16 ديسمبر 2013

الإسلام والمسيحية واليهودية أيهم على حق ؟ وهل الكتاب المقدس، عند اليهود والنصارى، وحي من كلام الله ؟ (الجزء الأول)

الإسلام والمسيحية واليهودية أيهم على حق ؟ وهل الكتاب المقدس، عند اليهود والنصارى، وحي من كلام الله ؟ 
الجزء الأول
أولاً، كل ما سيتم كتابته هنا ليس اتهاماً منا لأحد الأديان أو لشخص أنبيائهم عليهم السلام،  بل نحن سننقل لكم التحريفات التي وقعت في كتبهم "المقدسة"، والإهانات التي نُسبت إلى أنبيائهم من خلالها.
حين نسألك عن إسمك وباقي هويتك الشخصية ونطالبك بدليل يؤكد صدق كلامك...، ماذا سيكون ردك ؟، بالطبع ستخرج لنا بطاقتك الشخصية، وبذلك تكون قد أثبت لنا شخصيتك ونكون قد تعرفنا عليك. هكذا الأديان، فحين تريد أن تتعرف على ديانة ما، فما عليك إلاَّ أن تفتح كتابها وتقرأ ماذا يقول عنها. فحين تحب مثلاً أن تتعرف عن الإسلام فافتح " القرآن الكريم"، وحين تحب أن تتعرف عن المسيحية أو اليهودية فافتح كتبهم المقدسة. وأول شيء يجب أن تبحث فيه، هو بكل بساطة نص واحد وصريح يثبت أن هذه الديانة هي دين الله أو دين أرسله الله، وأن الله هو واحد أحد لا شريك له. إذن حين تفتح القرآن لتتعرف عن الإسلام، وتجد في سورة آل عمران ما يؤكد بأن الإسلام دين الله الذي اصطفاه للبشرية أجمع، بقوله : " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ "، وتجد في سورة الإخلاص أنه الله واحد أحد، لم يلد ولم يولد، بقوله تعالى : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ٧ اللَّهُ الصَّمَدُ ٧ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٧ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ "، فإنك قد تعرفت عن البطاقة الشخصية للإسلام وهي القرآن، وستجد أن كلامه في حد ذاته مقنع ويتقبله العقل. وحين تفتح الكتاب المقدس  لتتعرف عن المسيحية وتتأكد من كونها دين من عند الله، فلا تجد شيء عن ديانة إسمها المسيحية، ولا تجد سوى أن المسيح كان يعتنق دين اليهود ويلتزم بتشريعاته ويطبقها على نفسه، ولا تجد ولو قولة واحدة من كلام الله الواحد الأحد، سوى أن المسيح هو الرب وهو الإبن وهو الروح القدس وقال فلان وقال فرتلان. فإنك قد تعرفت عن البطاقة الشخصية للمسيحية، وحين تنكشف لك الحقائق وتتأكدت منها، حينها ستعرف من هو الدين الحق والصحيح الذي يرضاه الله لعباده.
عندما سئل دان براون (Dan Brown، المؤلف "المعاصر" الأمريكي لقصص الخيال والإثارة الممزوجة بطابع علمي وفلسفي)، مؤخراً عن كونه مسيحياً، أجاب : " نعم. فإذا سألت ثلاث أشخاص عن معنى كون المرء مسيحياً فستحصل على إجابة من ثلاث : بعضهم يعتقد أن المعمودية (المعمودية هي طقس مسيحي يمثل دخول الإنسان الحياة المسيحية. تتمثل باغتسال المعمّد بالماء بطريقة أو بأخرى)، تكفي لأن يكون الشخص مسيحياً، والبعض يعتقد بحتمية قبول الكتاب المقدس على أنه حق مُسلَّم به، بينما يعتقد البعض الآخر بوجوب قبول المسيح كمخلص شخصي للحصول على الخلاص وإلا ذهبت إلى الجحيم. أنا اعتبر نفسي دارساً لعدد من الأديان وكلما تعلمت المزيد، زادت أسئلتي ". وهذا بحد ذاتها شك في الدين المسيحي ومراوغة منه في الجواب بدقة (نعم أم لا). فالأغلبية من المسيحيين مرتابون ولا يحملون من الدين إلا الإسم. لكن لو سألت أي مسلم عن دينه، فحتماً سيجيبك : نعم بلا تردد وبكل افتختار وبدون مراوغة، ويشهد أمامك أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
عامة هناك نماذج عديدة تبين لنا بالواضح أن أغلب الغربيين (في أوروبا والأمريكيتان) إبتعدوا عـن الله وعن الدين المسيحي باسم التحضر والتـحـرر, والإباحية والحـرية الفردية والجنسية, وقد ابـتـدأ هذا الإنحلال الديني والخلقي عندهم، في أمريكـا وبريطانيـا، وانتشر بعد ذلك في معظم أوربـا الغربية ثم الشرقيـة، ليصل إلى آسيا الشرقية منتشراَ كالنار في الهشيم, حتى في دول كانت تعـتبر معقلاَ مسيحياً كاثوليكياً بامتياز، مثـل إيطاليا (مقر الفاتيكان) وإسبانيـا. وهذا بشهادة الكنيسـة المسيحية ذاتُهـا, التي أصبحنا نلاحظ أنها تشكو من ضـعـف الإيمـان في العـالم، وببيع الكنائـِس في أوربا وأمريكا وتحويلها إلى بيـوت للهو ولعب القمر (كازينوهات)، أو حانات للمشروبات والسكر والعربدة والدعارة، والجنس العلني. والدليل هو عندما تسأل أغلبهم، وبدون مراوغة منهم، يجيبونك بأن الإيمان بالله أو بوجـوده، علامة من عـلامات التخلف والسذاجـة. نعم لقد راح الكثيرون منهم يتباهون بعـدم إيمانهم بالخالق، وأصبح علماؤهم (أغلبيتهم الساحقة ينتمون إلى الكنيسة، ومنصرين ينشطون تحت غطاء علماء)، يبحثون لإثبات نظرية " داروين " القردية، ونظريات الإنفجار الكوني وعـمر المتحجرات, ويدعون ببطلان خلق آدم وحـواء، وبعـدم حـدوث الطوفـان في زمـن نـوح, وبطلان سقـوط أسوار أريحـا, وبطلان الخلق في سـتة أيام. أما عامتهم فأغلبها أصبح لا يؤمن بما كُـتِبِ في الإنجيل بعهديهِ القديم والجـديد، ويعتقدون أن ما يحويه ليس إلا أساطير منقولة من قـبل اليهود أثناء السبي البابلي والآشوري ومن ملحمـة " كلكامش"، وخَـزعبلات الفراعنة، وأن هذه الكتب لا تتكلم سوى عن قصص خيالية مما تعلمهُ متى ومرقس و ... ويوحنا ودانيال وحزقيال وغيرهم، (ممن يسمونهم أنبياء ورسل المسيح طبعاً، الذي يعتبر عندهم هو الله)، أثناء وجودهم في البلدان التي سُبوا إليهـا. فهذه شهادة "شاهد من أهلها" (صادفنا الكثير والكثير منها في مواقع غربية، غير عربية وغير مسلمة)، بخصوص كتابهم المقدس، وما على كل مشكك، إلا البحث عبر الحاج " گٌوگٌل " وسيرى العجب العجاب في هذا الشأن، وبالمناسبة سيقف على حقيقة إحصائياتهم، التي تبدو من الوهلة الأولى أنها مبالغ فيها ومزورة، حيث يُقحمون ويَحسبون، مثل هؤلاء، من المشككين واللاّدينيين والمرتدين واللاّأدريين، الذين يمثلون الأغلبة منهم، في عداد المسيحيين، ويدعون أنهم بلغوا مليارين ونيف (2.200.000.000) من المسيحيين عبر العالم، مقابل مليار و 800.000.000 مسلم، والعكس وزيادة هو الصحيح (ربما أكثر من ثلاثة ملايير 3.000.000.000 مسلم يوجدون الآن منتشرين عبر العالم، ومؤمنين بدينهم الإسلامي خير إيمان، إن كانت إحصائياتهم صادقة)، إذا ما نظرنا إلى الأعداد الهائلة للذين يعتنقون الإسلام منهم، وبشهادتهم، والتقرير الذي نشرته صحيفة " الديلي تليجراف " البريطانية مؤخراً، لخير شاهد على ما نقول، حيث أكدت فيه عن  " تزايد أعداد المسلمين في أوروبا خلال الأعوام الماضية، موضحة أن أسماء : - محمد - وآدم - وريان - وأيوب - ومهدي - وأمين - وحمزة، باتت من أكثر سبعة أسماء شيوعاً واستخداماً في بلجيكا التي تشكل مقر الإتحاد الأوروبي. وتوقعت ازدياد الذين يعتنقون الدين الإسلامي، إلى أكثر من 20 % من سكان أوروبا، بل أكدت أن أعداد المسلمين ستتفوق على سواهم في فرنسا، وربما في كافة معظم دول أوروبا الغربية ". فإذا ما أخذنا بعين الإعتبار كل ما ذكرنا، دون أن نستثني النقطة المهمة جداً التي تتمثل في الإحصاءات، والتي نشك في مصداقيتها 100 %، بدليل واضح، وهو وإبعادهم للمسلمين (ولا مسلم واحد من العلماء، ورجال الدين الموثوق فيهم، وخبراء الإحصاء المسلمين وما أكثرهم، بل ولا مسلم واحد من عامة المسلمين)، للمشاركة الفعالة في إحصائياتهم، للوقوف معهم في جميع مراحلها، يتبين لنا أن المسلمين متفوقين عددياً على المسيحيين، بالأغلبة الساحقة  !!!.
والآن بعد كل هذه التوضيحات الأولية، يجب أن يعلموا أن المسلمين ليسوا بأغبياء، وأنهم يقرؤون ويعرفون كتبهم المقدسة أكثر منهم، ودليلهم العلمي والعملي هو القرآن الكريم، الذي هو ليس حكراً على أحد، بل كتاب أنزله الله لكل البشر وليس لفئة محددة من الناس أو للعلماء والمختصين فقط، (ويمكنهم قراءة بعض سوره، وأكيد أنهم سوف يغيرون رأيهم لا نقول حول أي دين ونترك لهم المفاجأة)، قال تعالى في سورة محمد : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ". كما يجب عليهم أن يعلموا أنه، ليس للمسلمين أي مانع من أن يبحثوا فيها (كتبهم)، ويقارنون بها، مصىاقاً لحديث نبيهم محمداً، صلى الله عليه وسلم : " حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج "، (ونحن نعلم أنهم مشتركين في كتبهم المقدسة مع المسيحيين، حيت أن بني إسرائل (اليهود)، عندهم كتاب " العهد القديم (التوراة)، والمسيحيين عندهم الأناجيل (العهد الجديد) التي تحتوي على جزء من العهد القديم (التوراة)، إذن فلا مانع دينياً عندنا للحديث عنهم وبدون حرج. لذلك سنحاول في هذا الموضوع أن نبحث قليلاً في كتبهم (التوراة والأناجيل)، التي أوكل الله لأحبارهم وعلمائهم أن يحفظوها، لكنهم حرفوها وثبت عليها الإفساد، فنحن كمسلمين لا نشك في التوراة ولا في الإنجيل الأصليين، إن وجدوا، بل حتى في بعض الحقائق من كلام النبوة، التي  بقيت في التوراة والأناجيل الموجودة الآن بين أيدينا ( أكيد فيها حق وباطل )، ويمكن أن نستدل بها، عكس علمائهم الذين يظنون أنفسهم أعلم من باقي البشر، مع أنهم يعرفون الحقيقة لكنهم يتكبرون نكاية في الإسلام ولا يعلنون عنها صراحة. ولو تواضعوا واعترفوا بالقرآن الكريم، ودرسوه، لوجدوا فيه من العلوم الدينية والدنيوية ما لا يعد ولا يحصى، ولأسلم جلهم انتصاراً للحق، فلنبدأ باسم الله بالحق.


إن الحق هو الله سبحانه، قال تعالى في سورة النور : " وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ "، ويقول سبحانه في سورة الحج : " ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ "، فهو إذاً الموجود باليقين الثابت، وقد جاء منه الحق، وإليه يرجع كل الحق، وهو الواحد الأحد. ومن هنا يبدأ الإختلاف بين الإسلام من جهة وبين المسيحية واليهودية من جهة أخرى كما سنرى. (وسنمدكم  بمفاجأة حديثة " سخونة " لهذه السنة 2013، فترقبوها).
فبغض النظر على هذا التعريف الحق، الذي نستنتج منه أن الحق هو الموجود والثابت والواقع والصحيح، وهو ضد الباطل والفاسد، فهناك الحق الذي يمكن أن يكون حقيقة، والحقيقة التي لا يمكن أن تكون حقاً، كما قال الشاعر : " ليست الحقيقة دوما ً ... تحملُ رايات الحق " - " فالحقيقة ُواقعٌ زائف ... لا يحمل إلا قليلا ًمن الحق ".
 ومرة أخرى يتبين الإختلاف بين الحق في الدين الإسلامي من جهة، وبين الحق في الدين المسيحي والدين اليهودي من جهة أخرى، فكل دين لا يعترف بأن الحق هو الله تعالى لم يلد ولم يولد فهو ليس دين حق، بل مجرد عقائد موضوعة مثل الهندوسية والبوذية والسيخية والشنتوتية والجاينية والدارمية "القانون الثابت والواجب الثابت" والمجوسية وغيرهم، لأن المسلمين يؤمنون بالله الحق، ويؤمنون بصفته الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد، قال تعالى في سورة الإخلاص : " قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد اللهُ الصَّمَدُ ٧ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٧ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ "، صدق الله العظيم. والجميع يعرف (أو يجب أن يعرف)، أن المسيحيين غلوا في دينهم وأشركوا سيدنا عيسى إبن مريم وجبريل ( الروح القدس) في عبادتهم مع الله، فهم يدَّعون أن المسيح هو الله، وإبن الله، وروح القدس، فيجسدونه في الثالوث : " الأب والإبن والروح القدس "، تعالى الله عما يدعون علوًّا كبيراً. يقول الله تعالى في سورة النساء : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ  لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا  "، صدق الله العظيم. (ملاحظة سيدنا عيسى عليه السلام، بشر ونفخة من روح الإله، أي نعم أما روح القدس كما يدعون فألف لا، روح القدس هو سيدنا جبريل عليه السلام).
أما اليهود فقد تجبروا بدورهم وحرفوا بعضاً من كتابهم " التوراة " أو ما يطلقون عليه ب " العهد القديم "، بشروحات واجتهادات " التلمود "، ما أنزل الله بها من سلطان، كلها أقوال بشرية قريبة للوثنيه أكثر منها للسماوية كما سنري، وبعيدة كل البعد عن الكتاب المقدس (العهد القديم أو التوراة)، نذكر منها الآن : " أن الأنبياء تصارعوا مع الله وهزموه بين السماء والأرض "، تعالى الله عما يقولون، وخرافات أخرى، يندى لها الجبين ولا يصدقها حتى طفل صغير، وسنأتي على ذكر بعضها لاحقاً، كما قلنا، ليتبين للقارئ العزيز، الحق من الباطل، فرغم إيمانهم بوجود إله واحد ألا وهو الله، عكس النصارى الذين اتخذوا من نبيهم إلاهاً متجسداً في الرب والولد والروح، تعالى الله عما يصفونه به، علواً كبيراً، إلا أنهم أشركوا به حين ادعوا، في تصوراتهم التلمودية، أن " عُزَيْرَا " هو إبن الله سبحانه، تعالى الله عما يتصورون، ويمكن لنا أن نقول هنا، أنه وقع تحريف التوراة في ترجمة أو كتابة إسم "عبد الله"  إلى "إبن الله"، فعوض كتابة " عزيرا عبد الله" حرفوها إلى " عزيرا إبن الله "، لأن التوراة كانت قد فقدت (حرقت)، قبل أن تعاد كتابتها. ولم يؤمنوا شأنهم شأن المسيحيين، برسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، آخر وخاتم الأنبياء، رغم أن الحق، خاطبهم وأمرهم في كتبهم التوراة والإنجيل، الحقيقين الذي أنزلهما على سيدنا موسى، وسيدنا عيسى عليهما السلام، قبل أن يتم تحريف محتوياتهما، بأن يتبعوا رسالته، ويؤمنوا به. (وهنا نقف ثانية عند اختلاف آخر فنحن كمسلمين نعترف بجميع الأديان الإلهية، التي كانت فعلاً أديان نعترف بها كمسلمين، لكن بعد تحريف الكتاب المقدس وانحرافه، أصبحنا نعتقد، كما قلنا، بأن اليهودية والنصرانية  ليستا سوى عقائد موضوعة لا غير، ولا ترقى لأن تكونا أديان سماوية، وسنبين هذا بالتفصيل)، حيث قال تعالى في سورة الأعراف : " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "، صدق الله العظيم. هنا الله سبحانه يعني ب " الأمِّي " كما يتضح، الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ويذكر سبحانه التوراة التي أنزله على سيدنا موسى والإنجيل الذي أنزل على سيدنا عيسى عليهما السلام، ولاحظوا كلمة " الإنجيل " في هذه السورة، إنما ذكر في القرآن بصيغة المفرد، ونحن نرى اليوم وقد أصبح عندهم أربعة أناجيل. وبصدد هذه الملاحظة الأولى لا بأس أن نبين أن سيدنا عيسى عليه السلام، لم يكتب شيئاً في عصره بنفسه. فكل إنجيل كتبه كاتب ويحمل إسمه : متى - مرقس - لوقا - وإنجيل يوحنا، ( من هنا يبدأ الإختلاف ولكل عاقل أن يلاحظ الفرق : فالقران الكريم كلام الله، عكس الأناجيل التي هي كلام البشر، ولا نستطيع ان نميّز فيها بين كلام الله وكلام الرسول وكلام المؤلف، فكل ما قرأناه فيها هو :  قال المؤلف متى، وقال مرقس وقال يوحنا وقال بطرس، لا ذكر لقوله تعالى. القرآن الكريم كتب في عصره وحفظ بالعربية لغته الأصلية التي خاطب الله بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عكس الأناجيل التي كتبت جميعها باليونانية، وليس بلغتها الأصلية لغة عصر سيدنا عيسى عليه السلام، الآرامية أو السريالية، ثم ترجمت بعد ذلك، وبعد عدة قرون من عصر النبي عيسى عليه السلام. سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، أرسله الله للناس كافة " للعالمين "، عكس سيدنا عيسى عليه السلام، الذي أرسله الله ليهدي الأمة التي بُعث إليها، إلى عبادة الله، وهي أمة بني إسرائيل وحدها، أما غيرهم من الأمم فلاتعنيهم شريعته، وهذا ما تقره الأناجيل بدليل ما جاء في إنجيل متى الإصحاح 15 فقرة 5 وقول يسوع : " لَمْ أُرْسَلْ إلا َّلِخِرَافِ بَنِي إسْرَائِيْل الضَّالَّة ).
ثم إنهم يقولون أنهم كتبوا الأناجيل بعد مئة " 100 "، وترجموا بعد مأتي " 200 " عام، بعد رفع سيدنا عيسى عليه السلام. وهذا غير صحيح، فنحن لسنا أغبياء، إذ نعرف أن الغرض من هذا الإدعاء هو تقديم تاريخ تحريرها إلى فترة تقارب كثيراً فترة المسيح، لتأخذ طابع المصداقية، وليبرروا أنهم لم يحرفوها، وهنا نتحدى أي واحد أن يثبت لنا هذه التواريخ القريبة جداً من العصر الذي عاش فيه سيدنا عيسى، حيث لنا الدليل أن أقدم مخطوطات الكتاب المقدس بأكمله (العهد القديم والجديد) باللغة اليونانية، يرجع تاريخه إلى القرن الرابع ميلادي وهي " المخطوطة الفاتيكانية " الموجودة الآن في مكتبة الفاتيكان، ويرجع تاريخ كتابتها إلى أوائل القرن الرابع الميلادي، و " المخطوطة السينائية " في المتحف البريطاني، وقد كتبت منتصف القرن الرابع الميلادي، و " المخطوطة الإسكندرية "، بالمتحف البريطاني، وهي الأخرى لا تتعدى القرن الخامس الميلادي، و " المخطوطة الإفرايمية " في المكتبة القومية بباريس، ويرجع تاريخها كذلك، إلى القرن الخامس الميلادي. ( هنا انظروا جيداً، فهناك مخوط وحيد في العالم من إنجيل يهوذا، وقد سجل قبل انتهـاء بعثة المسيح مباشرة. لكنه الآن غير معترف به من طرف جميع الكنائس المسيحية في العالم، عثر عليه في مصر سنة 1972 فاستولت عليهه الولايات المتحدة لعدة سنين، بعدما تمت ترجمته من اللغة القبطية إلى اللغة الإنجليزية في نهاية عام 2005 وأفرج عن هذه الترجمة عام 2006، واسترجعته مصر مؤخراً، رغم أن القيادة الكنسية في مصر اعترضت بشدة على تسلم مصر هذه النسخة، فطمأنهم الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر بقوله : " نحن نسترد هذا المخطوط ليس لأننا نؤمن بما كتب فيه، وإنما لأن عمره بلغ أكثر من 1700 سنة. أي أنه مخطوط أثري ومكتشف في أرضنا، وأن هيئة الآثار المصرية ترفض الإعلان عن تفاصيل مخطوط " إنجيل يهوذا الإسخريوطى " احتراماً لمشاعر الأقباط. وكل لبيب سيفهم هنا لماذا لم يعترف به كنسياً، ولماذا يرفض الإعلان عن تفاصيله من طرف المجلس الأعلى للآثار بمصر. أكيد إحتراماً لمشاعر جميع مسيحيي العالم، لما فيه ربما من حقائق ستضرب الأناجيل الكنسية الأربعة المعترف بها مسيحياً في الصميم، بل في الصفر. " إضغط هنا لتقرأ التفاصيل في صحيفة الواشنطن تايمز" Judas stars as ‘anti-hero’ in gospel. وجاء في إحدى نصوصه :
Near the end of the Judas gospel, Jesus tells Judas he will " exceed " the rest of the disciples for you will sacrifice the man that clothes meومعناه : أن المسيح يخاطب يهوذا في نهاية الإنجيل المنسوب إليه ويقول له أنه (أي يهوذا) سوف يختلف عن باقي الحواريين "exceed the rest of the disciples " وأنه سوف يكون الرجل ( the man ) الذي يضحى به كشبيه لي ( يلبسنى = clothes me)
ونقف هنا لنتأمل كلمة "يلبسني " الذي عجز المترجم أن يكتبهـا كما جاءت في آيات القرآن " شبه لهم . وربما له علاقة هو كذلك باستقالة بابا الفاتيكان مؤخراً، كإنجيل " برنابا "، الذي تكلم عن نفس الحقائق،  كما سنرى فتأملوا في كل هذا ) فأين هي مخطوطات سنة 100 أو 200 ميلادية يا ترى، بل أيت هو الإنجيل الأصلي ؟.
قلنا أن المسلمين يؤمنون بجميع الكتب المقدسة (السماوية الأصلية كما أنزلها الله)، وبجميع الأنبياء والرسل الذين بعثهم الله. لكن لا يؤمنون بالكتب التي تغيرت، بعد نقلها (ترجمتها) نقلاً غير صحيحاً، فأصبحت محرفة عن كاملها، ثم أنه من الواضح عدم تواجد ولو نسخة واحدة الآن مكتوبة بالنص الأصلي، حيث أن المخطوطات الأصلية التي من المفترض أن تكون قد صدرت عن يد المؤلف الأصلي، قد ضاعت ربما سنين قليلة بعد مماته، ولم تكن محفوظة عن ظهر قلب، (كما هو شأن القرآن الذي مازال يثلى مرتين في اليوم بجميع المساجد دون اللجوء إلى فتحه، ما دام محفوظاً في الصدور). ونؤكد هنا أن معظم أسفار الكتاب المقدس لا يعلم المسيحيون متى كتبت ومن هو كاتبها، ودليلنا هو اعتراف علماء كتابهم بهذا في مقدمة طبعة 1971 م. الإنجليزية والمدخل للعهد القديم للمطبعة الكاثوليكية ولكم البرهان :
ولو افترضنا أن بعض النسخ قد تم حفظها، فيبقى البحث في أصلها وفي من كتبها في أول الأمر ( رغم أنهم يدعون أنها كتبت من طرف رسل، ونحن نعرف من الناحية الدينية أن الرسل، هم من أرسلهم الله إلى الناس عبر الوحي، وليس من كتبوا كتباً بأقلام بشرية، فأصبحوا يضعونهم زوراً في مرتبة الرسل والأنبياء، وحتى لو سلمنا أنهم عاصروا الرسل والأنبياء، ووقع أن أرسلوهم هؤلاء الرسل والأنبياء، لنشر دعوتهم، فهم ليسوا سوى صحابة هؤلاء، وليسوا رسلاً بالمعنى الديني !!!)، ثم من تلقى عنهم هذه الكتب، وهل كلهم صدقوها وآمنوا بها ككتب سماوية أو مجرد كتب عادية، وكيف تم تداولها عند انتشار اليهود والنصارى في الشرق والغرب، وكيف نقلها كل قوم دخلوا اليهودية أو النصرانية إلى لغتهم ؟. كل هذا يجب الرجوع إليه، خصوصاً لتطمئن قلوب المؤمنين منهم. وبالنظر إلى ترجمتها فلنا فيها ما نقول وزيادة، كما سنرى !!!، خصوصاً وأن النسخ الموجودة الآن ما هي إلا ترجمات متعددة، ولم تكن أبداً أصلية في جميع مراحلها. وبهذا الخصوص يقول الاستاذ " جاك كاترول " في كتابه "سلطان الكتاب المقدس" - ص 39 - : " يحسن بنا أن نقول أن المخطوطات الأصلية غير متواجدة، وأن هذه الترجمات ليست واحدة وليست منضبطة تماماً، بل فيها زيادة ونقصان ". وحتى لا يكون كلامنا خالياً من الدليل، فالفقرات التالية من سفر صموئيل الأول في 17 نرى أن الفقرات :  18_31 و41 و51-58 وفي 18 نرى أن الفقرات : 1_5 و9 و10 و11 و17 و18 غير موجودة في الترجمة اليونانية !!! هذا مثال بسيط من بين أمثلة كثيرة. أما لكل مشكك في ما قلنا عن الترجمات والزيادة والنقصان فيها، نضع له بعض المقارنات على سبيل الإستئناس، بين نسخة الكتاب المقدس للكنسية البروتستانتية ونسخة أخرى مختلفة له للكنيسة الكاثوليكية :
- أولاً : الكتاب المقدس العهد القديم (التوراة) :
- ثانياً : الكتاب المقدس العهد الجديد ( الأناجيل الأربعة والتي فيها جزء من العهد القديم) :
أ ) -- الإنجيل المنسوب إلي متى :
ب ) - الإنجيل المنسوب إلي مرقس :
ت ) - الإنجيل المنسوب إلي لوقا :
 
ث ) - الإنجيل المنسوب إلي يوحنا :
ج ) - سفر أعمال الرسل :
ح ) - الرسالة الأولى ليوحنا : 
أسئلة مطروحة : ما داموا يدعون بالموضوعية في البحث والتفكير والعلم، فكيف لهم عندما يصلوا إلى كتابهم، يتناسون ويتجاهلون وتعمى بصيرتهم وتطير موضوعيتهم ؟!!. أيعقل أن يؤمن باباوات، وكرادلة، وقساوسة، وبطاريق، قبل أناس عاديين بكتاب تحوم على الكثير من أسفاره الشكوك، وعلى كُتَّابها أو مؤلفيها الغير معروفين على وجه الدقة، بل أحياناً غير معروفين على الإطلاق ؟!!!. أين هي الموضوعية إذاً، حين ينفون عدم تحريف الكتب المقدسة، وبعض ناقليها مجهولين أو مشكوك فيهم، والمصيبة أنهم مُصِرّين على مصداقيتها، ويضعونها موضع كلام الله ؟!!!. هذه اختلافات حقيقية ومؤكدة موجودة بيننا بينهم وبين نسخ كتابهم المقدس، وهي متمثلة بالزيادة والنقصان، وقد وقفنا عليها ونتحمل المسؤولية في ما قلنا، وقد اطلعتم عليها من خلال ما وضعنا لكم من صور، ولكل مشكك... (((مع أننا متيقنين، ونعرف أن أكثر من 90 %، من اليهود والمسيحيين لا يقرؤون، بل لم يسبق لهم أن قرؤوا كتبهم المقدسة، ولم يقفوا على ما تحتويه، إلا ما يقال لهم من افتراء وتزوير، وأن ارتيادهم للكنائس والمعابد لا يتعدى 16 % من المؤمنين، بالنظر إلى كثرة اللادينيين والملحدين والمشككين واللاأدريين والدليل على ذلك هو التناقض الذي يقع في هذه الكتب المقدسة، وقولهم أن سيدنا عيسى عليه السلام، هو الأب (الله) وهو الإبن (إبن الله) !!!، ولو قرؤوها كما نفعل نحن، لتأكدوا أنها محرفة، وأن سيدنا عيسى ليس سوى نبي مرسل من الله الواحد الأحد، الذي لم يلد ولم يولد، ولوجدوا فيها نصوصاً تثبت نبوة سيدنا عيسى عليه السلام، وأنه مجرد " نبي "، لا أب (إله) ولا إبن (إبن الله)، ولا هم يحزنون، (بل يجب أن يحزنوا على هذا التجسد الغير معقول !!!)، ودليلنا هنا نأتيه من كتبهم " أناجيلهم الأربعة ". - فإنجيل لوقا 7 عدد 16 يقول : " فأخذ الجميع خوف ومجَّدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه ". - وفي 9 عدد 19 يقول : " فاجابوا وقالوا يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا، وآخرون أن نبياً من القدماء قام ". - وفي 13 عدد 33 قال : " بل ينبغي أن أسير اليوم وغـداً وما يليه، لأنه لا يمكن أن يهلك نبي خارج عن أورشليم ". - وفي 24 عدد (18)  يقول نفس لوقا : " فأجاب أحدهما الذي إسمه كليوباس، وقال له هل أنت متغرب وحدك في أورشليم، ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام" . - و (19) : فقال لهما وما هي، فقالا المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنساناً نبياً، مقتدراً في الفعل والقول أمام الله ".  - أما في إنجيل يوحنا 4 عدد 44 فيقول : " لأن يسوع نفسه شهد أن ليس لنبي كرامة في وطنه ". - وفي 6 عدد 14 يقول : " فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا إن هذا هو بالحقيقة النبي ".  - وفي 8 عدد 40 يقول : " ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله، هذا لم يعمله إبراهيم ". - وفي 9 عدد 17 يقول : " قالوا أيضاً للأعمى ماذا تقول أنت عنه، من حيث أنه فتح عينيك، فقال إنه نبي ". ويقول نفس يوحنا  - في 17 عدد 3 : " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته((في هذا العدد 3 من 17، بالذات، كيف يعقل أن يكون سيدنا عيسى عليه السلام، هو الله وحده، وفي نفس الوقت يرسل نفسه لنفسه !!!. وهو عليه السلام وحسب إنجيل مرقس عدد 29 يقول : فأجاب يسوع : الوصية الأولى هي : " إسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا هو الرب الأحد ". قال تعالى في سورة المائدة : " وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّه ".   وقال في سورة الأنعام : " بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ". وقال في سورة الجن : " وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا، وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا، وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ". فكيف لم يفهموا أن سيدنا عيسى عليه السلام، يعلن أنه ليس الرب ؟. وهنا نحيلهم للمعنى في اللغة العربية التي جاء بها هذا العدد 3، في الترجمة الكاثوليكية " دار المشرق "، وما قال الإمام " محمد متولي الشعراوي " رحمه الله (أحد أعضاء مجمع اللغة العربية عام 1987)، في تفسير الآية 163 من سورة البقرة " وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ٧ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ "، شارحاً الفارق بين كملة (واحد) و (أحد)، حيث قال في ما معنى كلمة احد : الفارق بين { واحد } و { أحد } هو أن { واحد } تعني ليسثانٍ، و { أحد } يعني ليس مركباً ولا مكوناً من أجزاء، ولذلك فالله لا يمكن أن نصفه بأنه ” كل ” أو ” كلي ”، لأن ” كل ” يقابلها ” جزء ”،  و” كلي ” يقابلها ” جزئي ”، و ” كل ” هو أن يجتمع من أجزاء. والله متفرد بالوحدانية، وسبحانه المنزه عن كل شيء وله المثل الأعلى، وأضرب هذا المثل للتقريب لا للتشبيه، إن الكرسي ” كل ” مكون من خشب ومسامير وغراء وطلاء، فهل يمكن أن نطلق على الخشب أنه ” كرسي ” أو على المسامير أو على الغراء أو على الطلاء؟. لا. إذن كل جزء لا يطلق على ” الكل ” ، بل الكل ينشأ من اجتماع الأجزاء ". إذن طالما أن إنجيل مرقس ذكر بأن المسيح قال : إلهنا هو الرب الأحد.. إذن هذا إعلان مُباشر من سيدنا عيسى عليه السلام، يؤكد بأن الله أحد لا شريك له، وبلا أقانيم (الأب والإبن والروح القدس)). - وفي إنجيل مرقس نقرأ في 5 : " ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة غير أنه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم ". - وفي  64 قال : " فقال لهم يسوع ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وبين أقربائه وفي بيته ". - أما إنجيل متى 10 عدد 40 فيقول متى : " من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني ". - وفي 41 يقول : " من يقبل نبياً بإسم نبي، فأجر نبي يأخذ. ومن يقبل باراً إسم بار، فأجر بار يأخذ ". ألا يكفي هذا ألا يقرؤون أو يراجعون ما جاء في كتبهم وعلى ألسنتهم ؟؟، فمن لا يعرف هذه الحقائق، ولم يطلع على تناقضات هذه الكتب المقدسة، بغض النظر عن صحتها أو تحريفها، فهو لم يقرأها (وحتى ولو قرأ بعضها، أو جزء منها، فهو لم يقرأها بتمعن وبقلبه، بل بعاطفته ونقلاً من بعض النصوص المغلوطة، أو سمعاً من أناس أعمى الله بصيرتهم، فزادوا تحريفاً على تحريف الأولين دون وعي بما يفعلون)، لتتبين له حقيقة الله الذي يصورونه له فيها، بل حتى في  العهد القديم (التوراة) التي أُخِذ منها العهد الجديد " الأناجيل الأربعة "، فقد صوروا علاقته ( الله ) بالأنبياء فى صور محددة، فمرة هو لهيب نار عندهم، ومرة هو  شجرة عليقة، وأخرى هو عمود سحاب ونور. فهذه صور إبليس الذي يتقمص هذه الأدوار، وتعالى الله علواً كبيراً، عما يصورون وما يقولون وما يدعون. ثم لماذا جاء فيها : " إن الله خلق الكون في ستة أيام ثم استراح واتخذ ذلك اليوم عيداً (السبت) , فإذا كان الله يتعب ويستريح  فلماذا يعبدون من يتعب ؟، ألم يقل الله تعالى في سورة الحديد : "هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ ٧ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ ٧ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " هذا هو الحق الذي يجب أن يعبد، إنه الله الذي يستوى على العرش، وليس الرب الذي يتعب وينام ويأكل ويشرب. قال تعالى في سورة البقرة : " اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ "، يا عباد الله، من النصارى تصدقون كلام بولس وبطرس ويوحنا ولوقا ومرقس ومتى و... وكلهم بشر مثلنا، ولا تصدقون كلام الله الأحد الصمد، الذي جاء في قرآن المسلمين ؟. كيف تتخيل " كنيستكم "، أن البشر يمكن أن يصدق أن الله ينام ويأكل ويشرب، وهم يؤمنون أنه (رباً وإبناً وروح قدس)، كما جاء في كتبكم : " تكوين " 18 - 1-8 " الذي يقول : " ظهر له الرب وهو جالس في باب الخيمة فرفع عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه. ثم أخذ خبزاً ولبناً والعجل الذي عمله، ووضعها قدامهم وإذ كان هو واقفاً لديهم تحت الشجرة أكلوا " !!!. وكيف يتخيلوا هم، واليهود كذلك، أن البشر يمكن أن يصدق أن الأنبياء يشربون الخمر ويزنون كما جاء في كتبهم المقدسة (تكوين19 :3) الذي جاء فيه :  " وصعد لوط من صوغر فسكن في مغارة بالجبل هو وابنتاه، وقالت البكر للصغيرة : أبونا قد شاخ، وليس في الأرض رجل ليدخل علينا، هلمي نسقي أبانا خمرًا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلاً. فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة : إني قد اضطجعت البارحة مع أبي، نسقيه خمرًا الليلة أيضًا. وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحبلت إبنتا لوط من أبيهما. فولدت البكر إبناً، ودعت إسمه مؤاب، وهو أبو المؤابيين إلى اليوم. والصغيرة أيضًا ولدت إبنا ودعت إسمه بن عمي. وهو أبو بني عمي إلى اليوم ". ما هذا الذي يتهمون الأنبياء به ؟!!!، هل الأنبياء يقترفون زنى المحارم ؟!!!، فهل هؤلاء الذين يدعون أن ليس في الكتب المقدسة كذب وتزوير وتحريف قرؤوها ؟. فإن لم يقرؤوها فتلك مصيبة، وإن قرؤوها فالمصيبة أعظم. " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ٧ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ٧ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٧ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ  ٧ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٧ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ "، صدق الله العظيم )))، ... ندعوه خالصين أن يطلع عليها بنفسه ومباشرة من الكتاب المقدس، حينها يمكنه أن يكفر أو يؤمن بها، لأن الإيمان في جميع الديانات لا يكون حقيقياً إلا إذا اطلع المؤمن على كلام ربه، عن طريق الكتاب الذي أنزله وحياً على نبيه الذي يؤمن به، وليس الإكتفاء بسماع الأركان والشرائع مهما كانت حقيقية، ليقتنع وليطمئن قلبه على الدين الذي يعتنقه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق