16 ديسمبر 2012

(1) الإعجاز العلمي في القرآن تعويض نفسي عن نهضة مجهضة

" الإعجاز العلمي في القرآن تعويض نفسي عن نهضة مجهضة "
 
هذا العنوان الذي أعطيناه لموضوعنا هذا، حاشى ومعاذ الله أن يكون كلامنا، أو صدر منا، أو حتى فكرنا في محتواه يوماً، لأنه أكبر ابتزاز للمسلمين ولقرآنهم الكريم. فهذه الجملة الغير مفيدة والخاسرة والناقصة، ما هي سوى نقطة صغيرة من بحر كلام أحمد عصيد الأمازيعي المحسوب علينا حتى إشعار آخر، هذا الذي يبين لنا سقوطه الحر في هاوية الإثنية المتعصبة بإثارته للعديد من النقاط والمواضيع، والإشكاليات والإشكالات، والمقطوعات والتقاطعات الشادة، من خلال العديد من المواضيع والمداخلات والمناظرات والشطحات العنصرية والطائفية، بتكتيكات مفضوحة  وخطط  مكشوفة ضد الإسلام والمسلمين والعربية والعرب، (العرب، الذين، حسب رأيه، استعمروا بلاده بعد أن غزوها بحد السيف، وأرغموا أجداده الذين كانوا أغبياء !!!، حسب قوله دائماً، للدخول للإسلام قسراً وكرهاً)، وهذا ما يثير حفيظة الرأي العام المغربي الأمازيغي المسلم، قبل العربي، إن كان هناك عربياً لم يختلط دمه بالدم الأمازيغي في المغرب. ونقول له بالمناسبة : " إزريش الكار آ يا اربانو " (فاتك القطار يا ولدي).

وجبت الإشارة، قبل كل شيء، إلى أننا لسنا هنا للإفتاء، لأننا لسنا أهلاً له ولا  نظن أنفسنا علماء في هذا الشأن أو قادرين على ذلك، ولسنا كتاب أو صحافيين، بل عاديين نعرف القراءة والكتابة، وعلمنا شيئاً وغابت عنا أشياء، ونحمد الله على أننا لسنا مثل هذا الباحت في الشأن الديني، والذي يظن نفسه وكأنه واحداً من الأئمة العلمانيين (الكاثوليك طبعاً يلا قبلوا عليه، لأننا لا نظن ذلك، رغم أنه وللتقرب إليهم وإرضائهم يدعي، أن  قيمهم أعلى وأسمى وأنسب وأصلح من قيم المسلمين !!!، والآية القرآنية دليل قاطع على ذلك ﴿ هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ ﴾ سورة آل عمران)، أو عضواً في لجنة الفتاوى (الأورثوذوكسية طبعاً !!!، لأنه يمجد أصحاب الديانات الأخرى، ويطالب بما تطبقه من حرية المعتقد والحرية الفردية الجنسية. ويتجرأ بوقاحته المعتادة على تحريف النصوص القرآنية بما يريد ويشتهي، لا بما هي عليه من حقيقة وبيان، لأنه يريد للدين الإسلامي أن يصبح تبعاً لهواه وما تمليه عليه شهواته وأهواؤه، لا أن يكون عبودية لرب الأرض والسماء. والغريب أنه ينافق الله، ويخفي ويراوغ ويعطي لآيات قرآنية تفسيرات شخصية بعيدة عن روح ما جاء في كلام الله، فيزعم أن الإسلام لا يجد بأساً فى حرية العقيدة، بدليل حسب رأيه الخاطئ، الآية القرآنية ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ سورة الكهف. فكيف له، وهو الباحث في الشأن الديني، أن يقف عند ويل للمصلين، ويتناول الآية القرآنية المذكورة تناولاً ميكانيكياً، ويبترها ويخلعها من سياقها دون اعتبار لما سبقها وما ثلاها من معان قوية وواضحة لا تقبل التأويل، إن لم يكن ليبين لنا إما عدم إلمامه بأساليب اللغة العربية في التحدي والإعجاز، (وهذا صحيح، بما أنه يقول عن الإعجاز في القرآن بأنه تعويض نفسي عن نهضة مجهضة !!)، أو ليبرر لنا ما هو عليه من ضلال (وهذا كذلك صحيح، وسنراه بالدليل في موضوعنا هذا). فكيف له ألا يعلم أن هذه الآية لا تعني التخيير وإنما التحذير، وأن المراد منها ليس فتح الباب أمامه أن يؤمن أو يكفر؟، وكيف له ألا يفهم أنها تُنذره  بالويلات ؟!!!، وإليه نصها الكامل، ليفهم جيداً ماذا ينتظره ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ، إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا، وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ، بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ سورة الكهف. فأين التخيير هنا، وأين حرية العقيدة التي يطالب بها ؟. وحتى لو أخذنا النص وحده ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾، فإن لاَمَ (فَلْيُؤْمِنْ ـ فَلْيَكْفُرْ)، فهي لام الأمر، والأمر هنا هو أمر تهديد، وأمر إباحة و ندب، فهل يعقل أن يأمر الله عباده بالكفر ؟، طبعاً وقطعاً لا ﴿سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ سورة الزخرف. ويقول عز وجل في حديث قدسي ﴿ أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئِونَ ؟ ﴾. فلا غرابة في ذلك، فهذا ما يريده وما يشتهيه، وهذا ما وصل إليه بخثه وليس بحثه الإفتراضي في الشأن الديني، لئلا نقول الشأن اللاديني، فإن شاء هذا الشيخ العظيم أن يكفر بتهديد وبأمر الله له فذاك شأنه، وليخرج لها " دِيِريكْتْ " ليعلن ردته !!!، أما الشأن الديني الإسلامي (الذي ينعت فيه السنة بالأورثوذوكسية) فبزاف عليه.
وبما أن القاعدة تعلمنا أن ناقل الكفر ليس بكافر، فقد نقلنا هنا قوله " الإعجاز العلمي في القرآن تعويض نفسي عن نهضة مجهضة "، لأننا لا نريده أن يمررشطحته هذه بغفلة عنا دون فضحه وكشف وهتك أسراره وأساليبه وأوكاره، خصوصاً ونحن نعرف، وكما سترون، أنه رمزاً للتعصب والكراهية ويستغل القضية الأمازيغية لمصالحه الشخصية، ويعمل على نشر الفتنة بين أبناء هذا الوطن أمازيغهم وعربهم، ويستهزئ دائماً بكلام الله ويطعن في إعجاز القرآن، وعموماً يتحايل بشكل سافر على أخلاق ومبادئ وقيم الإسلام وكل ما يأتي من الإسلام، (من مسلمين وعرب أو عْرُوبية بمعناها المغربي، كما يقول، لا العربي الخالص، كالشلحة أو البربرية، الذي لا يرضى أن يقولها بمعناها القديم، وكأنه حجز وجمع وأحرق جميع الكتب والكتابات القديمة، التي تحمل هذه الأسماء، ولم يترك سوى الحديثة جداً والتي تحمل إسم الأمازيغية بمعناها الجديد/ الحديث). نقول، لنبين له ونرد على جميع المنافقين أمثاله دعاة الشر المحميين الجدد، والمرتزقة الذين يستقوون بالدول الأجنبية على وطنهم لفتنة المسلمين عن دينهم وأخلاقهم، وإحداث القلاقل والفوضى في ما بينهم. فبعد أن خانته عصبية حرب الطبقات، يريد إشعالها حرب عرقيات بين الأمازيغ والعرب، (هؤلاء المغاربة الذين لا فرق بينهم إطلاقاً إلاّ بالتقوى، ولا فرق عندهم للعرق وللقبيلة وللثقافة وللغة بتاتاً). وحرب أسرة، (لأن في المغرب نجد الأمازيغي متزوج بالعربية، والعربي بالأمازيغية، متبعين سنة العلاقة التاريخية الحميمة التي اتبعها أجدادهم، وكلهم يعيشون فى تجانس إجتماعي قل نظيره في بلدان أخرى منذ أربعة عشرة قرناً، والرابط الأقوى والأكبر الذي يشتركون فيه هو الإسلام أولاً، ثم وحدة وطنهم "المملكة المغربية ⵜⴰⴳⵍⴷⵉⵜ ⵏ ⵍⵎⵖⵔⵉⴱ " (بالفم المليان، أو ب " الفور يا الشيفور " كما يقول العامية)، من سبتة إلى لكّويرة، ومن لكّويرة إلى مليلية (أعمق من أن نقول من طنجة إلى لكٌويرة، وحتى لا ننسى المدينتين السليبتين)، وهذا هو أكبر درساً فى الوطنية والتجانس، يعطونه المغاربة له أولاً، وللأعداء الذين يغيضهم تآخي المغاربة المسلمين وما هم عليه من تلاحم، وهذه هي حقيقة وشيم المغاربة المسلمين، الذين يركعون ويسجدون لله اتجاه الكعبة، أما الأمازيغ الأحرار منهم، فالكل يعرف أنهم ذووا عقول نيرة و قلوب طيبة، وأكترهم تشبتاً والتزاماً بالإسلام، (لا يزايدون أبداً في هويتهم الأمازيغية، ولا يقبلون لواء الفئوية والنزعة البربرية الضيقة التي ستخنق أصحابها لا محالة)، أما من سنتكلم عليهم في موضوعنا هذا، فهم قلة قليلة من المنافقين المتعصبين والمتشددين االبربر، نعم البربر لأنه حاشى معاذ الله أن يكونوا أمازيغ، لأنهم يركعون ويسجدون للأطراف الخارجية المعادية لبلادهم وللإسلام وللعرب، فهؤلاء البرابرة ينافقون الله والرسول صلى الله عليه وسلم، ويحنون إلى عصر ما قبل الإسلام بافتخارهم إلى يومنا هذا، وتمجيدهم إلى حد التقديس للوثنيين الكفار : ماسينيسا (جزائري)، ويوغورطا (جزائري)، ويوبا الثاني (جزائري)، وكسيلة (جزائري)، والكاهنة (ديهيا بنت تابنة بن نيفان بن باورا، جزائرية)
 عوض الأمازيغ المسلمين طارق بن زياد، ويوسف ابن تاشفين، ويعقوب المنصور الموحّدي، وعباس بن فرناس وعلماء في مختلف العلوم وأصناف المعرفة، وفقهاء ومؤرخين وسياسيين، كابن بطوطة، وأبو حيان، وابن آجروم، والمكودي النحوي البارع، ومحمّد بن عبد الكريم الخطّابي، والعلامة المختار السوسي ووو... والكثير. إذن هؤلاء ذووا النزعة النعرية البربرية، لا يمكن أن يكونوا أمازيغ أحرار ومسلمين. والحمد لله، ما نجح المنافقون أجدادهم البرابرة، ولا حتى بعض المنافقين العرب أنفسهم، في تحقيق أهدافهم وخططهم الدنيئة، ابتداءً من عبد الله بن أبي، العربي كبير المنافقين الذي كان يعادي الإسلام معاداة مهادنة ظاهرياً. مروراً بكسيلة بن لزم البربري، الذي كان يدين للنصرانية، فأسلم نفاقاً هو وقبيلته، ثم ارتد عن الإسلام وقتل عقبة بن نافع الفهري غدراً في كمين. هذا المنافق الذي مات مرتداً كافراً، يعتبرونه النعريون االبرابرة، من أهم أبطال المقاومة (تانزباينت) االبربرية، التي وقفت في وجه الفتوحات الإسلامية، ويصفونه بالمقاوم العنيد والعتيد ضد الإسلام. والكاهنة التي هي الأخرى قاومت دخول الإسلام وماتت دون أن تسلم، وكلاهما جزائريان. وانتهاءً بزنادقة عصرنا من المتكلمين الذين يسمون أنفسهم مثقفين وعصريين وعلمانيين !!!، يلبسون للأمازيغ الأحرار جلد الضأن من اللين بألسنتهم الأحلى من العسل، ويخفون لهم أنياب الذئاب المكشرة،  يبثون سمومهم ومقالاتهم ضد الإسلام والعربية، لزرع الفتنة بين الأمازيغ والعرب، وزعزعة الثقة بين الشباب المسلم وبين دينه، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في حديث قدسي عن أبي هريرة : " يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئِونَ ؟ فَبِي حَلَفْتُ، لأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانَ " ويقول الله تعالى في سورة البقرة ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ" ﴾. هؤلاء المفسدين في الحقيقة لا يقاتلون سوى طواحين الهواء، هم وأتباعهم الأغبياء الذين تمكنوا من السيطرة على عفولهم، حتى أصبحوا مبرمجين يظنونهم شيوخ وزعماء ومناضلين وأصحاب قضية، متجاهلين أنها ليست قضية حركة أمازيغية، بل هي قضية نزعة بربرية خاسرة بالأساس. وهنا نشدد على ضرورة التفريق بين الحركة الأمازيغية كحركة تناضل من أجل إبراز الأمازيغية كلغة وكثقافة وكإرث تاريخي شعبي يخص كـل المغاربة دون استثناء، والنزعة البربرية (التي يلصقون لها حركة أمازيغية، وهي ليست كذلك) كنعرة فيروسية، والكل يعرف أن النعرة في القاموس هي ذبابة زرقاء تسقط على الدواب فتؤذيها، وتدخل في أُنوف الخيل والحمير فتهيجها، وفي قاموس موضوعنا هذا، ما هي إلا فيروس فكري نعري مؤدي. فالحركة الأمازيغية، هي حركة حقوقية نضالية ثقافية واجتماعية، ذات أرضية واهتمامات ومشاعر وخلفية ونزعة إسلامية.
فالحركة العنصرية الطائفية ذات النزعة أو النعرة البربرية شيء، والأرضية والإهتمامات والمشاعر والخلفية والنزعة شيء آخر، (ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةِ)، كما قال عليه الصلاة والسلام، وسنقف عند النعرة الأمازيغية بالتفاصيل لاحقاً. 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق