21 ديسمبر 2013

الإسلام والمسيحية واليهودية أيهم على حق ؟ وهل الكتاب المقدس، عند اليهود والنصارى، وحي من كلام الله ؟ (الجزء الثاني)

الإسلام والمسيحية واليهودية أيهم على حق ؟ وهل الكتاب المقدس، عند اليهود والنصارى، وحي من كلام الله ؟
الجزء الثاني
متابعة للجزء الأول من موضوعنا (الإسلام والمسيحية واليهودية أيهم على حق ؟ وهل الكتاب المقدس، عند اليهود والنصارى، وحي من كلام الله ؟) لنفترض مرة أخرى أن هذه الكتب (التوراة والأناجيل)، التي بين يدينا الآن صحيحة، (رغم أننا كمسلمين باحثين نقرؤها للإستئناس فقط، ولنا اليقين، بل نؤمن كما سبق وأن ذكرنا، أن أكثر من 90 % من المسيحين لم يقرؤوها ولو مرة واحدة، والدليل على ما نقول، هو أنهم لم يلاحظوا العجائب والغرائب التي حتى طفل صغير لا يمكنه أن يصدقها أو يصدق أنها من وحي إلهي، يعني كلام الله)، نقول لو افترضناها صحيحة، كصحيح مسلم أو البخاري عندنا (اللذين هما صحيحين فعلاً)، فهل احترمت فيها (الكتب المقدسة)، قواعد الترجمة ؟، من لغتها الآرامية أو السريالية الأصلية، إلى اللغة اليونانية التي أصبحت هي الأصل في ترجمتها، ثم من اليونانية إلى اللاتينية، ثم ما قامت به الترجمات الغربية الحديثة كالفرنسية والإنجليزية، مع العلم أن هناك صعوبات كثيرة في الترجمة حتى في عصرنا هذا، عصر التكنولوجيا، فما بالك بالقرون الأولى للمسيحية.
فأندريه رومان سيقربا من هذه الصعوبات حيث يرى أنها تأتي من "" كون الترجمة عملية متعددة الجوانب، وهي في أساسها عملية لسانية تتلخص في قرن وإلصاق "Application"، لغة ما بلغة أخرى. وبما أن كل لغة تشكل نسقاً معيناً من الأنسقة، فإن أنسقة اللغة المصدر تختلف عن أنسقة اللغة " الهدف "، فما بالك كما قلنا، بترجمة نصوص عديدة من الآرامية بعد قرون من كتابتها، إلى إليونانية، ثم بعد قرون إلى اللاتينية، ثم بعد قرون إلى اللغات الحديثة، كالفرنسية أو الإنجليزية أو الإسبانية..، فأكيد أن أنسقة اللغة المصدر (الآرامية) تختلف تماماً عن أنسقة اللغات الأخرى التي ترجم إليها الكتاب المقدس. والكل يعرف أن الترجمة يراد منها نقل فكر معين إلى المتلقين الذين لا يملكون أداة تلقي هذا الفكر في لغتـه الأصلية، فكيف لهم تلقي ترجمة من الآرامية إلى اليونانية تم من اليونانية إلى اللاتينية ؟. والكل يعرف كذلك، أن نجاح هذه الترجمات بالأساس، يعتمد على مدى استيعاب المترجمين اللغتين وإجادتهم فن الترجمة، والإنجيل هنا تعرض إلى ثلاثة مراحل معقدة في الترجمة " الآرامية ء اليونانية ء اللاتينية " !!!، فهل احترم المترجمون الهدف في اللغة " شبه " المصدر الثانية اليونانية، مع اللغة الآرامية الأولى، والتعبير في اللغة الهدف أي اللغة الثالثة اللاتينية أو اللغات الحديثة الموجودة الآن ؟ وهل فهم المترجمين المتدخلين من أول العملية معاني الكلمات والتعبيرات الإصطلاحية " Idiomes "، في سياساتها المختلفة في الثلاثة لغات التي مر منها الإنجيل، خصوصاً أن الكلمات تتلون معانيها، كما هو معروف بتلوين السياق الذي ترد فيه ؟. لكن هؤلاء الكتاب لونوا الإنجيل الذي أصبح بأربعة ألوان (أربع كتب أو أناجيل). ولو كان الأوائل الذين لم يختاروا، من كثرة الأناجيل التي كانت تكتب عشوائياً سوى أربعة، ليسوا بأغبياء لفكروا أن العصر والفكر كذلك سوف يتلون مع الزمن، ولما فكروا بالإبقاء بالأربعة أناجيل، بل لاختاروا إنجيل واحد رغم تحريفه، لربما سلمنا وآمنا شيئما به، حيث سنقول، ولو جدلاً : بما أن مصدره مصدراً واحداً، فقد استوعب اللغة أو اللغات التي ترجمه منها، وأنه ربما كان ذا خلفية وثقافة واحدة، وأنه قد احترم معاني الكلمات والتعبيرات الإصطلاحية، وجاء بفكر واحد وليس بأربعة أفكار من مناطق، بل من قارات مختلفة، كما هو شأن الكتب الأربعة، وذلك بشهادة العلماء المسيحيين أنفسهم والباحثين عندهم، الذين يثبتون أن الكتاب المقدس قد كتب في أماكن متفرفة وبالضبط في ثلاثة قارات : آسيا، وأفريقيا، وأوروبا. وأن الكُتَّاب (الأربعة)، كانوا يحملون خلفيات وثقافات متنوعة، بعضهم كان ملوكاً، ودائماً حسب شهاداتهم، وكهنة، والبعض الآخر أطباء، ومزارعين، ورعاة أغنام، وصيادي أسماك، وصانعي خيام !!!، فهل كلهم لهم ثقافة لاهوتية، واتبعوا القواعد التي تتحكم في مناسبة النصوص الروحية أو الدينية " مناسبة المقال للمقام "، للغة الأم أو الأصل الآرامية أو السريالية، قبل اليونانية، ؟، لأنه لابد من معرفة بثقافة اللغة (ثقافة النص الأصلي). هل كانوا ملمين بحقل التخصص والمصطلحات الواردة في ذلك الحقل (الديني) ؟ هل كلهم كانوا يعرفون القواعد الأسلوبية أو ما يسمى أحياناً بالقواعد البلاغية، خصوصاً في ما يتعلق بكلام الله ؟، طبعاً لا، إذ يتبين للجميع، إلا من لا بصر ولا ضمير له، أنه العكس تماماً ما وقع في هذه الكتب الحديثة، ويتضح لنا كل هذا  بقراءة بعض النصوص الموجودة بين يدينا، التي يعتبر بعضها كارثياً الآن، عكس القرآن الكريم. (وسنعطي مثالاً بسيطاً، وهو لماذا لا نقول : " ربما "، سيدنا عيسى عليه السلام، كان يقول " أنا عبد الرب "، وهذه عبد الرب أو عبدالله تحولت بعد العديد من الترجمات إلى " أنا إبن الرب أو إبن الله، أو حتى أنا الرب أو الإله أو الله !!!، تعالى الله عما ترجموا علواً كبيراً "). فلا ندري لماذا لا يتفقون معنا من أن الكتاب المقدس وقع فيه تحريف واضح في الترجمات التي مر منها، والتي وبدون شك أفقدته الكثير ؟. فهل يمكن ألا يكون في أضعف الإيمان محرفاً وقد أصبح بدل إنجيل واحد أربعة أناجيل، وكل منهم كتب من طرف كاتب مختلف، وفي أماكن مختلفة على الأرض، وربما بإديوليجيات مختلفة ؟!!!، فإنجيل متى كتب في مدينة أنطاكية، وإنجيل مرقس كتب في مدينة روما، وإنجيل لوقا في اليونان، وإنجيل يوحنا في آسيا الصغرى وبالضبط بتركيا !!!. إنهم يا سادة، أربع كُتاب (بعد أن كانوا كثيرون، ولم تعترف الكنيسة سوى بهم الأربعة)، كتبوا كتبهم وبها واحد وعشرون رسالة كتبها حسب قولهم، رسل وتلاميذ السيد المسيح إلى كنائس قديمة عديدة وأشخاص في مناطق مختلفة من العالم القديم لتوضيح رسالة الإنجيل (الذي لا أثر له، فكيف لهم بشرحه، وهل الشروح تعتبر كلام الله )، ولشرح جوانب مختلفة للإيمان المسيحي بخصوص مسائل عقيدية وأخلاقية وأمور تتعلق بالنظام الكنسي. طبعاً، كان عليهم تسميتها بكتب الشريعة أو الحديث، كالبخاري ومالك ومسلم و..، فهل نسمي نحن هؤلاء بالرسل كما يسمي المسيحيين كتاب هذه الكتب ؟!!!. فهل كانوا يتقنون كلهم اللغة الآرامية ؟. وهل كانوا يتقنون اللغة اليونانية ؟، وهل كان المترجمين قبلهم ( لأنه لم يعثر لحد الآن على أية نسخة من الإنجيل الأصلي)، وبعدهم يتقنون جميع اللغات التي مرت بها عملية إخراج (ترجمة)، " الإنجيل" أو بالأحرى الأناجيل الأربعة، بل الكتاب المقدس " العهد الجديد " كله ؟. طبعاً لا، لأنه يتبين لنا وبصدق، من خلال ما أشرنا إليه، ومن خلال اللغة والقصص التي صيغ (ترجم)، بها كتاب " العهد الجديد "، أن الكلام الذي يحويه  لا يرتقى أن يكون كلاماً إلهياً، فتعالى الله عما يتكلمون به، علواً كبيراً. يقول الجاحظ : " إن المترجم لن يكون قادراً على أداء الأفكار الأجنبية وتسليم معانيها والإخبار عنها على حقها وصدقها، إلا إذا بلغ في العلم بمعانيها واستعمالات تصاريف ألفاظها وتأويلات مخارجها، مبلغ المؤلف الأصلي في اللغة الأجنبية ".  فهل من مزيد للذين لا يرون الحق والحقيقة أمام أعينهم ؟. نحن لا نطعن في أي كتاب مقدس لا التوراة ولا الإنجيل، بل بالعكس نحن المسلمين قاطبة ( ما يزيد عن مليارين والربع، نعم وأكثر، إن كانت إحصائياتهم نزيهة، لأن المسلمين مقصيين من المشاركة في عملياتها)، نؤمن بهما كوحي إلهي صادق، ونؤمن ونقر بأصالة نصيّهما الأصلي (كالقرآن الكريم الذي بقي أصلياً). نعم نصيّهما الأصلي (التوراة والإنجيل)، وليس ما أصبحا عليه اليوم، فهل يعقل أن يندم الله على ما أنعم به على عباده ؟، ونستغفر الله عما يقول كتابهم، وتعالى عما يدعون علواً كبيراً، كما جاء في إِرْمِيَا 18: 7ء10؛ الْمُلُوكِ الأَوَّلُ 21: 29؛ يونان 3: 10 قول الرب !!!  : " تَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْبِنَاءِ وَالْغَرْسِ، فَتَفْعَلُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ فَلاَ تَسْمَعُ لِصَوْتِي فَأَنْدَمُ عَنِ الْخَيْرِ الَّذِي قُلْتُ إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْهَا بِهِ"، هذا لا يتفق مع صفات الله سبحانه الغفور الرحيم.  وقد أخد المسيحيون من الكتاب المقدس العهد القديم (التوراة) أسفار مزامير داوود عليه السلام، ونشيد الأنشاد، ليكملوا كتابهم المقدس العهد الجديد (الأناجيل)، وبخصوص سفر نشيد الأنشاد، نتساءل : كيف له أن يكون من أسفار الكتب المقدسة وهو يحكي الكثير من الأمور الجنسية والحسية التي يندى لها الجبين " بلا حشمة ولا حياء ولا تقديس للكتب المقدسة " ؟، للإشارة فهو جزء من الكتاب المقدس الذي يؤمن به النصارى واليهود، يصف جسم المرأة بكل ما فيه من مفاتن بمنتهي الجرأة وبدون أي نوع من أنواع الحياء. يقول في ما يقول نشيد الإنشاد 1/2 : " ليقبلني بقبلات فمه لأن حبك أطيب من الخمر "، ويقول كذلك : " سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج. بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن " (نشيد الأنشاد 7/2). ( أدخل هنا للإطلاع على نشيد الأنشاد). أما في مزمور  78:65 و66، فيقول : " فاستيقظ الرب كنائم، كجبّار معيّط من الخمر، فضرب أعداءه إلى الوراء جعلهم عاراً أبدياً ". هل هكذا يوصف الله ؟، تعالى الله عما يصفون.
أحد علماؤهم الذي ربما أعمى الله بصيرته، أو ربما يراوغ ويحسبنا أغبياء، وهو لم يستطع حتى فك رموز كتابه المقدس ليتبين له أنه محرف، فبالأحرى تفسير آيات القرآن الكريم، وهو لم يتوضأ ولم يتطهر ولو مرة واحدة في حياته من جنابته، ويعيش كالحيوان منجوساً طول حياثه خاسراً الدنيا والآخرة، مدافعاً عن عدم تحريف كتبهم. قال من بين ما قال : " أن الله يأمرر ًمحمداً (صلى الله عليه وسلم)، أن يتعلم من أهل الكتاب (اليهود والمسيحيين)، مستشهداً بقوله تعالى في سورة الأنبياء : " وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْر إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "، وقوله سبحانه في سورة يونس : " فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِك "، ويفسر لنا زوراً، أن معنى ذلك أن التوراة والإنجيل، مصادر معرفتهم وإيمانهم، كانت أصلية وصحيحة وخالية من التحريف في القرن السابع الميلادي، أيام نبينا عليه الصلاة والسلام، واستشهد كذلك بنص الكتاب المقدس الغير محرف والذي يقول أنه بين يديه اليوم (وهو يراوغ ويتجاهل أنه، لا توجد أية نسخة حتى اليوم تتتفق مع نص الكتاب المقدس حتى التي سبقت الإسلام بببضعة قرون، كما يدعي، فهي غير أصلية ونتحداه على ذلك، ولا ينسى ما يثبت تحريف كتبهم في قوله تعالى في سورة البقرة : " فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ". وقوله تعالى في سورة فصلت : "مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ". فمن نصدق ؟، كلام الله أم كلام جاهل ؟).
أما  بخصوص الآيتان، فنقول له " برافٌو " إنه مفسر عظيم كأولئك الذين كتبوا له الكتاب المزور بأيديهم، وما يجهله هو أن الآيتان هما فعلاً موجهتان للرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولكن لا تعنيانه هو شخصياً في شيء، وما يجهله كذلك، هو أن المراد بهما على عادة العرب، أنهم يخاطبون الرجل ويريدون به غيره، كقوله تعالى قي سورة الأحزاب : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ  إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً "، فهو هنا يخاطب المؤمنين عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم، بدليل أنه قال سبحانه : " إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً "، ولم يقل : " بما تعمل " وقال في سورة الطلاق : " يا أيها النبي إذا طلقتم النساء "، هذا ما قاله الفطاحلة من علمائنا، المتمكنين من دينهم وقرآنهم، لا ما قاله الجهال. أما بخصوص أهل الذكر الذين تريد أن تنسب إليهم أجدادك، فإنه سبحانه وتعالى يخاطب عن طريق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما ذكرنا، هذه المرة عرب قريش ممن لم يؤمنوا بالرسول عليه السلام، (وطبعاً أجداده اليهود والنصارى معهم )، حيث كانوا بين مصدق ومكذب وشاك، فهذا الخطاب موجه لأهل الشك من أمثال أجداده، يخبرهم أن ما أرسل من رسل وأنبياء ما هم إِلَّا رِجَالًا مِنْ بَنِي آدَم أوحِي إِلَيْهِمْ، وليسوا لَا ٱلهة ولا أبناء الله ولا ملائكة (ثالوثهم). فهو سبحانه يقول إن كنت أيها الإنسان في شك مما أنزلنا إليك من الهدى على لسان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فاسألوا الذين يقرؤون الذكر من قبلكم، (ولم يقل الكتاب أو التوراة أو الإنجيل)، أي من آمنوا من اليهود والنصارى من قبلكم، كعبد الله بن سلام وأصحابه، فيشهدون لكم على صدق محمد صلى الله عليه وسلم، ويخبرونكم بنبوته، وبما جاء في القرآن، كقوله تعالى " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ وقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ "، فهؤلاء أبناء جلدتكم الذين آمنوا، أصبحوا أهل الذكر، يتلون القرآن، ونحن نعرف مراوغاتكم وتحريفكم، فدائماً تدعون أن الذكر يعني حتى كتبكم، وهذا غير صحيح، فالذكر يعني الْقُرْآن فقط، بدليل قوله تعالى في سورة الحجر : '' إِنَّا نَحْنُ نَزَلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ''، وفي سورة فصلت : '' كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " ..إلى.. " إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ '' صدق الله العظيم، ولك مني ما يثبت تحريف كتبكم، وهي شهادة من إنجيلكم، يشهد على نفسه في مقدمته أنه لم تصل إليه النسخ الأصلية التي يقول أنها كتبت من أناس ملهمون، كما يعترف بوقوع تسربات سهوية إملائية فيه.

 
وهذه ثانية من عندكم
 
وأخرى ثالثة 
 
 ورابعة هدية منا 
والآن هذه المفاجأة الحديثة التي تثبت التحريف
بعد أن وضحنا بعض الأشياء الواقعية والحقيقية التي جعلتنا أو تجعلنا نؤمن أن التحريف قائماً، سنؤكد مرة أخرى هذا التحريف من ناحية أخرى، ونطرح السؤال : ألم يذكر لهم سبحانه وتعالى بشارة نبينا محمد عليه السلام، وإسمه، في الإنجيل (الأصلي طبعاً) ؟، نقول نعم وذلك بشهادة القرآن الذي جاء بعد أكثر من ستة قرون من ذلك، فأين توجد هذه البشارة وإسمه، صلى الله عليه وسلم، في الأناجيل الأربعة المعترف بها كنسياً، عندهم الآن ؟. فنحن نعرف أن إسمه صلى الله عليه وسلم يوجد في التوراة والإنجيل، حيث أن سيدنا عيسى عليه السلام، ذكَّرهم وبالإسم بقدومه، صلى الله عليه وسلم، قبل الإسلام وقبل القرآن كما ذكرنا، حين قال في أحد أو إثنين من الأناجيل الموجودة الآن  : "  إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، فَاحْفَظُوا أَحْكَامِي ( وفي رواية أخرى كما سنرى وصاياي، بدل أحكامي)، حَتَّى أَطْلُبُ مِنَ الآبِ لَكُمْ " فَارْقِليطْ " آخرْ، سَيَكُونُ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، إِنَّهُ رُوحُ الْحَقِّ وَالْحَقِيًقَة لاَ يَقْبَلَهُ الْعَالَمُ بِسَبَبِ عَدَمْ رُؤْيَتِهِمْ لَهُ  (معرفتهم به)، أَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ سَيَبْقَى مَعَكُمْ وَفِيكُمْ". هنا سيدنا عيسى يخبرهم بالنبي سيدنا محمد عليه السلام. و " فارقليط آخر  " باليونانية التي ترجموا منها الإنجيل هي ببساطة : " حمد " وهـو " أحمد" آخر. (لكنهم حرفوا الترجمة وادعوا أنه يعني " روح القدس "، وقد قال روح الحق وليس روح القدس !!!). وفي إنجيل (يوحنا 14: 15ء17) يقول : " إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ وَأَنَا وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ ٧ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ "  (يترجم هنا" فارقليط " من اليونانية  بً " معزياً " !!!. وتصوروا أن روح الحق التي تعني هنا " إنسان "، استبدل ها في شروحاتهم، بروح القدس، التي تعني " الملاك جبريل "، عليه السلام، كما سنرى، وروح القدس هي " الثالثة في ثالوثهم " الذي ابتدعوه والذي يدعون به، أن سيدنا عيسى هو الله وبعد أن نزل إلى الأرض تجسد وأصبح إبن الله، ثم عاد إلى السماء، بروح القدس، بعد رفعه ليرجع مرة أخرى إلى أُلوهيته، الله !!!،  تعالى الله عما يقولون، علواً كبيراً، ونستغفر الله.

أما بخصوص اليهود فقد كان أحبارهم، بدورهم يعلمون أنه سيأتي آخر الأنبياء، وهو محمد عليه الصلاة والسلام، والآن ليس لإسمه، عليه السلام، أثر  في كتبهم، وقد ذكر لنا الله ذلك في القرآن الكريم  !!!. بل لم يذكروه حتى  بالتلويح أو بأية صيغة أخرى، والله دائماً يبين لنا أنهم على علم بذلك. قال تعالى في سورة الصف : " وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ". وما القصة التاريخية ل " عبد الله بن سلام "، الذي كان من علماء أحبار اليهود، لخير شاهد على هذا، حيث آمن بنبي الإسلام، صلى الله عليه وسلم، وقال قولته الشهيرة : " والله أننا لنعرف نبي الإسلام بالصفات التي وصفها الله لنا، كما يعرف أحدنا إبنه من بين الأولاد، وبالله إني لأعرف بمحمد، صلى الله عليه وسلم، أكثر من معرفة إبني ".  وهنا بالذات وجب الوقوف، على المفاجأة التي ذكرنا وهي واقعة حديثة العهد (هذه السنة 2013، بعد مرور أكثر من 14 قرناً، من الزمن على قصة عبد الله بن سلام. ورغم أنها متناقضة من حيث النتيجة المحصلة = إسلام أحد علماء أحبار اليهود في الأولى، مقابل إستقالة أحد أكبر رموز المسيحية في الثانية هذه) :
 فالكل يعرف أن بابا الفاتيكان بنديكتوس الـ 16، قد إستقال من منصبه البابوي في فبراير الماضي، لكن البعض لا يعرف بعض أسباب هذه الإستقالة !!!. فمن بين الأسباب الظاهرة/الخفية، سنبين سببين خفيين أقوى من كل الأسباب الأخرى !!!، أولهما يتمثل في تقرير سري وصل إلى علمه عن اعتناق الإسلام للعديد من كبار مساعديه وقساوسته داخل الفاتيكان !!!، )، ومن هنا نستحضر ما دفعه قبل سنين بإعلان حقده الدفين على الإسلام الذي بدأ ينتشر ويغزو العالم المسيحي يوماً بعد يوم، حتى أن قلعته المحصنة المنيعة " الفاتيكان " لم تسلم منه، ذلك ما جعله يتحامل، قبح الله سعيه، حتى على نبينا صلى الله عليه وسلم، وذلك في محاضرته التي ألقاها في جامعة "ريجينسبرج "، الألمانية، حيث نقتبس فيما نصه : " أَرِنِي ما هو الجديد الذي أتى به محمد، وسوف تجد أشياء كلها شريرة وغير إنسانية، من مثل أمره بنشر الدين بالسيف " (موقع بانيت وصحيفة بانوراما). (((ونقول له بالمناسبة، ولأحد أمثاله الضالين، من أبناء جلدتنا، الذي نشمئز حتى من ذكر إسمه، والذي لم نسمع منه يوماً، أن ذكر الله تعالى في حديثه بما يتناسب وعظمته، ولا صلى قط، على نبيه صلى الله عليه وسلم، لكن ما ربحناه من هذا البحث عن حقد البابا على الإسلام، هو أنه اتضح لنا الآن، بل اليوم بالذات من أي فرقة ينتمي هذا المغربي، ومن عند من يأخذ إلهامه، ومن أين يقتبس أقواله، حيث وصف هو الآخر، في شهر أبريل الماضي (2013)، رسالة النبي محمد، نقول صلى الله عليه وسلم رغم أنفه، بأنها رسالة تهديدية قبل أن يصنفها بأنها " إرهابية "!!!.
نقول لهما : التاريخ يشهد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يتحلى بأحسن الخلق، وبشهادة من هم أعلى مقام ودرجة منكم، وسلوكه وأقواله، عليه السلام، من وجهة نظر القرآن الكريم  والتاريخ، تدل على أنه كان يتحلى بأحسن الأخلاق، وأفضل الكلام والحديث، وكان يتعامل مع الناس بالعطف والإحسان إلى درجة أن الله تعالى، إن كنتما تؤمنان به !!!، قد وصفه بأنه مثال للأخلاق العظيمة، في قوله تعالى في سورة القلم : " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ٧ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ٧ وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ٧ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٧ ... إلى آخر السورة ... ٧ وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ٧ وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ "، صدق الله العظيم. فهل الدين الذي يكون رسوله، هكذا يتعامل حتى مع أعدائه، دين صدق وأخلاق ومودة وعاطفة، أم أنه دين عنف وإرهاب، لا رحمة فيه، أم أنه دين يرهبكم بكثرة مسلميه، وكثرة انتشاره ؟)))،
وثانيهما هي القنبلة، أو رصاصة الرحمة التي أدت أو فجرت الإستقالة مباشرة !!! وهي تسريب وثائق فاتيكانية خطيرة العام الماضي تحدث عنها الكثيرون في العالم بإسم " فاتي ليكس " على وزن " ويكليكس " (ونقسم بالله أننا حال سماعنا بهذه الإستقالة التاريخية والصادمة للكنيسة الكاثوليكية وأتباعها حول العالم، والتي لم يقع مثلها منذ ستة (6) قرون، وقبل علمنا بهذه الحقائق، كان قد خطر ببالنا أن القضية فيها " إن "، وأن الأمر له علاقة بالإسلام، ما علينا)، وإحدى هذه النسخ المسربة هي ترجمة قديمة لإنجيل يوحنا من اللغة اللاتينية إلى اللغة الآرامية، لغة سيدنا عيسى عليه السلام، الأصلية وقومه، (سيتبين لنا لاحقاً، أنهم حرفوا حتى إنجيل يوحنا المحرف أصلاً، فما بالك بالإنجيل الأصلي الذي لم يبقى له أثر)، ورد فيها ما ذكرنا عن إسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أن سيدنا عيسى عليه السلام، قال  لأتباعه : " إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم أحمد (المنحما) حمدا (هكذا) ولكن إن ذهبت أرسله إليكم...، إن لي أموراً كثيرة لأخبركم، ولكنكم لن تستطيعوا أن تحتملوها الآن ولكن متى جاء أحمد (يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم) فهو يرشدكم إلى الحق كله، لأنه لا يتكلم من عند نفسه، ولكن كل ما يسمع من الله هو يتكلم به... إلخ "، وهذه من البشارة التي ما زالت موجودة في أناجيل النصارى المحرفة والمعتمدة كنائسياً، ولكن عند التحريف، إستبدلوا إسم " أحمد "  (الفراقليط باليونانية)، إلى " المعزي " في الترجمات والنسخ العربية كما ذكرنا سابقاً. فأكيد أن من يعرف تاريخ البابا بنديكتوس السادس عشر، ويرصد تصريحاته ومواقفه المعادية للإسلام، وهو يتلقى نبأ تهريب وضياع نسخة سرية من الإنجيل من أرشيف الفاتيكان السري، يعرف أنه قد يصاب بجلطة دماغية، إن لم نقل سكتة قلبية، لكن ربما الطريقة التي تلقى بها النبأ كانت دبلوماسية، فنزل لطف الله عليه برداً وسلاماً حتى يلقاه. لقد كان قد إطلع على هذه النسخة السرية،  وعرف حقيقتها، وهي نسخة من إنجيل قديم يعود تاريخه إلى ألف وخمسمائة عام، ويعتقد أنها نسخة من إنجيل " برنابا " الذي ذكرنا، والذي يتوقع فيه سيدنا عيسى، عليه السلام، ظهور الإسلام، ويرفض فيه فكرة الثالوث المقدّس وصلب المسيح ويكشف أن المسيح قد تنبأ بوصول النبي محمد صلى الله عليه وسلم من بعده، خصوصاً وأنه (البابا)، طالب بعد الفضيحة، بفحص نسخة سرية ل “ برنابا ”، ولعله فحصها، ووقف على عدة حقائق عن الدين المسيحي والدين الإسلامي. أما من أشارت إليهم مصادر مطلعة من داخل الفاتيكان قبل الفضيحة، بأنهم أسلموا، فهم عدد هائل من كبار الفاتيكان وقساوسته، كما ذكرنا منهم من يكتمون إسلامهم حتى الآن، ومنهم آخرون  خرجوا من الفاتيكان إلى عدة دول، وآخرهم أحد القساوسة الكبير في السن، وهو مقيم في جنوب أفريقيا. فلاشك أن التقارير التي توصل بها تفيد أنهم  كانوا على اطلاع بهذه النسخة المسرية السربة، والتي بدورها ربما كانت هي السبب في إسلامهم. فكانت هذه هي الصدمة المدوية التي حتمت عليه هذه الإستقالة المفاجئة. ومن يدري ؟!!!، ربما الأيام القادمة ستكشف الخفي/المستور، وأنه هو كذلك، يخفي إسلامه، أو ربما سيعلن عن إسلامه مستقبلاً، بعد هدوء العاصفة التي عصفت به، وربما ردته إلى الصواب، بعدما وقف على عدة لحقائق إلاهية، فالمستقبل كما قلنا، هو الكفيل بكشف كل شيء، خصوصاً أنه كان على اطلاع بكل الأخبار التي تؤكد الإنتشار الواسع للإسلام، وتحول الكثير من المسيحيين إليه. فهو لا ينسى انتصار الإسلام في عقر دار الفاتيكان، بل في دار الغرب بأكمله.ولم ينسى المفاجأة التي اعتبرها المراقبين أنها من العيار الثقيل، والتي وقعت أيام قليلة فقط من اختتام زيارته التي اعتبرت تاريخية إلى بريطانيا، والتي أدت إلى التحول بالكامل لمدرسة ابتدائية (مدرسة القلب المقدس)، بمنطقة " لانكشاير " البريطانية، إلى اعتناق الدين الإسلامي لتصبح أول المدارس الدينية التي تتحول عن ديانة بابا الفاتيكان وزعيم الكنيسة الكاثوليكية في العالم ( صحيفة الإندبندنت/2010 ). ولن ينسى عشرات الفضائح الجنسية التي ارتكبها بعض القساوسة الكاثوليك مؤخراً، وأدت إلى ظاهرة تراجع عدد كبير من مرتادي الكنائس بشكل مخيف ( وقد اعترف هو بنفسه عن تأثيراتها على الديانة المسيحية، واعتبرها أقسى مما أسماه قرون الإضطهاد !!!). وأخيراً فهو لا ينسى أن محاولاته لتشويه الإسلام، وهجومه العنيف عليه، كلها باءت بالفشل الدريع، ويتذكر التقرير الذي نشرته صحيفة " الديلي تليجراف " البريطانية مؤخراً، والذي أكدت فيه عن  تزايد أعداد المسلمين في أوروبا خلال الأعوام الماضية، موضحة أن أسماء : ء محمد ء وآدم ء وريان ء وأيوب ء ومهدي ء وأمين ء وحمزة، باتت من أكثر سبعة أسماء شيوعاً واستخداماً في بلجيكا التي تشكل مقر الإتحاد الأوروبي. وتوقع التقرير ازدياد الذين يعتنقون الدين الإسلامي، إلى أكثر من 20 % من سكان أوروبا، بل أن أعداد المسلمين ستتفوق على سواهم في فرنسا، وربما في كافة معظم دول أوروبا الغربية.
خلاصة القول أن الإسلام هو دين الحق وقرآنه هو وحي من الله أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم، كتب وحفظ في حياته عليه السلام، وجمع مباشرة بعد موته، وبقي الى يومنا هذا يحفظه المسلمون في صدورهم ويحفظه الله حيت قال فيه في سورة الحجر : " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ " (هنا بعض علماؤهم المسيحيين، يرواغون ويأخذون من الآية الأولى : " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ "، دليل على أن قرآننا يبين لنا أن كتبهم المقدسة ليست محرفة، متجاهلين أن الذكر هنا يعني القرآن الكريم وحده. لكنهم يقفون عند، ويل للمصلين، ويتجاهلون أيضاً، البقية التي تعنيهم وتنفي ما يدعون : " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ ")، كما حدث مع القمص إبراهيم لوقا، عند تفسيره لهذه السورة، وأراد أن يحرف القرآن بتحريفه لمعناها حتى تظهر وكأنها لا تعني الذكر الحكيم أي القرآن، وليبين أن الكتب المقدسة الأخرى لم يجرأ عليها أي تحريف، حيث قال تحت عنوان " إستحالة التحريف قبل ظهور الإسلام وبعده " الباب الثاني، الفصل الثاني يقول : " جاء في سورة الحجر، إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون؛ وفي تفسير الجلالين لهذه الآية قال : إنه يحفظ ما أنزله من التبديل والتحريف والزيادة والنقص "، ثم قال " فما دام الله قد وعد بحفظ الذكر، والله غير مخلف وعده، فتحتم إستحالة تغيير الكتاب بالتحريف والتبديل ". وأنظروا يقول الكتاب للتضليل، ولا يبين أنه يعني القرآن الكريم الذي تعنيه الآية.
خلاصة القول، أن القرآن الكريم  لم يتخيل كلامه أحداً، ولم ينقله أحداً عن أحد، ولم يؤلفه أحداً. وليطمئن كل واحد بهذه الحقيقة، فليقارنه مع الكتب الأربع الأولى في العهد الجديد من الأناجيل التي كتبها "رسولين" (متى ويوحنا) وتلميذين مبشرين مسيحيين (مرقس ولوقا). وهي تصف سمات مختلفة من حياة وتعاليم، وأعمال سيدنا عيسى عليه السلام كما يقولون،  في مجيئه الأول على الأرض. وقد كتبت  في أماكن مختلفة من الأرض، فإنجيل مرقس كتب في مدينة روما، إنجيل متى في مدينة أنطاكية، وإنجيل لوقا في اليونان، وإنجيل يوحنا في آسيا الصغرى (تركيا). أما بقيّة الكتب التي تألف "العهد الجديد" (الكتاب المقدس عند النصارى)،  فهي واحد وعشرون رسالة كتبها رسل وتلاميذ سيدنا عيسى عليه السلام، كما يدعون دائماً، إلى كنائس قديمة عديدة وأشخاص في مناطق مختلفة من العالم القديم لتوضيح رسالة الإنجيل ولشرح جوانب مختلفة للإيمان المسيحي بخصوص مسائل عقيدية وأخلاقية وأمور تتعلق بالنظام الكنسي. وتنقسم الرسائل إلى مجموعتين رئيسيتين : أربعة عشر رسالة كتبها القديس بولس الرسول !!!، وسبع رسائل كتبها رسل وتلاميذ مسيحيون آخرون !!!. فرسائل بولس كانت  إلى كنائس معينة (كنائس رومية وكورنثوس وغلاطية وأفسس وفيلبي وكولوسي وتسالونيكي إلخ...)، كما كتب إلى أشخاص (تيموثاؤس وتيطس وفليمون). أما الرسائل السبع المتبقية فمعروفة بالرسائل العامة (يعقوب وبطرس الأولى والثانية ويوحنا الأولى والثانية والثالثة ويهوذا). كُتبت بعض هذه الرسائل لمجموعات من الكنائس وبعضها الآخر كتب إلى كل الكنائس. على سبيل المثال، كُتبت رسالة يعقوب لكل اليهود الذين تحولوا إلى المسيحية في العالم القديم. كُتبت رسالة بطرس الأولى إلى كل اليهود الذين تحولوا إلى المسيحية في آسيا الصغرى. رغم أن رسائل يوحنا الثانية والثالثة موجهة إلى أشخاص إلا أنها تكمل رسالة يوحنا الأولى لذلك تعتبر من الرسائل العامة. فكيف لهذا التعدد في الترجمات، وفي الكُتًابْ، ألا يطرأ عليه أي تحريف أو تزوير أو زيادة أو نقصان ؟. فانظروا كيف تحول كتاب الإنجيل السماوي الأصلي إلى كتب بشرية عديدة، ورسائل عادية كثيرة. فالحق الحق كما كان سيدنا عيسى عليه السلام، يقول حسب كتاباتهم، نقول لكم الحق بين والباطل بين ولكم أن تتبينوا وتحكموا بأنفسكم.
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق