11 يناير 2014

ضد الإسلام

" ضد الإسلام "
نعم ضد الإسلام، لكن يجب أن يستبعد كل لبيب عاقل من ذهنه، أن هذا العنوان الذي كتبناه لموضوعنا هذا، قد يعني أننا فعلاً ضد الإسلام !!!، حاشى ما عاذ الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا وألف لا أن يكون كذلك، لأنه لا يمكن لنا أن نقولها أو نتبناها لا مجازاً ولا قصداً كمسلمين. إنه  بكل بساطة ليس سوى عنوان لكتاب إسمه باطني وعلى غير مسماه، كما سنرى، صدر عن الصحفي المصري " مختار محمود " قبل شهر، والذي قال فيه ما قال عن " أفراخ الإفرنج "، (كما يقول عنهم إخواننا في المشرق، وكم منهم فُرِّخَ عندنا في المملكة المغربية السعيدة التي تتسع للجميع، ولاتَضِيق إلا على صِغار العقول، وضِعاف القلوب، وأصحاب المَصالح الضيِّقة)، ومن بين ما قال فيهم، وقوله حق لا يراد به باطل : "  يطعنون في الإسلام بحثًا عن الشهرة وإرضاءً لنفوسهم المريضة وطفولتهم الشاذَّة ". إنه لم يقل هذا اعتباطياً، بل بعد تحميص وتحليل وتشخيص علمي دقيق لهذه الشِّرذمة التي تكره الإسلامَ، ووصل إلى هذه النتيجة الحقيقية، استناداً على آراء علماء النَّفس، الذين استعان بهم في هذا الإختبارالموضوعي، كما سنرى. 
وقد أشارالمؤلف، في مقدمته، أنه " لا يهدف إلى تكفير أحدٍ أو تسفيهِه أو النَّيْل منه، أو الحكم بإقصائه من ساحة الإسلام الواسعة، التي تسع كلَّ ذي عقلٍ وفكر، وتَضِيق حتمًا بصِغار العقول، وضِعاف القلوب، وأصحاب المَصالح الضيِّقة، كما أنه لا يَسِير في مواكب المتنطِّعين المتشدِّدين، الذين ينالون من الإسلام أكثرَ من خصومه المُعلنين، ولا يتحدَّث باسْمِهم، ولا يَحمل لواءَهم، ولا يردِّد كلامهم، كما لا يُجاري السُّفهاء في سفاهتهم، والذين يكرهون الإسلام بالسَّليقة، ويتربَّحون من الإساءة إليه، وينالون الأوسمة والتكريمات من أجل الطَّعن فيه " ( حلل وناقش : ينالون الأوسمة والتكريمات، من عند من يستقوون بهم طبعاً، وَيجدون فيهم قوة الحمايةً !!!).
الكاتب يوضح من خلال كتابه، بأن الإسلام دين جاء ليخاطب العقول، ويدعو إلى العلم والفكر ولا يعارض الإختلاف في الرُّؤى للوصول إلى الحقيقة، ما دام أنَّ ذلك لا يَخرج عن الرَّكائز الأساسيَّة التي جاء بها القرآن والسُّنة، وهو ما جعله يُحارب الجُهَلاء الذين يبيعون كلَّ شيء من أجل المال والشُّهرة. فالإسلام يقول الكاتب، لم يكن يومًا دين الرَّأي الواحد، أو الإتِّجاه الواحد، أو الفكر الواحد، كما أنَّ الإسلام دينٌ لا يعرف العُزلة أو التَّقديس المُطْلَق، كما في الشرائع البدعيَّة الأخرى التي حرَّفها أصحابُها، وخرجوا بها عن الإطار والهدف الذي أُنزلت من أجله، فضعفت مقاومتها، وعفا عليها الزَّمن.
والظَّاهرة التي يتناولها مؤلِّف كتاب " ضدَّ الإسلام " في فصوله الـ15 هي ظاهرة قديمة حديثة، وإن كانت قد حدثَتْ في الماضي وفي عهد الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وما فعله أهل النِّفاق إلاَّ أن حدوثها اليوم وفي عصر التشابك المعلوماتِيِّ والتواصل التِّقني هو الذي ضاعف من أهَمِّيتها، هذا إلى جانب الضَّعف الذي يعيشه أهلُ الإسلام اليوم، مما دفع العديد من ضعفاء النفوس والمنافقين إلى الإستِقواء ومناصرة غير المسلمين، والتجرُّؤ على الإسلام وأهله بصورةٍ لَم يفعلها خصومُ الإسلام، ولولا أنَّهم وَجدوا في قوة غير المسلمين حمايةً لَهم لما تجرَّؤوا على ما يقولون، وإن حرية الرأي والتعبير التي يتحدثون عنها هي أنَّهم يقولون ما يريدون، حتى وإن كان هذا طعنًا في الدِّين الذي يَنتسبون إليه في أوراقهم وهو منهم بَراء، فليس في الإسلام صكوكُ غفران، ولا قرابين تُقَدَّم للآلهة.
وأكَّد المؤلِّفُ في فصول كتابه على نَقاء الإسلام، الذي ظلَّ قرونًا عديدة لَم يتبدَّل ولم يتغيَّر، لأنَّ الذي تعهَّد بِحفظه هو الله، فلم تُخالطه شوائب المنتفعين منه، والمتاجرين به. دين يدعو إلى إعمال العقل والفِكر والتدبُّر، وليس إلى " رَكْنهم في سلَّة المهملات "، والإكتفاء بما يُمليه علينا سدَنتُه، وتقديسِ كلامهم تقديسًا لا يقبل شكًّا.
 الكتاب رصد ظاهرةِ دأبِ عددٍ من الكتاب والمفكرين المسلمين على الطعن بها في الإسلام وتجريحه، بحثًا عن شهرة زائفة، وظنًّا منهم أنهم قادرون على النيل من دين الله الخاتم.
 ويَستعرض الكتاب 14 كاتبًا ومفكِّرًا من هذه الطينة وهم : " نصر حامد أبو زيد "، " سيد القمني "، " حسن حنفي " الشاعر السُّوري " أدونيس "، " أحمد صبحي منصور "، " محمد سعيد العشماوي "، " جمال البنَّا "، " رشاد خليفة "، " الترابي "، " نوال السَّعداوي "، " نادين البدير "، " أمينة ودود "، " زكي نجيب محمود "، " عبدالرحمن بدَوي ".
(( وليسمح لنا القارئ الكريم، بالمناسبة هنا، وبين هذين القوسين، لنقول بعض الكلام الباطني بعض الشيء، لأنه وللأسف الشديد، الكاتب توقف في لائحته عند هذا الحد من الأسماء فقط، ولم يذكر أية أسماء من أسماء " أفراخ الإفرنج " التي ثعشش عندنا، وتشبه نفس النمادج التي ذكرها، أو ربما أكثر بكثير !!!. فبقراءة سريعة خارج كتاب " ضد الإسلام "، تبين لنا جلياً، أن من ذكروا في الائحة جلهم فلاسفة بالمعنى اليوناني، وليس بمعنى الحكمة الإسلامي، فبعضهم أساء للذات الإلهية، ولنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، ودعا للتحرر من سلطـة النصوص وأولهـا القرآن الكريم !!!، ومنهم من أنكر السنة النبوية القولية، وقدم آراء فقهية مخالفة لما هو عليه إجماع في الكتاب والسنة !!!. كما تبين لنا أن بعضهم اتهم بالكفر والإلحاد أو حتى اللادينية، وبعضهم يظهر عليه التأثر بتيار الوضعية المنطقية، والوجودية الغربية !!!، بل فيهم من ذهب بعيداً بإلحاده وادٌعى النبوة !!!، ومن النساء منهم من طبقت " نظرية " المساواة، فتفلسفت وتفتقت قريحتها، فشرٌعت لنفسها إمامة " الرجال " !!!، والنساء معاً حتى في صلاة الجمعة !!! ( والمصيبة أن إصرارها على تطبيق شريعتها جعلها تصلي بإحدى الكنائس المسيحية الأمريكية، بعد أن رفضت مساجد المسلمين إستقبالها لإمامتهم !!!)، وأخيراً، منهم من حاز على جوائز " قيمة " من خارج وطنه، لكونه تلميذ نجيب يرد على" أسئلة " أساتذته ويتجاوب معهم بانسجام تام في " أمره ونهيه وسائر هديه "، ويجد فيهم مرشد وقوة يستقوى بهم ضد دينه ووطنه !!!. نعم، لم يذكر الكاتب أي إسم من أسماء " أفراخ الإفرنج " المغاربة، وهم معروفين، ولا شك أن كل مغربي قد خطرت بباله الآن وجوههم، (ونحن بصدد وصف أهل الكتاب، كتاب " ضد الإسلام "، طبعاً، وليس كتاب أساتذتهم !!!)، وهم يستحقون أكثر من جائزة " نوبل "، ليس في " السلام " طبعاً، بل في الإساءة لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه سلم، ولكتابه العزيز وسنته وشريعته، ولوطنهم وسمعته الدولية. لأن جائزة نوبل للسلام لم تعد مهمة بالنسبة لنا، وحان الوقت ليعلم آخر من سيعلم !!!، أن منحها في السنوات الأخيرة لمن هب وذب، يجعلنا نفهم بشكل واضح أنها أصبحت مشروعاً سياسياً، لا أقل ولا أكثر، يجازى به كل من يتبع سياستهم، أو بالأحرى " جزرتهم "!!!، ( ينتهجون سياسة " العصا والجزة "، بمعناها الواقعي وليس المجازي !!!. وبما أننا بصدد كلامنا الباطني، ولحل هذا اللغز السياسي " العميق "، فلا بأس من الوقوف هنا عند مصدر هذا التعبير الذي هو أيضاً غربي، ومن عند أساتذتهم قبل أن يبليهم الله بحقوق الحيوان، وجميع الحقوق الأخرى المفترى بها عالمياً وعلمانياً، عندما كانوا يروضون البغال والحمير أعزكم الله، ويربطون الجزرة على عصا ويتركون هذه الجزرة تتدلى أمام الحمار ليستمر الحمار في السير ظاناً منه أنه سيصل للجزرة، ولا حظوا هنا حتي الحيوانات لم تمنع من حيّلهم !!!). إذاً نحن هنا أمام وضع سياسي خبيث وخطير، وأمام من يمتهنون السياسة غصباً عن واضع أسس علم السياسة الذي لو كان حياً ليومنا هذا، لانتحر هو و" ألفريد نوبل " بسبب هذا الخلط بين مفهوم السياسة والسلم والسلام، بكافة أسسهم المعروفة أولاً، ثم مع الشروط التي حددها " ألفريد نوبل "، لمنح الجوائز التي تحمل إسمه، والتي لا تحترمها، إلا نادراً، لجنة منحها، التي اشتهرت منذ زمن طويل بخيارات مشكوك فيها، وتحرّيفها لوصيته وتحويلها من جائزة للسلام (التي تركها للأشخاص الذين يعملون من أجل تحقيق الهدف السامي للسلم والسلام، لا للأشخاص الذين يمارسون السياسة بعيداً عن السلام ولا يتذكر لهم أحداً، ولو مساهمة بسيطة مفترضة في السلم والسلام العالميين، حتى أن بعض " الفائزين " قد يتفاجأ قبلنا، وربما يشعر بالإحراج لمنحه " هذه الجائزة " !!!)، إلى جائزة سياسية محضة وبامتياز، لا تتوافق ومعايير رؤيته وروحه وتصوره لعالم مسالم منزوع السلاح !!!. والأمثلة كثيرة وكثيرة، لكن سنكتفي هنا بمثال واحد معبر، يلامس في العمق الواقع والمشهد المحبط، والاقنعة المتساقطة لهذه الجائزة الكبيرة. ولا يتعلق الأمر هنا بمنظمات أو هيئات أو شخصيات معروفة عالمياً، (ليس لهم شأن بالعمل من أجل السلام، أو من رعاة ماكينات الحرب، أو من المصنفين كمرجرمي الحرب ونالوا هذه الجائزة !!!)، بل بناشطة اجتماعية، (ليست من بلادنا، لئلا يذهب البعض بعيداً!!!، لكن من أمريكا الوسطى،  غواتيمالا ، البعيدة منا فعلاً)، الغواتيمالية " ريغوبرتا مانشو"، التي حازت على الجائزة، تقديراً لجهودها من أجل " العدالة الإجتماعية " وليس السلام !!!، حيثت تبين في ما بعد أنها لفقت سيرة حياتها لنيلها !!!. فالقارئ اللبيب سيفهم مثالنا ومعناه الباطني، الذي جعل منا لم ننضم إلى جوقة التهليل ببلادنا...!!!، وسيفهم كذلك أن جائزة  السلام، أو بالأحرى السلام أصلاً، ينظر إليه عندهم في الغرب بعيون العولمة والسياسة، وتتحكم فيه طبعاً، خيوط من طبقة الأقوياء السياسيين، التي توزع صكوك الغفران لمن يخدمها ويستقوي بها وتحميه طبعاً !!!)). فسبان الله، هؤلاء الذين ذكرهم الكاتب، وقال في وصفهم : " تفنَّن كلٌّ منهم في العمل على إدانة الإسلام، وتشويهِ حقائقه وثوابته، من خلال مؤلَّفات ومقالات متدفِّقة، حشدها أصحابُها، ولا يزالون، في زهو وغروريشبهون بالتمام والكمال " أفراخ الإفرنج " عندنا !!!.
 ثم يختم المؤلِّف كتابه بالفصل الأخير، بعنوان " تحليل نفسي "، كما ذكرنا، ناقش خلاله التحليل النفسيَّ لهذه الشِّرذمة التي تكره الإسلامَ بالسَّليقة، حيث قام المؤلِّفُ بتفنيد آرائهم وأفكارهم بالتحليل العلمي الدَّقيق، كما أكَّد، مستنِدًا على آراء علماء النَّفس، ووصل إلى نتيجة : " أنَّ الشخصيات التي تُبْحِر ضدَّ التيار يُعانون من مشاكل وأزمات نفسيَّة، ونَقْص في شخصيَّاتِهم، لذا يُحاولون من خلال الخروج عن القواعد العامَّة والأُسس المجتمعيَّة إشباعَ هذا النَّقص، للظُّهور بِمَظهر المنتَصِر على حساب صورتِهم أمام الناس ". كما يضيف أنهم " يَميلون إلى مهاجمة الثَّوابت الدينية، والتشكيك في ما هو معلومٌ من الدِّين بالضرورة، بِهَدف الظُّهور الإعلامي والشُّهرة، ومن ثَمَّ يتخذون موقفًا عدائيًّا من كلِّ الذين يهاجمونهم أو يتعرَّضون لهم بالنقد، كما أنَّهم يشعرون بالفشل لو لَم يُثيروا بلبلةً في المُجتمع، فكُلَّما زادت المعارك التي يخوضونها زادت مَكاسبهم من وجهة نظرهم ".
و أكَّد المؤلِّف أن الإعلام يلعب دورًا مهِمًّا في إصرار الشخص المثير للجدل على الإستمرار في طريقه، لأنَّ هذه النوعية تملك شخصيَّات نرجسيَّة، لا ترى إلا نفْسَها، وترى ما يقوله غيرها بعيدًا عن الصَّواب، كما أشار إلى أنَّ مرحلة الطفولة لَها دورٌ كبير في أفكارهم الشاذَّة والمنحرفة. وأكَّد أن أصحاب هذه الأفكار التي يضعونها في مؤلَّفاتهم هم أصحاب " بضاعة غربية منتحَلة "، فهم أحد خيارات الدُّول المعادية للإسلام،  للهجوم عليه ومحاربته من الداخل، لزعزعة عقيدة المسلم بِلَيِّ عنق النُّصوص الشرعية المُحكَمة لتتماشى مع أطروحاتِهم الوهميَّة ( حلل وناقش وصية الله في مسألة الإرث، وقوله تعالى : يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ  لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ، والجدل القائم عليها اليوم بالمغرب)، لذا فتجد أنَّ هؤلاء المتنطِّعين، يضيف الكاتب، يَدْعون إلى الإباحيَّة، والفسق، والفجور، بشكلٍ صريح ، كمَن أباح القبلات بين الشباب، أو الَّتي طالبت بأن تتزوَّج من تسعة في وقت واحد، ناقلين للمسلمين أعفنَ ما وصل إليه الغربُ. (والله لأنه على حق، فكل هذه الصفات تنطبق على " أفراخ الإفرنج " عندنا، فحلل وناقش الحريات التي ينادي بها " أفراخ الإفرنج " عندنا : " الحرية الفردية ــ الحرية الشخصية ــ الحرية الجنسية !!! ").
و تَمنَّى الكاتبُ أن يتعلَّم المسلمون من هذه المواقف، وأن يَخرجوا من دائرة العاطفة الجوفاء إلى البحث عن خطَّة، بعد أن سقطت الأقنعةُ عن وجه العلمانيِّين، فالفكر الإسلاميُّ الذي أخذ خلاصة الوحي الربَّاني الذي نزل على الرُّسل والأنبياء قادرٌ على مواجهة ودَحْض أصحاب الأفكار الشاذَّة والباطلة التي عجزَتْ عن العطاء، بدليل سقوط الماركسيَّة وغيرها من الإيديولوجيَّات البعيدة عن الدين، لأن الإيمان بالله تعالى هو الملاذُ الأمثل للصِّحة النَّفسية، وإسباغ الأمان على الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق