1 ديسمبر 2012

سيخرج العرب مع الإسلام من المغرب كما خرج منه الرومان مع المسيحية !!؟

هل الفراعنة لصوص حضارة ؟، ومن هو صاحب مقولة :
سيخرج العرب مع الإسلام من المغرب كما خرج منه الرومان مع المسيحية !!؟

سنبدأ بعون الله سبحانه، هذه السلسلة من المواضيع التي سنخصصها إن شاء الله لفضح الشطحات ((على الطريقة الأحيدوسية، مع كامل احترامنا لهذا الفن الرفيع، الذي هو جزء من ثراتنا الشعبي المغربي الذي لا يمكن أن يكون سجيناً في متاحفنا، بل حاضراً يحيى ويتجدد فينا، ولا نقبل أن يختزل البعض، ثقافتنا العريقة والمتجدرة من تاريخنا، في الرقص والفولكلور الأمازيغي، ٱو الحوزي، أو الصحراوي، أو الجبلي، أو الشرقي (نسبة إلى المغرب الشرقي)، أو الكٌناوي. وقلنا أحيدوس لأن من سنتكلم عليه لا يتقنه، بل يتقن شطيح منطقته سوس وهو " أحواش "، الذي لا يختلف عن أحيدوس الأطلس المتوسط،، و” إمذيازان” منطقة الريف، إلا في الإسم وفي بعض الشكليات الفنية. ووجب التذكير قبل أن نبدأ، على أننا إذا تكلمنا في موضوعنا هذا على الأمازيغ، فإننا لا نقصد الأحرار، بل سنتكلم عن قلة قليلة منهم، وهم المتعصبين والمتشددين، دووا النزعة الأمازيغية، الذين يحنون إلى عصر ما قبل الإسلام، ونشدد بالمناسبة، على ضرورة التفريق بين الحركة الأمازيغية والنزعة أو النعرة الأمازيغية، وأنتم تعرفون، أعزكم الله، أن النعرة في القاموس هي ذبابة زرقاء تسقط على الدواب فتؤذيها، وتدخل في أُنوف الخيل والحمير فتهيجها، وفي قاموسنا العصري الحالي ما هي إلا فيروس معدي)).


نقول، لفضح الشطحات التي يؤدّيها أحمد عصيد هذا، الذي يستغل المسألة الأمازيغية، ويسل عصاه التي يحسبها سيفاُ صليلاً له، وما هي إلا عصا داهيا ٱو الكاهنة التي كانت تغزل بها الغزل أيام الجاهلية، متبعاً إستراتيجيتها في " الأرض المحروقة "، التي كانت قداعتمدتها لتجويع شعبها الأمازيغي، بدعوى منع المسلمين من استعمالها إبان الفتوحات. وهو الآن يكرر نفس الإستراتيجية، بإحياء ميثولوجيا بالية لتشكيك المغاربة في إسلامهم، ومنعهم من ممارسته بالحرية التي لها ضوابطها وقيودها في كتاب الله، وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فيضرب بعصا الكاهنة داهيا المتآكلة هذه، يميناً وشمالاً الإسلام الذي يريده أن يعتمد على قراءة اجتهادية منفتحة هدفها صون الكرامة الإنسانية كما يقول، وفق المعايير المعتمدة اليوم،. ويمكن هنا، لمن يظن أننا نتقول ونتجنى عليه، أو أننا نبخسه أشياءه ولا نقدرها، أو أننا متشددين لا نحترم الرأي الآخر، (صدقوني، عندما تصبح غاية، من يدعي أنه أستاذ باحث في الشأن الديني، " وأضرابه أصحاب النزعة الأمازيغية "، هي تشويه الإسلام، بالظن للنيل منه بالباطل، وإن ألبس أبحاثه الملغومة، والتي ليس فيها تحقيق ولا إيصال لسواء الطريق، ثوب اليقين بحقوقه الوضعية أو الكونية، متجاهلاً مبادئ الحقوق والحريات، خصوصاً حقوقنا وأعرافنا نحن كأغلبية مسلمة، فإن دعوى احترام الرأي الآخر تفسد، لأن هناك فرق بين الرأي المحترم والمشروط بالقوانين، والرأي الذي يخرق القوانين الربانية والأعراف الإسلامية، بل حتى القوانين الوضعية أو الكونية التي ينادي ويتشدق بها )، أن نقول له أنت لا تعرف عنه، سوى أنه أستاذ فلسفة كبير، مع أننا نعرف أن بعض ٱساتدة الفلسفة، نقول البعض منهم، يخالف مبدأ الفلسفة، ويخدم  فكرة أو اعتقاد معين، بدعوى أن الفلسفة مادة حيوية ومتأصلة، تحث على التفكير والبحث والإبداع، وتساهم في ضبط التوازنات الفكرية والروحية عند التلاميذ باعتماد المناهج العقلية والمنطقية  !!!. فأي توازنات فكرية وروحية ستضبط، ومنهم ملاحدة يحاربون الإسلام علانية، ويحاولون تخريب عقول التلاميد وإفساد عقيدتهم ؟، وأي مناهج عقلية ومنطقية يعتمدون عليها، ومنهم من يسب الله تعالى في القاعات الدراسية على مرأى ومسمع من التلاميذ ؟، والفاهم يفهم. ولا تعرف عنه سوى أنه باحث وناشط حقوقي " عظيم " ملتزم بحقوق الجميع، مؤسس " المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات "، لكنه لا يدافع عبره عن حق الإنسان، أي إنسان مغربي كان، ((لئلا نقل ٱمازيغي أو عربي، لأنه أستاذ وباحث ويجهل أو يتجاهل، هو وأصحاب نزعته أو نعرته، أن الدماء الأمازيغية إمتجزت بالدماء العربية (وبعض العناصر من الأفارقة السود، الذين نزحوا هم كذلك، إلى المغرب الذي كانت تربطهم به علاقة انتماء جغرافي قاري، قبل أو بعد الفتوحات، فانصهروا فيه، وأصبحوا مغاربة مسلمين، رغم أنه ليس لهم مدلول حضاري إيجابي أو سلبي كالعرب، لأن إفريقيا تضم العديد من الأمم والشعوب، فإنهم أصبحوا جزأً من الثقافة الأمازيغية\العربية\الإسلامية )، وذلك بالمصاهرة واختلاط الجميع، حتى لا يستطيع إنسان الآن أن يجزم بأن هناك أمازيغي يخلو دمه من قطرات دماء عربية، أو عربي يخلو دمه من الدماء الأمازيغية. ولعلم الأ.د.ن أن يحكم بين الجميع، بل نأخذه بعيداً من المغرب أو حتى من شمال إفريقيا، ونحط الرحال به، بدول المشرق العربي، لنجد أن الدماء الأمازيغية متدفقة هناك وبغزارة، وإلا فأين السبايا الأمازيغيات في عصر الفتوحات، واللواتي كان يرسل بهن إلى هناك ؟، هل كانت الآلاف منهن عاقرات لا يلدن ؟ ألم تنموا " زريعتهن " هناك، خصوصاً أنهن كن مولدات ؟. ومن هنا إلى الشام حيت كانت دمشق هي عاصمة الخلافة، كان الحكام في جميع الأقطار يأخذون نصيبهم من السبايا بعد الحرب على اختلاف أجناسهن، ويتم التبادل في ما بينهم، ونجد منذ العصر الإسلامي الأول، ثبتا حافلاً من خلفاء وأمراء، ناهيك عن أكابر وعامة، ولدوا من أمهات سبيات. لاحظوا معنا هذه الصفقة من بين المئات : ...” فتح زعوان... فبلغ السبي يومئذ عشرة آلاف رأس وأنه كان أول سبي دخل القيروان في ولاية موسى بن نصير، ثم وجه إبناً له يقال له عبد الرحمان بن موسى، إلى بعض نواحيها فأتاه بمائة ألف رأس، ثم وجه إبناً له يقال له مروان، فأتاه بمثلها فكان الخمس يومئذ ستين ألف رأس.. الإمامة و السياسة..لإبن قتيبة..”. ثم لنراجع التاريخ وسنجد أن الكثير مني الخلفاء العرب في المشرق كانت أمهاتهم أمازيغيات.
إن الفتوحات كانت من أجل هدف نبيل، وهو انشر الإسلام (الإيمان بالله وبرسوله عليه السلام)، فإن السبايا قد أخذت من أقوام لم تريد آنذك الدخول إليه فواجهت الفاتحين بالحروب، فمن أسلم منهم عن طواعية وحباً في الله، فإن من خلفوهم ما زالوا بأرضهم ينعمون بها وبه. ولا ننسى أن الأوربيون هم كذلك وعبر العصور، اشتهروا بخصلة السبي والتي أحلها لهم حتى دينهم المسيحي، بدليل أن إنجيلهم وفي سفر التثنية الإصحاح 20 الأعداد 10 يقول : " حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح، فان إجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك "، وكانوا يتعاملون مع السبايا باحتقار شديد ومعاملة دنيئة. فقد كان كل هذا شيء طبيعي في الحروب الدينية. والأمازيغ القدامى هم أيضاً غنموا سبايا في حروبهم، وامتجزت دماؤهم بالأمم التي سبتهم هم كذلك، واستعمرتهم عبر العصور وقبل الإسلام. بل حتى الروم في ما يسمى بالغرب في عصر الصحابة ، كان استرقاق الأسرى نظاماً متبعاً في حروبهم بالذات، وقد أسروا فعلاُ  من المسلمين واسترقوهم وباعوهم ، فاضطر قواد المسلمين والفاتحين إلى السير على سنة المعاملة بالمثل,
  لقد خاض المسلمون حروباً إسلامية مشروعة، شرعها لهم الله عز وجل وفق مبدأ رباني، لا قهر فيه ولا تسلط، ولا يتصور أن الله قد شرع الحرب لإجبار الناس وإكراههم على الإسلام والاعتقاد به، لأن الإعتقاد شيء معنوي، في القلوب، وهي أوعية إنسانية خفية، قال تعالى في سورة البقرة ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ ﴾.
فأساس نشأة السبي، هو جود النساء في ميدان القتال، ووقوع الأسر على الجميع، خصوصاً من قتل أزواجهن، أو فروا  أثناء الحرب دون أن يعتنقوا الإسلام، وكان من الواجب على المسلمين كفالة هؤلاء السبايا، بالإنفاق عليهن، ومنعهن من الفسق، لأن من المصلحة لهن وللبيئة الإجتماعية، أن يكون لكل واحدة منهن، أو أكثر، كافل يكفيها هم الرزق. فالإسلام لم يفرض السبي ولا أوجبه ولا حرمه، وإنما أباحه لأنه فيه مصلحة للسبايا أنفسهن، تلك المصلحة التي كانت أحد مقاصد روح الشريعة الإسلامية النبيلة، التي رمت إليها في مسألة الجواري وسبايا الحروب المشروعة، وذلك لضمان معالجة النتائج الحتمية التي خلفتها الحرب، ومعالجة الآثار الإنسانية الصعبة، للفترات الإستثنائية التي يعشنها السبايا المأسورات، اللاتي غالباً شاركن في تلك الحرب، ومساعدتهن على معايشة تلك المرحلة النفسية، بعد هزيمة قومهن، وفقدان أهلهن ووطنهن. لأن مرحلة ما بعد الحروب، أشد وطأة من الحروب ذاتها، لترجع بعد ذلك الحالة الإجتماعية الطبيعية لهن وبصورة كاملة، وذلك من خلال الأحكام الشرعية. إذ أن هناك أحاديث نبوية شريفة قاطعة الدلالة في النهي عن الإساءة إلى السبايا والأسرى عموماً، وتحريم الإعتداء عليهم بالقول أو بالفعل، وأن يخاطبوهم بما يشعرهم بمودة الأهل، وينفي عنهم صفة العبودية، وقال لهم في معرض هذا التوجيه: " إن الله ملككم إياهم ولو شاء لملكهم إياكم "،  وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : " لا يقل أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي "، وهو أيضا التعبير الوارد في القرآن الالكريم : فتى أو فتاة. ولئلا يذهب ضعفاء القلوب بعيداً، ويأولوا تأويلاً، فالفتى هنا هو الشباب، والأنثى فتاة، والمصدر فتاء، ويكنى بهما عن العبد والأمة. قال تعالى في سورة يوسف ﴿ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ ﴾، وقوله سبحانه في سورة النساء ﴿ مّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ﴾، أي إمائكم، وقوله تعالى في سورة النور ﴿ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء ﴾، أي إماءكم كذلك، وفي سورة يوسف يقول سبحانه ﴿ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ ﴾، أي لمملوكيه، وقال جل وعلا في سورة الكهف ﴿ إِذْ أَوَى الفِتْيَةُ إِلَى الكَهْفِ ﴾، كما قال سبحانه في نفس السورة ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ ﴾. ولم يترك الإسلام السبايا لهوى الآسرين بل وضع الأمر كله في يد خليفة المسلمين وإمامهم. والآن يدعي أصحاب النزعة أو النعرة الأمازيغية، أن أجدادهم، والذين لا شك أنهم كانوا من ضمن أولئك الذين تعنتوا وتعصبوا وكابروا عناداً من أن يدخلوا الإسلام، وفروا بعد هزيمتهم في الحرب المشروعة ضد الكفار، تاركين نساءهم عرضة للسبي، نقول يدعي هؤلاء أصحاب النعرة أعداء الإسلام، الذين في قلوبهم خبث وحقد على العرب، أن أجدادهم إعتنقوه بحد السيف، وحسبوا، هذه الظاهرة التي كانت عالمية ونهجها أجدادهم كذلك، كما أشرنا سابقاً، ىأنها مشكلة أوجدها الإسلام، فقرؤوا الفتوحات العظيمة، بعقولهم التي غلب عليها طابع الأفق الديني الضيق، والبعد الشرعي القاصر، والخواء الفقهي، بأنها كانت مأساوية فاقتعطوا بعض الأخطاء الخطيرة والبشعة، التي لم يسلك منها أي مجتمع في العصور القديمة، وصوروها على أنها واقعاً طبيعياً للمبادئ التي شرعها الدين الإسلامي. ومن ثم عمدوا إلى إثارة العديد من الشبهات والشكوك حوله، ليصدوا الناس عن عبادة الله سبحانه، ولو كان أجدادهم أحراراً، كالأمازيغ الأحرار الذين دخل أجدادهم الإسلام عن طواعية، واقتناعاً بكلام الله، ومازالوا متشبتين به، لما حاربوا الله والإسلام، ولكفى الله شر نساءهم السبي.

ورغم ذلك فقد  كانت السبايا ومنهن الأمازيغيات، مكرمات عند العرب و المسلمين، بحيث تزوجوا بهن وأخذن مكانة عظيمة، حيث احتضنتهم قصور خلفاءهم، حتى أصبحن أمهات الملوك والأمراء والأعيان، وتركن أثراً ظاهراً في الحياة الاجتماعية، وفي التاريخ الإسلامي، عكس جميع الأمم الأخرى، التي كانت غارقة حتى أذنينها في الرق والسبي والعبودية، والتي كان السبايا يعدن فيها دائماً، جنساً منحطاً مريباً، ويعاملن في الغالب باحتقار وخشونة، وقلما يعدن موضع الثقة أو يسمح لهن بمزاولة النفوذ، ولا ننسى أن هذا لم يقتصر على العرب فقط، بل قبل الإسلام وبعده كذلك، كاليونان والرومان، ثم عند الأمم الأمازيغية التي هي كذلك اقتسمت تراث روما واقتبست نظمها وشرائعها، كالواندال، بل حتى البيزنطينيين، حيث كان الجالس على عرش قسطنطينة كثيراً ما يهدي إلى الخليفة أو السلطان عدداً من الجواري الحسان حين تصفو العلاقات بينهما، ويرد الخليفة أو السلطان الهدية بمثلها.
  إذن فإن مفهوم النقاء العرقي، الذي يروج له أصحاب النزعة أو النعرة الأمازيغية، هو مفهوم خاطئ، إذ لا يوجد جنس ما، لم يختلط بغيره، فكلنا في المغرب أمازيغ/عرب مسلمين، وقد ساعد في هذا نظام النسب إلى الأب ذي الأصل الإسلامي، حتى أننا نجد أسماء كل الأمازيغ، أسماء عربية مع احتفاظ بعضهم بألقاب أمازيغية، وهذه الظاهرة ترجع إلى العصور القديمة، يعني  منذ دخول الإسلام لشمال إفريقيا (طارق بن زياد، وعباس بن فرناس الذي عاش بالأندلس، وغيرهم كثر)، زد على كل هذا التطور الذي عرفه المغرب خلال الزمان، مما ساهم في تشكيل الشخصية المغربية ككل، وكفى من النعرة)). نقول لا يدافع عبر مرصده عن حق الإنسان، أي إنسان مغربي كان، سواء إتفق معه في دين الإسلام أم لا، لكنه فئوي والطائفي، يدافع عن جماعته فقط، رافعاً شعار الحقوق والحريات للنزعة الأمازيغية، دون مراعاة حقوق وحرية المغاربة، خصوصاً الأمازيغ الأحرار منهم، في التدين بإسلامهم وفق الشروط والضوابط والقيود المنصوص عليها في كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أن ينقر عن إسمه في كٌوكٌل، ليقرأ على هذا الذي يتجاهل أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يصون الكرامة الإنسانية من جميع نواحيها، ويسمع منه، العجب العجاب عن الإسلام والمسلمين والعرب والعربية، ويرى الوجه الآخر الحقيقي، لمن يكره الإسلام وكل ما يأتي من الإسلام، ويدعو إلى كل ما يؤدي إلى التحلل، والإنحلال الخلقي، والمكروهات، وإثارة النعرات والتعصبات، وكل ما يضر بالمغاربة في دينهم، ويسعى لتفريقهم فيه. فقد قال سيذنا علي، رضي الله عنه،  في أمثاله (عن الإسلام) : " والله ما فرقوه، ولكن فارقوه ". أما قوله " القراءة الإجتهادية المنفتحة، وفق المعايير المعتمدة اليوم "، فهو يعني بذلك، حقوق الإنسان والحقوق الفردية والعقائدية، والتي يسميها عادة الحقوق الكونية، حيث يدافع علانية وباستماتة في جميع المحافل عن حرية الرأي التي يدخلها في حرية الفكر، ويخلط بينها وبين حرية الكفر، التي تبيح له الإعتقاد بما يشاء من المذاهب الضالة، وحرية الإجهاض (ياسلام، فهنا وجب الوقوف على قتل النفس بدون حق !!!، " هذا ماجناه أبي عليَّ وما جنيت على أحد "، فحتى الذين يتشبهون بهم، وبحريتهم الفردية، دينهم لا يبيح الإجهاض، فللاهوتيين الأخلاقيين المعاصرين يرفضون قرار الموت والحياة التي تتخذه الأم " الإجهاض " ويعتبرونه، غير شرعي في الديانة المسيحية وغير قانوني. وأن تشريع الإجهاض هو في رأيهم خرق للمقاييس الأخلاقية. فكيف لنا في دولة، الأغلبية الساحقة من مواطنيها مسلمين، يقول لهم الله تعالى في سورة الحج ﴿ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ﴾، أن يطالبهم بمعصية الله بإخراج الجنين قبل أجله المسمى. ويقول سبحانه في سورة الإسراء ﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً ﴾. أما في سورة غافر فقد قال جل جلاله ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، وبالمناسبة نهمس لهذا أحمد عصيد، القائل : " الإعجاز العلمي في القرآن هو تعويض نفسي عن نهضة مجهضة "، أن الله بيّن فى كتابه فى أكثر من سورة مراحل تكوين الجنين فى رحم أمه وهذا من الإعجاز العلمى فى القرأن الكريم، الذي سبق بالشرح والتوضيح، بعدة قرون من نزوله، العلم الحديث الذي كشف مراحل تكوين الجنين بالاجهزة الحديثة والمتقدمة، فأجمع الأطباء على القول بما ورد في القرآن الكريم، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال : " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك "، وأكد هؤلاء الأطباء، أن أدق مراحل خلق الإنسان هي مرحلة النطفة، ففيها يبدأ تكوين الجنين وفيها تنتقل الموروثات والطبائع والصفات الخلقية، كما أن الحمل يتأثر في هذه المرحلة ما لا يتأثر به في المراحل التي تليها، لكننا نعرف أن آيات الله والأحاديث النبوية والنُّذر، لن تنفع هذا المدافع عن الباطل، مهما قرأ ورأى من الآيات الباهرة والبراهين الساطعة، ولن يعتبر ولم يتعظ، لأنه كالميت لا يسمع ولا يبصر، قال تعالى في سورة الروم ﴿ فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ، وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ﴾، فموقف الشريعة الإسلامية من الإجهاض هو التحريم إلا أنه يستثنى من ذلك بعض المسائل المعدودة على أصابع اليد.)، وحرية زواج المثليين،
وحرية الإفطار في رمضان نهاراً جهاراً، وإلغاء الأحكام الشرعية، وإباحة الزنا والعري.
فإن كان يدافع ويريد كل هذه الحقوق والحريات التي أطلق عنانها الغرب، ونفخها فيه، فله ذلك، وليترك الإسلام والمسلمين وشأنهم، ويكتفي بنشاطه الجمعوي الذي يخص " جماعة إخوان المعايير المعتمدة "، وحقوقهم الفردية التي أوصلت صاحبهم ، في " كوينزلاند " إلى الزواج من كلبته من نوع " لابرادور " !!!، والتي كان قد تبناها قبل زواجه بها بخمس سنوات، وقد أقيم حفل زواج هذا الكلب البشري بالكلبة الحقيقية، بحضور أكثر من ثلاثين شخصاً بشرياً كلبياً منهم أفراد عائلته وأصدقاؤه الآدميين وكلهم من بنو كلاب، باستثناء عائلة الزوجة، التي لم يحضر منها أي حيوان كلب، أعز الله القراء الكرام، وإليه صورة العروسين يوم الزفاف و" الدخلة " !!!، ومعذرة، مرة أخرى، إلى أبعد الحدود للقراء الكرام.، عن هذه الحقيقة المؤسفة)،

\
المدعو " جوزيف غيسو " وعقيلته " هاني " يحفتلان بزواجهما 
... يقول، وفق المعايير المعتمدة اليوم (كما تشير إلى ذلك الصورة أعلاه)، وليس قبل ألف عام. ويرى أن هذه القراءة الإجتهادية، تجد في طريقها عائقاً كبيراً هو تراكمات الفقه الإسلامي الميت، الذي ارتبط بعهود سابقة !!!. (نقول لصاحب التجاوزات في الافتاء والانحراف هذا، الذي يفتى بما لا يدري، ويهذي ليؤذي ويقول على الله والإسلام، والرسول صلى الله عليه وسلم، ما لا يعلم، أن العائق الأول الذي تجده قراءته الإجتهادية في طريقها، " وهو الباحث في الشأن الديني "، ليس تراكمات الفقه الإسلامي، بل تراكمات كساد بضاعته العلمية/الدينية. والعائق الثاني والحفيقي والخطير، هو أن المغاربة الذين عم الإسلام أرضهم، منذ أربعة عشر قرناَ وليس ألف عام، وتخلق أجدادهم بأخلاقه، أما الفقه الإسلامي الذي قتله جوراً وبهتاناً، فهو حي لن يموت مادام القرآن الكريم كلام الله حي هو كذلك، بحفظه في الصدور، ولم ولا ولن، يتغير وهذه بديهية ثابتة على صفحات الواقع التاريخي،والتي لا تحتاج إلى مزيد من الإستدلال والتوضيحٍ والبيان. وسنستشهد، بعيداً عن المسلمين، بمثالين أو ثلاتة من بعض المنصفين من علماء وأساتذة الغير المسلمين، وهم بالمانسبة كثر، صرّحوا بعدم وقوع التحريف في القرآن الكريم، فالأستاذ لوبلو يقول : " إنّ القرآن هو اليوم الكتاب الربّاني الوحيد الذي ليس فيه أي تغيير يذكر" (المدخل إلى القرآن لمحمد عبدالله دراز). أما السير وليام موير فيقول : " إن المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يد ليد حتى وصل إلينا بدون تحريف، وقد حفظ بعناية شديدة بحيث لم يطرأ عليه أي تغييرٍ يذكَر، بل نستطيع القول أنّه لم يطرأ عليه أي تغييرٍ على الإطلاق في النسخ التي لا حصر لها والمتداولة في البلاد الاِسلامية الواسعة " (تاريخ القرآن للصغير). وبمثل هذا صرح بلاشير أيضاً في كتابه : " القرآن نزوله، تدوينه، ترجمته وتأثيره "). كما يدعي أن الإسلام دين ديكتاتوري، حيث يقول أن شموليته " فكرة إرهابية " ويستخدم التقية ويضيف ... في بعض مناحيها. متلاعباً دائماً بآيات القرآن الكريم وبالأحاديث النبوية الشريفة، إرضاءً لمن يتعامل معهم من المشركين، وبعض أتباعه الذين يصفقون له عن جهالة، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : " من إلتمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس ".

الرايس أحمد عصيد في إحدى شطحاته
 مقدماً جغرافية جديدة وبدائل قطرية مخالفة من خلال البحث الميثولوجي عن وطن وهمي يريد أن يغير بموجبه بعض أبنائه الذين يعتبرهم غزاة، وأجدادهم أرغموا الأمازيغ على الإسلام بعنف السيف، ومواطنين وهميين لكنهم كفار، حين يقول " في الدولة الديمقراطية لا وجود لمفهوم " الكافر "، كما أن " الملحد " مفهوم لا يكتسي أي طابع قدحي، لأنه مثل " المؤمن " تماماً، يمثل رؤية للعالم وموقفاً واختياراً حرّاً " !!!، هذه هي الحرية الفردية والعقائدية، التي يريدها لمن هم على شاكلته، الذين زرع فيهم هكذا، العنصرية والحقد والإلحاد، فتراهم في جميع المنتديات العربية، مختبئين وراء الكومبيوتر يفتخرون ويرددون : " نحن أحفاد الملك يوكرتن ويوبا الأول وبوكوس الأول وماسينيسا "، " نحن ٱحفاد المقاوم الأمازيغي  كوسيلا أمير أوربة الذي قاوم الجيوش الإسلاميه وقتل الصحابة "، " نحن ٱحفاد القائدة أميرة الأوراس الكاهنة تيهيا أو داهية قاتلة الزنديق عقبه بن نافع الفهري "، كما يدعون، كل هذا يثير الإفتخار والإعتزاز، لديهم، ويسمو لهم بالذاكرة والوجدان الفردي والجماعي والانتماء الحضاري الوطني، كما يقولون !!!!، فأي افتخار وأي اعتزاز هذا بالكفار والوثنيين ؟!!!!،  وأي انتماء حضاري هذا أمام الحضارة الإسلامية ؟!!!!، قال تعالى في سورة المسد : ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ  مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ  سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ  وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ  فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾. فليتمعنوا في سورة المسد هذه، فهي معجزة بحد ذاتها، إذ أنها نزلت قبل وفاة أبي لهب بعشرة سنوات، حيث توعدته وزوجته أم جميل، التي كانت عوناً لزوجها في محاربة الإسلام وإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم، بعذاب نار جهنم خالدين فيها أبداً. فلو أسلم أبو لهب قبل وفاته أو إدعى الإسلام، أو ٱسلمت حمالة الحطب، لكانا قد نسفا مصداقية القرآن من أساسها. فبئس مصيرهم. وبئس مصير من إستبدلوا إسم محمد وأحمد ومحماد وحماد ب " كسيلا "، الملحد المرتد، وإسم فَاطِمًة وفَاطْمَة وفاطنة وفطيم بالكاهنة " تيهيا أو داهية "، معتبرين هؤلاء الكفار رموزاً للمقاومة الأمازيغية لأنهم قاوموا الفتح الإسلامي لبلادهم، ونسوا من ينتمون للشعب الأمازيغي الحر الأكثر احتضاناً للعروبة والإسلام، والذين نافسوا العرب في نشر الإسلام، وكان لهم في الإسلام والعربية، باع كبير، وقدمٌ راسخة وعليهما يدٌ سابغة، كأبو حيان النحوي الكبير صاحب التفسير الكبير، وابن آجروم النحوي الذي حفظ متنه العرب شرقاً وغرباً، والمكودي النحوي البارع، والكثيرون، حتى منهم من وضع  كتب أنسابهم ومفاخرهم الأمازيغية بالعربية. واليوم يقولون، (وأتكلم عن أصحاب النزعة الأمازيغية، وليس عن الأمازيغ الأحرار)، أن الفتح العربي الإسلامي للمغرب كان غزواً واحتلالاً أجنبياً، والثقافة العربية هي عامل هدم للهوية الأمازيغية، وطمساً للتراث الأمازيغي، ويمقتون اللغة العربية باعتبارها لغة غزاة يفرض عليهم تعلمها في المدارس !!!، بالله عليهم ألا يستحيوا !!!، فبأي لغة يريدون أن يتعلموا في المدارس ؟ بلغة كسيلة وداهيا ومانسينسيا !!!، وبأية لغة سيتواصلون معنا لينفثوا حقدهم وكرههم وعنصريتهم، ويعبروا عن نقصهم، الذي عانوا به في صغرهم في المدارس وفي الأحياء، وهم لا يعرفون مكانة الأمازيغ الأحرار، والآن يخرجوه لئلا " يتفرقعوا "، والله يحسون بالنقص، وهذا ما يجعلهم يثورون هكذا على الله والعباد. وهذه هي الديموقراطية الوضعية العرجاء والعوراء، التي ينادي بها، والتي تحارب الإسلام، وتحارب المتمسكين به، تشرع الإجهاض، وزواج المثليين، وإلغاء الأحكام الشرعية، وإباحة الزنا وشرب الخمر، وقريباً الإفطار في رمضان نهاراً جهاراً، كما سبق وأن قلنا.
قال دين الديمقراطية : " وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمُ بِمَا ارْتَضُوا وَاتْبَعْ أَهْوَاءَهُمْ، وأَيَّاكَ أن تُعْرِضَ عَنْ بَعْضِ مَا يُريدْونَ وَيشْتَهْونَ، وَدَرْهُمْ يُشرِّعُونَ، وَاحْذَرْ الْمُسْلِمِنَ وَاجْعَلْ حُكْمُنا مُقَدَّمْ عَلَى حُكْمِهِمْ وَشَرْعْنَا مُهَيْمِنْ عَلَى شَرْعِهِمْ "، سفر ملة الشرك.
أفهمتم الآن ديموقراطيته التي تساوي بين المؤمن والكافر والملحد، قال الله تعالى في سورة الشورى  ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾. وقال عز وجل في سورة المائدة ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾. نعم، فالإسلام هو أساس الديمقراطيه، أعطى لكل ذي حق حقه قال تعالى في سورة النساء ﴿ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾. وحذر من التعصب القبلي، كما ينهج عصيد، وحاربه، قال عليه الصلاة والسلام  " ليس منا من دعا إلى عصبية "، وساوى بين المسلمين، ولم يفرق رسول الإسلام بين أحد، حيث قال صلى الله عليه وسلم : " لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى "، وقال عليه السلام : " لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى "، وورد عنه كذلك صلى الله عليه وسلم، وهذه سوف لا تعجب عصيد وزريعته : " ليست العربية في أحدكم من أب أو جد، وإنما كل من تكلم العربية فهو عربي ". 
 لا أحد يجادل بأن اللغة الأمازيغية هي لغة كل شمال إفريقيا لكن ...!!!
وغلب المصلحه الجماعيه على المصلحه الفردية، وأمر بالبرّ بالوالدين وعدم الغش في الميزان وعدم الكذب وتجنب القسوة والغلظة ومساعدة الفقراء واليتامى والدعوة إلى العمل والإنتاج، والمعاملة الحسنة، والرحمة والعفو،  وبالتشاور في اتخاذ القرارات، قال تعالى في سورة آل عمران ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾. فعن أية ديموقراطية يتكلم عصيد ؟ ديموقراطية الإسلام القيمة التي تكفل للإنسان حقوقه وإنسانيته، أم ديموقراطية أولياؤه التي تجرد الإنسان من الإحترام والأدب والأخلاق وتأخذه نحو المعاصي ؟. (إيوا لي تيقول هذا الشي يلا كانت فيه النفس، ويلا كان راجل، فليخرج من الإسلام علانية، وليرجع ليعبد تانيث وأطلس وعنتي وبوصيدون، الذين يتباهون بهم، في مختلف المنتديات " زريعتو " من أشباه الأمازيغ، ممن غرس فيهم الشرك والتشيك في الإسلام، وزين لهم سوء عملهم فرأوه حسناً، ويبقى مْكَّلَّكٌ حسن ليه ما يتوضى خمسة تلمرات فالنهار، لأن نظافة الإسلام بزّاف عليه قال تعالي ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾. سورة الأعراف. ونحن نستغرب لمن يريد استبدال عبادة الله الواحد الأحد، الذي خلقه ورزقه ودبر أموره، بعبادة آلهة متعددة ... تانيث وأطلس وعنتي وبوصيدون قال... لكن كلٌ ينزع إلى أصله، قال تعالى في سورة الرعد ﴿ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ للهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ﴾. ويفرض منظومة قيمية بديلة، باسم حقوق الإنسان والحرية الفكرية والفردية وحريات أخرى بقيم غريبة، ما أنزل الله بها من سلطان. ويدافع عن دعاة الحضارة السوداء حفدة قوم نوح وعاد وتمود، الذين بدورهم يدافعون عن كل من تورط في قضية شذوذ جنسي أو زنى، وداعين إلى حرية أكل رمضان وزواج المثليين، متجاهلاً أن الحرية الحقيقية ماكانت إلا بدخول الإسلام إلى هذه الأرض التي أصبحت سعيدة به.
يدافع عن الشذوذ واللواط والزنا والخمور والعري والتفكك الأسري والإنحلال الأخلاقي 
إنها حرية التعبير التي ينعم بها اليوم ويطالب بالمزيد، و" الشئ اذا زاد عن حدة انقلب ضدة " فهو لم يستثني أحداً من حقده وعنصريته، وطعن حتى في الملك وفي المقدسات حيث قال في ندوة بالعرائش " التزوير الذي حدث هو أن العائلة الحاكمة اليوم علوية. وهذا يستدعي منا أن نعود للتاريخ لمعرفة من هو أول علوي جاء إلى المغرب؟ " ، فهو يتجاهل أن في المغرب، على عكس الممالك والإمارات الأخرى، ليست هناك عائلة حاكمة، بل عائلة ملكية، والعائلة الملكية عندنا لا تحكم، وإلا لرأينا أحد أفرادها في وزارة ما، فهذا ليس بخاف عنه فهو أستاذ في كل شيء، إنما وجد طعم السكر في الحرية، فأخذ يلعق على هواء ليشبع نقصه وحقده وعنصريته، ويزيد حتى على من ماتوا منذ قرون، ليجيبنا عن سؤاله الغبي، من هو أول علوي جاء إلى المغرب ؟ ويقول بجهالة : إسم إدريس إبن عبد الله كأول علوي بدأت الدولة العلوية معه "، ويتهكم : " هل نام المغاربة وانتظروا حتى يأتي رجل من المشرق كي تبدأ الدولة ؟، هذه قمة الخرافة، لقد قالوا إن المولى إدريس هو من أسس الدولة وهو لم يؤسس شيئاً، هذا تاريخ مؤدلج يربط الماضي بالحاضر لصالح عائلة وليس لمصلحة شعب أو وطن ". لا ندري عن أي عائلة يتكلم !!!، عن العلويين أم عن الأدارسة الذين يطعن في أنسابهم، وينفي أن يكون للمولى إدريس الأول أي إبن، على اعتبار، حسب رأيه أن " المولى إدريس الثاني إزداد بعد إحدى عشر شهر من وفاة إدريس الأول ". وأضاف بأن " هذه المعطيات لا توجد في التاريخ الرسمي للمملكة " !!! (ولو كان عصيد باحثاً كما يدعي، يعرف أن إدريس الأول توفي سنة 177 ه/ 793م، وحتى لو افترضنا أنه مات في يناير من نفس السنة، فإن إدريس الثاني قد ولد في يوم الإثنين 3 رجب 177 ه/ 14 أكتوبر 793م، فإذا كان، وهو السوسي يعرف الحساب !!!، لما طعن في هذا النسب الشريف، وإدريس الثاني قد أكمل التسعة أشهر في بطن أمه السيدة كنزة، والمصيبة أنها أمازيغية من قبيلة أوربة، وابنة جلدته ومع ذلك اتهمها بالزانية، وابنها بابن زنى، حسب كلامه هذا، فلو كانت عربية لادعى أن إبنها إزداد بعد إثنى وعشرون شهراً، بعد وفاة أبيه !!!، ما علينا، فأحياناً يأتي الظلم من ذوي القربى. فمن ناحية الإتهامات، يقول المثل العربي (رغم أنه يكره العربية)، " كل ما قاله الجاهل السفيه فهو فيه، أو السفيه ينطق بما فيه "، وقالت العرب (رغم أنه يكرههم كذلك)، السفيه الجاهل هو الذي لايحسن التصرف بأموره، ولا يحسن النطق والكلام مع الخلق، فبالأحرى التصرف مع كلام الله وكتابه، ومع رسوله صلى الله عليه وسلم، والإسلام والمسلمين. فمن أين أتى بالإحدى عشر شهراً بعد وفاة أبيه، كما يدعي ؟، فلا يقُل لنا أن معلوماته أخذها من العباسيين، الذين قام الأدارسة بمناوأتهم، أو من الأمويين الذين كانوا حينها مازالوا يحكمون الأندلس، وقاموا لمرات عديدة بشن حملات في المغرب لإبعاد الأدارسة عن السلطة، بل طوال عصرهم كانوا يريدون محو شجرة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، في شخص العلويين. لكن يظهر أن في كلامه " إِنَّ وأخواتها البنات المثليات" !!!، وأنه إقصائي شوفيني يطعن القريب قبل الغريب، لا لشيء، سوى لنصرة العصبية المقيتة التي يتغنى بها، ضد الإسلام والمسلمين، وضد أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم، الأدارسة والعلويين، ألم يوصي صلى الله عليه وسلم، وهو يحتضر ثلاث مرات : إتقوني في أهلي، إتقوني في أهلي، إتقوني في أهلي ؟. نعم، إنه لا يحب الإسلام فبالأحرى، أن يعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم، وبوصية الله سبحانه قبل ذلك، الذي قال في سورة النساء ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾. وهمه الوحيد، بما أنه باحث في الشأن الديني، هو الإستهزاء بالدين وكل ما يأتي منه، ويجهل أن الاستهزاء ولو بشيء واحد من كلام الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يعتبر كفراً، لقوله تعالى في سورة التوبة ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾، بل يجهل حتى أن الله توعده، بقوله سبحانه في سورة الجاتية ﴿ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ ولا يأتي هذا العذاب المهين، والعياذ بالله، إلا في حق الكفرة والمشركين بآيات الله وبدلائلها وبحججها وبأوامرها ونهيها عن المعاصي).
قيل لأحد العقلاء : ممن تعلمت الحكمة ؟ قال : أرى أفعال السفهاء فأتجنبها. وقيل لآخر :  ممن تعلمت الأدب ؟ قال : من قليل الأدب.
فأين كان أجداد عصيد، حينما باييع الأمازيغ الأحرار، إدريس بن إدريس، وهو مازال في بطن أمه بعد مقتل أبيه، وهم يعرفون (ٱجداده لا الأمازيغ الأحرار)، حسب قوله، (وأستغفر الله)، أنه ولد زنى !!!. ألم يكن بإمكانهم، إجهاض أمه، أو قتلها ليملكوا المغرب ولا ينتظرون بلوغه وهو رضيع غريب عنهم في النسب ليحكمهم ؟، ألم يكونوا نيام، نومة أهل الكهف، لكن في مغاراتهم ؟. نعم كانوا نائمين فعلاً وفي سبات عميق، حتى استيقدهم اليوم، بوقاحته الكريهة هذه، ونعطيه سورة الكهف، يقول تعالى ﴿ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا،  وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا ، مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآَبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ، فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾. أما الأمازيغ الأحرار حينها، فقد كانوا يتقنون الحساب، ويعدون أشهر الحمل، وبايعوه في بطن أمه، (عنداك يردد وٱصحاب النزعة، أسطوانتهم المشروخة ويقولوا لنا " عاود ثاني "  كانوا جدودهم كوانب، أو متيعرفوش يحسبوا، أو بايعوه بالسيف على عنوقهم، عنداك نحن نتكلم هنا عن الأمازيغ الأحرار)، أيدري لماذا بايعوه ؟، وهاذي عاود ثاني ماغاتعجبوش وأتباعه من أنصاف الأمازيغ، بايعوه حباً في الله وفي الإسلام، وفي النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته.
يظهر أن هؤلاء أنصاف الأمازيغ لا شك، كانوا يعانون في صغرهم من مركب نقص خطير، حيث كانوا يظنون أنهم محقورين، في دواويرهم وفي مدارسهم، والآن بعد تحضرهم قليلاً تفتحت عيونهم كالأعمى الذي  يبصر النور لأول مرة، قال تعالى في سورة الأعراف ﴿ وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ . لا يبصرون، لكن لسانهم طليقاً وحالهم يقول، أنا رب المقلاة في تامزغا، أنا الأنا العليا، أنا في أرضي التي حفظتها بالمحافظة العقارية !!!، وعلى من لا يحمل فيروس النزعة الأمازيغية أن يرحل عني، أنا وما أدراك من أنا !!!. مساكين، أصبحوا يعانون من نقص فى إفراز هرمون العرب، ونقص في هرمونات الإسلام، فوجب عليهم أن يراجعوا طبيب نفساني، عل وعسى... !!!.
للمسلمين فقط، ركزوا معي على وجهه كأني أجد ثلاثة أحرف مكتوبة على جبهته !!!، هل ترون ما أرى !!!؟، هل هناك مسلم يرى مثل ما أراه مكتوباً على جبهته !!!؟ 
قالوا عنه أنه كان أستاذاً في الفلسفة بمدينة تمارة، وباحث كما قالوا، في الشأن الديني، الذي حوله إلى اختصاص في البحث عن التقوب الدنيئة، التي يتخيلها شيطانه ويمليها عليه، للتسلل منها لينفث حقده على الإسلام والمسلمين والإستهزاء بكتاب الله ورسوله وسيرته وسنته النبوية، والتشكيك فيها بأسلوب ماكر مملوء بالتلبيس والتدليس والأباطيل والتناقض والخبط  خبط عشواء في ليلة ظلماء.
ويقال عنه كذلك، أنه باحث في الثقافة الأمازيغية، سخر بحثه هذا، لفك عقدته المعقدة على اللغة العربية، حتى أصبح  يسترزق بها ولا يستطيع أن يتخلص فيها من نزعته العنصرية، أما العرب أو العروبية أوالعربان أو...، كما يقول، فقد أخذوا نصيهم وزيادة، وقال فيهم ما لم يقل مالك في الخمر، ولا قيس ولا روميو في الحب.
وأنظروا هذه المعادلة/المفارقة، يقولون أنه مؤسس " المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات " !!!، فكيف له أن يدافع عن إنسان دون آخر؟، إستهوته النماذج الفكرية والحقوقية الغربية العلمانية، فأحل على زمرته الزواج الغير طبيعي ( زواج المثليين، الذي يساوي الزواج بالحيوانات، كما فعل صاحبهم الذي ذكرنا)، وحرية المعتقد الاصنام والحجر والحيوان، والإفطار في رمضان وحريات كونية أخرى، كما يقول، ما أنزل الله بها من سلطان، بينما يسفه الحرية التي يتمسك بها المسلمين، والتي لها ضوابط وقيود فرضها الله عليهم. والغريب أنه يدافع على علمانيته وإلحاده بغطاء أمازيغي ولسان عربي قح، إنه فعلاً يعاني من سكيزوفرنية فريدة من نوعها، فبالله عليكم على من يضحك هذا ؟، طبعاً على الآذان الصاغية له، وممن نشفق على حالهم من بعض الشباب الأمازيغي الذي يعيش البطالة ومصدوم من الواقع، ومع ذلك يبلع الطعم الذي يرميه له، ليسترزق به باسم الأمازيغية، ليصده عن الإسلام. (لأن ٱتباعه لا يعلمون أن الجمعيات مثلاً كالجمعيات التي ينشط فيها عصيد، ومنها " المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات "، التي أسسها بنفسه، تأخذ الدعم المادي ' أقريضن "، من الدولة. ثم هناك جمعيات، إلا من رحم ربها، تأخذ من الدولة، وسرياً من جهات أخرى وطنية أو دولية تتعاطف معها، أو تحرضها على إشعال الفتنة، أو لتطبق أجندة ضد دولتنا، إذ أن هناك جمعيات تُضَخّْ في حسابها آلاف الدولارات من جهات مشبوهة. والمطية أو الضحية، هم الأتباع البلداء، الذين غالباً ما يكونوا أصحاب عقد نفسية، يعجبهم (أو يحط على جرحهم) كلام مخاطبهم تارة بصراخه، الذي يكاد أن ينفخ أوداجه، يريد أن يثبت ما لم يثبت، ويقنع من لم يقنع، وتارة بكلام معسول ظاهره حق وباطنه باطل، قال تعالى في سورة الحديد ﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴾. وقال الإمام الشافعي : أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة # والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ. هذا النباح غالباً ما يؤثر عليهم، فتراهم كالبياضق تتحرك، لنصرته وتأييده،  حتى يبين هو بدوره للجهات التي تحركه، أنه يعمل بجد، وهو قادر على إشعال الفتنة، وخلق البلبلة، فيطلب المزيد من الدعم المادي " أقريضن "، كما قلنا، فمزيداً من التصفيق، وكل عام والبيضق في دار عفلون !!!،) لكن نحمد الله أنهم قلة قليلة لا تخرج عن دائرة بعض أنصاف الأمازيغ الجهلة الناشئين المغرورين، الذين يجهلون أن أجدادهم وآباؤهم، كانوا منذ مجيء الإسلام، ومايزالون إلى يومنا هذا، متشبتين بدينهم أكثر حتى من العرب. نعم، لا أحد يريد أن يدحض الأمازيغية كموروث تقافي مغربي، لكن إخراج هذا الموروث عن سياقه التاريخي والإسلامي، ذلك ما بجب رفضه، هذه الشطحات التي رَكَزَ على وزن شَطَحَ، في إحداها أن أنه " لا إعجاز في القرآن "، مما جعلنا نقف، قبل أن نطرح موضوع معجزة الاهرامات ومن هم بناتها الحقيقيون، لنكشف ألاعيبه وتناقضاته، وتبيان أنه جاهل وعجمي قلباً وقالباً، في الشأن الديني، الذي يدعي أنه متخصص فيه، وما هو إلا  فكر علماني تغريبي عفن لا يغرر به سوى بعض الأغرار على حساب الإسلام، رغم أنه كان علينا، (ونحن نرى هذا المتقدم المتأخر في الكلام، الذي لاشك أنه، كلما شَطَحَ، صرخ  كلامه في وجهه وناداه بأعلى صوت، إخس، وأن لعنة الله عليه)، أن نلعب دور الأمي الذي لم يقرأ ولم يقشع شيئاً، ونقول من هو هذا ؟، فنجيب أنفسنا بأنفسنا ٱه، أحمد عصيد !!، لا نعرفه والسلام. لكن ما جعلنا نتحمس ونبحث ونرد عليه شيئما، بالوجه الغير معروف في آداب البحث والمناظرة، ونْقَلَّبْ "عْلَى جْوَا مَنْجَلْ"، وحتى على إسمه بالحروف الأمازيغية المفترضة، " ⵃⵎⴰⴷ ⵄⴰⵚⵉⴺ " (الغريبة حتى علينا نحن الأمازيغ، وعن من سبقونا في الإسلام، ورضعوا حليب الأم الأمازيغية المسلمة)، هو أن أقواله التي لا يتجرأ على قولها في بلد إسلامي عقيدة ودستوراً أحداً بل، حتى خارج الدول الإسلامية، إلا من لا يؤمن بكتاب الله ولا بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فلو كان أحمد عصيد، هذا الذي يذكر دائماً، الله سبحانه وتعالى وقرآنه الكريم، ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته النبوية، وما جاؤوا به باحتقار واستهزاء، رغم أنه يستعمل التقية في ذالك كي لاينكشف أمره. نقول،  لو كان نصرانياً أو يهودياً، وإسمه ميشال عصيد أو موشي عصيد لهان الأمر، ولاعتبرناه نصرانياً أو يهودياً من أولئك المتعصبين الذين يكرهون الإسلام وينتقدون بعض سلوكات المسلمين، ولا يعتبرون دينهم ديناً سماوياً وإنما من انتاج الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يزعمون، ولكان أضعف الإيمان أن نلعنه إلى يوم الدين، كما يلعنه كلامه، وكفى الله المؤمنين القتال. أما وأن إسمه أحمد، أحد أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكلف نفسه ولو مرة واحدة، في أقواله وكتاباته، جهد الصلاة والسلام عليه، (كما يفعل بعض العقلاء من غير المسلمين)، رغم أن أبويه سموه باسمه تيمناً به، ولا شك أنهما كانا حينها، يدعون الله أن يكون من خيرة المسلمين، بل أضعف الإيمان أن يكون مسلماً وباحثاً كمحمد سمير عطا، الذي سندرج نتائج بعض أبحاثه التي تفيد الجميع، مسلمين وغير مسلمين، لكنه ضل طريق الحق، وبدأ ينتقض الإسلام، والمسلمين الذين لا يتكلم عنهم اليوم، سوى بضمير الغائب وكأنه ليس منهم،  وسنوضح له ولأمثاله من الأدعياء، أن الله هو خالق كل شيء وإليه ترجع الأمور كلها وبيده كل شيء، والقرآن الكريم هو كتاب الحق، وفيه تبيان لكل شيء، حتى واللهِ ما ترك شيئاً يحتاج إليه العباد، ﴿ ونزّلنا عليكَ الكتابَ تبياناً لكلِّ شي‏ء. ومهما أوتينا من علم، ما هو إلا القليل القليل، بل ما هو إلا شيء من أشياء كثيرة غابت عنا ولم نعلمها، فقد علمنا شيئاً وغابت عنا أشياء، فالله تعالى يتحدى من يدعون العلم، حيث يقول سبحانه ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً .
بعد هذا العرض الذي كان لزاماً علينا ٱن نطيل فيه، لأنه هو الموضوع الأم الذي يهمنا، وأما موضوع الفراعنة، فلم نٱتيه إلا في سياق تبيان لعيصد الدي ادعى أن " الإعجاز العلمي في القرآن " هو تعويض نفسي عن نهضة مجهضة، ولمن هم على شاكلته أن القرٱن مليئ بالمعجزات الربانية، ولنبدأ موضوعنا بكتاب " الفراعنة لصوص حضارة " للباحث محمد سمير عطا، الذي يجبرنا على إعادة التفكير في مصدر رواياتنا التاريخية خاصة أنه يسوق العديد من الأدلة العلمية والقرآنية التي تؤكد حجتة بأن بناة الأهرامات هم قوم عاد وليس الفراعنة، وقد ذكر كل هذا في القرآن بأدلة مقنعة، فوجب لزاماً أن نتوقف أمامها. 
فمعلوم أن مصر تزخر بمائة هرم مكتشف حتى الآن، والهرم الأكبر وحده يحتوي على مليونين وثلاثمائة ألف قطعة حجرية، متوسط حجم الحجر الواحد طنان ونصف. وقد تم تقطيع الأحجار من مناطق بعيدة تبعد مئات الكيلومترات، وبأحجار الهرم الأكبر وحده يمكننا إقامة سور حول الكرة الأرضية بأكملها عند خط الاستواء بارتفاع 30 سم مربع !.
 ويتناول الباب الأول من الكتاب الذي بين أيدينا " النظريات المتداولة حالياً عن الأهرام ونواقضها " ؛ فيعرض لرأي جمهور كبير من العلماء الذين يرون أن الفراعنة هم بناة الأهرام، ويستندون في ذلك على أن جميع النقوش باللغة الهيروغليفية المدونة على الآثار المصرية تروي أن تلك المباني تؤول ملكيتها إلى الفراعنة، وكذلك إدعاء الفراعنة أن تلك المباني مقابر لملوكهم.
ثم يسرد المؤلف نواقض تلك النظرية قائلاً بأنه من حيث المنطق يستحيل أن يبني الفراعنة الأهرام مستخدمين في ذلك الأخشاب لتقطيع الحجارة الكبيرة، ونقلها مئات الكيلومترات. كما يوضح أن تاريخ قدماء المصريين دُوّن بواسطتهم أنفسهم وبالتالي تنعدم فيه، برأيه المصداقية الكافية بما في ذلك أنهم بناة الأهرام، ويذكر الباحث أن الفراعنة اشتهر لدى ملوكهم بعد التنصيب عملية إزالة النقوش من جدران الأبنية المختلفة لتدوينه من جديد بشكل يجعل تلك الأبنية وكأنها شيدت في عهد الملك الجديد.
ويؤكد الكتاب أن الزعم بأن الفراعنة قد بنوا مقابر لملوكهم لاعتقادهم بالبعث للحياة مرة أخرى، أمر رفضه العلماء، حيث لم يعثر على أي مومياء نهائياً داخل أي هرم !!، ثم يتساءل : إذا كانت هذه الأبنية الضخمة مقابر الفراعنة فأين قصورهم ؟، ولماذا لا يتحدث عنها أحد ؟، فهل يعقل أن الذين ادعوا الألوهية يشيدون قبورا غاية في الروعة مثل الأهرامات كما يزعمون الآن ويسكنون في بيوت حقيرة من الطين ؟.
كما يورد الكتاب العديد من الأراء التي تبحث في بناة الأهرام، منها الزعم بأن اليهود بناة الأهرام وأن تكليفهم ببنائها كان أحد انواع التسلط الفرعوني للإستعلاء عليهم، أو أن الجن المسخر لسيدنا سليمان عليه السلام هم بناة الأهرام، ورأي ثالث يزعم أن بناتها هم غزاة من الكواكب الأخرى !، حتى وصل الشطط ببعض الباحثين للزعم بأن الله هو من بنى الأهرام لتقام حولها طقوس العبادة !.
فالباحث يؤكد في كتابه، نظريته القائلة بأن الفراعنة ليسوا بناة الأهرام الحقيقيين، وأن بناتها هم قوم عاد الذين شيدوا عماداً ﴿ لم يخلق مثلها في البلاد "، ويعطينا الكثير من الأدلة، منها أن قوم عاد كانوا ضخام الحجم؛ طول الواحد منهم يقترب من ارتفاع النخلة أي حوالي 15 متراً في السماء.

وقد ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " خلق الله آدم على صورته، وطوله ستون ذراعاً.. فلم يزل الخلق ينقص من بعد حتى الآن ".
ومن الأدلة القرآنية على أن بناة الآثار المعروفة حالياً بالفرعونية هم قوم عاد، لقوله تعالى ﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ ، سورة الشعراء، والريع هو المكان المرتفع من الأرض، وجاء في أسباب نزول الآية أن سيدنا " هود " عليه السلام احتج على قومه بتركهم الإيمان بالله وانشغالهم ببناء أبنية ضخمة كالجبال على المرتفعات لمجرد التفاخر. وتنطبق هذه الأوصاف على الأهرام فهي بناء ضخم كالجبل مبني على مرتفع يطلق عليه هضبة الأهرام.
وثاني الأدلة القرآنية هي الآية الكريمة من سورة الفجر، يقول تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ، و" العماد " هي الأبنية المرتفعة ذات الرأس المدبب الحاد بدقة، ويربط المؤلف ذلك بالمسلات المصرية الشهيرة، مشيراً إلى أنه سواء أكان المقصود من الآية، الأهرام أم المسلات، فكلاهما ذو رأس مدبب لا مثيل لبنائه في العالم أجمع.
ثم يستشهد الباحث بالآية القرآنية ﴿ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ، فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ، سورة الحاقة، وتعني الآيات أنهم اندثروا بسبب ريح شديدة أهلكتهم ولذلك لم نعثر على جثثهم، ويدلل المؤلف بأن أبا الهول عند اكتشافه كان مغطى بالرمال، ولا يمكن لعوامل التعرية أن ترفع الرمال إلى هذا الارتفاع العالي دون بقية الأماكن، مما يؤكد أن رياحاً عارمة هبت على تلك المنطقة، وهو نفس أسلوب عقاب قوم عاد. ويقول الباحث، فتمثال أبو الهول غير مدون عليه أية كتابات تثبت إنتمائه لأي من الفراعنة، مما أذهل العلماء أن أكبر وأشهر تمثال في العالم غفل الفراعنة عن التدوين والنقش عليه، وهو ما يعزي أن أبا الهول كان مغطى بالرمال في عهد الفراعنة فلم يكتشفوه، بينما أكد العديد من علماء الجيولوجيا بأن تحليل الترسبات على جسد أبي الهول تدل على وجود كمية مياه هائلة أذابت الكثير من على جسده، مما يدل أنه عاصر العصر المطير الذي انتهت حقبته منذ ما يناهز 11.000 عام، وهو ما يعني أنه بكل حال من الأحوال لا يمت للفراعنة بصلة. ويتساءل مؤلف الكتاب، هل يعقل أن الفراعنة الذين نقشوا وزخرفوا كل المعابد ولم يتركوا حجراً إلا ونقشوا عليه ونسبوه إلى ملوكهم، نسوا أن ينقشوا داخل الأهرام مفخرة المباني المصرية والعالم أجمع ؟. ويرى المؤلف أن لغز الأهرام المدفونة بالرمال وغير المكتملة البناء التي حيرت العلماء، جاءت بسبب اندثار البناة من قوم عاد بريح مفاجأة عاتية، موضحاً أنه تم اكتشاف 65 هرماً مدفون بالرمال غير مكتملين، ويتساءل مرة أخرى، لماذا تم وقف العمل فيهم فجأة ؟، رغم أن الحضارة الفرعونية لم تختف من الوجود فجأة !.
أما رابع الأدلة القرآنية التي يسوقها المؤلف على أن عاد هم بناة الأهرام، قول الله تعالى في سورة الأحقاف  ﴿ فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم، وفي سورة العنكبوت يقول تعالى ﴿ وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم ، مما يعني أن الله عز وجل أبقى من مساكنهم عبرة لمن بعدهم، ويقول مؤلف الكتاب، ما نعتقد نحن أنها معابد، إنما هي مبان لهم كانوا يسكنوها حيث نلاحظ دائما من ارتفاع الأعمدة أنه مساو لارتفاع قوم عاد، ونلاحظ ارتفاع النوافذ وحجم الحجارة المشيدة منها، إنها مساكنهم التي اتخذها الفراعنة من بعدهم معابد.
كما يوضح أن كل حضارة أحتوت على بعض التماثيل والأبنية الضخمة، ولكنها من القلة بحيث تعد على أصابع اليد، أما الأبنية المصرية فهي من الكثرة التي توحي أن أصحاب تلك الأبنية كانوا من العماليق، كما أن جميع الحضارات شيدت أبنيتها من حجر صغير يتناسب مع أحجام شعوبها مهما كانت ضخامة تلك الأبنية.
ولا يعترض مؤلف الكتاب على فكرة أن يكون الفراعنة قد سكنوا مساكن قوم عاد لقوله تعالى ﴿ وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ، سورة إبراهيم، ثم قاموا ببناء حوائط داخلية لتتناسب معهم، مع زخرفتها بنقوش ونسب فخر بنائها لهم، تماماً كما فعل النصارى الأوائل حينما سكنوا معبد إدفو هرباً من اضطهاد الروم لهم، ثم قاموا بشطب النقوش الفرعونية من جدران المعبد لأنها تمجد ديانة أخرى.
وحول فرعون موسى وفي الباب الثالث، يقدم المؤلف الآيات القرآنية الدالة على أن الفراعنة لم يبنوا الأهرام، ومنها يذكر قوله تعالى ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ، سورة القصص، هذه الآية توضح حجم قدرة الفراعنة على بناء الأبنية العالية من الحجارة، ولذلك طلب فرعون من وزيره هامان البناء من الطين، لإدراكهما عدم المقدرة على البناء من الحجارة، بل لا يستطيع فرعون مثلاً، أن يتسلق الهرم الأكبر لأنه أملس بسبب المادة التي كانت تغلفه وقتئذ وقد فتتها العرب فيما بعد لاستخدامها في أبنيتهم، ولم يتبق منها إلا ما في قمم الهرم الأوسط.
ويوضح المؤلف أنه عندما كان يتهدم سور من الحجارة العملاقة كان الفراعنة يقومون بترميمه من الطين اللبن !!، فلماذا لا يرممونه من نفس مكونات البناء وهي الحجارة العملاقة ؟، معتبراً أن ذلك ببساطة، لأنهم لا يستطيعون تحريك تلك الأحجار، كما يؤكد أن الفراعنة قاموا بعمل عشرات الإضافات داخل مساكن قوم عاد والتي استخدموها كمعابد وذلك باستخدام الطوب اللبن الصغير والذي شوه المنظر المعماري للأبنية الحجرية العملاقة. فيتساءل الباحث كذلك، لماذا تم بناء القلاع الفرعونية الخمسة بسيناء من الطين ؟، ألم يكن من المفترض أن تشيد القلاع من أقوى ما يملكون، لو كانوا هم من استخدم الحجارة ؟!.
ويؤكد المؤلف في خاتمة بحثه أنه لم يسلب مصر مجداً، بل أضاف لها بعداً تاريخياً هاماً ما كان يخطر ببال أحد، وهو أن أرض مصر، وكلمة مصر تعني في اللغة العربية المنطقة الرئيسية، قد احتضنت حضارة أخرى سابقة للفراعنة، وذلك يعني أن حضارة مصر تمتد لأكثر من سبعة آلاف سنة بكثير وهو ما نظنه الآن، فربما تمتد الحضارة المصرية إلى 10 آلاف عام أو أكثر، فقوم عاد هم خلفاء قوم نوح عليه السلام.
وقد استدل المؤلف مما سبق، على أن هناك لبس وخلط بين حضارتين متتابعتين على أرض واحدة بسبب قصور في المعلومات، فتاريخ الفراعنة كان مجهولاً قبل مجيء الحملة الفرنسية، وبترجمة اللغة الهيروغليفية 1822، تسرع الجميع وألحقوا كل شىء سابق على الحقبة النصرانية إلى الحضارة الفرعونية.
ويرى العديد من الأثريين في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا من الذين يبحثون عن الحقيقة البحتة، أن هناك حضارة موغلة في القدم السحيق كانت متفوقة بصورة مجهولة السبب والكيفية، وأغلب الظن أنها حضارة قارة أطلنطيس المفقودة، وعندما غرقت فر من نجى منهم لمصر، وهم الذين شيدوا تلك المباني المدهشة، وبعد اندثارهم بأحقاب طويلة ورث الفراعنة تلك المباني، فسكنوها من خلفهم ونقشوا عليها ما يحلو لهم.
فما رأيكم إخواني أخواتي في هذا الكتاب الذي جعل من الفراعنة لصوص، بل متلبسين بالسرقة الموصوفة، والتي لا تقادم فيها رغم أنها اقترفت منذ قرون ؟؛ وإذا كان رأينا يهمكم فليتسع صدركم لمعرفته رغم أنه سوف لا يعجب أعداء الإسلام، وكذلك الباحث في " الشأن الديني !!! "، أحمد عصيد ومن هم على شاكلته، لكن لنتركهم جانباً ك " صْطَلْ بْلاَ تْقَرْقِيبْ "، كما نقول، ونبدأ بالحديث عن رأينا لنقول لهم، أولاً نحن حجتنا في كتاب الله، وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، أما حجتهم بأنهم اكتشفوا مدينة " إرم "  التي ذكرت في القرآن، وأن قوم هود كانوا يسكنون بين اليمن وعمان، حين ادعى في بداية عام 1990، نيكولاس كلاب، عالم الآثار الهاوي، ٱنه اكتشف أثريات لمدينة، قال أنها  مدينة " إرم "، فامتلأت الجرائد العالمية الكبرى حينها بتقارير صحفية أعلنت عن اكتشاف مدينة عربية خرافية مفقودة ذكرت في القرآن. ولو افترضنا، أنهم قرؤوا أو سمعوا القرآن، ليقولوا لنا هاهي مدينتكم المفقودة، فإنهم " سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية، كأنهم صم عمى "، فهم يجتهدون في محاربة ديننا بجميع الوسائل، ولا يريدون أن نجتمع على القرآن الكريم، ولا يروقهم أن يكون متطابقاً ويأتي بالمعجزات، فبالتالي فهم يحاولون بشتى الطرق إفساده وإفساد علاقتنا به، وينفقون أموالهم لصدنا عليه، إنهم أعداء الإسلام والمسلمين، وإن تظاهروا لنا بالخير، فعداوتهم لنا عداوة قائمة إلى أن تقوم الساعة، وصراع الحق والباطل باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فمن أين سيأتي الخير منهم والله تعالى قال في سورة البقرة ﴿ مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

.  فاكتشافهم هذا وإسم مدينتهم هذه وقاعدتهم التي بنوا عليها حجتهم ليسوا سوى ضرب من خيالات وأوهام باطلة ولا أساس لها من الصحة، كما أنها لا تغني ولا تسمن من جوع. فشتان بين الشمال والجنوب، فمدينة " إرم" الحقيقية التي جاءت في القرآن توجد في اتجاه جهة شمال جدة وهو ما يجعلنا نأكد أنها في مصر، فبمراجعة أحد أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، نجد أن قوم عاد عاشوا في بلد ما يوجد في اتجاه جهة شمال جدة، والذي جاء فيه عن ابن عباس قال : " حَجَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلمَّا أَتَى وَادِي عُسْفَانَ، قالَ : " لَقَدْ مَرَّ بِهَذَا الْوَادِي نُوحٌ، وهُودٌ، وَإِبْرَاهِيمَ عَلَى بَكَرَاتٍ حُمْرٍ، خُطُمُهَنَّ اللِّيفُ، يَحُجُّونَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ ". فوادي عسفان هذا، من الأودية التاريخية المباركة، ينبثق من بين جبال السروات شرقاً ليصب في البحر الأحمر شمال جدة، وورد في الأثر أن عسفان كانت ممراً للأنبياء، وقد ذكر بعض المفسرين، أن كل نبي هلكت أمته كان يذهب فيقيم في حرم مكة، وكان القرشيون يجتازون منطقة عسفان في رحلاتهم التجارية شمالاً، وهي واقعة على طريق مكة المدينة المنورة، وطريق حجاج مصر. أما اليمن فقد جاءت نحو الجهة الجنوبية منها، فإذا افترضنا أن قوم عاد عاشوا في اليمن أو عمان أو ما بينهما، فكيف مر نبي الله هود عليه السلام، على وادي عسفان ليحج وهو قادم من اليمن أو عمان، وهذا شيء غير منطقي، كمثل الحبشي الذي  سئل إين أذنك ؟، فرفع يده اليمنى ولوح بها فوق رأسه إلى أذنه اليسرى، مع ٱن الأذن اليمنى هي الأقرب إليه من اليسرى، كما وقع لمن ادعوا أنهم إكتشفوا إرم في اليمن أو في عمان.
المدينة المكتشفة كيف سيدخل عملاق من قوم عاد من هذا الباب
 فإذا كانت لهم حجة على أن هذه المدينة المكتشفة تحمل إسم " إرم"، فإنها ليست بالمذكوة في القرآن لأن الكثير من المدن تحمل نفس الإسم. ولنأخذ كمثال إسم الأسكندرية، التي كلنا لا نعرف سوى إسكندرية مصر، ولكن توجد فى العالم ما يزيد عن خمسين مدينة تحمل هذا الإسم، وفي جهات متباعدة جداً، ففى الولايات المتحدة الأمريكية سبعة عشر مدينة منتشرة فى مختلف الولايات تحمل إسم الإسكندرية، وستة فى روسيا، ومدينتين فى كل من كندا واستراليا وتركيا وأفغانستان وباكستان وفي الخليج العربى، وواحدة في البرازيل وايطاليا واسكتلندا ورومانيا واليونان وبجنوب إفريقيا وفي نيوزيلندا، هذا العدد كله يحمل إسم الإسكندرية، ومنها من اندثرت او أصبحت مدينة تحمل إسم آخر. أما مدينة القنيطرة فتوجد بالمغرب وأخرى بسوريا. وهناك مدينة طرابلس في ليبيا وأخرى بلبنان. ومناطق أخرى تحمل نفس الإسم كولاية صور بسلطنة عمان ومدينة صور بلبنان، والجبل الاخضر بسلطنة عمان وبليبيا ايضاً ووو. ثم إن هذه المدينة المكتشفة تقع في جزء من جنوب شرقي الربع الخالي بين حضرموت جنوباً،‏ ومعظم الربع الخالي شمالاً‏،‏ وعمان شرقاً، والتي أصروا على أنها " إرم "، المذكورة في القرآن، لا يمكن أن تناسب قوماً وصفوا بالقوة والبطش‏ وطول القامة، والصور التالية خير دليل على هذا، حيث تبين لنا هياكل عظمية لعمالقة، كقوم عاد عثر عليها في مصر وهي ليست للفراعنة.
سبحان الله رجل عصرنا لا يساوي إلا إحدى يديه
أما الفراعنة الذين وردت قصصهم في القرآن الكريم، وهي بالمناسبة أطول القصص فيه، فقد كانوا أناس عاديين، وهو ما نلاحظه عبر مومياواتهم وهياكلهم العظمية، فإذا ما فترضنا أن مدينة " إرم" المكتشقة، هي لقوم عاد فكيف يعقل أن يعيش إنسان طويل القامة (عملاق) في تلك المدينة الصغيرة ؟,  ولكل لبيب عاقل أن يميز بين أبوابها وبين طول قامة الإنسان المفترض من قوم عاد الذي من المحتمل أن يدخلها، أما الأهرامات فإنها مناسبة ولا جدال فيها، حيث يتضح  أن من بناها هم عمالقة، كقوم عاذ الذين يصفهم القرآن بأنهم كانوا أقوى أمة عرفها التازيخ من حيث القوة والطول الفارع، وذلك ما يتناسب معهم. ولنأخذ كذلك بعين الإعتبار أن الله دمر كل بيوت فرعون، لقوله تعالي ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون، يعني أن مساكن الفراعنة والتي لم يوجد لها أثر لحد الآن، قد دمرت عن آخرها،
 
سبحان الله أينك يا هذا !!!
وبقيت الأهرامات التي هي لا شك كانت مساكن قوم عاد الشامخة للعبرة، بحيث استعملها الفراعنة بعد آلاف السنين مقابر، لا بيوت أو قصور. ثم لماذا لم يصف لنا القرآن الكريم، ولو مرة واحدة مبانيهم في أية آية من آياته، بل لا يذكر لنا سوى كفرهم وإلحادهم وجبروتهم حتى على نبي الله موسى عليه السلام، ويأتي الكفرة الغربين من المستكشفين والصهاينة، ومن تبعهم من أبناء جلدتنا المغرر بهم ليقولون لنا أن حضارة الفراعنة الكفرة، قد ملأت الدنيا طباقاً ورفعة وشأناً وقوة وشدة في مبانيها. فهل القرآن الكريم الذي فيه تبيان لكل شيء، كما ذكرنا، نسي بنيان الفراعنة، ولم يتكلم عليهم ولو بكلمة واحدة تبين لنا أن الأهرامات الضخمة التي لم يتم اكتشافها إلا في القرن الماضي والتي حيرت العالم أجمع هي من إنشاء الفراعنة، مع العلم أنه تكلم عن أشياء تخصهم، كتدمير الله لما كان يصنع فرعون وقومه، وصرح الطين لفرعون ،ولم يصف البتة مساكنهم أو مدنهم أو الأهرامات الضخمة، والتي متوسط حجم الواحدة منها الطنين والنصف، والهرم الأكبر وحده يحتوي على مليونين وثلاثمائة ألف قطعة حجرية، وهل يعقل، كما قال الكاتب في بحثه أعلاه، أن الذين ادعوا الألوهية يشيدون قبوراً غاية في الروعة مثل الأهرامات كما يزعمون الآن، ويسكنون في بيوت حقيرة من الطين ؟، نعم وبالرجوع إلى كتاب " الفراعنة لصوص حضارة "، فقد صدق كاتبه في كل شيء، بل حتى في عنوانه، إن الفراعنة سرقوا حضارة قوم عاد الذين وصف لنا القرآن مبانيهم بأنها أعظم مباني على وجه لأرض ونسبوها إليهم بكتابة مخطوطات ورموز تخصهم، بحيث كانوا ينحتون أي شي متعلق بحياتهم كالعبادة والرقص والعمل، ولا يوجد أي شيء منقوش يبين لنا أنهم بناة الأهرامات.
ثانياً، فإن العلماء المستكشفين للآثار هم من الغرب وأمريكا ومعظمهم من الصهاينة، وكلهم دائماً يريدون أن يكون القرآن محرفاً، وليس ذو مصداقية لذلك يسعون إلى تزوير الحقائق، ففي سنة ‏1975‏م. تم اكتشاف آثار لمدينة قديمة في شمال غربي سوريا باسم مدينة‏ (‏ إبلا‏) تم تحديد تاريخها بحوالي‏4500‏ سنة مضت‏،‏ وفي بقايا مكتبة قصر الحكم في هذه المدينة القديمة وجدت مجموعة كبيرة من الألواح الصلصالية‏، تقدر بحوالي ‏15،000‏ لوح‏، تحمل كتابات بإحدي اللغات القديمة التي تم معرفة مفاتيحها وتمت قراءتها‏، لا ندري كيف، بحيث دائماً نصدقهم، وبعضنا لا يصدق حتى كلام الله القرآن، وذكروا أن من الأسماء التي وجدت علي ألواح مدينة إبلا الإسم إرم علي أنه إسم لمدينة غير معروفة جاء ذكرها في السورة رقم ‏89‏ من القرآن الكريم‏.‏ وبعد ذلك بعام واحد،‏ أي في سنة ‏1979‏ م‏.‏ نشر إثنان من غلاة الصهاينة، هما‏ حاييم برمانت وميخائيل ويتزمان كتابا بعنوان‏ :‏ إبلا الوحي في علم الآثار، ذكرا فيه أسماء ثلاثة، وجدت مكتوبة علي ألواح الصلصال المكتشفة في‏ إبلا‏ وهي ‏:‏ شاموتو‏(‏ أو ثمود‏)،‏ وعاد،‏ و‏إرم‏، وذكرا أن هذه الأسماء الثلاثة ذكرت في السورة رقم ‏89 من القرآن الكريم‏.‏ وأضاف هذان الصهيونيان أن‏ ثمود‏ إسم قبيلة ذكرها سارجون الثاني‏ في القرن الثامن قبل الميلاد‏،‏ بينما إسم‏ إرم‏ قد اختلف فيه، فمن المؤرخين من اعتبره إسماً لإحدي القبائل‏،‏ ومنهم من اعتبره إسماً لمكان‏،‏ أما عن الإسم الثالث‏ عاد،‏ فقد اعتبراه إسماً أسطورياً‏،‏ وهذا من قبيل تزييف التاريخ الذي برع فيه الصهاينة منذ القدم‏،‏ وقد سبقهم في ذلك جيش من مزيفي تاريخ الجزيرة العربية على رأسهم ‏ توماس بيرترام الذي نشر في الثلاثينيات من القرن العشرين كلاماً مشابهاً.
فما رأيكم ؟‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق