24 مارس 2013

عندنا الحق كرجال مسلمين ل... مثنى وثلاث ورباع، وعندهن مثنى وثلاث ورباع وخماس، أوحسب الموجود

عندنا الحق كرجال مسلمين ل... مثنى وثلاث ورباع، وعندهن مثنى وثلاث ورباع وخماس، أوحسب الموجود
تشتهر بعض المناطق الهندية والصينة بإحدى أغرب عادات الزواج في العالم، ألا وهي تعدد الأزواج ( لا الزوجات)، ففي التبت الصينية تتزوج المرأة بعدة رجال، أما في إحدى مناطق الهيملايا التابعة للهند حيث تقع ولاية ( Himachal Pradesh  ) الهندية، وبالقرب من دهرادون، شمال الهند، فالمصيبة أعظم حيث تحصر تعدد الأزواج على الإخوة من العائله الواحدة، ويقضى بأن تتزوج المرأة جميع إخوة زوجها الأول.


فكل العائلات تقوم بتزويج كافة أبنائها الشباب لزوجة واحدة فقط فيما يعرف (تعدد الأزواج) أو ( Polyandry ). فالزواج من الأشقاء هو تقليد قديم يتبعونه، ولا يزال متبعاً حتى يومنا :عند بعض العائلات خاصة في المناطق التي يكثر فيها عدد الذكور عن الإناث. ويعتقد أن هذا التقليد نشأ من ملحمة " ماهابهاراتا السنسكريتية " الشهيرة، التي تروي قصة زواج " دروبادي " إبنة ملك " البانشا " لخمسة أشقاء. ويعتقد أيضاً أن هذا التقليد وسيلة لحفظ الأراضي الزراعية في الأسرة.
فهؤلاء القوم  الجهلاء والجاهليين، رغم أنه يوجد فرق كبير بين الجهل والجاهلية، ما زالوا يعيشون في عصر الجاهلية العمياء، بالرغم من أنهم وكما سيبدو لنا في شريط الفيديو، متعلمين حيث يتحاورون مع إحدى الصحافيات، بطلاقة وثقة وباللغة الإنجليزية، لكنهم يجهلون أن تاريخ الزواج يمتد بين بني البشر إلى عهد آدم وحواء، حيث يعتبر اقترانهما أول لبنة زواج شرعي في تاريخ البشرية جرى بين كائنين بشريين. أما في اللغة العربية فيعني الزواج الإقتران والإزدواج فيقال زوج بالشيء، وزوجه إليه : قرنه به، وتزاوج القوم وازدوجوا : تزوج بعضهم بعضاً، والمزاوجة والإقتران بمعنى واحد. واصطلاحاً هو العلاقة التي يجتمع فيها رجل (يدعى الزوج) ومرأة (تدعى الزوجة) لبناء أسرة. فالزواج إذن علاقة متعارف عليها ولها أساس في القانون والمجتمع والدين، وهي الإطار الأشهر للعلاقة الجنسية وإنجاب الأطفال للحفاظ على الجنس البشري. أما في الإسلام فيعتبر، الزواج آية من آيات الله في الكون لقوله تعالى في سورة الروم ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )، فهو يحث على الزواج وينهي عن التبتل ( تَبَتَّلَ عن الزواج : تركه زُهدًا فيه )، فيذكر أن الزواج من سنن الأنبياء والمرسلين حيث يقول الله تعالى في سورة الرعد (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ).
ففي مقابلة أجرتها قبل أيام صحيفة " ذا السان " البريطانية، مع بطلة قصتنا السفاحة، " راجو فيرما " 21 عاماً والمتزوجة بخمس سفاحون (رغم أن السفاح هو سفك الدماء، لكن هؤلاء ينطبق عليهم هذا الإسم الذي يعني اصطلاحاً الزنا، فنقول تزوجت المرأة سفاحاً : أي بطريقة غير شرعية، وولدت المرأة ولدها سفاحاً أي ولدته غير شرعي، وكل هذا ينطبق في  هذه القصة الواقعية كما سنرى)، قالت هذه المغتصبة تقليدياً وطوعاً وأمام الملئ، أنها شعرت ببعض الإحراج والتوجس، لكن سرعان ما صار الأمر عادياً وتعودت على الأمر، وأضافت لا أفضل أحد أزواجي على الآخرين وكلهم عندي سواء، وأنني بزواجي بهم أقتدي بوالدتي التي فعلت نفس الشيء مع مجموعة من ثلاثة أشقاء، ولا أعلم لي أيهم والدي البيولوجي لكنني أعتبرهم كلهم آبائي. ونفس الشيء حصل اليوم مع إبني الوحيد البالغ من العمر 18 شهراً، بحيث لا أعلم بالضبط من من الأشقاء الخمس هو والده.
لقد تزوجت " راجو " من زوجها الأول " جودو " قبل أربع سنوات في عرس تقليدي هندوسي، وبعدها تزوجت أخاه " بايجو " 32 عاماً، وبعده " سان رام " 28 عاماً، تلاه " جوبال " 26 عاماً، وأخيراً " دينيش " 19 عاماً، والذي تزوجها مباشرة بعد بلوغه سن الـ18. وتعيش " راجو " مع أزواجها الخمسة الأشقاء في غرفة واحدة يفترشون فيها الحصائر على الأرض، تقضي ليلة مع كل زوج على التوالي.
أما "جودو" الزوج الأول الذي يعتبر رسمياً على الورق فقط، فقد قال للصحيفة نفسها : كلنا نمارس الجنس معها، ولست غيوراً ولا أمانع في هذا الترتيب. ونحن جميعاً أسرة واحدة سعيدة، نفس الشيء عبر عنه الأزواج الأشقاء الآخرون، كونهم لا يشعرون بالغيرة من بعضهم البعض، ويعيشون كعائلة كبيرة سعيدة. أما هي فذكرت أنها توقعت الزواج من أشقاء زوجها، وأنها سعيدة كونها تحصل على اهتمام وحب كبير أكثر بكثير مما تحصل عليه الزوجات الأخريات، فرغم أن بعض الناس ينظر إلينا شذراً، لكنني محظوظة أكثر من معظم النساء.
فنحمد الله على الإسلام الذي أحل للرجال من النساء مثنى وثلاث ورباع، أما في المنطقة الريفية التي تعيش فيها راجو بشمال الهند. فما أن تتزوج المرأة رجلاً حتى يحق لها شرعاً عقد قرانها أيضًا على سائر إخوته، يعني حسب عددهم، مثنى وثلاث ورباع وخماس وسداس، ولن يقف السفاح هنا عند هذا العدد، بل يصبح زواجها حسب عدد الأشقاء من الذكور. فالسفاح كان شائعًا في مختلف مناطق الهند، ففوفقاً للسلطات والسجلات الرسمية (فقط)، فهذه العادة بدأت تنحسر شيئًا فشيئًا، بل اختفت تقريباً في المدن وضواحيها، لكنها مازالت تمارس حتى الآن في بعض المجتمعات، وهذا شريط فيديو لعائلة أخرى أجرت معها قناة السي.إن.إن، مقابلة قبل سنوات، لكن الزوجة هنا محظوظة حيث لا يوجد في العائلة سوى شقيقين يتناوبان عليها كالحيوانات.
وحسب تبريراتهم، فعدد الذكور يزيد بكثير على عدد الإيناث، أو أنهم يمارسون هذه الآفة حفاظاً على أراضي وممتلكات الأسر كاملة من دون تقسيم بينهم، أو أنهم يسعون القضاء على المشاكل المتعلقة بتوزيع التركة، وحل مشاكل الشباب العاطل والذين لا يستطيعون منفردين الدخول في حياة أسرية خاصة بهم.
فكل هذه المبررات لا أساس لها من الصحة والواقع، بل ما هي سوى وضع شاذ، وغير مألوف في مختلف بقاع العالم، وغير معقول وفريداً من نوعه ومحرم في جميع الديانات السماوية وكتبها المقدسة، خصوصاً الإسلام الذي رغم أنه أحل للرجال الزواج بأربعة نساء بشروطه الشرعية وبضوابطه المعروفة والضامنة لكلٍ الحقوق، كقوله تعالى في سورة النساء : ﴿ فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً ﴾، إلا أن الله فرض فرائض وحد حدوداً، فحرم على الرجل الجمع بين زوجته وبين أختها (تحريماً إلى أمد لا تحريماً مؤبداً)، ما دامت زوجته معه، فقد ذكر الله تعالى في المحرمات من النساء في نفس السورة : ﴿ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأخْتَيْنِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُوراً رَحيماً ﴾، فبالأحرى تعدد الأزواج عند هذا الجنس من البشر، فمن رجالهم الذين يوهمون الناس أنهم لا يغيرون، وهم في الحقيقة عديمي الحس والفحولة والرجولة، باعتبارهم زواج المرأة من عدة أزواج مشروع بحكم بعض كتبهم الهندوسية (المقدسة عندهم)، والتي ربما أوحتها لهم نساء كانت لهن مشاكل جنسية، أو خلل سلوكي أو نفسي لديهن، شاذات عن فطرة الإنسان التي فطر عليها، فأفسدن فطرة قومهن، حتى أصبحوا يفعلون فعل البهائم، وأعطوا لكتبهم صفة القدسية، بعد أن غابت لهن ولرجالهن حكم عظيمة ومقاصد مهمة، جاء بها الله وهي تشريع النكاح وتحريم السفاح، كما غابت لهم الأحكام الشرعية، كالأبوة والبنوة (لا علم، لبطلة هذه الواقعة المخزية، بالضبط أي من الأشقاء الخمس هو والد إبنها)، والميراث والمحرمية والنفقات والحقوق الإجتماعية وتربية الأولاد، إلى غير ذلك من الحقوق.
فتعدد الرجال على المرأة الواحدة بكل بساطة هو السفاح أي الزنا أو بالعامية " التويزة التي لا تطلق عادة إلى على الأرض "، فسترون قريباً، ربما سينقله المتعودون على النقل في بلادنا، أصحاب المجتمع الحداثي الذي يبشرنا به الحداثيون المطالبين بالحرية الفردية وفق المفهوم الغربي، وسينادون به دون حرج هؤلاء دعاة الشر المستطير والإنحلال التام والميول الجامح عن الفطرة السوية، أولئك الذين ينادون بالأكل في رمضان، وبالحرية الجنسية، والحرية الفردية، والكل يعرفهم ويعرف أن البشرية في جاهليتها وانحطاطها قبل ورود نور الوحي إليها لم تصل إلى ما وصلوا إليه من خساسة ومن انحطاط ومن تدمير ومن هدم لكيان المجتمع وتقطيع أواصره، بدعوى الحقوق والحريات المنقولة عن الغرب المنحل أخلاقياً. ويا للأسف... نعرف أن دعواتهم الشادة ستجد في بعض الأحيان، أذهاناً خالية من الحق فتتشرب بها، وستأخذ تنعق بما لا تفهم حتي يلتقي رأسها بالحائط، فتندم حيث لا ينفع الندم إن شاء الله، ونتمنى أن ينجي الله كل من قرأ موضوعنا هذا منهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق