7 يناير 2014

مشركون في سبيل الله

نحن لسنا مشركين، بل نحن مسلمين متنورين، عصريين حداثيين، منفتحين حضاريين، لنا مصلحة في أن يكون الإسلام، إسلام الأنوار والإبداع والحقوق إسلام خفيف خالي من الشريعة، يساوي بين المرأة والرجل في الإرث، ويحرم تعدد الزوجات، ويحلل مثنى وثلاث ورباع وأكثر من الخليلات، ويعتبر زواج الفتاة في سن مبكر، رغم ظهور علامات البلوغ والرشد عليها : جريمة اغتصاب !!!
أولاً، قال أحد المشايخ : لا يباح الشرك من أجل المصلحة، ولا رخصة في الكفر والشرك من أجل تحقيق أي مصلحة مهما كان نوعها لأن المصلحة ليست من باب الإكراه الملجئ، الذي يكون بالتهديد بالقتل أوالقطع وبالتعذيب الشديد وبالضرب الذي يخاف منه تلف النفس أو العضو أو نحو ذلك مما لاطاقة للإنسان بتحمله. أما المصلحة فهي أمر تدعو الحاجة إليه ويحصل بعض الضرر بعدم تحققه ولكن ذلك الضرر لا يصل إلى حد الإكراه الملجئ .
فهل كلام الله : " يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ  لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ "، وتعدد الزوجات، وزواج البنت البالغ بيولوجيناً وشرعاً يشكلون لكم ضرراً وصل إلى حد الإكراه الملجئ ؟، فهاتوا برهانكم وبرهان تضرركم الذي يمكن أن يبيح لكم التجني على كلام الله. 
ألستم أحراراً ؟، ألا تتبجحون علينا بالحرية الكونية ؟، ألا تريدون تقليد حقوق وقوانين الغرب ؟، فمن منعكم أن تعدلوا بين أولادكم في الإرث ؟ من منعكم أن تقسموا إرثكم قيد حياتكم، بوصية تكتبونها عند " النوطير " الموثق، وليس بوصية الله : " يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ " ؟، من منعكم أن توصوا بالتساوي بين البنات والأولاد ؟، من منعكم أن توصوا بإرثكم كله لبناتكم وحدهن وليس النصف ؟، من منعكم أن توصوا بكل إرثكم للخليلات وحدهن وتحرموا البنات والزيجات، كما يحصل في الغرب ؟؛ من منعكم أن تتزوجوا بواحدة وتتخذوا ما طاب لكم من الخليلات، أو لا تتزوجوا أصلاً، كما هو حال من تقلدونهم ؟، من أرغمكم على تزويج بناتكم في سن مبكر، ومنعكم ألا تزوجوهن حتى يبلغن الكبر والشيخوخة ؟، هذا شأنكم وهذه حريتكم وعاشت الحرية الكونية. ولا تنسوا أن تسألوا منا الدعاء عسى أن يستجيب الله لمتمنياتكم، إنه على كل شيء قدير آمين.
ف... لله في خلقه شؤون وسبحان الله، من بعض أشباه المسلمين الذين أثر عليهم الغرب بعلمانيته، حتى أصبحوا علمانيين أكثر من العلمانين الغربيين أنفسهم. فكل ما يراه الغرب صحيحاً عنده وحسب أهوائه ومصلحته، يتبنونه هؤلاء " الميسيوات " ( من Monsieur)، عندنا بكل حذافيره، وكل ما يراه عنده على أنه خطأ، هم كذلك يعتبرونه خطأً ضداً عن الإسلام، و " يُبَزِّزُونَ " علينا أن نتبعهم في صحيحهم ( ليس البخاري، بل العلماني )، المفترض وفي خطئهم الواضح.
لما أثار الغرب في السنوات الأخيرة قضية زواج القاصرات، تبناها بعض أبناء جلدتنا، بعد أن همس لهم أعداء الإسلام، أن زواج النبي صلى الله عليه وسلم بسيدتنا عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، وهي في سن التاسعة، هو بمثابة اغتصاب، وهكذا جعلوا (هؤلاء أعداء الإسلام وأبناء جلدتنا الذين يتبعونهم)، بعض المسلمين يحسون بالحرج، لا لشيء سوى لأن المجتمع الغربي وخاصة المسيحي ينتقد هذا الأمر، مع العلم أن الكتاب المقدس عند النصارى جعل بنت السابعة، وعند اليهود الثالثة صالحة للزواج كما سنرى. فالمسيحيين الذين عادة ما يثيرون الإفتراء على الإسلام وعلى نبيه صلى الله عليه وسلم، والذين تعودنا على النفاق منهم، ينسون او يتناسون أن يقرأوا كتابهم المحرف، الذي قبل أن يفتحوا فمهم بانتقاد الإسلام ونبينا عليه الصلاة والسلام، يجب عليهم أن يطلعوا على ما يحتويه، ليجدوا فيه أن سيدتنا مريم عليها السلام، كانت مخطوبة لرجل إسمه يوسف النجار و إذا بحثوا في " الموسوعة الكاثوليكية "، سيتأكدوا أن عمرها كان آنذاك 12 سنة، وخطيبها يوسف النجار كان عمره يقارب 90 سنة !!!. أما لو تابعوا قراءتهم في كتبهم المقدسة، فسيجدون فيها أن من جداتهم من تزوجت في سن 5 و 7 سنوات وليس 9 سنوات.
فلا بأس أن نقرأ لهم ولمن يتبعونهم، بعض الفقرات التي تأكد ذلك، فقد جاء عندهم في سفر الملوك الثاني إصحاح 16 " الآية 2" ما يلي : " كَانَ آحَازُ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَلَمْ يَعْمَلِ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِهِ كَدَاوُدَ أَبِيهِ،... ". وفي " الآية 20" نقرأ :  " ثُمَّ اضْطَجَعَ آحَازُ مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ حَزَقِيَّا ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ". وبعملية حسابية : أخذ الملك عن سن 20 سنة، وبقي يحكم 16 سنة ومات، يعني توفي وهو عن سن 36 سنة، ترك الملك لإبنه حزقيا. لنرى الأن ماذا عن حزقيا لنتابع حسابنا. ففي إصحاح 18 " الآية 1" يقول : " وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ لِهُوشَعَ بْنِ أَيْلَةَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ مَلَكَ حَزَقِيَّا بْنُ آحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا.". أما في " الآية 2" فنقرأ : " كَانَ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ أَبِي ابْنَةُ زَكَرِيَّا". هنا حزقيا لما تربع عن الملك كان عمره 25 سنة، وأبوه آحاز مات، كما رأينا، عن سن 36 سنة، هنا يتبين لنا أن الفرق بين الأب آحاز وإبنه حزقيا في السن هو 11 سنة. وبمعنى أخر لما رزق آحاز بابنه حزقيا كان عمره 11 سنة، فكم كان عمر زوجته أبي بنت زكريا التي ولدت له حزقيا حين تزوجها ؟. وهل ولدت مباشرة بعد زواجها ( بعد أن حبلت بحزقيا تسع شهور) ؟. وكم كان عمرها بعد أن ولدت إبنها حزقيا، وأبوه آحاز لم يتعدى عمره 11 سنة ؟. نترك لهم الإجابة، ولا يتكلمون لنا عن السنة الضوئية  (L'année-lumière أو Light year !!!)، فلم تكن معروفة في ذلك الزمان.
وسنزيدهم بعض المعلومات التي يجهلونها عن تاريخهم المنسي، استسقيناها من بعض المواقع والكتب والمصادر، وسنورد نصها الأصلي بالإنجليزية، مع الترجمة المباشرة إلى اللغة العربية :
--- "Untill 1885, under common law, the age of consent was ten in over half the states;in Delware it was seven."
(حتى عام 1885 كان سن الرشد حسب القانون المشترك عشر سنوات في أكثر من نصف الولايات، وفي ولاية ديلاوير كان السن سبع سنوات).
"... Congress in 1889 passed legislation raising the age from ten to sixteen years in Washington,DC."
(في عام 1889 مرر الكونجرس قانوناً برفع السن من عشر سنوات الى ستة عشر سنة في واشنطن دي سي): المرجع كتاب : The Progressive Era's Health Refom Movement : A Historical Dictionary By Ruth Clifford Engs, p.4
---As of 1886, twenty-five of the American states, following earlier English law, had an age of consent of ten years; four states, following Christian canon law on marriage, had an age of consent of twelve; Delaware, following Christian canon law on the age of discretion, set its age of consent at seven.”
(في عام 1886 كانت خمسة وعشرون ولاية أمريكية تابعة للقانون الإنجليزي، تحدد سن الرشد عند سن عشر سنوات ؛ في حين أن أربع ولايات كانت تتبع القانون المسيحي للزواج، وتحدد سن الرشد عند الثانية عشرة، ديلاوير التي كانت تتبع القانون المسيحي لسن التقدير حددت سن الرشد عند السابعة). المصدر : Homosexuality and Child Sexual Abuse : Science), Religion, and the Slippery Slop)
--- “The common law, from which America gets much of its precedents in the legal field, set the age of consent at age ten. In other words, participating in sexual activity with someone above the age of ten did not result in the crime of "statutory" rape or child molesting. The activity may have come under other statutory or informal social regulations, but anyone over the age of ten could consent to a sexual activity. During the latter part of the last century and the early part of the present one, attitudes towards sexual activity began to change in America and so did attitudes toward the age of consent. California was one of the first states to raise the age of consent. It raised it from ten to fourteen in 1889 and then from fourteen to sixteen in 1897. Then, in 1913, California again raised it from sixteen to eighteen.”
(القانون المشترك،والذي تستمد منه امريكا معظم تشريعاتها الفانونية السابقة ،حدد سن الرشد عند العاشرة. اى ان المشاركة في علاقة جنسية مع احد فوق سن العاشرة لم يكن من الناحية القانونية يعد جريمة اغتصاب او ايذاء اطفال. العلاقة ممكن ان تندرج تحت تشريعات اجتماعية اخرى رسمية او غير رسمية ’ لكن اى واحد فوق سن العاشرة كان له الحق ان يوافق على علاقة جنسية. في اواخر القرن الماضي واوئل القرن الحاضر بدأت المواقف من النشاطات الجنسية تتغير في امريكا وتغير معها الموقف من سن الرشد. تم رفع السن من عشرة الى اربعة عشر سنة في عام 1889 و بعدها من اربعة عشر الى ستة عشر في عام 1897. وبعدها في 1913 رفعت ولاية كاليفورنيا السن مجددا من شتة عشر الى ثمانية عشر). المرجع : "The Crazy-Quilt of Our Age of Consent Laws", Jonathan Dolhenty, Ph.D.
--- Social (and the resulting legal) attitudes toward the appropriate age of consent have drifted upwards in modern times. For example, while ages from 10 to 13 were typically acceptable in western countries during the mid-19th century, 15 to 18 had become the norm in many countries by the end of the 20th century.
(المواقف الاجتماعية والمواقف القانونية المترتبة عليها، تجاه السن المناسبة للرشد اتجهت إلى أعلى في العصر الحديث. فمثلاً، حين كان سن 10 إلى 13 مقبولاً  في البلاد الغربية خلال منتصف القرن التاسع عشر ، 15 إلى 18 أصبح هو السن السائد في كثير من البلاد مع نهاية القرن العشرين). المرجع :  http://en.wikipedia.org/wiki/Age_of_consent#_ref-waites_3
--- "They found that Paleolithic girls arrived at menarche - the first occurrence of menstruation - between seven and 13 years. "
(وجدوا ان فتيات العصر الحجري كن يحضن لأول مرة بين السابعة و الثالثة عشرة من عمرهن). المرجع : ورد في بحث جديد عن سن البلوغ ”New research shows how evolution explains age of puberty”, From the University of Southampton
--- “For most girls in Byzantium, childhood came to an abrupt end with the onset of puberty,which was usually soon followed by betrothal and marriage. Early marriage and procreation of children was the norm in Byzantium; the only alternative for teenage girls was entrance into a convent. Byzantine legislation originally permitted betrothal of a girl after the age of seven a figure later raised to twelve. The laws were frequently ignored, however, and children as young as five years old might become engaged. ”
(بالنسبة لمعظم البنات في بيزنطة الطفولة كانت تنتهي بشكل مفاجئ بمجرد الوصول لسن البلوغ الذي بعده مباشرة تأتي الخطبة و الزواج. الزواج المبكر وولادة الاطفال كان هو النظام السائد في بيزنطة؛ البديل الوحيد للفتاة في سن المراهقة كان الدخول الى الدير. القانون البيزنطي كان يبيح خطبة الفتاة بعد سن السابعة و هذا الرقم ارتفع بعد ذلك الى الثانية عشرة. لكن القوانين عادة كانت تهمل و كان من الممكن ان يخطب اطفال في سن الخامسة من عمرهم). المرجع :  "Saga Background: Women", Theban Tribunal Sourcebook
--- " Agnes was only eight on her arrival at Constantinople, while Alexius was thirteen.... Child brides, whether Byzantines or foreign princesses, were the norm rather than the exception, especially from the late twelfth century."
(أجنيس كانت في الثامنة من عمرها حين وصلت للقسطنطينية [للزواج من اليكزيوس] في حين ان اليكزيوس كان في الثالثة عشرة ...العروس الصغيرة، سواء كانت بيزنطية او اميرة اجنبية،كانت هى العادة اكثر منها استثناءا ،خاصة في نهاية القرن الثاني عشر). المرجع : "Agnes-Anna of France,wife of Alexius II and Andronicus I of the Comneni Dynasty", An Online Encyclopedia of Roman Emperors, Lynda Garland, Andrew Stone
--- Age of Consent throughout history has usually coincided with the age of puberty although at sometimes it has been as early as seven[...] The Roman tradition served as the base for Christian Europe as well as the Christian Church itself which generally, essentially based upon biological development, set it at 12 or 14 but continued to set the absolute minimum at seven.
(سن الرشد عبر التاريخ كان يوافق سن البلوغ بالرغم من انه احيانا كان يصل الى سبعة اعوام ... التقاليد الرومانية شكلت القاعدة لأوروبا المسيحية وايضا للكنيسة المسيحية نفسها التي ،بناءا على التطور بيولوجي، حددت السن عند 12 او 14 و لكنها ظلت تحدد الحد الادنى المطلق عند السابعة). المرجع :  “Age of Consent A Historical Overview” Journal of Psychology & Human Sexuality, Volume: 16 Issue: 2/3, 5/3/2005
--- "Although most children begin puberty between the ages of 10 and 12, it can start at any age
from 8 to 16. The most obvious determining factor is gender; on average, puberty arrives earlier for girls than boys."
(بالرغم من ان معظم الاطفال يبدأون البلوغ بين سن العاشرة و الثانية عشرة الا ان البلوغ ممكن ان يبدأ عند اى سن من الثامنة الى السادسة عشرة. اكثر العوامل تحديدا لذلك هو جنس الشخص، في المتوسط البنات يبلغن قبل الاولاد). المرجع : موسوعة علم النفس: Puberty, Encyclopedia of Psychology
--- "...girls who start to develop breasts and pubic hair at age six or seven are not necessarily "abnormal" (Kaplowitz, et al., 1999). In fact, by their ninth birthday, 48% of African American girls and 15% of white girls are showing clear signs of puberty.”
(الفتيات اللاتي يبدأ عندهن نمو الثدي و شعر العانة عند سن السادسة لسن بالضرورة غير طبيعيات . في الحقيقة عند بلوغهن سن التاسعة 48% من الامريكيات الافارقة و 15% من البنات البيض يظهرن علامات ظاهرة للبلوغ). نفس المرجع.
 
أما عن اليهودية فمهما رفعوا من  سن الرشد عند الفتاة إلى 12 سنة والفتى إلى  13 سنة لصلاحية الزواج، فعلى الصعيد الديني عندهم، يبقي حسب التلمود، محدداً ابتداءً من 3 سنوات ويوم واحد !!!، كمى سنرى، خصوصاً وأن إسرائيل نفسها تسعى إلى هودنة الدولة، واليهودية أساساً هي دين التوراة، وبدونها لا يوجد يهود، كما أكد معظم حاخاماتهم. فهم لا يقرأون التوراة كما يقرأها المسيحيون (دين المسيحيين مأخود من التوراة، وتسمى عندهم العهد القديم، والعهد الجديد هي كتبهم " أناجيلهم الأربعة الكنسية المتداولة الآن)، نقول أن اليهود لا يقرأون التوراة إلا  بعيون التلمود، أي من خلال التأويل التلمودي للتوراة. فالتلمود يمثل الشريعة القانونية التي تقوم عليها اليهودية وهو المصدر الأساسي الذي يستمد منه الحاخامات التعاليم وعلى أساسها يدرسون ويتمرنون. فالمرأة عندهم مهضومة الحقوق حتى في الإرث، وليس هناك أي مساواة بينها وبين الرجل كما بينا في موضوعنا السابق (أدخل هنا للإطلاع عليه). فقراءة للتوراة يتبين لنا أنها رجولية بشكل واضح، إذ نجد فيها كلمة الإبن( بن) تتكرر 4029 مرة، مقابل الإبنة (بات) 579 فقط. أما كلمة الرجل (إش) 2183 مرة، مقابل المرأة (إشا) سوى781 مرة. وكلمة الأب (أف) 1211 مرة مقابل الأم (إم) 220 مرة فقط. وهكذا حتى في الأسماء فالرجل هو الغالب بكل وضوح. ففي " ميناخوط فول 43 ف " : " اليهودي يقول في صلاته كل صباح " شاخاريت "، شكراً لله الذي لم يجعل مني غير يهودي، شكراً لله أنه لم يخلقني إمرأة " !!!. عموماً  المرأة في التلمود محتقرة وتوصف بأسوأ النعوت وتقارن بالحيوانات. كما سنرى، وكما يخبرنا التلمود، بأن البنت تكون مهيئة للزواج، وجاهزة للوطئ في سن الثلاث (3) سنوات ويوم واحد !!!، وهو مباح لليهودي بشكل عام، وموثق في عدة أماكن في التلمود : (Sanh. 55b; Sanh.69a-69b; Yebamoth 57b-58a; Yeb. 60b......Exhs. 55, 81, 156, 159,)،  فعلى سبيل المثال لا الحصر نقرأ فيه، وبالتحديد في " سانهدرين الصحيفة 55 العمود ب " في سياق يتكلم عن حد الزنى مع النساء, والحيوانات وعن اللواط، ما يلي  : " אמר רב יוסף , תא שמע : בת שלש שנים וים אחד מתקדשת בביאה ". ترجمتنا بالعربية : " قال R. Joseph said الراباي يوسف سعيد " تعال اسمع ! بنت ثلاث سنوات ويوم واحد، تُزوج وتُجامع ". والتلمود لا يقف عند هذا الحد بل يبيح للمرأة أن تضاجع حتى الحيوانات !!!. ففي كتاب " يباموث 59 ب " من التلمود يقول : " بأنه إذا قفز كلب بلدي على فتاة أثناء تنظيفها الأرض ودخل فيها وجامعها فإنها لا تعتبر غير نظيفة ويسمح لها بالزواج من حاخام حتى رفيع المستوى، وزواج المرأة من حاخام يعتبر أكبر تكريم لها ودلالة على عفتها ". أما في " سوتاه 26 ب " : " لا تعتبر حتى العملية الجنسية مع الحيوانات زنا ولا يعاقب فاعلها ". وفي " سنهدرين  55 ب " : " المرأة التي تجامع حيواناً لا تعتبر زانية ولا تعاقب بل يعاقب الحيوان " !!!. بل كتابهم يعطي للرجل الحق في أن يبيع حتى إبنته !!!، قال الرب في سفر الخروج 21/7 : " إِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابنته كَأَمَةٍ، فَإِنَّهَا لاَ تُطْلَقُ حُرَّةً كَمَا يُطْلَقُ اْلعَبْدُ " !!!. (ترجمة كتاب الحياة). فهل من مزيد ؟، أكيد هناك أشياء أخرى ومواقف تحط من قيمة المرأة، نتعفف عن ذكرها، ولم نأتي بما ذكرنا سوى للدلالة وللمعرفة.
نهدي هذه الأدلة للجهلة الذين لا يصدقون أن البنت ممكن تبلغ في سن صغيرة ( وأكيد أن البنت تحيض في سن مبكرة، وتظهر عليها علامات ظاهرة للبلوغ، ثم بمجيء الحيض فإنها تكون على استعداد للإنجاب، قبل أن تبور وتكبر، وينقطع عليها دم الحيض حيث تدخل في سن اليأس، وإسمه يدل عليه : اليأس من الإنجاب !!!)، وهذا يختلف حسب البيئة والعرق و الزمان و المكان وو...إلخ.
 When Little Girls Become Women: Early Onset of Puberty in Girls

والأن وبعد أن أثبتنا أن الزواج المبكر موجود في كتبهم المقدسة، رفعوه اليوم إلى سن  16 أو 18 سنة، وأباحوا معه الزنا والشذوذ الجنسي، وفي بعض بلدانهم أصبح بعضهم  يتزوج حتى الحيوانات (أدخل هنا لتتأكد بنفسك من هذا الزواج العلني). ليعلموا أن أجدادهم إلى وقت قريب، كانوا يقرون الزواج حتى في أقل من سن التسعة، (من ثلاثة إلى سبعة)، ولمن لا يعترف الآن، بهكذا زواج كزواج شرعي كان مباح وليس فيه ما يعيبه، ويدعي أنه اغتصاب أو زنا، فليعلم أنه إبن سفاحين زناة أبناء سفاحين زناة، وإلا فليثبت لنا بالدليل أن سلسلة نسبه لم يحصل بها من تزوج صغيراً. فما هو الإغتصاب في نظرهم ؟، ومن هو المغتصب عندهم ؟، من تزوج بفتاة بالغة (ونحن نعرف علمياً أن الفتاة، يمكن أن تبلغ وتحيض، وتكون مستعدة بيولوجياً للإنجاب حتى عن سن مبكر جداً)، أم من تزوج بطفلة إبنة الثالثة من العمر " وزايدينها : بيوم واحد !!! "، التي لا تقوى حتى على المداعبة الجنسية، أو من باعها كأمة، واستراح منها وراح، وليس أراح لأنه لن يريحنا أبداً ؟!!!، فكل ما ذكرناه موثق في كتبهم. ألا يجب علينا أن نحمد الله تعالى على نعمة الإسلام ؟. ألا يجب على نساءنا المسلمات أن يحمدن الله سبحانه على عزته لهن، وعلى  قرآنه الكريم (الذي حفظه من التحريف الذي لحق بالكتب المقدسة الأخرى)، الذي كرمهن وأعزهن في جميع نصوصه ؟. ولنترك من يتشبهون بغير المسلمين أن يناقشوا ويحللوا هذه المعتقدات الغير إسلامية التي ذكرنا !!!.
أما عن زواج النبي صلى الله عليه وسلم، من عائشة رضي الله عنها، وهي في سن التاسعة،  فإنما كان بأمر من الله تعالى عن طريق الرأيا، لحكمة لا يعلمها إلا هو. ففي صحيح مسلم : " عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أُرِيتُكِ فِى الْمَنَامِ ثَلاَثَ لَيَالٍ جَاءَنِى بِكِ الْمَلَكُ فِى سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ. فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هِىَ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ ". ونحن نعلم أن رُأْيَا النبي صلى الله عليه وسلم، والأنبياء عموماً هي وحي يوحى من عند الله،  مصداقاً لقوله تعالى عن سيدنا إبراهيم في سورة الصافات : " قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ". ونعلم كذلك أن من يقع في كره وتكذيب ما أنزله الله، كما هو حال البعض، (فكل شيء عندنا للرد عليهم في القرآن)،  فسيحبط الله أعماله عاجلاً أم آجلاً،  يقول تعالى في سورة محمد  : " ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّه  فَأَحْبَطَ أَعْمَالهمْ  فَتَعْسًا لَهُمْ ".
 يقول " أولفر روي  Olivier Roy "، وهو باحث فرنسي في العلوم السياسية، ومن أبزر المتخصصين في الإسلام في أوروبا : إن هناك سببان يختلف بهما الإسلام عن المسيحية. الأول هو أن فصل الدين عن السياسة غير معروف في الإسلام, والثاني هو أن الإسلام ليس دين فحسب, بل هو ثقافة أيضا ً. ففي النقطة الأولى, لاتوجد مؤسسة إسلامية كالتي في المسيحية حيث لايوجد كهنوت في الإسلام, وعلى هذا الأساس لايمكن الحديث عن فصل الدين عن السياسة في الإسلام بنفس الطريقة كما في المسيحية, أي ما لله لله وما لقيصر لقيصر. أما ما يخص النقطة الثانية, فالإسلام هو دين وطريقة للعيش مرتبطة بنظام قانوني تشريعي من خلال الشريعة الإسلامية. وعلى هذا الأساس لايمكن الحديث عن فصل كل ماهو ديني عما هو ثقافي, وبالتالي فصل الثقافي عما هو سياسي. أضف إلى ذلك بأنه لايوجد في الإسلام فصل بين ماهو خاص وماهو عام, فالإسلام شامل لجميع نواحي الحياة كما يقول الأستاذ طارق رمضان. إذن, نحن أمام دين ونمط يختلف بشكل كبير عن المسيحية فكيف سيسير في نفس طريقها نحو العلمانية؟. ثم يزيد أولفر روي : " لا أعتقد أن مؤمناً يجب عليه أن يتبنى وجهة نظر " ليبرالية " لدينه حتى يصبح مواطناً صالحاً. كما أن المناداة ب" إصلاح " الإسلام لا تقنعني... إن تأقلم المسلمين مع السياق الغربي شيء لا علاقة له بعلوم الدين، بل بنمط الحياة التي يحياها الفرد، والجهد الذي يبذله من أجل التأقلم ".
 فكيف لمسيحي مثل أولفر روي، أن يكون متنوراً وعاقلاً أكثر من بعض المسلمين الذين يدعون أنهم مثقفين ؟. فليعلم هؤلاء الذين لا يعرفون أي شيء عن الإسلام، أننا لو أخذنا بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، واستثنينا أو ألغينا تعدد الزوجات بشروطه الدينية، فإننا سنكذب على الله تعالى في طاعته بهدمنا للقاعدة الأصولية التي أمرنا الله بها في سورة النساء بقوله تعالى : " للذكر مثل حظ الانثيين "، و "  وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ، وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا ". وسنكذب كذلك، وسنحيد عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الزواج بالبنت الصغيرة البالغة، لأن البنت التي بدأت تحيض فهي بحسب الإسلام، وحسب العلم الحديث, كما ذكرنا مراراً، بالغة وعلى كامل استعداد للإنجاب. وما الضجة التي يقوم بها أعداء الإسلام، ما هي سوى ابتزاز لمشاعر المسلمين، مع العلم أنهم لا يستطيعون الوصول إلى مبتغاهم. ولا نستغرب غداً تحت بند المساواة التي ينادون بها أن تخرج علينا النساء للمطالبة بالمساواة وإباحة الزواج لهن بأربع رجال، (ولما لا بخمس أو حسب الموجود، وهذا واقع اليوم، أدخل هنا للإطلاع عليه)، ويخرج علينا الرجال كذلك مطالبين بالمساواة في كل الحقوق والواجبات ومن بينها اشتغال المرأة في الأعمال الشاقة التي لا تقوى عليها كالبناء مثلاً، والخدمة العسكرية، وأن تحمل السلاح وتحارب وتحرس الحدود ليل نهار " في الواقع لا كما يصورونه في الأفلام الغربية"، والمصيبة العظمى، أن يخرج كذلك المثليين ويطالبون بالمساواة هم كذلك، إستناداً لحقوق الإنسان، (لأن مجلس حقوق الإنسان الأوروبي إعترف بحق المثلين استناداً للمساواة بين المواطنين بغض النظر عن الجنس !!!). ولا نستغرب غداً بوجود جمعية كجمعية " فيمن Femen " لتعرية الصدور في بلادنا المسلمة، والتي لإبتزاز المسلمين، قامت ناشطات فيها تتقدّمهن الناشطة المصرية علياء المهدى يوم الاربعاء 5 جوان الماضي بآداء الصلاة بصدور عارية أمام سفارة تونس بباريس، وقد شاهدناهن في في فيديو وهن يقلّدن صلاة المسلمين، وفي اعتداء صارخ على الله وعلى مشاعر 3 ملايير من المسلمين ومقدساتهم الإسلامية، كن يردّدن عبارة "فيمن أكبر"، عوض '' الله أكبر '' !!!. وأخيراً لا نستغرب كذلك، غداً إن طالب هؤلاء المارقين من أبناء جلدتنا الذين لا علاقة لهم بالدين الإسلامي لا من قريب ولا من بعيد، (سوى القول نفاقاً، حين يكفرهم أحداً، بأنهم مسلمين أكثر منه، ويتهمونه بالتكفيري والظلامي ووو...)، نقول لا نستغرب إن طالب هؤلاء بإلغاء الأعياد الدينية الإسلامية، والإحتفال باليوم العالمي لتعرية الصدور، الذي احتفل به مؤخراً من هم على شاكلتهم، بولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث خرجت مئات النساء العاريات صدورهن تماماً، مدعومين بمئات "الرجال" الذين لم يرتدوا سوى " البيكيني أو حاملات الصدر النسائية "، في ما أسموها مناسبة اليوم العالمي لتعرية الصدور، مطالبين بالعدالة والمساواة الإجتماعية بين الجنسين الذكر والأنثى !!!. نتساءل هنا أي مساواة يطالبون بها ونحن دائماً نسمع أنهم يتمتعون بالمساواة وبقمة الحرية ؟. هل ليست لهم عدالة ولا مساواة إجتماعية، أم كل ما يقولون لنا عنهم، ما هو سوى كذب وإشهار ؟!!!. أم هذه سوى الديموقراطية، والحرية، وحقوق الإنسان التي لم يصنعونها سوى لنا ومن أجلنا فقط، ويريد أبناء جلدتنا " الواعرين "، تسويقها لنا ؟، طبعاً هذا هو ما يريدون أن يوصلوننا إليه، من حداثة و " موضا " وعصرنة وعلمانية.
وعلى ضوء كل ما تقدم، ندعوا هؤلاء الحداثيين الجدد الذين يعتبرون أنفسهم تقدميين وأحراراً، وديموقراطيين على الطريقة الغربية العلمانية الليبرالية، والذين يقلدون الغربيين في كل شيء، إذا كانوا رجالاً " كرجالهم "، ونساءاً " كنسائهم " أن يعطوا لأبنائهم الحرية المطلقة، كما يفعل أصحابهم، ليغادروا بيت الأسرة مكرهين عند سن الرشد، وليعيشوا حياتهم الخاصة بكل حرية، على الطريقة الغربية، وسنرى أن والديهم، أحدهما أو كلاهما حين يبلغ بهم الكبر، سيرمَوْا في دور العجزة، لا كما قال تعالى في سورة الإسراء : " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا " .هذا هو التقدم وإلاَّ فلا، والله يلعن " اللِّي مَتَيَحْشَمْشْ ".
وأخيراً نعلم أن هؤلاء الرويبضة من أبناء جلدتنا، لا يحركون فينا ولو شعرة واحدة، لأن حتى أسيادهم بباباتهم وقساوستهم ومنصريهم لم ولن يقدروا على أمة الإسلام، وعلى أن يغيروا ولو نقطة واحدة من حرف واحد من القرآن الكريم، وعزاؤنا أنهم أقلية ينبدها الشارع والمجتمع والواقع والتاريخ يوماً بعد يوم، بعد أن خرجت من جحورها، وافتضح أمرها أمام جميع المسلمين، واتضح للجميع أنها تخالف هوية أغلبية المغاربة المسلمين، ونعلم أنها تهيج كلما خالف أحداً منهجيتها وآراءها الغربية المستوردة والهدامة، ورد عليها بكلام الله القطعي الذي تريد تحريفه ومراجعة نصوصه، فتبدأ بالتباكي والعويل عن الحرية والحداثة وحقوق الإنسان، الذين لا يخصون المسلمين في شيء، لأن القرآن الكريم قانون ودستور إلهي، يسمو عليهم وعلى جميع المواثيق الوضعية أو الكونية.
أنظروا ديموقراطيتهم وحريتهم واحترامهم للرأي الآخر في مقالاتهم وردودهم، وسبهم وشتمهم وعنصريتهم ضد كل مسلم أراد أن يغير منكرهم، يتناسون حينها قيمهم الكونية وحرية رأيهم التي ينادون ويتبجحون بها. ويتهمونه بالتكفيري والظلامي والإرهابي، وينعتونه بكل الصفات التي هي أصلاً تلاحقهم حتى أمام الله.
 
فقبح الله سعيهم إلى يوم الدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق