12 يناير 2014

ما هي طبيعة الإله عند النصارى ؟، هل هو أحد لا شريك له ؟

   لماذا نظن دائماً أن المسيحيين يؤمنون بالله رب العالمين، وهم في الحقيقة ييشركون به، ويجسدونه في " ثلاث " ؟!!!، حقائق يجب على كل مسلم وغيره الإطلاع عليها، ليطمئن قلبه
قال تعالى في سورة الإخلاص : " قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ٧ اللهُ الصَّمَدُ ٧ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٧ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ". هذه السورة العظيمة قيل فيها أنها تعادل ثلث القرآن الكريم، القول الأول : أنها ثلث باعتبار معاني القرآن، لأن القرآن أحكام وأخبار وتوحيد، وقد اشتملت هي على القسم الثالث، فكانت ثلثاً بهذا الإعتبار. والقول الثاني : أنها ثلث القرآن باعتبار الثواب. أي أن ثواب قراءتها يعدل ثواب قراءة ثلث القرآن، وقيل مثله من غير تضعيف، والأقرب أنه مع التضعيف للإطلاق. والقول الثالث : أن المراد من عمل بما تضمنته من الإخلاص والتوحيد كان كمن قرأ ثلث القرآن. والقول الرابع : أن هذا الثواب خاص بذاك الرجل الذي كان يرددها في ليلة ... فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "  والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ". فبينما هذه السورة تجسد صفة الله سبحانه بقوله : " أحد " أي أنه توحَّد سبحانه، في ذاته وفي أسمائه وصفاته، نجد أن النصارى يجسدونه، في ثلاثة (الثالوث ــ الصليب La Croix ــ يقول في كتبهم خادم الرب في ــ1 كورنثوس 1/18ــ : " إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله ")، الأب والإبن والروح القدس، إله بثلاثة أقانيم :  فالأب هو الله والابن هو الله وروح القدس هو الله، وكلهم هو الله، تعالى الله عما يصفون. لذا يجب علينا أن نعلم أن المسيحيين لا يؤمنون بالله، بل يشركون به ثلالة آلهة والعياذ بالله، كما سنرى.
إن النصارى ليسوا أهلاً للأدلة حتى من كتبهم والتي وإن اكتفى وصفهم فيها لربهم بأنه خروف، حيث جاء في كتابهم المقدس، في سفر الرؤيا الإصحاح الخامس الفقرة السادسة ما نصه : " وَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُ فِي الْوَسَطِ بَيْنَ الْعَرْشِ وَالْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ الأَرْبَعَةِ وَالشُّيُوخِ خروف قائم كَأَنَّهُ مذبوح. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ، وَسَبْعُ أَعْيُنٍ تُمَثِّلُ أَرْوَاحَ اللهِ السَّبْعَةَ الَّتِي أُرْسِلَتْ إِلَى الأَرْضِ كُلِّهَا "، ويقول في الإصحاح السابع عشر الفقرة الرابعة عشر : " وهؤلاء يُحَارِبُونَ الخروف، وَلَكِنَّ الخروف يَهْزِمُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ ". وتشبيههم للجسد الذى يدعونه ناسوت يحمل اللاٌهوت بأنه يسير للقتل أو الموت كالشاة، وكأن إلههم بشراً أو حيواناً، لذلك فإننا سنبين هنا للناس العقلاء الذين لهم عقل ومنطق، وليس من يرون الحقيقة إلا من منظور عقيدة من سولت لهم أهواؤهم كتابة وتحريف الإنجيل، فكيف يعقل أن يؤمن إنسان بأن من يعبده هو تارة حيوان وتارة جماد( الصليب عبارة عن شكل هندسي يتكون من قطعتين من الخشب؛ مستقيمتين متقاطعتين بشكل متعامد على بعضهما البعض )...
 بل كيف يعقل أن يتقبل إنسان عاقل عقيدة فيها إله واحد مجسد في أقانيم ثلاثة : الأب، والابن، والروح القدس، والمسيح هو " الإبن"، وهم علماؤه وأقباطه وقساوسته عبر قرون خلت لم يتمكنوا حتى الآن في تفسير الأقانيم ؟، فتارة يقولون أنها أشخاص وتارة بأنها خواص ومرة بأنها صفات وأخرى بأنها جواهر ومرة يجعلون الأقنوم إسماً للذات والصفة معاً، ومحصل كلامهم يؤول إلى التمسك بأن عيسى إله. قال الدكتور بوست في قاموس الكتاب المقدس : " طبيعة الله عبارة عن ثلاثة أقانيم متساوية : الله الأب، والله الإبن، والله الروح القدس، فإلى الأب ينتمي الخلق بواسطة الإبن، وإلى الإبن الفداء، وإلى الروح القدس التطهير". وجاء في كتاب " سوسنة سليمان " لنوفل بن نعمة الله بن جرجس النصراني إن عقيدة النصارى التي لا تختلف بالنسبة لها الكنائس وهي أصل الدستور الذي بينه المجمع النيقاوي هي الإيمان بإله، واحد : أب واحد، ضابط الكل، خالق السماوات والأرض، كل ما يرى وما لا يرى، وبرب واحد يسوع، الإبن الوحيد المولود من الأب قبل الدهور من نور الله، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للأب في الجوهر، ومن أجل خطايانا نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس، ومن مريم العذراء تأنس، وصلب عنا على عهد بيلاطس، وتألم وقبر، وقام من الأموات في اليوم الثالث على ما في الكتب، وصعد إلى السماء وجلس على يمين الرب، وسيأتي بمجد ليدين الأحياء والأموات، ولا فناء لملكه، والإيمان بالروح القدس، الرب المحيي المنبثق من الأب، الذي هو الإبن يسجد له، ويمجده، الناطق بالأنبياء.
أما مذاهبهم فهي تختلف في المسيح، هل هو ذو طبيعة لاهوتية وطبيعة ناسوتية ؟، أم هو ذو طبيعة واحدة لاهوتية فقط ؟، وهل هو ذو مشيئة واحدة مع اختلاف الطبيعتين ؟ أم هو قديم كالأب أو مخلوق ؟... إلى آخر ما تفرقت به مذاهبهم، وقامت عليه الإضطهادات بين فرقهم المختلفة عبر التاريخ. وهذه المقولات بعينها من العقائد التي حاربها الإسلام، وهي تتضمن القول بألوهية المسيح عليه السلام، والقول بأن الله ثالث ثلاثة، وإن حاولوا إنكار ذلك، فقد حكم الله تعالى بأن هذه المقولات كلها كفر، وليس بعد قول الله سبحانه وتعالى قول، والآيات في تأكيد هذا المعنى كثيرة، قال الله تعالى في سورة النساء : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً ". وقال جل وعلا في سورة المائدة : " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَللهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". وقال سبحانه في سورة المائدة كذلك : " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا الهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ٧ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ٧  أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ٧ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ".
ونظراً لصعوبة تصور الأقانيم الثلاثة في واحد، وصعوبة الجمع بين التوحيد والتثليث، فإن الكتاب النصارى الذين كتبوا عن اللاهوت حاولوا تأجيل النظر العقلي في هذه القضية، التي يرفضها العقل إبتداء، ومن ذلك ما كتبه القس بوطر في رسالة " الأصول والفروع " حيث يقول : " قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا، ونرجو أن نفهمه فهماً أكثر جلاء في المستقبل حين يكشف لنا الحجاب عن كل ما في السماوات وما في الأرض، وأما في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه كفاية ". ولهذا فإننا نقول، إن عقيدة الثالوث التي قدمها النصارى للمجتمع الإنساني عجيبة وغريبة، وتبدو غرابتها واضحة وجلية عند عرضها على صفحة العقل الذي كرم الله به الإنسان، ولكنهم يرون أن التثليث لا يعالج بمنطق العقل، ولكن بالإيمان والوجدان، وهذا هروب منهم من بداية الطريق، فلا بأس أن نعتمد على الإيمان القلبي في قضية من القضايا الغيبية، ولكن بشرط ألا يحكم العقل فيها حكماً بديهياً باستحالتها وتناقضها، وإذا كانوا يقولون إن التثليث يصعب تصوره على العقل فإننا نقول بل يستحيل تصوره لدى العقل، ومن أول جولة معه يخرجه بجذوره ويلقيه في دائرة اللامعقول، ومهما حاولوا أن يعللوا هذا التثليث فسيبقى مراً في حلوق العقلاء. ودعوى أن الأقانيم الثلاثة هذه ثلاث صفات لذات واحدة دعوى تبرهن على تناقضهم لأنه يلزمهم على ذلك أن لا يكون المسيح إلهاً خالقاً رازقاً لأن الصفة ليست إلهاً خالقاً رازقاً، وأيضاً فالصفة لا تفارق الموصوف وهم يقولون المسيح إله حق من إله حق من جوهر أبيه، وهذا يدل على استحالة الجمع بين التثليث والتوحيد. وسيظل العقل النصراني يئن تحت وطأة هذا التناقض، وكيف لا يئن ويشتكي أمام قول إثناسيوس الرسولي : " فالأب هو الله والإبن هو الله وروح القدس هو الله، وكلهم هو الله ".
وأما اعتقادهم بأن كل أقنوم من الثلاثة يختص بعمل معين، كما يقول الدكتور بوست في قاموس الكتاب المقدس : " فإلى الأب ينتمي الخلق بواسطة الابن، وإلى الابن الفداء وإلى روح القدس التطهير، وأنه بعد صلبه صعد إلى السماء وجلس على يمين الرب ". كما في الأمانة التي اتفق عليها النصارى. فبهذا يظهر أمامهم ثلاثة آلهة تبرز برؤوسها، والثلاثة معاً الله، والله يتفرق فيكون ثلاثة ويجتمع فيكون إلهاً، أين العقل الذي يحتمل ذلك ؟.
وأما ما ادعوا من كون القرآن قد دل على ألوهية المسيح بقوله تعالى في سورة آل عمران : " إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ "، وكما في قوله تعالى في سورة النساء : " إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ".
فالجواب عنه أن الآية الأولى تبين أنه مخلوق، ويتضح ذلك في وجوه منها : أنه قال " بِكَلِمَةٍ مِنْهُ " وقوله : " بِكَلِمَةٍ مِنْهُ " نكرة في الإثبات، يقتضي أنه كلمة من كلمات الله، ليس هو كلامه كله كما يقوله النصارى، ومنها : أنه بين مراده بقوله " بِكَلِمَةٍ مِنْهُ " أنه مخلوق، حيث قال : " كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ". وقال في الآية الأخرى : " إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "، وقال تعالى أيضاً في سورة مريم : " ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ٧ مَا كَانَ للهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ". فهذه ثلاث آيات في القرآن تبين أنه قال له " كن قكان"، وهذا تفسير كونه " بِكَلِمَةٍ مِنْهُ "، وقال : " اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ "، فأخبر أنه إبن مريم وأخبر أنه " وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين " ، وهذه كلها صفة مخلوق والله تعالى وكلامه الذي هو صفته لا يقال فيه شيء من ذلك، وقال تعالى على لسان مريم : " أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ "، فتبين أن الكلمة هي ولد مريم لا ولد الله سبحانه وتعالى.
فمع هذا البيان الواضح الجلي، هل يظن ظان أن مراده سبحانه بقوله " بِكَلِمَةٍ مِنْهُ " أنه إله خالق، أو أنه صفة لله قائمة به، وأن قوله " وَرُوحٌ مِنْهُ " المراد به : أنه حياته أو روح منفصلة من ذاته ؟، بل قوله تعالى " وَرُوحٌ مِنْهُ " معناه أي روح مخلوقة من جملة الأرواح، ولا إشكال في قوله " مِنْهُ " فإن المراد أن أمر الخلق كله راجع إلى الله ومبتدأ منه، وذلك كقوله سبحانه في سورة الجاثية : " مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ".
وإذا كان النصارى يستشهدون بآيات القرآن على ما يعتقدون، فإن عليهم أن يستشهدوا بجميع نصوص القرآن الواردة في الموضوع، فلا يقتصرون على جملة هنا أو جملة هناك، فهذا لا يفعله منصف، فالتعبيرات القرآنية عن المسيح بأنه كلمة الله أو روح من الله، لا بد أن تفهم على ضوء الآيات الأخرى التي تنفي ألوهية المسيح وبنوته، وتكفر من يقول بهما، والتي تثبت براءة المسيح ممن يؤلهه أو يؤله أمه، والتي تثبت كذلك اعترافه ببشريته ولكنهم لا يفعلون ذلك لئلا يظهر بطلان استشهادهم على عقيدتهم الزائفة بآيات القرآن من جهة، وبطلان عقيدتهم نفسها من جهة أخرى.
وليكن معلوماً أن القرآن حكم على النصارى بالكفر لعدة أمور، كل منها شافٍ كافٍ في تكفيرهم :
ــ ادعاؤهم أن المسيح هو الله أو ابن الله وأن الروح القدس إله، فهم يعبدون في الحقيقة ثلاثة آلهة وقد تقدم بيان ذلك.
ــ تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى في سورة النساء : " إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً٧ أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً "، وقال تعالى في سورة النساء : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ الله مَفْعُولاً "، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار".
ــ اتخاذهم الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله، قال تعالى في سورة التوبة : " اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ".
وفي معجم الطبراني وغيره أن عدي بن حاتم وكان نصرانياً فأسلم لما سمع النبي يقرأ الآية المتقدمة قال له : إنا لا نعبدهم، فقال : أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه، قال : بلى، قال صلى الله عليه وسلم : فتلك عبادتهم.
والثابت من التتبع التاريخي لأطوار العقيدة النصرانية، أن عقيدة التثليث، وكذلك عقيدة بنوة المسيح لله ءسبحانهء ومثلها عقيدة ألوهية أمه مريم، ودخولها في التثليثات المتعددة الأشكال ونحو ذلك من الانحرافات، كلها لم تصاحب النصرانية الأولى، إنما دخلت إليها على فترات متفاوتة التاريخ، مع الوثنيين الذي دخلوا في النصرانية، وهم لم يبرأوا بعد من التصورات الوثنية والآلهة المتعددة
المصدر : إسلامويب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق