(3) الإعجاز العلمي في القرآن تعويض نفسي عن نهضة مجهضة
... تابع
فبما أننا نعرف أن القرآن الكريم، لا تنقضي عجائبه ولا تنقطع فوائده، وكلما نظرنا فيه إلا وانتابتنا نشوة ورقة من المعاني العظيمة، والدقائق النفيسة التي نصادفها فيه، وفي كل كلمة ولمحة منه نرى حقائق كل الأشياء، وبغض النظر عن حفظنا له عن ظهر قلب، أو جزأً أو حتى بعض السور أو الآيات منه، المهم أننا نحترمه ونقدره ونعرف شرفه وعلوه، ونعرف أن الله حافظه، قبل وبعد حفظنا له، لأننا نقرأه ونستمع إليه، ونستعمله يومياً في صلاتنا وفي معاملاتنا،
وهذا لا يمنع أن نعيد التطرق إليه لنبينه للكفار، ونتحدى اللمنافقين والجاحدين الذين يدعون أنه يضم نصوصاً منسوخة ومتجاوزة منذ 1400، وأن الكتاب المقدس أفضل منه بكثير. هلك الله المنافقين وخذلهم وقطع ألسنتهم ودابرهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وعزاؤنا هو القرآن الكريم الحافل بكثرة الآيات القرآنية التي تذكر صفات المنافقين، بل أنزل الله سورة كاملة باسمهم وبيَّن فيها صفاتهم، حتى صار الفقهاء يطلقون عليهم إسم الزنادقة. فبغض النظر عن كون هؤلاء الزناديق، قرأوا هذه الكتب المقدسة كاملة، أو بعض المتفرقات منها، أو قرأها التابعين لهم إلى يوم الدين، من أبناء جلدتنا المثيرين للشفقة (لِي مِينَابْلْ بالفرنسية ليعرفوها جيِّداً، ما داموا يتبعون نهجهم، لئلا نقول دينهم)، الذين لهم نفس الرأى، بل يهود ومسيحيين أكثر من موسى والمسيح عليهما السلام، فإنهم مروا على ما جاء فيها مر الكرام، أو أنهم " مَا قَشْعُو فِيهَا وَالُو زِيرُو فْالتِّلاَوَة وُفَلْبَحْثْ "، وسنعيد قراءتها عليهم، ليدفنوا أنفسهم أحياء في مقبرة الكفر. قال تعالى يصف أهل الكفر والضلال ، الذين شردوا عن القرآن ولم يبحثوا عن الحقيقة ﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾ سورة النحل، ﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ سورة الفرقان، وحتى لو قرأ أبناء جلدتنا من الجاحدين المكذبين، المحسوبين افتراضياً عن الإسلام، بعض السور، أو لنقل القرٱن الكريم كله، فإنهم إما قرأوه قراءة سطحية، أو أنهم " مَا قْشْعُوا فِيه وَالُو" كدلك، لأن في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً أعمى بصيرتهم، فمسهم شيطانهم وصور لهم بعض سوره على أنها كلام فوضى لا أساس له ولا رابط. فلو قرأوه بقلوبهم وتمعنوا فيه لوجدوه يتنقل من موضوع إلى آخر، مكثراً من الحديث عن التاريخ والطبيعة، وكل أمور الدنيا والآخرة، وإذا زادوا ودققوا في أية سورة من سوره، لوجدوا فيه اتصالاً بديعاً بين الآيات وبين أجزاء السورة، بل وبين السورة والسابقة لها والتالية، وفي بدايات ونهايات السور، وحتى في محتوى السور نفسه، ناهيك عن الترتيب غير المألوف لمفردات الجملة نفسها، ولوصلوا إلى حتمية كونه محكم يريد إيصال معنى محدد دون غيره. ونتحداهم جميعاً ٱن يأتونا ولو بسطر واحد في كتبهم المقدسة، يشبه بلاغة جملة واحدة من القرآن، أو حتى معنى عادي فى قالب جميل.
" الإعجاز العلمي في القرآن تعويض نفسي عن نهضة مجهضة " قال، لكنا سَنْوَرِّيهْ وَجْهُو فِلَمٌرَايَا، منذ أن كان في بطن أمه !!!، وسنوريه أن كل شيء في الخليقة هو إعجاز في حد ذاته، في كل خليّة، في كل عضو، في كل نشاط فيها. خلق الله سبحانه كل شيء فقدّره تقديراً، ﴿ قَالَ رَبُّنَا الَّذِى أَعْطَى كُلَّ شَىْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ سورة طه، فجعل الإنسان (أفكٌان/أترّاس) إنساناً، ولم يجعله حيواناً (إيموضار)، وجعل الكلب (أيدي) كلباً، الحمار (أغيول) حماراً كالبعض، والأسد (إزم) أسداً، ولم يعطيهم عقل وصفة الإنسان. وليضمن لكل نوع استمرارية أجياله، خلق الذكر للأنثى، والأنثى للرجل، ولم يعطيهما الحرية الفردية، التي يطالب بها أحمد عصيد صاحب " المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات " !!!، ليجعلهما مثليين !!!، هذه المثلية التي لا توجد حتى عند الحيونات التي أعطاها الله ما يشاكلها، وجعل الرغبة الجامحة الجاذبة بين الذكر منها والأنثى، فبالأحرى عند من لا يؤمنون بالإعجاز في القرآن !!!، ولا يؤمنون سوى بالحريات الجنسية والعقائدية والفردية. أليس أحمد عصيد هو من يتحدى الله ويطعن في كلامه، فمتى صَح ان يشك ويصحح المخلوق كلام خالقه أو يقدم رأيه أمام رأيه ؟
والآن سنتابع بعض الآيات، التي ستبين له كيف هو الإعجاز منذ أن كان جنيناً في بطن أمه ولم يولد بعد. فلا شك أنه يعرف ما هو القرص اللحمي ٱو ما يسمى بالمشيمة عند الأطباء، أو الخلاص أو السّكٌية أو السلى عند العوام، وتمتان أو تينفرا أو تيسدفٌار أو تيسغدفٌال بالأمازيغية المغاربية، ولا ندري كيف سيكتبها إن كان يعرف بلغة تيفناغ، هذا الغلاف اللحمي هو عبارة عن عضو شبه أسطواني ينمو متصلاً بالجنين عن طريق الحبل السري في الرحم، يقوم بأعمال لا يصدقها العقل. فحينما يكون الجنين في بطن أمه تجتمع في هذا الغلاف دورة دمه مع دورة دم أمه، مع العلم أن الجنين له زمرة أو صنف دم، ولأمه زمرة أخرى مختلفة، وهما لا يختلطان، فلو اختلطا لمات هو وأمه فوراً. ولو أعطينا لأي إنسان دماً من غيرصنفه يموت فوراً، فكيف لا يختلط دم الجنين بدم أمه وهو في بطنها ؟، ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾ سورة الطور. أولاً، إنها آية من آيات الله، الذي جعل بينه وبين ٱمه غشاء، يطلق عليه الأطباء الغشاء العاقل، فهو يقوم بأعمال يعجز عنها العقلاء، إذ يأخذ السكر من دم الأم ويطرحه في دم الجنين، فيقوم هكذا هذا الغشاء مقام الجهاز الهضمي، ثم يأخذ الأوكسجين من دمها ويطرحه في دمه، فيقوم مقام جهاز التنفس، ثم يأخذ الأنسولين من دمها ويضعه في دمه، فيقوم مقام البنكرياس، فإن صار في دم الجنين سكر أو أوكسجين أو أنسولين يحترقون، فإن السكر يحترق بالأوكسجين عن طريق الأنسولين، فتتشكل الطاقة عند الجنين فتكون حرارته 37 درجة. فمن أين جاءت هذه الحرارة ؟، طبعاً من احتراق السكر، والناتج ثاني أكسيد الكربون يأخذه الغشاء العاقل من دمه ويضعه في دم أمه، لأن جزء من نفس الأم، هو نفس جنينها. ثم يأخذ هذا الغشاء من دم أمه كل عوامل المناعة، أي جميع الأمراض التي أصيبت أمه بها، فعوامل المناعة الناتجة عن هذه الأمراض تنقل إلى دمه فيصبح محصن من كل الأمراض التي أصيبت بها أمه في السابق. ثم يمنع هذا الغشاء العاقل مرور التسمم إلى دم الجنين، بحيث لو أن أمه، تسممت بمادة غذائية قاتلة وهو حينها في بطنها، فهذا السم سوف لا يصل إلى دمه. إن هذا الغشاء يقوم بأعمال مذهلة أخرى، فهو بإذن الله ومعجزاته يعلم كم يحتاج الجنين من مواد غذائية من سكريات ومواد دسمة وشحوم ومعادن ومن أشباه معادن من فيتامينات، فينفذ هذا الأمر الإلهي ويأخذ من دم أمه كل ما كان يحتاجه الجنين من مواد غذائية، وكل ساعة تتبدل النسب بحسب نموه، فلو اجتمع أطباء الأرض كلهم، فلن يستطيعوا القيام بمهمات الغشاء العاقل هذا !!!. وإذا كان أحمد عصيد الذي لا يؤمن بأي شيء في الإسلام، لا يؤمن بالوحم الذي لا شك أن أمه المسكينة قد عانت منه ككل الأمهات، فإن الجنين هو مصدره، بحيث يتمتم الإستقلاب بدمه، أي أن غداؤه الذي ذكرنا، والبروثينات والشحوم تتحول كلها إلى أنسجة، وهذه العملية تسمى الإستقلاب، وينتج عنها حمض البول، الذي يأخذه الغشاء العاقل من دم الجنين ويضعه في دم أمه ، فجزء من بول أمه هو بوله. فلو كانت أمه تفتقر إلى مادة ما، أو غذاؤها غير صحي، أو بحاجة مثلاً إلى البوتاس، فإن الجنين هو الآخر يكون بحاجة إليه، وبما أنه لا توجد بينه وبين أمه لغة تخاطب، فالغشاء العاقل يلقي في شهوة أمه طعاماً فيه البوتاس، فتشتهي أمه المسكينة بعض الأطعمة النادرة. وشهوتها لهذا الطعام هو في الحقيقة تلبية لحاجات جنينها. أليست هذه من الإعجازات الإلهية ؟، فليزيد في قوله " الإعجاز العلمي في القرآن تعويض نفسي عن نهضة مجهضة " وسنزيد نحن الكثير من الإعجازات سنعطيها له مرة مرة في هذا الموضوع إن شاء الله.
لنرجع إليه وإلى جمعيته " المرصد الأمازيغي للحريات " ؟. ((أنظروا عنوان المرصد " الأمازيغي للحريات "، للأسف يقحم الأمازيغ وكأنه يعنيهم جميعاً، وكأنه يلمح أن الأحرار المسلمين يؤيدونه، ودعاة لحريات الفسق والزنا مثله !!!،، خصوصاً وأن الجميع يعرف أنه علماني، يتباهى بعلمانيته العوجاء، ويتبنى صراحة ودون تلميح هنا، جميع الحريات الداعية إلى الكفر والإلحاد والردة وخنق الدين باسم الديمقراطية (حرية المعتقد)، وإلى إباحة الإفطار العلني في رمضان وفي الأماكن العامة (الحرية الفردية)، وإلى الفسق والزنا والشذوذ الجنسي، والإعتراف بالمثليين المغاربة والسماح لهم بممارسة شعائرهم (الحرية الجنسية للجميع).
قاض غدا في الويلِ والثبورِ # مِن قبح ما يأتي من الأمورِ
في بخله ولؤمهِ المشهــــــــورِ # والظلم والجور وقولِ الزّورِ
وجهله المركّب الموفــــــــــــــورِ # معترف بالفسقِ والفجورِ
في بخله ولؤمهِ المشهــــــــورِ # والظلم والجور وقولِ الزّورِ
وجهله المركّب الموفــــــــــــــورِ # معترف بالفسقِ والفجورِ
فلو إبتعد عن الأمازيغية، ووصف مرصده ب" المرصد العصيدي اللاَّديني للفسق والفجور"، لكان ذلك أصدق وأفضل تعبيراً، وفي الوقت نفسه أوضح وأدق مدلولاً، وقد ابتعد هكذا عن التلبيس والتدليس والشهبهات، خصوصاً وأن دور الجمعيات لا يكون عرقياً أو طائفياً، بل ينحصر في العمل الجمعوي (للجميع دون تمييز أو محاباة)، الذي يلعب دوراً موازياً وتكميلياً لعمل الدولة، ويعبر عن الإرادة الشعبية، ويحترم هوية ودين الشعب واختياراته الكبرى. ولا ندري كيف سكت ويسكت الأمازيغ الأحرار المسلمين عن هذا، ولهم الأنترنيت للبحث عن حقيقة كل هذا بكتابة إسمه، وإدانتنا إن كان العكس هو الصحيح.
يتبع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق