافات قيمهم أعلى وأسمى وأنسب وأصلح منا نحن المسلمين يا أحمد عصيد ؟.
بقي لنا الثأثير الثالث وقد جاء من الصهاينة، والكل يعرف صفاتهم التي ندر أن تجتمع في غيرهم، ولشدة خطرهم أفرد لهم القرآن الكريم مساحة واسعة لم تخصص لغيرهم، ولا حجة لأي مسلم أن ينخدع بهم بعد كل ما جاء في القرآن الكريم من تحذير منهم، صدَّقه التاريخ والواقع والحس والمشاهدة، ولا تجد صفة من صفات اليهود في القرآن الكريم إلا وتستحضر ذهنك عشرات الأدلة من التاريخ القديم والوسيط والحديث، من بخل شديد قال تعالى : ﴿ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ﴾ سورة النساء (والنقير هو نقطة سوداء في أعلى نواة التمرة). والإكثار من أكل أموال الناس بدون حق قال تعالى في سورة التوبة : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾. جبنهم الشديد، فقد تحملوا الحياة أذلاء في أحياء فقيرة معزولة (الجيتو)، والآن جنودهم يربطهم قادتهم بالجنازير داخل دباباتهم كي لا يهربون في حروبهم مع العرب، قال تعالى في سورة المائدة : ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾، وحتى أنهم اخترعوا المستوطنات والقرى العسكرية المحصنة والجدار الفاصل قال تعالى في سورة الحشر : ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍبَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴾. خيانتهم للعهود، فهم أصحاب عبارة : " لا يوجد وعود مقدَّسة "، قال تعالى في سورة البقرة : ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾. تحريفهم للكلام، قال تعالى في سورة النساء : ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ﴾. الإفساد في الأرض، قال تعالى في سورة النساء : ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ﴾. قتلهم لخيرة الناس من علماء ودعاة، قال تعالى عنهم في سورة آل عمران : ﴿ ويَقْتُلُونَ الَذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ ﴾. هذا قليل من كثير، لاحظوا معنا أن معظم الآيات التي تتكلم عن اليهود جاءت بصيغة المضارع و ليس الماضي بما يفيد أنهم سيستمرون هكذا إلى يوم القيامة، لكن هيهات ثم هيهات، فالحق جل جلاله، الذي صدق في كل ما قال عنهم، نؤمن بأنه سيصدق في وعده حيث يقول في سورة التوبة : ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون ﴾، صدق الله العظيم. ويقول يا أحمد عصيد الذي كفر بالقرآن : إن إصرار المسلمين، على اعتبار دينهم أفضل الأديان وأصحّها، وديانة غيرهم كما يمارسها الغير " محرفة " ونحن نقول له ولأمثاله، مرة أخرى، نعم نحن ما زلنا نصر على أن ديننا أفضل الأديان وأصحها وهو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض، ولكن هل يتجرأ هو الذي يتكلم بصيغة " هم وليس نحن " حين يقول : " إصرار المسلمين على اعتبار دينهم أفضل الأديان وأصحّها "، أن يقول لنا ما هو دينه هو، حتى نعرف مع من نتكلم ونجيبه على ضوء الكتاب الذي يؤمن به ؟، هذا السؤال طرحه عليه الكثير من المغاربة، لكن لا حياة لمن تنادي. أما نحن فإننا مسلمون، ودستورنا هو القرآن الكريم، لا نجيب ولا نستشهذ إلى بما قال لنا ربنا فييه، وهو الحق، يقول الله تعالى : ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾، سورة آل عمران، نعم هو أفضل من جميع الأديان، والآيات الكريمات في هذا المعنى كثيرة، مما يعلم معه بأن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن ما فيهما من حق أثبته الإسلام، وما فيهما من باطل هو مما حرفه القوم وبدلوه حسب أهوائهم؛ ليشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون. فهل الدين الذي يشرك بالله أفضل من دين التوحيد الإسلام ؟، قال تعالى : ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ سورة التوبة، فهل من يؤمن بالثالوث أفضل منا ؟، قال تعالى : ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ سورة المائدة، وقال سبحانه : ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ سورة المائدة، ويقول تعالى : ﴿ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ﴾ سورة النساء، وقال جل وعلا : ﴿ بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ﴾ سورة النساء

أما الأوصاف التي وصفنا بها اليهود، فإننا استندنا إلى كلام الله، وقد صدَّقها التاريخ والواقع والحس والمشاهدة، ونراها بأم أعيننا في الوقت الراهن، ونسمعها عنهم، وماذا يفعلون بالفلسطينيين وغيرهم من المسلمين، أليس هذا إعجاز في القرآن يا هذا ؟. وهاهم اليوم يتكهنون باقتراب يوم القيامة وقد وضعوا تصوراً كاملاً لأشراطها، بالمواعيد والتواريخ فكات القناة الأولى الرسمية بالتليفزيون الإسرائيلي، قد أذاعت سابقاً، فقرة عن ساعة المسيح الدجال وهى ساعة يتوارثها كبار الحاخامات جيلاً بعد جيل. وكان الحاخام مردخاي إلياهو، هو أول من عرض موضوع الساعة لأول مرة أمام كاميرات التليفزيون الإسرائيلي. وكرّس بعده، عدد من الحاخامات أنفسهم لتوعية اليهود بأشراط الساعة، وفي مقدمة هؤلاء الحاخامات عوفيديا يوسف، الزعيم الروحي لحزب شاس، والحاخام إمنون يتسحاق كبير الدعاة الدينيين في إسرائيل، والحاخام الحلبان أو (اللبان) الذي يشتهر في إسرائيل بقراءة الطالع والنجوم. وفي رصد أحداث يوم القيامة، فإن رجال الدين اليهود يؤكدون أن حرب يأجوج ومأجوج، وظهور المسيح اليهودي الدجال المنتظر، سيقعان ما بين عام 2011 ونهاية 2012، وستبدأ هذه الأحداث الكبرى بهجوم مباغت ستشنه دول عربية وإسلامية ضد إسرائيل بعشرات الآلاف من الصواريخ، وستنطلق شرارة هذه الحرب من طهران، حيث يعلن الرئيس أحمدي نجاد (الذى ورد إسمه فى سفر حزقيال، حسب زعمهم) الحرب الشاملة ضد إسرائيل. أما حاخامات القبالاة فيتصورون أن نيزكاً سيضرب الولايات المتحدة ويدمر أجزاء شاسعة منها، علاوة على موجة هائلة من الفيضانات ستضرب السواحل الأمريكية لتغرق أجزاء كبيرة منها أسفل مياه المحيط، وبحلول عام 2013 سيختفي ثلاثة أرباع منها، وسيلقى 200 مليون أمريكي، حسب تصورهم، مصرعهم ويصيرون طعاماً للأسماك. ويدعم حاخامات القبالاة نبوأتهم هذه، حول أمريكا من أسفار الأنبياء في الكتاب المقدس، ومن أبرز الحروب المحلية، حسب زعمهم، والتي ستشد أوزارها فيما بين عامي 2011 و 2015، عبر العالم، حرب شعواء بين الهند وباكستان يستخدم فيها السلاح النووي، وحرب ضروس بين الصين وتايوان. لكن السؤال الذى ما زال يشغل بال المتدينين فى إسرائيل، بل حتى نحن الذين نقرأ تكهناتهم هذه، ولا نجد له إجابات شافية من الحاخامات هو : لماذا يعاقب الله الولايات المتحدة ويدمرها، رغم الدعم الذى تقدمه لإسرائيل ؟، فيرد الحاخام بن نون، بعد إحراجه بهذا السؤال، من السائلين، بإجابة موجزة وغير مقنعة ملخصها، أن الرب سيعاقب واشنطن بسبب ضغط الرؤساء الأمريكان على الحكومات الإسرائيلية لعقد اتفاقية سلام مع العرب، وإعادة الأرض للفلسطينيين. والغريب أن جل تكهناتهم على العرب ٱو المسلمين، فهي إيجابية عموماُ، حيث يقولون ٱنه بعد ضعف الولايات المتحدة الذي تكهنوا به، فإن الدول العربية ستوحد صفوفها، وستشن هجوماً مباغتاً ضد إسرائيل للخلاص منها، حيث سيتسبب الهجوم فى شل إسرائيل تماماً، وستمتلئ المستشفيات عن آخرها بالجرحى والمصابين، وما يزيد الطين بلة حسب تفسير الحاخامات لتنبآت الكتاب المقدس، أن إسرائيل ستواجه طابوراً خامساً من داخلها يحاول القضاء عليها ممثلاً فى العرب الفلسطينيين الذين استقروا داخلها منذ إعلان قيامها عام 1948، والذين يخزنون السلاح الآن في الجليل، حسب زعمهم. ربما تكون هذه التوقعات الأخيرة، هي الحقيقة، إن شاء الله، لأنه هو عالم الغيب، وعلى كل شيء قدير.
والآن لنرى ما هو رأى ورد الإسلام والمسلمين على هذه الضجة والخرافة، فبعد أن نحمد الله على نعمة الإسلام، الذي جعلنا في هذه الأيام مطمئنين تابثين ونخن نتفرج على هؤلاء القوم الذين لا حديث لهم إلا على هذه الخرافة، ينتظرون ماذا سيحل بهم من دمار، وليتبين لهم ما هو الفرق بيننا وبينهم، وأين الحرية والديموقراطية والحقوق الكونية أو الفردية، والشعارات الرنانة التي يطربوننا بها صباح مساء، إن لم تكن تنفعهم في أيامهم السود هذه، التي تمر بهم ؟، إن الفرق بيننا وبينهم هو الإسلام والإيمان، فالإسلام عندنا هو الإستسلام والخضوع والإنقياد لأوامر الله تبارك وتعالى، والإيمان عندنا هو التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره. هذا هو الذي جعلنا في مأمن من هذه الخرافة، فنحن المسلمون نعرف مسبقاً حق المعرفة الإجابة الشافية والكافية والكاملة عن هذا الخبر، وذلك عن طريق القرآن الكريم الذي يصفه الله سبحانه بأنه تبيان لكل شيء، كما قال تعالى : ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ سورة النحل، ولا نحتاج في هذا إلى مقارنة ولا إلى مقايسة ولا اقتباس، لأن بين أيدينا هذا المنهج الرباني القرآني الكامل والشامل، الذي يأيد كل شيء من الناحية النظرية المنهجية، وبذلك ومن خلاله نستحضر كل آياته البينات لتنير لنا الطريق المستقيم. ويمكننا هكذا أن نبين لهم صدق القرٱن الكريم ونجيبهم من خلاله على خرافاتهم هذه، ونترك لهم الوقت الكافي حتى يمر بخير يومهم المشؤوم، الذي لاشك ولا ريب أنه سيكون يوماً مرعباً عندهم ويوماً عادياً ككل أيام الله السبع عندنا، الفرق الوحيد بينه وبين الأيام الأخرى هو أنه سيكون يوم جمعة الذي خصنا الله عز وجل به، من بين الخصائص الكثيرة، والفضائل الجليلة، التي خص بها الله الإسلام، بعد أن أضل عنه اليهود والنصارى، فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة المقضي بينهم قبل الخلائق، رواه مسلم، إنه طبعاً يوم عظيم، حيث سميت إحدى سور القرآن به، ويوم عبادة، وفي الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعة الإجابة فيه، كليلة القدر في رمضان، والصدقة فيه خير من الصدقة في غيره من الأيام قال تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ﴾ سورة الجمعة، ونستحضر كذلك للإجابة عن هذه الخرافة أن رسول صلى الله عليه وسلم، حين كان كفار قريش يسألونه عن الساعة ومتى قيامها ؟، فجاء الرد من عند الله سبحانه في سورة الأعراف قل لهم، عِلْمُ قيامها عند الله لا يظهرها إلا هو، ثَقُلَ علمها، وخفي على أهل السموات والأرض، فلا يعلم وقت قيامها ملَك مقرَّب ولا نبي مرسل، لا تجيء الساعة إلا فجأة، يسألك هؤلاء القوم عنها كأنك حريص على العلم بها، مستقص بالسؤال عنها، قل لهم : إنما علمها عند الله الذي يعلم غيب السموات والأرض، ولكنَّ أكثر الناس، كهؤلاء الكفار، لا يعلمون أن ذلك لا يعلمه إلا الله. قال تعالى في سورة الأعراف : ﴿ وييَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَاقُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ سورة الأعراف، وقال كذلك، سبحانه في سورة الأحزاب : ﴿ يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً ﴾، وفي سورة النازعات يقول عز وجل : ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَـاهَا فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا إِلَى رَبّكَ مُنتَهاهَا إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشاهَا ﴾، وفي سورة لقمان قال سبحانه : ﴿ إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ ﴾.
هذا هو الفرق بيننا نحن معشر المسلمين وينهم، وموعدنا بعد تاريخ 2012.12.21، ونحن في كامل السعادة والهناء، إن شاء الله، قال تعالى : ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ﴾ سورة الغاشية.
القرآن الكريم تكلم لنا عنالأرض والسماء أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ سورة العاشية،و السماوات الأثيرية، السماوات المادّية، والسماوات الغازية، إنشاء الأجرام وتكوينها، والقمر والشمس وكواكبها وأتباعها من الأقمار، والشهب وأجواؤها، والليل والنهار وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى . وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى سورة الليل، والضوء، قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ للهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَقُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ سورة القصص، وعن الكسوف والخسوف، وعن البراكين والزلازل، والشتاء وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ سورة النور، والأرض وما عليها إنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاوَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا سورة الكهف.
هذه هي القصة الحقيقية ليوم القيامة، بقي على أحمد عصيد أن يخرج من " الرُّونْدَة دْيَالُو" ويقول لنا من هو وما هي حقيقته أما أسطوانة اأنه أمازيغي وباحث في الثقافة الأمازيغية وفي قضايا الشأن الديني والهوية والإختلاف والديمقراطية، فهي " تْحَفْرَتْ "، ولم يبقى سوى " المعقول أغَرَاسْ أغَرَسْ "، فالأمازيغ مسلمون وسيبقون كذلك إلى يوم القيامة، لأنهم أكثر تشبتاً به من العرب، والشأن الديني لا نعرفه إلا من خلال الإسلام وهوية المغاربة إسلامية، ولا ديموقراطية دون إسلام..
وموعدنا معه بعد مرور نهاية العالم 2012.12.21، ويوم القيامة الحقيقي، الذي ذكر في القرآن (70 مرة)، اليوم الآخر(26)، الآخرة (111)، الدار الآخرة (9)، الساعة (39)، يوم البعث (2)، يوم الخروج (1)،يوم الفصل (6)، يوم الدين (13)، يوم الحسرة (1)، يوم الخلود (1)، يوم الحساب (4)، يوم الوعيد (1)، يوم الآزفة (1)، يوم الجمع (3)، يوم التناد (1)، يوم التلاق (1)، يوم التغابن (1)، القارعة (4)، الصاخّة (1)، الغاشية (1)، الواقعة (2)، الحاقة (3)، الطامّة، الكبرى مرة واحدة. إذن فلننتظر طامتك. ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ سورة النازعات، صدق الله العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق