16 أغسطس 2013

قصة المثل المغربي العامي : " مالك مزغب (مُشَعَّرْ) ؟ "

قصة المثل المغربي العامي : " مالك مزغب (مُشَعَّرْ) ؟ "
لقد صور الله البشر في شكل إنسان، له كيان ولسان ساحر البيان، عينان تومضان في الظلام وأذنان تسمعان كالرادار، وفوق كل هذا حباه الرحمن بعقل مرسل العنان، فصار سيد الحيوان بمن فيهم الحمير والقرود وكل ما حوى الوجود ولم يزل يسود.
فهل تسمحون لي يا سادة أن أقص عليكم الحكاية المفترضة للحمار والقرد حتى تبقى لكم كشاهد عيان عن المجادلين الذين يقاومون الحق الواضح ليل نهار، شعارهم الخالد " ولو طارت معزة "، سموها أنتم كما تشاؤون، أما أنا فأسميها باسمها " مالك مزغب ؟"، إنتظروا... فأنا لا أعني أي إنسان مشعر، لأننا كلنا مزغبين، وليس فينا ( نساءً ورجالاً ) من هو كله أملس، ألم يضعوا البيض كله في سلة واحدة، وقاولوا : لَيْسَ فِي القَنَافِذِ أمْلَسْ ؟، فاطمئنوا فالأمور بأواخرها تعرف. وقبل أن أسرد عليكم فصول هذه القصة التي هي ذات طابع فريد ومضمون غير عفوي، وجب توضيح بعض الأمور التي تعبر عن الفوضى الجامحة التي ينهجها بعض الرويبضة من أبناء جلدتنا، ومع ذلك : " بعضُ الأقارِب مكروهٌ تجاوُرُهم،   وإنْ أتوكَ ذوي قُرْبَى وأرحام ". للأسف هؤلاء ضعاف النفوس بعضهم يدعي أنه مثقف، أو يشار إليه من طرف أمثاله أو من ينفخون فيه طبعاً، على أنه نخبة أو صفوة المجتمع، وهم لا يناضلون سوى من أجل انهيار القيم الإنسانية والأخلاقية، والإبتعاد عن الإيمان. يتصيدون كل هفوة وكل شيء عادي أو غيره لتسليط سهام النقد والحقد والتشهير، ولم يسلم منهم لا حاكم ولا وجيه، ولا عالم ولا فقيه، ولا أي مواطن عادي. نقول دائماً البعض، من الذين ربما لا يعرفون من دينهم في الجانب السياسي أو الإقتصادي إلا ما كان مستجلباً من الفكر الغربي، كالحريات والديمقراطية والإشتراكية والليبرالية والعلمانية و'' المعارضة '' العدمية.

 فكما أشرنا في موضوع آخر (أدخل هنا)، عن أصحاب الحقوق والحريات الذين خصصنا لهم بعض المواضيع، خصوصاً أصحاب الحرية الفردية الذين ينادون بزواج الذكر بالذكر والأنتى بالأنتى، والعياذ بالله. رغم أن الله سبحانه، خلق كل شيء فقدّره تقديراً، ﴿ قَالَ رَبُّنَا الَّذِى أَعْطَى كُلَّ شَىْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ سورة طه، فجعل الإنسان ( بالأمازيغية المغربية أفكٌان/أترّاس) إنساناً، ولم يجعله حيواناً (إيموضار)، وجعل الكلب (أيدي) كلباً، والحمار (أغيول) حماراً كالبعض، والأسد (إزم) أسداً، ومع ذلك  لم يعطيهم قط، عقل وصفة الإنسان. وليضمن سبحانه وتعالى، لكل نوع استمرارية أجياله، خلق الذكر للأنثى، والأنثى للرجل، ولم يعطيهما هذه الحرية الفردية الشاذة، فما بالك بهؤلاء أشباه الحيوان الذين يطالبون بالشذوذ، حتى أصبح أي حيوان أحسن وأفضل منهم رتبة ودرجة، ومع ذلك فهم في المقلة ويحنززوا، وبما أنهم ينخرطون مسبقاً في هذه الفضيحة المفضوحة قبل الزواج، فإننا لا ندري الآن ماذا يفعلون بحريتهم هذه سراً، ومع من يمارسونها خفية، في انتظار تطبيقها قانونياً لتصبح حقاً من حقوق أشباه الإنسان ابتداءً من الشهر الثالث عشر من هذه السنة !!!، فلينتظر هؤلاء شهرهم الكريم، ونحن معهم من المنتظرين إلى يوم الدين.

 ولنرجع إلى أصدقاؤنا الحيوانات الذين هم على كل حال، أفضل وأحسن منهم، رغم ما قيل فيهم من قصص كثيرة وأمثال عديدة، فمنهم الأسد ملك الغابة الذي سيبقى أسداً معتلياً على عرشه بدون منازع أحب من أحب من البشر، وكره من كره من الحيوانات. ومنهم الذئب بأوصافه (غدر الذئب، ختل الذئب، خيانة الذئب، خبث الذئب، ظلم الذئب، عَدْو الذئب، لؤم الذئب، وقاحة الذئب). وتبقى قصة سيدنا يوسف عليه السلام، مع الذئب أول قصة موثقة ترميه بالغدر... ومنهم الثعلب المعروف بمكره، وخير ما قيل فيه قول الشاعر أحمد شوقي : بَرزَ الثعلبُ يوماً في شِعار الواعظينا... إلى أن قال : أَنّهم قالوا وخَيرُ القَولِ قَولُ العارفينا ـــــ مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً أنّ لِلثَّعلبِ دِينا.
ومنهم الكثير من الحيوانات التي أكيد أننا نظلمها، لكن الحمار (ولامؤاخذة) والقرد، ربما هما من نالا النصيب الأكبر من القصص. فالحمار أعزكم الله، رغم شدة صبره علَى الكَدِّ فإنه يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي البَلادَة، وقد نال نصيباً وافراً ومستحقاً في الغباوة، لأنه في معظم شؤونه كان دائماً مادة تَنَدّرْ وسخرية. ولا بأس أن نرجع هنا مكرهين إلى أصحاب الشهر 13، لنشير إلى أن مقولة : كان حماراً فاسْتَأْتَنَ أَي صار أَتاناً (حمارة)، تنطبق على " رجليتهم " (وليس رجولتهم)، لأن الرجل عندهم يتزوج بالرجل " الرجيلة " هو كذلك، مكونين هكذا أسرة تسمى أسرة الرجيلات أصحاب الشهر الثالث عشر !!!. ومع ذلك لم تكن نظرة الإنسان منصفة له (الحمار)، كما هو الحال مع الكلب، أجلّكم الله. 

أما القرد فأكيد نصيبه تضاعف إما لقربه الشبيه ببني الإنسان، حتى أن داروين في نظريته الخاطئة، جعله حلقة الوصل بين الإنسان والغوريلا؛ هذا المخلوق الذي لا علاقة له بالإنسان كما ادعى داروين، وقد ظلمه بانتمائه للبشر وهو من مخلوقات الله، ويبقى الظلم الأعظم، هو ظلم البشر له رغم أنه لا ينتمي لأصحاب الشهر الثالث عشر !!!، وإما لذكائه لأن هناك قردة أذكى من بعض الآدميين من أمثال أولئك الذين ذكرنا هنا، أو خصصنا لهم موضوعاً سابقاً (
أدخل هنا )، وهم الرافضة الذين ينطبق عليهم المثل " أقول له ثور (لا علاقة بالثورة هنا)، يقول إحلبوه "، يقال عن المجادل الذي يقاوم الحق الواضح، حتى إن قيل له عن حيوان أنه ثور (أي ذكر)، يقول : إحلبوه، والذكر لا يُحلب. لكن من قال أن االذكر لا يحلب فهو واه !!!، أفلا يتزوج رجل برجل عند أصحاب الشهر 13 !!؟، فكيف له ألاّ يُحلب ؟، نعم يحلب وزيادة، بل يلد حتى أتوناً (حميرات أو جحيشات)، لكنهن في صفة ذكور !!!.
نقول، الرافضة الذين يتلقفون أي شيء ويعارضون كل شيء، ويحقدون على كل شيء. رياضتهم المفضلة الإنبطاح على الأرض، وهز مؤخراتهم لتلتقطهم كامرات الأعداء المتربصين، تماماً كما يفعل القرد عادة، ليتباهى بحَمَار قاعدته ( مؤخرته )، ولكن " كون شاف القرد حَمَار قاعدته كون ما هزهاش"، ويصابون بالرياح ( داء الصرع)، كلما رؤوا رجال الأمن، ليمثلوا أمام العالم على أنهم ضحايا القمع المخزني، تماماً كما يفعل القرد عندما يأمره مروده بساحة " جامع الفنا "، أن يمثل ويقلد " المرأة العجوز "، أكيد أن القرد بذكائه يقلد هؤلاء الذين يتمدود على الأرض احتجاجاً أو اعوجاجاً بفعل التدخل الأمني، ونحن الأغبياء نظن أنه يعني امتداد  " المرأة العجوز "، ولم يبقى لمروده، ليصبح كالرافضة، سوى تصوير حركاته البهلوانية هذه، وإرسالها لأسياد الرافضة، لربما يأخذ عليها، على الأقل مقابلاً مادياً، كما يفعلون هم، في غفلة منا. فلماذا لا، ونحن في عصر الحريات، وكل عديمي الضمير أحراراً حتى في تلطيخ سمعة بلدهم، أو على حساب مصلحة وطنهم، إنهم من طينة ضالة ومن قالب واحد، ولا يتسع المقام هنا للمزيد، بل يكفي القارئ أن يبحث عن حقيقتهم وحقيقة جمعياتهم ليعرف عنهم الكثير.
قالوا للقردة تزيني (عملي ماكياج) قالت وجهي هو هذا مولف لفضيحة " (قالوا للقردة اتبرقعي قالت دا وشي واخد علي الفضيحة). ثم ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام : " اللهم لا يدركني زمان، أو لا أدرك زمان قوم لا يتبعون العليم ولا يستحيون من الحليم، قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب ".
صدقت يا حبيب الله، لقد أدركَنا هذا الزمن، ونرى بأم أعيننا هؤلاء القوم الفاسقين، " صدق النبي ولم يزل متسربلاً *** بالصدق إذ يعد الجميل ويوعد "، فالطف بنا يا ألله.
 فأملاً أن يحظيا (الحمار والقرد)،  ببعض احترامنا بعد الكلام آنف الذكر، سنورد القصة التي ستدخلهما التاريخ، الأول لعناده والثاني لبراعته في التمثيل الخبيث كالرافضة. ولنرد لهما ولجميع الحيوانات رد الإعتبار، سنجعلهم يتكلمون (افتراضياً طبعاً)، وسنرجعهم إلى أيام زمان يوم كانوا يتكلمون بلسان بليغ البيان. أليست لبعضهم ألسنة خلقها الله للكلام ؟، ألم يتذكروا أيام النبوة والمعجزات، كحوت يونس وذئب يوسف ونملة سليمان وبراق الرسول عليه الصلاة وأزكى السلام. ألم يتكلموا افتراضياً في حكايات ألف ليلة وليلة، وفي حيوانات الجاحظ، وفي كليلة ودمنة، وسوف لا ننسى " توم آند جيري "، وحتى حكايات الجدات الجميلة. ألم يكن سيدنا سليمان يتواصل معهم بالكلام، قبل أن يصبحوا عاجزين واكتفوا بالأصوات، رغم محاولة العلماء تعليم القردة لتتكلم مثلنا فإنها فشلت، إلا الببغاء فقد نجح في ترديد بعض الكلمات، فسبحان الله، ربما هناك ما وراء الطبيعة أسراراً، تتكلم فيها الحيوانات ونحن صُمّ لا نسمع سوى الأصوات.
سأبدأ قصتي يا سادة ياكرام وسأحكي لكم، أنه فى أحد الأزمان كانت هناك غابة مليئه بالحيوانات، فيها أكل وفير ونوم مريح وطقس جميل... ، سماؤها أكثر زرقة، وأرضها أكثر خضرة، و ماؤها عذباً زلال، يحكمها ملك مهاب " الأسد طبعاً "، يمارس فيها فن الديمقراطية إسوةً ببني البشر، فليس البشر بأرقى من رعاياه الحيوانات " ديمقراطية " حتى ينفردوا بها دونهم. 
كان يوجد من بين هؤلاء الرعايا قرد وحمار، وذات مرة قرر الأسد التمتع بعطلة بالأدغال، فعزم على أن يخلفه أحد الحيونات ليمارس الحكم مؤقتاً إلى حين رجوعه سالماً غانماً إلى مملكته. وفعلاً، وبعد مشاورات وأخذ ورد بينه وبين الوجهاء، اقتنع على أن يترك مملكته أثناء غيابه للسي الحمار.
اعترض القرد، الذي كان دائماً يركب فوق ظهر الحمار ويعنفه ويضربه، حيث لم تشفع حينها للحمار الشكايات التي كان يقدمها ضده، وعبثاً حاول أن يقنع أسد الغابة بضرورة العدول عن هذا القرار، وذكرّه بالخشية من أن يكون الحمار غير نزيه، ويعرض مملكته للأخطار، فادعى أنه لا يمتلك أي من مؤهلات للرئاسة، فلا علمه ولا ذكائه ولا جماله يؤهلونه لأن يكون من الأسياد.
 وهكذا سلمه تقريراً مخابراتياً حول ضلوع الحمار في تطليق نساء البشر، حيث رصدت المخابرات الحيوانية، أن عريساً من بني البشر كان يرقص مع عروسه في قاعة الأفراح، فتناول مكبر الصوت من المطرب الذي حضر للغناء، وأعلن طلاقه أمام الأهل والأحباب، لماذا ؟، لأن العروس ربما تحب الحمار، كيف لا وقد طلبت من المغني أغنية " بحبك يا حمار "، وعندما صدح المطرب بتلك الأغنية شرعت بالرقص مع عريسها بدعابة، وجرته من ربطة عنقه ضاحكة، ومشت أمامه تتمثل كلمات الأغنية... " بحبك يا حمار ".
 فما كان منه إلا أن طلقها طلاق الثلاث في الحال. بعد قراءة التقرير أجابه ملك الغاب : وما دخل الحمار في الطلاق بالثلاث ؟، فمن أكبر عيوب البشر أنهم دائما متسرّعين، فلو أن هذا الزوج تريث وقرأ قصائد الشاعر الكبير أحمد مطر عن الحمير لما حصل هذا على الإطلاق !!!. لم يقف القرد عند هذا الحد، بل بدأ يطلب ويتوسل إليه بأن يعوضه بنمر أو صقر أو دب أو حتى حمار وحشي !!!، فهم أحق بالمنصب من غيرهم، إلا صاحبه الحمار الأهلي الذي يضرب به المثل في الغباوة في الغاب والبلادة في البلاد ...
وبينما كانا يتكلمان ، كان الثعلب الماكر يختزن في عقلة ما يقال ... وهو يقول في قرارة نفسه : ما هذا الكلام أيها القرد المحساد، سأفضحك عند الحمار، وسترى هل هو غبيّ ومن الجهال.
قرار الأسد كان حاسماً ولا رجعة فيه، زأر زئيراً عالياً ضجت الغابة لهوله، وأشار بيدة معلناً عن انتهاء اللقاء وفض الجلسة مع القرد الذي لم يفلح في الإقناع. أشار إلى حراسه بتنفيذ القرار، وتسليم مقاليد حكمه للحمار، وذهب  في عطلته يحتال.

تربع المسؤول الجديد على عرش الغابة متباهياً، حماراً وبكل فخر. واستقبله آلمعارضين من أهل الغابة بفتور بيان، فلا الدب امتعض، ولا الحصان صهل ، ولا الثور رفس، ولا الطيور هاجت، ولا الدجاجات ماجت، أما القرد فظل ساكتا يراقب الوضع ولا يفكر إلا في خطر الحمار.
أول المستقبلين كان هو الثعلب الماكر الغدار، وللتقرب إلى الحمار، ذكره بما كان يتلقى من تعنيف وضرب وإهانة من طرف القرد النسناس، وأخبره أنه كان من أشرس الرافضين لتعيينه، وأفتى عليه بأن يجد ما يبرر به حقده عليه، ليأخذ جزاءه لئلا يعود للأفعال، كأن يطلب منه الإتيان بشيء وعندما يخطئ القرد يضربه الحمار، وهكذا سيجد أن القرد نال ما يستحقه، ولن يجرأ مرة أخرى على التكرار وعدم احترام الأعيان.
أعجب الحمار بالفكرة، واعتبرها انتقاماً للقرد، وكان ما كان، ليرسل في طلبه في الحال.
حضر القرد المسكين يرتعش مثل الذهب فوق الغدير، ثم طلب منه الحمار أن يذهب ويحضر له تفاحة. فما كان من القرد إلا تنفيذ رغبة الرئيس وإحضار التفاحة، وبمجر ما أحضرها إليه حتى بادره الحمار بالقول : هذه تفاحة صفراء !!!، فأخذ يضربه منتشياً بحجة أنه كان يريدها حمراء وليس صفراء.
لم يقف عند هذا الحد، بل أمره مرة أخرى بإتيانه ببيضة، وبمجرد ما أحضر البيضة أمام حضرته، حتى بادره بالقول متسائلا : أهي بيضة خضرا (نيئة) أم مسلوقة ؟، رد عليه القرد بالقول : خضرا يا سيدي، ظن الحمار أن القرد سقط في الفخ مرة أخرى، وهب لضربه بحجة أنه كان يريدها مسلوقة، لكن القرد كان أذكى من الحمار، وإذا به يخرج بيضة مسلوقة كان قد أعدها وخبأها بعد أن فطن باللعبة، وقدمها له قائلاً : ها هي ذي نعم أسيدي.
لكن مأساة القرد المسكين أنه " واكلها واكلها "، إذ لم يستطع الحمار صبراً عليه واغتاظ أيما غيظ، وثار ورفس الأرض بأقدامة، وأثار الرمل والحصى والتبن والغبار عالياً، وأستدار وهو يلوي رأسه يميناً وشمالاً، في حركات تسخينية لعضلاته وصدره ورقبته وقوائمه الأربع حتى تقوى على الضرب والرفس، وأمسك بالقرد المسكين وبدأ يضربه ويرفسه وهو يصرخ :  و " مالك مزغب ؟".

و" مالك مزغب ؟"، وكأن الشعر الذي في جسده، هو الذي تزين به وليس الله تعالى هو الذي خلقه به، مثله مثل الكثير من البشر والحيوانات والحمير.

يتبين  لنا من خلال هذه القصة أن " مالك مزغب ؟" و " ولو طارت معزة " و " أقول له ثور يقول احلبوه "، كل هذه الأمثلة تنطبق على بعض الرويبضة وأصحاب '' المعارضة '' العدمية التي لا تعرف سوى التنافس بين الجماعات السياسية المنظمة، التي لها تصورها الخاص في كيفية سياسة المجتمع وإدارته للوصول إلى السلطة والسيطرة عليها، أو التأثير فيها عند عدم القدرة على الوصول إليها)، فأصبحوا كالببغاء يطرحون آراءهم بما قاله أرباب هذه المصطلحات، التي غالباً ما تكون عربية الحروف والمظهر، لكنها غربية المعاني والمخبر، ويقدمون لنا الحلول التي يظنون أنه من السهل عليهم تطبيقها بمجرد قراءة النظريات الماركسية والستالينية التي أكل عليها الدهر وشرب، بل ولم يتركها تتجاوز حتى عتبة مجلداتها، فاختلطت عليهم الأمور وأصبح بعضهم لا يدري لماذا يعارض، بل أصبح يعارض حتى نفسه ومصالحه إذا كان بعضها يتوافق مع مصالح من يقولون عنه المخزن.
فالمعارضة في الإسلام وبالعربية والتَّعرابتْ حروفاً ومظهراً ومعنى، هي الإعتراض والمخالفة والإختلاف. فعموماً هي ظاهرة إنسانية صحية من لوازم المجتمع الإنساني، فحيثما وجد الإنسان في جماعة فلا يخلو ذلك الإجتماع، من تباين وجهات النظر تجاه الكثير من الأمور، التي ينظر إليها على أنها من المضار أو من المصالح. فهي ليست حديثة العهد  في الإسلام الذي يعطينا الحل لكل شيء ويرعى الواقع من غير أن يستسلم له أو يرضخ لظروفه المتقلبة، ويعمل على قيادة الأزمات وإصلاحها، بل منذ أن كان هذا الغرب مايزال يعيش في الظلام. ففي أحكامه المتعلقة بالأمر بالمعروف، فهو يسعى في تحصيل المنافع والمصالح للمسلمين، أما في الأحكام المتعلقة بالنهي عن المنكر، فهو يسعى في دفع المفاسد والمضار عنهم. وما كان من الأمور التي لا يوجد فيها النص الملزم، فإن ذلك يتم عن طريق الإجتهاد القائم على ضوابط معلومة في بذل الجهد للتعرف على الحكم الذي يوافق الأحكام الشرعية، في جو من التناصح والتشاور، (قالَ جلّ وَ عزّ : '' وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ '' من الآية 38 لسورة الشورى)، في حدود أحكام الله ورسوله الثابثة والتي ليست قابلة للتغيير، مهما اختلف الزمان والمكان.
فهؤلاء المثيرين للجدل، ينخرطون مع أعداء الوطن لإشعال الفتنة. فهم وجمعياتهم وأحزابهم، معروفين عند الجميع، ومحسوبين على رؤوس الأصابع ولا داعي لذكر بعض أسمائهم لئلا نعكر لصديقهم أجواء انتشائه برئاسة الغابة مؤقتاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق