18 أكتوبر 2013

الجينات الوراثية للمغاربة " الأمازيغ /العرب " مع بقية المجاميع البشرية

 هناك ثلاثة أسئلة تراود كل إنسان هي : من أنا ؟ من أين أنت ؟ ومن أين هو؟, إذاً يجب علينا أن نبحث في علم الجينات، لنفهم جيداً العملية التي من شأنها أن تبين لنا من نحن ؟، ومن أين أنتم، ومن أين هم ؟. وسنبدأ بالحمض الخلوي الصبغي " الأ.دي.إن " (ADN)، الذي هو عبارة عن قاعدة بيانات عن المواد الكيميائية التي تحمل مجموعة كاملة من التعليمات للخلية، بالنسبة لطبيعة البروتينات التي تنتجها مدى الحياة، (النضج، والدالة والموت). أما الجينات فهي الوحدات الفرعية من الحمض النووي العاملة، وكلها تحمل مجموعة معينة من الإرشادات لترميز بروتين معين أو وظيفة معينة. لذلك نجد أن هناك جينات معينة في جسمنا، خاصة بالنَّسَبْ تنتقل من الآباء إلى الأبناء فالأحفاد إلى أن تقوم الساعة ومن عليها.
هذه الجينات يحملها الكروموزوم (Y) ذكري (Le Chromosome " Y " Mâle)، الذي يختلف من شعب لآخر ومن قبيلة لأخرى، ولولا هذا الإختلاف لكان بإمكان أي مستشرق أن يطعن في القرآن الكريم. (( باستثناء المستشرق المفترض، والمغربي الأمازيغي المسلم حتى إشعار آخر " أحمد عصيد " الذي يمكن له ذلك، ويمكن له أن يطعن في كل شيء، وعلانية و بوقاحة ودون رادع، خصوصاً  في كل ما هو إسلامي وعربي، ( بل حتى في النطام ورموزه !!!)، كلما أتيحت له الفرصة !!!. فهو الذي ادعى أن رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى هرقل " إسلم تسلم " رسالة إرهابية. وهو صاحب موضوع : " الإعجاز العلمي في القرآن تعويض نفسي عن نهضة مجهضة "، [ إضغط هنا للإطلاع على موضوعنا حوله ]. ومع ذلك يقول المنافقين أصحابه الذين يختبؤون وراءه كالجردان، أنه مسلم ملتزم وليس بملحد !!!. المهم قلنا كل هذا لنفضح المنافقين، وليعرف الجميع أننا في كل مواضيعنا، نتكلم عن مثل هذه الطينة وهم معروفين لدى المغربة الأحرار كلهم )). ولنتمم موضوعنا... 



قال الله تعالى في سورة الحجرات : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "، فكلمة شعوب هي جمع شعب، والشعب تطلق على عدد كبير من الناس ينتمي إلى أصل واحد، مثل العرب والأمازيغ والأتراك والفرس والأوروبيين وغيرهم، فكل واحد من هؤلاء شعب. أما القبائل فهي عبارة عن التجزئات التي تتجزأ إليها الشعوب، كقبائل بنو هلال، وبني سليم،  وبني معقل، وبني مالك، العربية (بالمغرب)، وقبائل مصمودة ( التي تعربت منها قبيلة رجراجة)، وأوربة، وصنهاجة، وزناتة ( تعربت هي الأخرى )، ولمدة، وغمارة الأمازيغية، وللروم وللأتراك  وأجناس أخرى قبائل كذلك تختلف مسمياتها. وتتجزأ القبيلة إلى عمائر، والعمارة إلى بطون، والبطون تجمع الأفخاد، والأفخاد تجمع الفصائل. فليتأمل العصيد في هذه الآية، وما أثبته العلم الحديث ليرى أن لله في خلقه شؤون، وأنه العليم الخبير خلق الإنسان بجينات موجودة في الخط الذكوري ترتبط بإسم العائلات تنتقل من الآباء إلى الأبناء ثم إلى الحفدة دون تغيير، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. سؤالنا للعصيد وأتباعه : ألا يستخرج علماء علم الجينات والبرمجيات الحيوية، الآن الأنساب إنطلاقاً من كل هذا ؟. ودائماً في هذا العلم الحديث، ألم يقل سبحانه وتعالى في سورة الحج : "... فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ...". (هنا غرضنا هو النطفة والعلقة)، وقد ثبت أن شفرة الأ.دي.إنْ  ADN  (أو "الدي.إن.آي" DNA بالأنجليزية)، تتكون من سلسلة من بلايين النيوكليتيدات ( Nucléotide)، التي هي عبارة عن سكر قاعدة من الفسفور وقواعد نيتروجينية، وكودات يتم فك شفرتها للقيام بعمليات بناء البروتينات, الأيض .... إلخ، حسب مكان وجود "الأ.دي.إن" (نواة الخلية المركزية, المايتوكوندريا). وأن 98% من هذه القواعد، لا تستخدم في العمليات الإحيائية، وتسمى علمياً "الأ.دي.إنْ خردة" (. ADN Indésirable )، (بالإنجليزية "الدي.إن.آي" خردة "Junk DNA"). وعند تغير أحد هذه القواعد النايتروجينية في "الأ.دي.إنْ " الخردة  يعطينا  "E1b1b1b". ونفس الشيء بالنسبة للبقية : J1,J2، EM,E .. ..إلخ . والطفرات هذه تحصل في عملية تكوين الخلية الجنسية لأحد الذكور الآباء، وهي النطفة التي ذكرها الله في القرآن الكريم، لذلك يكشف عنها بفحص "الأ.دي.إنْ" الذكري Y-ADN.(( والنطفة بالتحديد هي المرحلة التي يحدث فيها انقسام خيطي متساوي عدة مرات في الخلايا الأم : ( 2ن=46 كروموسوم)، وينتج عن هذا الإنقسام عدد كبير من الخلايا وتسمى أمهات المني " 2ن ")).
ألم يتحدث القرآن عن كل هذا قبل 14 قرناً ؟ . ألم تختلط الأقوام البشرية عبر العصور وكونت مجاميع بشرية مختلفة، طبقاً لما جاء في القرآن الكريم ؟. أليس كل هذا له علاقة بالإعجاز القرآني ؟. نتمنى، نتمنى من لقلبنا، أن يتفضل هذا العلماني البربري، بإجراء تحليلات " الأ.دي.إن ADN ", ونشرها علانية كما يفعل ضد الإسلام وضد القرآن وضد نبينا سيدنا محمد عليه السلام، وضد العرب، حتى نتمكن على الأقل من معرفة مع من نتكلم وأصله، لأننا لدينا شكوك في أن يلجأ أمازيغي حر إلى هذه التصرفات الوقحة والخسيسة. نقول قولنا هذا ولعنة الله على الكافرين !!!.
والآن ولنتعرف عن القواعد النايتروجينية ( les Règles Nitrogèniennes) للمغاربة، لابد لنا أن نتكلم عن الأمازيغ سكان المغرب الأولون، والعرب الذين لم يتواجدوا فيه إلا في القرن السابع ميلادي، (كما يقولون وهم في الحقيقة، تواجدوا بشمال إفريقيا منذ آلاف السنين وليس منذ الفتح الإسلامي، وربما هم أول من استوطن شمال أفريقيا، إذا ما أخذنا بعين الإعتبار ما سنرى عن كون  أصول البشرية تعود إلى الشرق الأدنى ( اليمن بالتحديد). فالطريق الذي عبرت منه الهجرات البشرية من اليمن إلى أفريقيا كان عن طريق باب المندب)، فمجاميع شمال أفريقيا البشرية السابقة، (من مصر شرقاً إلى جزر الكناري غرباً)، في تواجدها للقرن السابع الميلادي لم تتمايز إلاَّ بحلول بداية العصر الحديدي، أي ما يقارب القرن الخامس عشر قبل الميلاد. فكيف ننسب لهم إنتمائهم لذَكَرٍ واحد إسمه "مازيغ"، حصلت لخليته الجنسية طفرة على أحد قواعدها النتروجينية أثناء الإنقسام الجنسي ؟. وكيف ننسب التحور الجيني "J1 " (الذي هو عبارة عن تحول لأحد القواعد النيتروجينية عمره يقدر ب 25 ألف عام)، لإنسان عربي، ونحن لا نعرف ذكراً لشيء إسمه " عرب " قبل نصوص القرن التاسع قبل الميلاد الأشورية. فكل ما يوجد الآن فوق الأرض، من الجزيرة العربية إلى أقصى أوروربا وأمريكا، في عصرنا الحاضر، ما هم سوى عبارة عن مجاميع بشرية ذات أصول شتى. فسكان شمال أفريقيا (من دون الإشارة إلى مابعد القرن السابع، يعني قبل الفتوحات الإسلامية)، يمكن أن نميز منهم الثقافة الكازبية (وهي عبارة عن مجموعتين عرقيتين بحد ذاتها حسب أشكال الهياكل العضمية للبقايا البشرية) من الألف العاشر إلى الألف السادس قبل الميلاد، حيث تَرَكَّزَ وجودها في ما يعرف اليوم بتونس والجزائر. وهذه المجاميع الأمازيعية ربما ترجع أساساً إلى الشرق الأدنى " الهلال الخصيب" (( الشرق الأدنى  عموماً، مصطلح يستخدمه علماء الآثار والجغرافيون والتاريخيون، ليشيروا إلى منطقة الأناضول (تركيا الحالية)، والهلال الخصيب الذي ينقسم بدوره إلى بلاد الشام (وتقسم إلى الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين وإسرائيل)،  وبلاد ما بين النهرين (وهي العراق وشرق سوريا حالياً، ومصر )). فإذا ما أخذنا بعين الإعتبار ثقافة نيوليثك (Culture Néolithique أو الثورة الزراعية)، التي لم تشاهد بوادر ثقافتها إلا بعد الكازبية، وهذه قطعاً وحتماً، نتاج هجرة أقوام بشرية من الشرق الأدنى (الهلال الخصيب) إلى شمال أفريقيا، لأن الزراعة لم تنشأ إلا في ثلاث مراكز بشرية : الصين, الشرق الأدنى (الهلال الخصيب), وأمريكا الجنوبية في وقت لاحق، ولا يمكن أن تكون الزراعة قد وصلت إلى شمال أفريقيا من الصين او أمريكا الجنوبية، فوجودها أكيد، أتى من الشرق الأدنى، وهذا الجانب لا يجب نسيانه، بل وجب البحث فيه، ولا يمكن  إهماله إلا من طرف بعض المتعصبين والعنصريين الأمازيغ، الذين، يدعي بعضهم أنهم من  أصل روماني، وآخرون  من أصل ألماني، والبعض الآخر يدعى أنه تركي، بل حتى إسرائيلي، ضداً من أن يكون أمازيغياً/عربياً مسلماً، ولو من باب الشرف أن ينتمي إلى الإسلام، أو من باب " إخوان في الدين"، قال تعالى في سورة الأحزاب " ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ، فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ، وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ".
 كنا نعتقد أن أصول البشرية تعود جذورها إلى أفريقيا، ثم هاجرت إلي بقية دول العالم أو أن انسياحها وتحدرها كان إلى أفريقيا عن طريق جنوب سيناء. نعم كل هذا أصبح اليوم متجاوزاً، لأنه ثبت أن أصول البشرية تعود إلى الشرق الأدنى، اليمن بالتحديد. (لهذه الأسباب قلنا أن العرب وجدوا في شمال أفريقيا قبل الفتوحات الإسلامية بآلاف السنين)،  فالطريق الذي عبرت منه الهجرات البشرية من اليمن إلى أفريقيا كان عن طريق باب المندب. ففي هذا الإتجاه، ولتأكيد هذا الإعتقاد الأخير، اتجهت الأنظار في السنين الأخيرة إلى اليمن لإجراء الأبحاث العلمية من طرف باحثين إما يمَنيين أو بالتعاون مع خبراء من الجامعات الأوروبية أو الأمريكية، خصوصاً مع اكتشاف الخارطة الجينية للإنسان في مطلع الألفية الثالثة وظهور تطبيقات كثيرة لهذا الإكتشاف العظيم منها الشريط الجيني "الأ.دي.إن" الذي له القدرة على حفظ تاريخ البشرية إضافة إلى الحقائق العلمية عن الصفات الوراثية. فقد خلصت الدراسات العلمية، في مضمار تقصي وتتبع تاريخ البشرية من خلال الحمض النووي، وشريط الجينات الوراثية، إلى أن اليمن هو منبع وموطن البشرية الأول. انطلاقاً من هذا بدأت عدة محاولات بحثية في الغرب خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية لمعرفة الأصول الوراثية عند الهنود الحمر، وقد أشارت نتائجها إلى أن أصول البشرية تعود جذورها إلى منغوليا، فاتجهت الأنظار والبحوث إلى هناك، غير أنها ما لبتت أن عادت، وأقرت أن أصول البشرية توجد في مكان أعمق في مركز الأرض ألا وهو اليمن، وذلك بعد قيام أكاديميين أنتروبولوجيين من الولايات المتحدة، وواحد من كندا وواحد من المكسيك ببحوث أسفرت على أن السلالة الجينية الذكورية للأمريكيين تتكون من Q و C و R1b. فالسلالة Q هي السلالة الرئيسية عند الهنود الحمر،أما السلالتين C و R1b يعتقد أنها بسبب الكسح الأوروبي، مما جعلهم يبتعدون عن أمريكا وعن الهنود الحمر. 
من ناحية أخرى فقد تَبَثَ عن دراسة علمية  في يناير 2010، ممولة من قبل ويلكوم تروست ( Wellcome Trust) على التنوع الجيني الحديث للسكان، قام بها باحثون في جامعة ليستر في بريطانيا ( University of Leicester) , درسوا عينات  جينية من مختلف أنحاء أوروبا، بما في ذلك العديد من المناطق الفرنسية (فينيستر، إقليم الباسك، فيندي، هوت غارون، Finistère, Pays basque, Vendée, Haute-Garonne) فوجدوا أن 80٪ من الأنساب الجينية ذكر من الأوروبيين هم من المزارعين الذين وصلوا من الشرق الأدنى إلى هناك، ما بين 5،000 و 10،000 سنة. في المقابل، وجدوا أن معظم الخطوط الجينية  للأمهات الأوروبيات، قد أتت عن طريق صيادين من العصر الحجري القديم. إذاً الجينات العربية غزت الجينات الأوروبية منذ القدم، لأن الإنسان العربي يعتبر مهاجراً عبر قرون إلى جميع القارات، ونأخذ كمثال : آخر ملوك الغساسنة وهو جبلة بن الأيهم الذي رفض الدخول في الإسلام بعد معركة اليرموك عام 636، فهاجر ومعه 30 ألفاً من العرب إلى روما، واستقبلهم " هرقل ". إضافة إلى قبيلة إياد العدنانية التي كانت تعد بالآلاف، ثم فجأة اختفت من تاريخ الجزيرة العربية، رغم محاولات الخليفة عمر بن الخطاب، آنذاك، حثهم للدخول في الإسلام، لكنهم رفضوا ذلك وأصروا على الهجرة إلى القسطنطينية. ناهيك عن عدد لا يهان به، من العرب والأمازيغ الذين، بقوا في الأندلس بعد الإطاحة بالمسلمين هناك، واعتنقوا النصرانية لعدم قدرتهم على الهروب كالموريسكيون الذين فروا إلى المغرب. وخوفاً من بطش الملكة إيزابيلا التي خيرتهم بين الموت أو اعتناقهم المسيحية ( محاكم التفتيش). ولا ننسى اليهود العرب، الذين يحملون جينات عربية، حيث تواجدوا سابقاً في الجزيرة العربية، ورفضوا الدخول للإسلام وغادروها إلى أوروبا. وآخرون منهم، هاجروا دول شمال أفريقيا في حقب معينة، وظلوا يحملون الجينات العربية. ولذلك فإن جينات كل هؤلاء، وآخرون ممن هاجروا طواعية وتجاوزوا مع الأوروبيات ( كثرت هذه الظاهرة حتى في عصرنا هذا)،  تظهر في أوروبا، بل من مكونات خريطة الأوروبيين الجينية. إذاً حتى الأوروبيون يمكن أن نقول أن أصل بعضهم من الشرق الأدنى، بل أصول البشرية كلها تعود جذورها إلى هناك، إلا بعض المتعصبين من الأمازيغ الذين لا يريدون أن يُحْسَبُوا على البشرية !!!. بل لا يريدون الحقيقة وما زالوا متمسكين بأنهم نزلوا من المريخ إلى الأرض، وتحديداً في شمال إفريقياً وبواسطة المظلات قبل عباس بن فرناس بآلاف السنين، رغم أن علماء الآثار وعلماء التاريخ (أو المؤرخين)، أجمعوا أنه بحلول الألف الخامس قبل الميلاد، كانت القبائل الأمازيغية عبارة عن خليط من الثقافة الإيبيرية الموراسية، التي تعود أصول حضارتها إلى آخر عصر جليدي أعظم منذ عشرين ألف عام قبل الميلاد، وحتى نهاية العصر الجليدي بحلول الألف الحادي عشر قبل الميلاد. وهي الثقافة والمجاميع البشرية التي سبقت الكازبية، واختلطت بها كل هذه الأقوام البشرية، وغيرها مما لا نجد المجال لذكرهم، وهذا الإختلاط أدى إلى تكوين ما يسمى بالنموذج البربري "Proto Berber "، أو المجاميع البشرية ماقبل " الأمازيغية ".
فبالنظر إلى كل هذا هل يمكن لنا أن ننسب الأمازيغ إلى الذكر " مازيغ " صاحب الطفرة على القواعد النتروجينية " E1b1b1b "، قبل 5 ألاف عام ؟. وهل يمكن لنا أن ننسب العرب إلى الذكر حامل الطفرة " J1 "، وعمرها 25 ألف عام، مع العلم أن الهابلوغروب ( Haplogroup ) لم يصل الجزيرة العربية إلا بحدود الألف التاسع قبل الميلاد ؟. طبعاً لا يمكن أن ننسب العرب أو الأمازيغ لهذان الذكرين !!!، لسبب بسيط وهو عدم وجود ما يسمى بالعزل الجيني أو العزلة الوراثية "Génetic Isolation "، فكل هذه المجاميع البشرية من عرب وأمازيغ وغيرهما، تتزاوج وتتداخل وتتفاعل بعضها البعض أو مع البعض، مما يجعلها أقرب للبعض جينيا كلما زاد التقارب الجغرافي وليس كلما تشابهت التسمية، كأن نصور الأمازيغ أو العرب أو الأكراد أو الفرس أو الكاطلانيين بإسبانيا أو الواقواقيون نسبة إلى جزيرة " الواق واق "، مجموعة جينية واحدة.
لنرجع " للهابلوغروبات "، ولنبسط الأمور لفهمها سنشبهها بشريط لاصِقْ، يستخدم  للتمييز و لتحديد طريق الهجرات فقط. ولا يحدد الأعراق ( " J1 " وعرق " E " ،"I " ...إلخ)، فهي تستخدم لتحديد تقارب من نوع ما، والتقارب الجيني يقاس باختلاط مجموع الحوض الجيني " Genetic Pool " لدى مجموعة سكانية معينة " Genetic Population "، وتستخدم بها عدة مقاييس تلاحظ ترددات خصال معينة " Traits "، ويمكن من خلالها معرفة التقارب أو التباعد بين مجموعتين بشريتين والأمر ليس أمازيغ أو عرب، أو أكراد، أو فرس أو...،إلخ، يعني ليس هناك تميزات عرقية. فأمازيغ وعرب شمال أفريقيا اليوم، أقرب إلى بعضهم البعض في بلدانهم وتجمعاتهم السكنية من قرب الأمازيغ لبعضهم البعض، وقرب العرب لبعضهم البعض. وعرب العراق اليوم أقرب جينياً إلى سكان هضبة إيران في جنوب وجنوب غرب إيران. والأكراد أقرب جينيا كذلك، إلى سكان البلدان التي ينتمون لها من قربهم لبعضهم البعض. مما يعني أن الأمازيغ والعرب في بلادنا امتزجوا بعضهم ببعض، بحيث تزاوجوا وتداخلوا وتفاعلوا، واختلطوا، ولم يبقى ما يفرق بينهم. إلا بعض المتعصبين والعنصريين البرابرة الذين لا شك أنهم ليسوا أمازيغ أحرار (لذلك سميناهم بتسميتهم الأولى التي عرفوا بها لأمهم خليط من الفنيقيين والرومان والإغريق والزنوج والإسبان والبرتقيز)، وكذلك بعض العرب الذين من أجلهم أصبحنا لا نتطرق لمثل هذه المواضيع، وجل المتدخلين والباحثين يعتبرونها مواضيع حساسة، لا ندري لماذا ؟!!!، إن كان لديهم ردود مختصة أو علمية أن يدلوا بها بعيداً عن كل الحسابات. أما إذا لم يكن عندهم سوى الخطابات المعتادة ك... : تامزغا أرضنا محفظة في المحافظة العقارية (يمكنهم هنا رفع دعوى قضائية باحتلال الملك الخاص، ضد العرب أصحاب الأملاك المحفظة فعلياً، الذين أتوا على النياق، كما يقول المتعصبون من الأمازيغ، ويريدون إرجاعهم إلى الجزيرة العربية عبر الطائرات، التي لا يقدرون هم فراداً على الركوب فيها فبالأحرى توفير ملايين من تذاكر الطائرات للعرب لإرجاعهم إلى الجزيرة العربية !!!). وعلى العرب  بدورهم، أصحاب " نحن خير أمة أخرجت للناس، ونحن الذين أتينا بنور الإسلام إلى شمال أفريقيا لنخرجكم من الظلمات إلى النور ( مع العلم .... فليصمتوا أحسن لهم. وإلا أن يبحثوا عن أصل جيناتهم، ربما يتفاجؤوا بأنهم لا من هؤلاء ولا من هؤلاء، فكل يعود لأصله ومرباه، وراعي الشرف يشرف والأندال يهبون !!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق