تعازينا للرافضة المعارضين، عفواً المعاصرين من أبناء جلدتنا قي " حفل الولاء والبيعة "
قبل أن نبدأ موضوعنا هذا، وانطلاقاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية "، نتقدم بتعازينا الحارة إلى جميع الرافضة الذين يتلقفون أي شيء ويعارضون كل شيء، ويتربصون لأي شيء، ليتصيدوا اللقطات، ويجتهدوا في الدعوة إلى الإدانة والإحتجاج بلا حجة ولا برهان، مشمولين برعاية صحافيو القمامة والإرتزاق، ومواقعهم أو خرائدهم الصفراء، وكل الحاقدين الذين ابتسم عبد الحميد جماهري (رئيس تحرير جريدة الإتحاد الإشتراكي)، عندما رأى البعض منهم طريحو الأرض، وبعضهم أصبح يسقط، كما لو أنه يصاب بالرياح كلما رأى رجال الأمن. ولم يصدق غضبهم ، ولم يصدق غضب من يمشي في المظاهرات بالشبشب، أمام شاشة الحواسيب..!!!، نعم، يقول أنه في الحقيقة، في كل مرة وفي كل وقفة يرى حميد أمين ممدداً على الأرض احتجاجاً أو اعوجاجاً بفعل التدخل الأمني، واغتنم المناسبة لكي يقول له : أوقف .. معانا السي حميد، واش الإحتجاج اللي جا يلقاك طايح !!!. هذا وصف يعري، ويعني ويبين الكثير عن المنافقين. فتعازينا إذاً لهم ولذويهم.
البيعة هي عهد وميثاق بين الراعي والرعية لتحقيق وحدة الجماعة وحماية مصالح البلاد والعباد. فتاريخياً، لم تعرف الحضارات السابقة نظاماً للبيعة كما عرفته في الإسلام، وإن دلت على المبايعة والطاعة فإنها تعنى من جوانبها الأخرى منظومة الحقوق والواجبات بين الراعي والرعية. فلتعاقب البيعة في ولاية المسلمين دور في استتباب الأمن والعمل للصالح العام، وتعتبر من أهم مميزات النظام السياسي الإسلامي. فقد كانت مبايعة المسلمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديبية وبيعة الشجرة أولى المبايعات، ثم تلتها مبايعة الخلفاء الراشدين الأربعة رضوان الله عليهم جميعاً. فلم تفرق البيعة في الإسلام بين الرجل والمرأة ولا بين الصغير والكبير، فقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة في العقبة الأولى والثانية، وكذلك في بيعة الرضوان، وكان عدد النساء يقدر ب 457 امرأة، وذلك إبرازاً لدورهن الفاعل في بناء الحضارة الإسلامية، ونزل في ذلك قرآناً حيث قال سبحانه: (فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)،( ومع ذلك يقول الرويبضة أن الإسلام لا يساوي بين الرجل والمرأة)، كما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأطفال ومنهم عبدالله بن الزبير الذي بايع حينها وهو ابن سبع سنوات، وإذا كان هذا عدد النساء فما بالك بعدد الرجال.
فالبيعة في البلدان الإسلامية عرفت مراسم خاصة بالخلفاء والملوك والأمراء والولاة، فالجاحظ في مؤلفه الشهير " التاج في أخلاق الملوك " نظم كيفية الدخول على الملوك وتحيتهم وتناول الطعام معهم وكيفية الجلوس والتحدث معهم وآداب الرسل والمبعوثين واستقبال الخلفاء والولاة للشعب في الأعياد.
أما توالي البيعة في المملكة المغربية فهو مبني على أسس راسخة مستمدة من التعاليم الربانية والسنة النبوية وسيرة السلف الصالح من الملوك، وعلى النقيض فإن كل فكر رافضي يدعو للتفرقة والعصيان فهو فكر لا يزكيه الله ولا يوافق البينة المطهرة، مصداقاً لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام : " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ".
أما طقوسها (عموماً من بين مئات الطقوس والعادات التي يمارسها المغاربة)، فهي تجديد من أبناء الوطن الأحرار، للبيعة التي في عنقهم وعنق أجدادهم إزاء ملوكهم باعتبارها عقداً سياسياً واجتماعياً، وروحياً ربانياً وسماوياً متكاملاً ودينياً شاملاً في أول مقام، وليست كالطقوس الغريبة عن ثقافتنا الإسلامية، والتي مازال البعض في المغرب يمارسها رغم أنها ترجع إلى عصور ما قبل الإسلام إن لم نقل ما قبل التاريخ، دون وعي بمكنونها، بعضها لا يعرف حتى أصولها !!!، حيث تتقاطع فيها عدة حضارات جاهلية تعاقبت على المغرب، منذ أن كانت القرابين تقدم للآلهة، ورغم ذلك نؤمن بأن لبعضها غايات نبيلة تدل على رمزية الحياة، وتعتبر جزء من موروثنا الشعبي وهويتنا المغربية التي يقر لها الدستور بصفتي التنوع بمكوناتها العربية الإسلامية الأمازيغية والصحراوية الحسانية، والغنى بروافدها الإفريقية الأندلسية العبرية المتوسطية.
إن البيعة الصريحة لجلالة الملك محمد السادس المنصور بالله من طرف الشعب المغربي هي أمانة الأمانات الشرعية والدستورية وعلى قممها الصلدة والشامخة تتكسر يومياً رهانات الرويبضة والرافضة الخونة والمرتزقة والإنفصاليين خدام الأجندات الأجنبية البئيسة، الذين لا يعرفون الأخلاق الإسلامية، باعتبارهم أن طقوس ومراسم البيعة كالإنحناء تقديراً واحتراماً لرمز الأمة يعتبر ركوعاً أو سجوداً، وأغلبهم لا يعرف للقبلة مكان إلا في بالبوصلة، ظانين أنهم بذلك ينقصون أو يهينون السلطان، تحت دريعة حرية التعبير وحقوقهم الكونية وما هم بفاعلين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أهان السلطان أهانه الله.
فكلمة مراسم بالعربية وبروتوكول بالإنجليزية والفرنسية، تعني وفقاً لما ورد في قاموس أكسفورد قواعد السلوك وأصول المجاملات، ويتعلق بالتوضيحات وكيفية التصرف حيال تنفيذ التفاهمات والاتفاقات وصولاً إلى كيفية تنظيم أي حدث أو مناسبة والتعامل مع المعطيات الخاصة بالضيوف والمنظمين. أما كلمة تشريفات، فهي الترجمة التركية التي تعني بالعربية آداب السلوك في حضرة الملوك وكبار الحاشية. ولهما مدلولاً واحداً وهو مجموعة المبادئ والقواعد والضوابط المكتوبة وغير المكتوبة التي تنظم المعاملات في نواحي الحياة المختلفة، وتعرف منذ القدم في جميع أنحاء العالم إلى يومنا هذا.
أما مؤخراً فقد نشرت صحيفة « ديلي تليغراف » أنه بالرغم من أن ذوقة كامبريج كيت ميدلتون، قرينة الأمير وليام نجل ولي العهد البريطاني، قد تصبح ملكة على بريطانيا، تلقت أخيراً ملاحظات في كيفية معاملة أميرات العائلة الملكية في بريطانيا. ومنها ضرورة احترام الأميرات، ولا تكتفي بثني ركبتيها، لكنها مطالبة بتحية البروتوكول الملكي كاملاً، ومصافحتهن والإنحناء قبل ذلك لهن. وتقول « ديلي تليغراف » أن الملكة إليزابيث أصدرت في الأيام الأخيرة تعميماً بالتعليمات الخاصة بالتحية لأعضاء العائلة الملكية وترتيب الأولوية بشأن مراسم البروتوكول وأمرت بتوزيعه عليهم، وبالنسبة لميدلتون فإن وثيقة التعميم تقول أنه يجب عليها، باعتبار أنها كانت من عامة الناس، أن تحافظ على احترام من ولدوا أمراء واميرات « أمراء وأميرات الدم ». أي من اكتسبوا لقب أمير أو أميرة بالولادة لأنهم أبناء ملوك وملكات وأمراء، والإنحناء لهم وتقديم التحية لهم بتوقير شديد. فلماذا لم يقم رويبضة أنكلترا بانتقاد ملكتهم ؟، ربما لا يوجد رويبضة هناك، لأن قاموس الإنجليزية لا يحتوي على هذه الكلمة أصلاً. فهل سيستحيي بعض الخبثاء الذين يدعون أن بروتوكول حفلة ولاء ملك المغرب، جعل الدول تنظر إليهم باحتقار !!!. وهم يجهلون أن لكل دولة بروتوكولها الخاص، وتقاليدها وثقافتها، " فالله يحسن عوان الأمازيغ الذين يطالبون بحفظ ثقافتهم " من مثل هؤلاء الرويبضة !!!!.
كما أظهرت صورة تناقلتها صفحات اجتماعية على الشبكة العنكبوتية، رئيس كوريا الجنوبية المنتهية ولايته لي ميونج باك، وهو ينحني للشعب الكوري، تعبيراً منه عن أسفه الشديد لتورط شقيقه الأكبر في ملف فساد
ولن يُنسى في التاريخ عندما إنحنى بيرلسكوني، رئيس وزراء إيطاليا، ليقبل يدي نجل عمر المختار، ويعتذر للشعب الليبي، عن سنوات الإحتلال الإيطالي المريرة، ويتعهد بدفع التعويضات
أما فريق برشلونة الإسباني فهو الأخر قام بالركوع على حسب ذكر الرويبضة، ففي تايلاند، قام وفد من النادي الكتلوني بتقديم الأزهار التقليدية الى الملك التايلاندي، بالإضافة إلى التحية التقليدية المعروفة في البلاد
إن الجهلاء عندنا لا يعرفون أن التقاليد والعادات وأساليبهما، تختلف من شعب لآخر إلى درجة أن ما يعد تعبيراً عن المودة في بلد يمكن أن يعبر عن وقاحة أو كراهية في بلد آخر، فلنأخذ مثلاً التحية، التي هي إحدى التقاليد التي تعكس ثقافة الشعوب وتحدد هويتهم. فكما نعلم، فإن إلقاؤها هو تعبير عن الحب والمودة والسلام، بينما إهمالها يكون مؤشراً على الجفاء، لهذا فإن " سوء فهم الآخر يمكن أن يبدأ بالتحية والرد عليها "، كما عبر عن ذلك تيري موريسون وواين كوناوي مؤلف كتاب " قبلة وانحناءة أو مصافحة ". فماذا سيقول الرويبضة في التحية الإسلامية : السلام عليكم، أمام تعبيرات أخرى، لبعض الشعوب، والتي غالباً ما تكون غريبة ومضحكة. وما موقفهم من الإنحناء احتراماً، والذي سموه زوراً وبهتاناً سجوداً وركوعاً وتكربيعاً، أمام التقبيل بالأنف ( المحيط الهادي وبعض الدول العربية، يدنو أحدهما من الآخر ويلصق أنفه بأنفه لفترة من الزمن تطول كلما كان السلام حاراً )، فرك الذقون ( في الهندستان يتبادلون التحية بأن يقبض كل منهما على لحية الآخر )، قرص الخدود وترد التحية بنفس الطريقة، شد الأذن وترد التحية بنفس الطريقة، إخراج اللسان وترد التحية بنفس الطريقة، البصق في الوجه وترد التحية بنفس الطريقة، فى جزيرة سان ريموو فإنه يبصق على كفه ثم يدعك ببصقته فى وجه صديقه )، حك الظهر (في جبال الهملايا تكون التحية بأن يحك كل منهما ظهره بظهر الآخر )، ضرب الظهر وترد التحية بنفس الطريقة.أليست هذه من اغرب عادات التحية، ناهيك عن بعض القوانين والعادات المضحكة أو التي يندى لها الجبين، وشعوبهم لا يعتبرونها * حشومة *، كما يدعي الرويبضة عندنا لأنهم يظنون أنفسهم من أرقى الشعوب، ففي أنكلترا مثلاً، هناك بند غريب في القانون يمنع إقامة علاقة غرامية مع زوج الملكة !!!. فهل هناك رويبضة إنجليزي يعلق لنا عن هذا !!!
إن الركوع والسجود بعد أن يكون المسلم قد توضأ، ووقف أمام القبلة بخشوع، ونوى الصلاة، وكبر تكبيرة الإحرام، لا يكون إلا لله، أما من لا يعرف أركان الصلاة وآدابها، ولا شك أنه منجوس لم يتوضأ ولو مرة، ولا يعرف القبلة، ولا يعرف الركوع إلا أمام القر.... فنقول له ولأمثاله :
أتركونا نقَبّلُ الأيادي أو ننحني أمام من يستحق التبجيل والإحترام، فهذا شأننا ولكم شأنكم، فلكم دينكم ولنا دين، ولعنة الله على الفاسقين إلى يوم الدين.
فالبيعة في البلدان الإسلامية عرفت مراسم خاصة بالخلفاء والملوك والأمراء والولاة، فالجاحظ في مؤلفه الشهير " التاج في أخلاق الملوك " نظم كيفية الدخول على الملوك وتحيتهم وتناول الطعام معهم وكيفية الجلوس والتحدث معهم وآداب الرسل والمبعوثين واستقبال الخلفاء والولاة للشعب في الأعياد.
أما توالي البيعة في المملكة المغربية فهو مبني على أسس راسخة مستمدة من التعاليم الربانية والسنة النبوية وسيرة السلف الصالح من الملوك، وعلى النقيض فإن كل فكر رافضي يدعو للتفرقة والعصيان فهو فكر لا يزكيه الله ولا يوافق البينة المطهرة، مصداقاً لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام : " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ".
أما طقوسها (عموماً من بين مئات الطقوس والعادات التي يمارسها المغاربة)، فهي تجديد من أبناء الوطن الأحرار، للبيعة التي في عنقهم وعنق أجدادهم إزاء ملوكهم باعتبارها عقداً سياسياً واجتماعياً، وروحياً ربانياً وسماوياً متكاملاً ودينياً شاملاً في أول مقام، وليست كالطقوس الغريبة عن ثقافتنا الإسلامية، والتي مازال البعض في المغرب يمارسها رغم أنها ترجع إلى عصور ما قبل الإسلام إن لم نقل ما قبل التاريخ، دون وعي بمكنونها، بعضها لا يعرف حتى أصولها !!!، حيث تتقاطع فيها عدة حضارات جاهلية تعاقبت على المغرب، منذ أن كانت القرابين تقدم للآلهة، ورغم ذلك نؤمن بأن لبعضها غايات نبيلة تدل على رمزية الحياة، وتعتبر جزء من موروثنا الشعبي وهويتنا المغربية التي يقر لها الدستور بصفتي التنوع بمكوناتها العربية الإسلامية الأمازيغية والصحراوية الحسانية، والغنى بروافدها الإفريقية الأندلسية العبرية المتوسطية.
إن البيعة الصريحة لجلالة الملك محمد السادس المنصور بالله من طرف الشعب المغربي هي أمانة الأمانات الشرعية والدستورية وعلى قممها الصلدة والشامخة تتكسر يومياً رهانات الرويبضة والرافضة الخونة والمرتزقة والإنفصاليين خدام الأجندات الأجنبية البئيسة، الذين لا يعرفون الأخلاق الإسلامية، باعتبارهم أن طقوس ومراسم البيعة كالإنحناء تقديراً واحتراماً لرمز الأمة يعتبر ركوعاً أو سجوداً، وأغلبهم لا يعرف للقبلة مكان إلا في بالبوصلة، ظانين أنهم بذلك ينقصون أو يهينون السلطان، تحت دريعة حرية التعبير وحقوقهم الكونية وما هم بفاعلين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أهان السلطان أهانه الله.
فكلمة مراسم بالعربية وبروتوكول بالإنجليزية والفرنسية، تعني وفقاً لما ورد في قاموس أكسفورد قواعد السلوك وأصول المجاملات، ويتعلق بالتوضيحات وكيفية التصرف حيال تنفيذ التفاهمات والاتفاقات وصولاً إلى كيفية تنظيم أي حدث أو مناسبة والتعامل مع المعطيات الخاصة بالضيوف والمنظمين. أما كلمة تشريفات، فهي الترجمة التركية التي تعني بالعربية آداب السلوك في حضرة الملوك وكبار الحاشية. ولهما مدلولاً واحداً وهو مجموعة المبادئ والقواعد والضوابط المكتوبة وغير المكتوبة التي تنظم المعاملات في نواحي الحياة المختلفة، وتعرف منذ القدم في جميع أنحاء العالم إلى يومنا هذا.
أتركعوا لغير الله ؟!!
فالشعبان الياباني والصيني معروفان بالإنحناء لبعضهم البعض، فهم لا يصافحون ولا يُقَـبّـلون بل ينحنـون لزائــرهم وضيفهم انحناء إحترام وترحيب. ففي أي مكان تزوره في إمبراطورية اليابان العتيدة يقابلك الناس بالإنحناء، وهي تحية متوارثة منذ الأجداد، وموروث أخذوه جيلاً بعد جيل، فهو البديل بما يعرف عندنا بالسلام. فقد استضاف سنة 2009، الإمبراطور الياباني إكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو الرئيس الأمريكي أوباما، وعند مصافحته للإمبراطور انحنى أوباما 90 درجة كاملة للأمام
أتركع لغير الله ؟
إلا أن استقبال الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز لنفس الرئيس وفي نفس السنة، وانحناء الرئيس الأمريكي أمامه، وكأنه يريد تقبيل يديه، يبقى الحدث الأبرز في قضية الركوع هذه. حتى أن خبيرة في الإتيكيت ( المراسم )، دافعت عن الرئيس أوباما قائلة في تصريح لجريدة " سيدني هيرالد مورنينج " الأسترالية : " الإنحناء هي علامة احترام ولا تدل على أن الرئيس أوباما يعطي تعظيماً للملك يجعله في مستوى أقل منه. لقد زرت السعودية من قبل ولبست العباءة وتصرفت بما تستدعيه التقاليد، وأنا أحيي الرئيس أوباما على هذه اللفتة المميزة ". ونحن بدورنا نقول لحسن حظه أنه لا يعرف كلمة الرويبضة، وإلا لكانوا سجدوه وركعوه أو كربعوه
أتركع لغير الله ؟
أما زيارة ملكة بريطانيا فتعد من المسائل الجدية التي تتسم بالرهبة ولو كان الضيف أقوى رئيس دولة في العالم، فقبيل كل زيارة تتم مناقشة البروتوكول لمعرفة المسموح وغير المسموح به من تصرفات، وشرح طريقة إلقاء التحية على الملكة كمناداتها جلالتك. أما زوجات كبار الزوار من الرؤساء وقادة الدول، فقد اشتهر البروتوكول البريطاني بأنه امتحان حقيقي لهن، فعندما يصبحن وجهاً لوجه أمام الملكة إليزابيث الثانية يتسلط عليهن الخوف والإرتباك. وهذا ما حصل مع أوباما سنة 2009 ، حيث تم مسبقاً شرح الخطوط العريضة للبروتوكول المتبع في القصر الملكي البريطاني، فقام الرئيس الأمريكي بالإنحناء أمام جلالة الملكة، (فلماذا لم يقل رويبضة بريطانيا أنه ركع أو سجد أو تكربع ؟)،كما التزمت زوجته ميشيل بطريقة الوقوف أمامها ووضع القدم اليمنى وراء كعب القدم اليسرى وثني الركبتين قليلاً كما كان مسطراً.أما مؤخراً فقد نشرت صحيفة « ديلي تليغراف » أنه بالرغم من أن ذوقة كامبريج كيت ميدلتون، قرينة الأمير وليام نجل ولي العهد البريطاني، قد تصبح ملكة على بريطانيا، تلقت أخيراً ملاحظات في كيفية معاملة أميرات العائلة الملكية في بريطانيا. ومنها ضرورة احترام الأميرات، ولا تكتفي بثني ركبتيها، لكنها مطالبة بتحية البروتوكول الملكي كاملاً، ومصافحتهن والإنحناء قبل ذلك لهن. وتقول « ديلي تليغراف » أن الملكة إليزابيث أصدرت في الأيام الأخيرة تعميماً بالتعليمات الخاصة بالتحية لأعضاء العائلة الملكية وترتيب الأولوية بشأن مراسم البروتوكول وأمرت بتوزيعه عليهم، وبالنسبة لميدلتون فإن وثيقة التعميم تقول أنه يجب عليها، باعتبار أنها كانت من عامة الناس، أن تحافظ على احترام من ولدوا أمراء واميرات « أمراء وأميرات الدم ». أي من اكتسبوا لقب أمير أو أميرة بالولادة لأنهم أبناء ملوك وملكات وأمراء، والإنحناء لهم وتقديم التحية لهم بتوقير شديد. فلماذا لم يقم رويبضة أنكلترا بانتقاد ملكتهم ؟، ربما لا يوجد رويبضة هناك، لأن قاموس الإنجليزية لا يحتوي على هذه الكلمة أصلاً. فهل سيستحيي بعض الخبثاء الذين يدعون أن بروتوكول حفلة ولاء ملك المغرب، جعل الدول تنظر إليهم باحتقار !!!. وهم يجهلون أن لكل دولة بروتوكولها الخاص، وتقاليدها وثقافتها، " فالله يحسن عوان الأمازيغ الذين يطالبون بحفظ ثقافتهم " من مثل هؤلاء الرويبضة !!!!.
كما أظهرت صورة تناقلتها صفحات اجتماعية على الشبكة العنكبوتية، رئيس كوريا الجنوبية المنتهية ولايته لي ميونج باك، وهو ينحني للشعب الكوري، تعبيراً منه عن أسفه الشديد لتورط شقيقه الأكبر في ملف فساد
ولن يُنسى في التاريخ عندما إنحنى بيرلسكوني، رئيس وزراء إيطاليا، ليقبل يدي نجل عمر المختار، ويعتذر للشعب الليبي، عن سنوات الإحتلال الإيطالي المريرة، ويتعهد بدفع التعويضات
أما فريق برشلونة الإسباني فهو الأخر قام بالركوع على حسب ذكر الرويبضة، ففي تايلاند، قام وفد من النادي الكتلوني بتقديم الأزهار التقليدية الى الملك التايلاندي، بالإضافة إلى التحية التقليدية المعروفة في البلاد
أتركعوا لغير الله ؟
وفي الهند، عند لقاء الأغراب، تتم تحيتهم بمصافحة اليد، بينما يعتبر التقبيل أمراً غير مقبول، أما الإنحناء علي القدم ولمسها فهو الوسيلة الرئيسية للتعبير عن الإحترام والتبجيل، فهل يعتبر هذا سجوداً لأنه انحناء حتى القدم !!!إن الجهلاء عندنا لا يعرفون أن التقاليد والعادات وأساليبهما، تختلف من شعب لآخر إلى درجة أن ما يعد تعبيراً عن المودة في بلد يمكن أن يعبر عن وقاحة أو كراهية في بلد آخر، فلنأخذ مثلاً التحية، التي هي إحدى التقاليد التي تعكس ثقافة الشعوب وتحدد هويتهم. فكما نعلم، فإن إلقاؤها هو تعبير عن الحب والمودة والسلام، بينما إهمالها يكون مؤشراً على الجفاء، لهذا فإن " سوء فهم الآخر يمكن أن يبدأ بالتحية والرد عليها "، كما عبر عن ذلك تيري موريسون وواين كوناوي مؤلف كتاب " قبلة وانحناءة أو مصافحة ". فماذا سيقول الرويبضة في التحية الإسلامية : السلام عليكم، أمام تعبيرات أخرى، لبعض الشعوب، والتي غالباً ما تكون غريبة ومضحكة. وما موقفهم من الإنحناء احتراماً، والذي سموه زوراً وبهتاناً سجوداً وركوعاً وتكربيعاً، أمام التقبيل بالأنف ( المحيط الهادي وبعض الدول العربية، يدنو أحدهما من الآخر ويلصق أنفه بأنفه لفترة من الزمن تطول كلما كان السلام حاراً )، فرك الذقون ( في الهندستان يتبادلون التحية بأن يقبض كل منهما على لحية الآخر )، قرص الخدود وترد التحية بنفس الطريقة، شد الأذن وترد التحية بنفس الطريقة، إخراج اللسان وترد التحية بنفس الطريقة، البصق في الوجه وترد التحية بنفس الطريقة، فى جزيرة سان ريموو فإنه يبصق على كفه ثم يدعك ببصقته فى وجه صديقه )، حك الظهر (في جبال الهملايا تكون التحية بأن يحك كل منهما ظهره بظهر الآخر )، ضرب الظهر وترد التحية بنفس الطريقة.أليست هذه من اغرب عادات التحية، ناهيك عن بعض القوانين والعادات المضحكة أو التي يندى لها الجبين، وشعوبهم لا يعتبرونها * حشومة *، كما يدعي الرويبضة عندنا لأنهم يظنون أنفسهم من أرقى الشعوب، ففي أنكلترا مثلاً، هناك بند غريب في القانون يمنع إقامة علاقة غرامية مع زوج الملكة !!!. فهل هناك رويبضة إنجليزي يعلق لنا عن هذا !!!
إن الركوع والسجود بعد أن يكون المسلم قد توضأ، ووقف أمام القبلة بخشوع، ونوى الصلاة، وكبر تكبيرة الإحرام، لا يكون إلا لله، أما من لا يعرف أركان الصلاة وآدابها، ولا شك أنه منجوس لم يتوضأ ولو مرة، ولا يعرف القبلة، ولا يعرف الركوع إلا أمام القر.... فنقول له ولأمثاله :
أتركونا نقَبّلُ الأيادي أو ننحني أمام من يستحق التبجيل والإحترام، فهذا شأننا ولكم شأنكم، فلكم دينكم ولنا دين، ولعنة الله على الفاسقين إلى يوم الدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق