الإعجاز العلمي في القرآن تعويض نفسي عن نهضة مجهضة
... تابع
ما علينا سنرجع إلى لب موضوعنا، لنطرح من جديد السؤال التقليدي، ما هو الفرق بين القرآن الكريم وبينن كتبهم المقدسة ؟، فوقفة سريعة هنا لنجيب ونستفيد ونعرف ما هو الكتاب المقدس الذي هو في الحقيقة يتكون من مجموعة كتب تسمى في العربية أسفاراً، فالكتب الستة والأربعين الأولى مشتركة بين اليهود والمسيحيين، يطلق عليها اليهود إسم التناخ. أما النصارى، الذين هم أصلاً كانوا يهوداً واعتنقوا المسيحية، فقد أخذوا كما قلنا، الستة والأربعون سفراً عن اليهود (ما يسمى بكتب العهد القديم)، وأضافوا إليها سبعاً وعشرون سفراً آخر وشكلوا كتاب العهد الجديد، وهو الإنجيل أو الأناجيل الأربعة التي ٱصبحت رسمية أي كنسية،
والتي لم تعرف إلا في عصر متأخر، بالرغم من أنهم يدعون أن تحريرها كان قد تم في بداية القرن الثاني، لكن قد يكون الغرض من هذا الإدعاء هو تقديم تاريخ تحريرها إلى فترة تقارب كثيراً فترة المسيح، لتأخذ طابع المصداقية، وهذه الأناجيل الأربعة المعترف بها كنسياً، هي " إنجيل متى " وهو يحمل إسم متى الإنجيلي بالعبرية " מתי ماتاي" ومعناه عطية الله، ويعرف أيضا باسم لاوي ومتى العشار، و" إنجيل مرقس "، ومرقس هو مار مرقس أو مرقص وبالعبرية "מרקוס ماركوس" ويطلق عليه اسم مرقس البشير، وه كاتب للسفر الثاني من العهد الجديد، و" إنجيل لوقا "، لوقا الإنجيلي باليونانية Λουκᾶς لوكاس، بحسب التقليد الكنسي يُعتقد بأن لوقا هو كاتب سفرين من أسفار العهد الجديد، و" إنجيل يوحنا "، القديس يوحنا الإنجيلي (بالعبرية والآرامية יוחנן يوحانون ومعناه الله يتحنن، أُلفت أو كتبت بقلم بشر مثلنا، ورغم ذلك يعتقد اليهود والمسيحيون أنها كتبت بوحي وإلهام. وهناك أحد الأسفار المشتركة بينهم العهد القديم والجديد ويطلق عليه " سفر نشيد الأنشاد أو نشيد أنشاد سليمان، الذي يفتقر تماماً من المحتوى الديني، بل هو تقريباً جنسي صادم، يدعون أنه تمثيل مجازي للعلاقة بين الرب وإسرائيل أو المسيحيين، أو بين الرب والمسيح والروح الإنسانية، كالعلاقة بين الرجل وزوجته، كذا، ونستغفر الله سبحانه وحاشاه عما يصفون).
صورة من نشيد الانشاد ترجمة يهود اليديش
وظلت اليهودية والمسيحية، لقرون طويلة، تعتبران أن سيدنا موسى عليه السلام، نفسه هو من كتب التوراة، وحتى ابتداءً من القرن الأول قبل الميلاد كان هناك دفاع عن هذا الرأي، أما اليوم فقد تخلوا عن هذا الرأي تماماً.
وفي القرن العاشر قبل الميلاد تم تحرير المعروف بالرواية اليهودية التي شكلت في ما بعد بنية الأسفار الخمسة التي سميت بأسفار موسى الخمسة (أو الإسم السامي التوراة)، فالتوراة وبالإسم العبري المختصر تناخ، المركبة من الحروف الأولى للأجزاء الثلاثة المهمة مؤلفاً من خمسة أجزاء وهي : سفر التكوين، وسفر الخروج، وسفر اللأوبين، وسفر العدد، وسفر التثتنية، وهي الأسفار التي كونت العناصر الخمسة الأولى لكتاب العهد القديم. وقد اعتمد فيها على التراث المنقول شفوياً، وأكملت بسبب أحداث حدثت، أو بسبب ضرورات خاصة، في عصور متباعدة أحياناً. وينظر اليهود إلى التوراة على أنّها كلام الله وأنه غير محرف، على خلاف الأقباط الذين يؤمنون مثلنا، بأن التوراة قد حرفت. فقد أشار إدموند جاكوب،على أنه في البدء لم يكن هناك نص واحد فقط للتوراة، بل كان هناك تعدد النصوص بخصوصه، ففي القرن الثالث قبل الميلاد تقريباً، كان هناك على الأقل ثلاث مدونات للننص العبري للتوراة، النص المحقق (المسوري)، والنص الذي استخدم جزئياً في الترجمة إلى اليونانية، ثم النص المعروف بالسامري، أو أسفار موسى الخمسة التي ذكرنا. وفي القرن الأول قبل الميلاد، تم تدوين نص واحد، أما الكتاب المقدس فلم يتم تدوينه إلا في القرن الأول بعد الميلاد. وبالرجوع إلى المسيحية، فقد اعتمدت على التوراة العبرية، لكنها زادت عليها بعض الإضافات، ولم تقبل كل من انتشر من كتابات تستهدف تعريف الناس بسيدنا موسى عليه السلام، لذلك حذفت العديد من الأسفار، واحتفظت بعدد قليل جداً، ومن بينهم الأناجيل الأربعة. ولم تعترف بٱي وحي جاء بعد المسيح وحواريه، ولذلك فهي تستبعد اديننا لإسلامي، الذي أتى بعد المسيح بستة قرون، مع أنه يؤمن بجميع الأنبياء والرسل، وكتبهم الأصلية، ويتناول قرآنه الكريم، معطيات عديدة في يالتوراة والإنجيل.
سفر حزقيال
وإليهم ولصاحب مقولة " الإعجاز العلمي في القرآن تعويض نفسي عن نهضة مجهضة " ، نهدي هذا الإعجاز في القرآن الكريم، الأول والذي سنبدأ به، قال الله تعالى ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا، بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ سورة النساء فقد تم العثور على مخطوطة باللغة القبطية سنة 1972، في مصر من قبل بعض الفلاحين المصريين، فاستولت عليهه الولايات المتحدة لعدة سنين، بعدما تمت ترجمته من اللغة القبطية إلى اللغة الإنجليزية في نهاية عام 2005 وأفرج عن هذه الترجمة عام 2006، أنه المخطوط الوحيد في العالم من إنجيل يهوذا، وقد سجل قبل انتهـاء بعثة المسيح مباشرة. الذيوهو الآن غير معترف به من طرف جميع الكنائس المسيحية في العالم، فاستعادته مصر وأكد الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر، " نحن نسترد هذا المخطوط ليس لأننا نؤمن بما كتب فيه، وإنما لأن عمره بلغ أكثر من 1700 سنة. أي أنه مخطوط أثرى ومكتشف في أرضنا، وأن هيئة الآثار المصرية ترفض الإعلان عن تفاصيل مخطوط " إنجيل يهوذا الإسخريوطى " احتراماً لمشاعر الأقباط. وكشف حواس عن " أن القيادة الكنسية في مصر اعترضت بشدة على تسلم مصر هذه النسخة، ومن جانبنا احترمنا رغبتهم في عدم الإعلان عن تفاصيل هذه النسخة، ونحن لا نريد سوى الاحتفاظ بها باعتبارها أثراً بغض النظر عن القضية الدينية، فهذا أمر لا يشغلنا ".
وكل لبيب سيفهم هنا لماذا لم يعترف به كنسياً، ولماذا يرفض الإعلان عن تفاصيله من طرف المجلس الأعلى للآثار بمصر. أكيد تحت ضغوط بعض الجهات على مصر إحتراماً لمشاعر جميع مسيحيي العالم وليس الأقاط وحدهم، لما فيه ربما من حقائق ستضرب الأناجيل الكنسية الأربعة المعترف بها مسيحياً في الصميم، بل في الصفر.
صورة لأحد مخطوطات إنجيل يهوذا
وجاء في إحدى نصوصه :
Near the end of the Judas gospel, Jesus tells Judas he will " exceed " the rest of the disciples for you will sacrifice the man that clothes me
ومعناه : أن المسيح يخاطب يهوذا في نهاية الإنجيل المنسوب إليه ويقول له أنه (أي يهوذا) سوف يختلف عن باقي الحواريين "exceed the rest of the disciples " وأنه سوف يكون الرجل ( the man ) الذي يضحى به كشبيه لي ( يلبسنى = clothes me)
ونقف هنا لنتأمل كلمة "يلبسني " الذي عجز المترجم أن يكتبهـا كما جاءت في آيات القرآن " شبه لهم ". إنها المراوغات كما يفعلون دائماً لئلا يقال أن أناجيلهم محرفة وأن القرآن الكريم هو كلام الله الحق. فكيف لا يعرفون ما معنى " شبه لهم "، وترجموا مكراً " شبيه لي " ب " يلبسنى " مع أنهم يعرفون أن هناك فرق شاسع بين " شَبَّهَ " و " لَبِسَ " ، وأيضاً ما معنى " وما قتلوه " ؟، يعني اليقين بأنهم لم يقتلوه، و الآباء " الباببوات" والمتبصرين بأناجيلهم الأربعة، ربما يعرفون الحقية حق المعرفة لأن (إنجيل متى)، ولاشك أنهم يقرؤنه ولو متفرقاً بعض المرات !!!، يقول أن المسيح قد لوحق إلى البستان مع رفاقه لكي يقتل، والسيد المسيح يعلم حق المعرفة على حد زعمه، أنه سيفدي البشرية، وهو خائف ويبكي !!!، ويدعو ربه لينقذه. فهناك تناقضات كثيرة في روايات أناجيلهم الأربعة، لكنهم يستكبرون ولا يريدون قول حقيقة أنها محرفة، خصوصاً وأن ما يستجد من إعجازات يبين لنا صدق كلام الله سبحانه، الموجه لهم لتقع عليهم الحجة وليعلموا الحق ولعلهم يفقهون، ولنا لنزداد إيمانا علي ايمان.
هنا سوف لا نقل لصاحب المقولتين : " يعتبر المسلمون دينهم أفضل الأديان وأصحّها على الإطلاق، ويعتبرون ديانات غيرهم خرافية ومنحرفة ولا عقلانية، يقدسون الأنبياء الذين ذكرهم القرآن بتمجيد وتشريف، ويؤمنون بمعجزاتهم الخارقة للطبيعة " و" الإعجاز العلمي في القرآن تعويض نفسي عن نهضة مجهضة "، اسجد لله، لأننا لا نظن أن من يذكر الله باستهزاء، ولم نرى ولم نسمع ولم نقرأ له، ولو مرة واحدة، أنه ذكر الله، بسبحانه أو جلاله أو عظمته، بل يشير إليه سبحانه بالرب " حَرْفِيّة "، كاليهود والمسيحيين، أما نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم فلم يكلف نفسه ولو باستخدام التقية، جهد الصلاة والسلام عليه. سيسجد إو سيركع، بل سنقول له " قف "، كما يقف في الدنيا خائفاً أو محترماً، للقانون الوضعي، ٱو الكوني كما يحب ٱن يقول !!!، ليقف ويتأمل كلمة يلبسني " " الذي عجز المترجم أن يكتبهـا كما جاءت في آيات القرآن ب ﴿ شُبِّهَ لَهُمْ ﴾. وهكذا يظهر الله الحق، بعد 1400 سنة وليس كما قال في إحدى شطحاته أن " القرآن يضم نصوصاً منسوخة ومتجاوزة منذ 1400 سنة "، ليقف مرة أخرى، ويتأمل في ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ﴾، لربما يرى أن المسيح لم يصلب وإنما الشخص الذي صلب هو يهوذا، الذي ربما يكون قد ضحى واستشهد في سبيل المسيح عليه السلام، كما يقول يهوذا نفسه في هذا الإنجيل، بأنهـا كانت تضحيته من أجل المسيح. فرغم أن المسيحيون يدعون أن يهوذا خان المسيح ثم شنق نفسه بعد هذا، فإنهم يكذبون على الله، كعادتهم، وكما يفعل أتباعهم من أبناء جلدتنا، كما كذبوا من قبل حين تكلم إنجيل " برنابا "، عن نفس الحقائق، وقالوا حينها، أن تأليفه جاء بعد بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ ﴾ سورة النساء. واليوم يتٱكد للكافرين بآيات الله أنها حق، وأن الإعجاز يقين، بعد أن تأكد قدم هذا المخطوط الكربوني من وأوراق البردي، وأنه مكتوب قبل القرن الثالث الميلادي، أي قبل بعثة الرسول بثلاثة قرون، فماذا عساهم يقولون الآن بعد هذا الإكتشاف الإعجاز الذي ضرب لهم عصفورين بحجرة واحدة، وأكد لهم أن إنجيل " برنابا " يقول الحقيقة وإجيل " يهوذا " يقول اليقين الذي جاء في القرآن الكريم، ويظهر الحق ولا يريدون إزهاق الباطل، لئلا يظهر أن القرآن كامل مكمول وغير محرف وكتبهم محرفة،
أما القرآن الكريم الذي وحسب شهادة التاريخ، زيادة على أنه يقرأ عن ظهر قلب إلى يومنا هذا، ومحفوظ في الصدور ويتلى في صلوات الصبح والمغرب في جميع المساجد يومياً، وفي البيوت وفي جميع الأماكن المطهرة، فإنه قد نزل وحياً، على النبي صلى الله عليه وسلم، ووتقه المسلمون حينها كتابة أو في صدورهم قبل جمعه وكتابته من طرف الصحابة مباشرة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم. والقرآن الكريم المعروف والموجود اليوم، والنسخ الأخرى القديمة جداً، متشابهة ولا خلل أو تزييف فيها.
فالله حافظه حيث يقول تعالى في سورة الحجر : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾. وبمناسبة ذكر هذه الآية سنبين أنهم يسعون حتى للكذب على القرآن الكريم وتحريف وسرقة بعض الآيات منه وشرحها على هواهم، وهو يبين ويؤكد في نفس الوقت تحريف الكتب المقدسة، لأن حتى الكتّاب والمؤلّفين المسيحيين كالقمص إبراهيم لوقا، عند تفسيره ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ سورة الحجر، أراد أن يحرف القرآن بتحريفه لمعنى هذه الآية، لتظهر أنها لا تعني الذكر الحكيم أي القرآن، وليبين أن الكتب المقدسة الأخرى لم يجرأ عليها أي تحريف، حيث قال تحت عنوان " استحالة التحريف قبل ظهور الإسلام وبعده " الباب الثاني، الفصل الثاني : " جاء في سورة الحجر، إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون؛ وفي تفسير الجلالين لهذه الآية قال : إنه يحفظ ما أنزله من التبديل والتحريف والزيادة والنقص "، ثم قال " فما دام الله قد وعد بحفظ الذكر، والله غير مخلف وعده، فتحتم إستحالة تغيير الكتاب بالتحريف والتبديل ". أنظروا يقول الكتاب، ولا يبين أنه يعني القرآن الكريم الذي تعنيه الآية. وبهذا الشأن يقول الكاتب محمود أباشيخ، في " سلسلة الرد علي كتاب المسيحية في الإسلام " : ذكر القمص لوقا، تفسير الجلالين للآية بالمعنى دون أن يورد نص الجلالين، ويحق له ذلك إن هو استخدم لفظاً يشير الي الإقتباس بالمعنى، ولكن ما فعله القمص يعتبر نوعاً من التدليس وسقطة أكاديمية، خاصة في استخدامه للنقطتبن ( : ) وقد أضطر القمص إلي إيراد نص الجلالين بالمعنى كي يخفي على القارئ معنى الذكر في الآية، إذ أن التفسير يؤكد على أن المقصود بالذكر هنا القرآن، وها هو نص الجلالين : " ﴿ إِنَّا نَحْنُ ﴾ تأكيد لإسم إن أو فصل ﴿ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ﴾ القرآن ﴿ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ من التبديل والتحريف والزيادة والنقص ". كما سبق لنفس القمص ٱن فعل نفس الشيء في اقتطاعه لكلام الإمام البيضاوي، وفي الباب الثاني الفصل الأول من كتابه أورد الآية 91 من سورة الأنعام بعد أن حذف منها جزأ من بداية الأية وجزأ من وسطها فحرفها كالتالي : ﴿قلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الّذي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ، قُلِ اللهُ ﴾، وذلك لأن الآية تفيد تحريف اليهود للكتاب المقدس، وسترون، أن ﴿ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرً ﴾، بترت من الآية التي يقول تبارك وتعالى فيها : ﴿وَمَا قَدَرُوا للهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴾. لكن هيهات وهيهات، فالقرآن الكريم مهما حاولوا تحريفه أو التقليل من شأنه ومن الإعجازات التي فيه فسيفشلون، لأنه كلام الله، ووحي منزل من عنده الله.
فخلاصة القول أن كتبهم المقدسة، ليست نتيجة وحي إلهي، بل هي أسفار كتبها مؤلفون من البشر العاديين، لم يشهدوا أو يشاهدوا الوقائع التي حصلت حينها مما جعلها تحتوي على تناقضات عديدة في ما بينها في كثير من النقاط، ولا تملك كلها أي شهادة، لشاهد عيان عاصر سيدنا موسى أو عيسى عليهما السلام، ودونها بووثقها في حينها، بل اعتمدت على شهادات بشرية متعددة وغير مباشرة. فلا يستطيع أحداً ٱن يقول كيف كانت النصوص الأصلية للتوراة وللإنجيل الذي أمرنا الله، نحن المسلمين أن نؤمن بهما. فكم هونصيب الخيال والهوى في عملية تحريرها ؟، أو ما هو نصيب التحريف المقصود من طرف من كتبوا نصوصها ؟، أو ما نصيب التعديلات غير الواعية التي أدخلت عليها ؟، أسئلة لا تطرح علينا نحن المسلمين، بل على من يؤمن بها اويقدسها، خصوصاً أولئك المحسوبين على المسلمين من أبناء جلدتنا ( أو حتى المنافقين واللادينيين والمرتدين منهم)، الذين قرؤوا هذه الكتب. وحتى إن لم يقرؤوا ولو سطراً واحداً منها، فإننا سننقل لهم بعض الأجزاءً مما يدعون أنها كتبت بوحي وإلهام من الله، وعلاقته سبحانه، بينه وبين وإسرائيل أو المسيح، وسنقف لهم عند ترابطها بين الحديث عن السرة والقبلات، وشماله تحت رأسى ويمينه تعانقني، وليُقبلنى بقبلات فمه الحارة، والثدى والبطن، وشبان الشهوة والنجاسة ونزع الثياب والأجرة نظير الزنا والإستحمام، وزنى لوط بابنتيه، وقتل داود لجاره والزنى بزوجته بعد أن رآها تستحم، وزنى أبشالوم بن داود مع نساء أبيه، وزنى رأوبين ابن يعقوب بزوجة أبيه، وزنى أمنون بن داود بأخته تامار، وزنى يهوذا بزوجة إبنه، والكثير مما يندى له الجبين.
سفر حزقيال (نشيد الإنشاد)
ومع ذلك لا يجدون حرجاً من الحديث عن تقديسه وتنزيهه، عن القرآن الكريم، ونستسمح لما ذكرنا، لأن هذه هي الحقيقة المرة نقلناها لكم، وكما قلنا فناقل الكفر ليس بكافر، ﴿ وَاللهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ﴾ سورة الأحزاب، لئلا نقول " لا حياء في الدين "، رغم أن جميع المسلمين يفهمونها ويستعملونها في موضعها، ليس لأنها مقولة من كلام البشر، لكن لقطع الطريق على الجاحدين المنافقين الذين نعنيهم هنا ونقصدهم بكلامنا، حتى لا يتوهموا أننا قلناها من غير تقييد، ويفهموها بمعناها الفاسد، (أن الحياء ليس من الدين، أو ينفون وجود شعبة الحياء في الدين). على ضوء كل ما ذكرنا وما سيأتي، بخصوص جميع هذه الكتب، والأسفار والمدونات، فإننا نتعجب كيف لا يثير كل هذا عندهم، افتراض تحريفها، ونكرر هنا خصوصاً أبناء جلدتنا، أمثال أحمد عصيد الذي قفز على القرآن الكريم بقوله " يعتبر المسلمون دينهم أفضل الأديان وأصحّها على الإطلاق، ويعتبرون ديانات غيرهم خرافية ومنحرفة ولا عقلانية، يقدسون الأنبياء الذين ذكرهم القرآن بتمجيد وتشريف، ويؤمنون بمعجزاتهم الخارقة للطبيعة " فمن من هذه الكتب فيها أموراً غير معقولة، أو روايات يستحيل أن تتفق مع واقع الأشياء، أو يستحيل قبولها كجزء من تنزيل إلهي ؟، القرآن الكريم الذي هو أم الكتب المقدسةا لي تحتوي على حكايات أخلاقية النزعة محشوة بالأخطاء وبأمور مستبعدة تاريخياً، وما هي إلا أقوال متوارثة انتقلت شفهيّاً من جيل لآخر، وكتبت كنصوص بعد أن تم تحديد هذه الأقوال المتوارثة من طرف كاتبيها، كما سنرى من قراءة بعض أسفارها لاحقاً.
فكيف لا يندهشون مثلنا، وفي كتبهم أموراً غير معقولة، وروايات يستحيل أن تتفق مع واقع الأشياء، تذكر الله والأنبياء بأوصافٍ غيرِ لائقة !!!، ونبرأ إلى اللهِ هنا مما وصفوا به الأنبيامن أوصاف، كزنا المحارم، والسكر، والرقص عراة، والكذب، وحتى المسيح عيسى عليه السلام لم يسلم من الأخطاءِ الكثيرةِ التي نُسِبت إليه، وذلك بحسب ما كتبوه بهذه الكتب الكنسية الأربعة، ليجعلوه متخبطاً في الخطايا، رغم أن المنصرين يتغاضون عن ما تقول كتبهم ليكون دينهم مقبول أمام المتلقي، ويقلون في خطاباتهم أن الجميع زاغوا وفسدوا إلا المسيح فهو بلا خطيئة، وهذا صحيح بٱقوالهم، ونحن نؤمن به، لكنهم باطنياً يكذبون، لأنهم يقولون ما لا تقوله كتبهم المحرفة، التي تقول العكس.
وقبل أن نبين بعض الأسفار المضحكة، وبعض الإعجازات التي أتى بها الكرآن الكريم، هذه ببعض الآيات القرآنية التي تين كذبهم تحريفهم للكتب المقدسة، حيث يقول تعالى في سورة البقرة ﴿ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ﴾، وفي سورة آل عمران ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾، وفي سورة المائدة ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾، وكذلك في سورة المئدة ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾، أما في سورة النساء فيقول تعالى ﴿ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾، وفي سورة آل عمران ﴿ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾، وفي نفس السورة ﴿ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴾، ونفس السورة ﴿ وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾، وفي سورة النساء ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ ﴾.
يتبع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق