26 يناير 2014

1 - " شنطة " الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ والضَّالِّينَ عملاء الداخل " أفراخ الإفرنج " (الجزء الأول)

دعوة للتفكير لا لتكفير " المغضوب " عليهم من العلمانيين، ولا  " الضَّالين "، آمين
" سأل الممكن المستحيل أين تقيم ؟، فأجابه في أحلام العجز "
أولاً وجب القول أن  العلمانية هي باختصار فصل الدين عن الدولة، حيث عند الغرب : " لقيصر سلطة الدولة ولله سلطة الكنيسة "، و يزيدون عليها بعض الثوابل باستخدام بعض الشعارات الزائفة مثل " الدين لله و الوطن للجميع " لجذب الناس، خصوصاً الأقليات، (أما الأقوياء فلا سلطة ولا عولمة عندهم بدون دين وبدون تعاليمه)، قد يبدو هذا للبعض إتجاه عادل يحترم الأقليات وحقوق الإنسان، لكن في الواقع هو ابعد ما يكون من ذلك، وقد وصل إلى محاربة الإسلام والمسلمين ورموزهم المقدسة. ويظهر هذا جلياً عند من يقلدونهم من أبناء جلدتنا المغرر بهم ( "أفراخ الإفرنج" كما يسميهم الشرقيين)، يحرفون كل ما يتعلق بالإسلام بدءاً بالله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم، مروراً بكتابه العزيز وسنته وشريفة، وصولاً إلى عصر الخلافة التاريخي بتصويره أنه عصر الهمجية والفوضى على الرغم من أنه يسمى العصر الذهبي للمسلمين
 أيام كانت عصور أوروبا تسمى بعصور الظلام، ولم تخرج من ظلمات الجهل والقهر (ظلمات قرونها الوسطى المظلمة)، حتى احتكت بالمسلمين، سواء عبر الحروب الصليبية أو البعوث التى بعثتها للتعلم فى مدارس المسلمين فى الأندلس بصفة خاصة. (وفى صقلية وغيرها من البلاد التى نورها الإسلام. والتاريخ يشهد على أن حتى رجال الدين المسيحيين أنفسهم كانوا يتعاطون للثقافة الإسلامية فى تلك المدارس)، والآن يعتبرون مقاومة المحتلين لبلاد المسلمين عنف وإرهاب، لذلك يبيحون محاربتهم، ناسين أو متجاهلين أن  93% من المعارك و الحروب التاريخية كانت حروباً صليبية و" سياسية " ، بينما 7% فقط منها حروباً دينية إسلامية. هؤلاء الأقزام، دربهم الغرب على نشر الأفكار الإباحية والشذوذ الفكري والجنسي، ومحاذبة أي شئ يدل على الأخلاق والإحتشام. يدعون إلى القومية والوطنية لزيادة العنصرية بين المواطنين على اختلاف عرقيتهم و قوميتهم. وهم يعلمون كما نعلم، أن العلمانية هي مذهب من المذاهب الكفرية الإلحادية (المقنعة)، يراد منها قيادة الدنيا (أما الآخرة فهم لا يؤمنون بها).
جاء في القاموس الإنجليزي في بيان لمعنى العلمانية " أن الأخلاق والتعليم يجب أن لا يكونا مبنيين على أسس دينية ". أما دائرة المعارف البريطانية، فلم تخرجها عن الإلحاد، حيث قسمتها إلى إلحاد نظري وإلحاد عملي، وجعلتها في ضمن الإلحاد العملي، وعرفتها مرة بأنها " حركة إجتماعية تهدف إلى نقل الناس من العناية بالآخرة إلى العناية بالدار الدنيا "... ومرة أخرى بأنها " حركة إجتماعية تهدف لصرف الناس وتوجيههم من الإهتمام بالآخرة إلى الإهتمام بالدنيا وحدها ". فمعنى العلمانية إذاً اللادينية والدنيوية، مهما صورها لنا المراوغون، وألبسوا علينا بأنها تعني " الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان ". ونحن نعرف أن حريتهم وديموقراطيتهم وحقوقهم هي وصفهم لمخالفيهم بالتكفيريين والرجعيين، والظلاميين، والمتحجرين، والمتزمتين، والمتطرفين، ومصاصي الدماء، والإرهابيين وجميع الصفات الغير حميدة !!!، وأنها لا تتعارض مع الدين الإسلامي ولا تعارضه " مْعَ مَنْ Mon Oeil كما يقول أسيادهم " ؟!!!. كيف ذلك وهم يصرحون باطلاً  ليل نهار، بأن الإسلام لا يتلاءم مع الحضارة الحديثة، متناسين ومتجاهلين الأمجاد الإسلامية في مجالات العلم المختلفة. فالدولة الإسلامية منذ عهد الخلافة الراشدة و حتى سقوطها عام 1924 (على يد مصطفى كمال)، كانت الدولة الأولى في العالم على مدى 13 قرناً من الزمان ... فتحت البلاد و طبقت العدل بين الناس ووصلت حتى أسوار فيينا (بالفرنسية Vienne وبالألمانية: Wien، وهي عاصمة النمسا وأكبر مدنها. وسميت بهذا تطويراً عن إسمها اللاتيني القديم (فيندوبونا Vindobona) ومعناه الهواء الجميل أو النسيم العليل)!!!. كيف ذلك وهم يعتقدون أن التشريع الإسلامي والفقه الديني شرائع أصبحت قديمة ومتجاوزة. كيف ذلك وهم ينادون بتغيير القوانين الإسلامية الشرعية بالقوانين العلمانية، بل بإلغائها وتطبيق الأنظمة الوضعية. كيف ذلك وهم يعتبرون القيم الروحية والأخلاقية التي ينادي بها الإسلام عبارة عن قيم سلبية يجب أن يتم تطويرها أو إلغاؤها. كيف ذلك وهم يدعون إلى مساواة الرجل بالمرأة في كل المجالات حتى تلك التي لا تلائمها ولا تحفظ كرامتها كأنثى، وحتى تلك التي شرعها الله لها ( الإرث في مسألة " للذكر مثل حظ الأنتيين" وتعدد الزوجات وتزويج البنت البالغ بيولوجياً أدخل هنا لترأ الفضيحة)، كيف وكيف وكيف ذلك ؟!!!. قال تعالى : " إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُون ".
 يحاول الغرب (بل حاول)، منذ القرن التاسع عشر جرنا إلى طريقة التفكير، وهو منذ الحرب العالمية الثانية وهو يحاول جرنا إلى مشاكل ليست من طبيعة بيئتنا، ويدفعنا في متاهات ننسى فيها ديننا. فهو يريد أن يفرض علينا العلمانية في تعليمنا وفي تشريعنا وفي تفكيرنا وفي سلوكنا وفي سياستنا واقتصادنا، لفصل الإسلام من حكم الدولة، وفصله عن الحياة العامة وتركه داخل المساجد منحصراً في قلوب الناس يمارسونه اعتقاداً منهم وقل ما ينزلون به إلى التطبيق.  و"هو، الغرب طبعاً " لا يطبق هذه العولمة في بلاده، كما سنرى، بل قولبها وخيطها على مقاسنا وبما يناسبنا، والحقيقة أنه قولبها وخيطها على مقاس وبما يناسب بعض أبناء جلدتنا، (الذين يسمونهم في المشرق ب " أفراخ الإفرنج "، لأننا نحن المسلمين لا ولن نؤمن بها أبداً)، الذين صنعهم لنا كما تصنع السيارات وكما تصنع الجراثيم، بعد أن أفرغ عقولهم من كل ما هو إسلامي، ظناً منه أنهم سيفرضون علينا علمانيته المتطرفة، ويأنهم سيدخلون الكثير من ضعاف القلوب الإلحاد العملي (مرحلة من مراحل العلمانية التي تدعي الوصول إلى مجتمع غير طبقي)، ومتوهماً أنهم سلاحه الذي سيقتلنا في ديننا، ويصل بواسطتهم (بعد أن فشل منصريه)، إلى النجاح في إلغاء عقيدتنا، قبل أن يتمكن من إلغاء معالم الدين كلها، ويفرض علينا نظام الحكم على مقاسه تحت مسمى الديموقراطية، (هذه الديموقراطية التي هي وليدة مشروعه اللاهوتي، والتي اتخذها " تقية " لحماية برنامجه العولمي التصديري). لكن مشكلة هذه النمادج (من أبناء جلدتنا) أنهم صنعوا في حقول تجارب غريبة عنا، (يجري عليهم الغرب تجاربه ميدانياً، أو عن بعد، كما يجريها على الفئران, فيصنع منهم عقولاً متعددة مختلفة يُكيِّفها حسب قضاياه ومصالحه كما يريد بدرجات متفاوتة من الذكاء قابلة لنشر التنصير تحت شعار العلمانية، ثم يصدر إلى دول العالم الثالث الفقير، العقول الفقيرة المناسبة كما يصدر سلعة منتهية صلاحيتها، فيجد فيها البعض ضالته المفقودة، فيقنعون بعض ضعاف القلوب للدخول إلى المذهب العلماني. ومشكلتها كذلك أنها دخلت الملعب في بلادنا بكل قواها فهدرتها مجاناً، لأن المبارة انتهت وحسم فيها قبل بدايتها بعقود، بل بقرون. أما مشكلة الغرب فإنه يجهل سر نجاحه في تجربته العلمانية، نعم يجهل أنه ما نجح في ذلك لولا استشعاره بضرورة الإنفلات من قبضة دينه الذي كان (وما يزال، كما سنرى، رغم العولمة التي يدعي)، متزمتاً متعارضاً مع العلم، ويجهل أنه في مناطق الرسالات والفتوحات، ومع دين غير متعارض مع العلم، بل يشجعه ويحتوي في طياته كل المقومات العلمية، وأسس الحياة الفكرية والإقتصادية والسياسية وفق قالب ديني متميز، من المستحيل أن يلقى تنصيره وعلمانيته إقبالاً، بل لن ينجح أبداً وبتاتاً وقطعاً. وهذا بشهادات أبنائه، فبرتراند لويس " Bertrand Louis" كان قد أعطى تقويمه الخاص والقطعي في هذا الأمر حيث قال " إن كون العلمانية فكرة لا صلة لها بالإسلام بالإضافة إلى رفض المسلمين لعلمانية أتت من الخارج وتم استحداثها في مجتمعات مسيحية يمكن أن يُعزى إلى اختلافات عميقة في الإعتقاد والخبرات بين ديانتين مختلفتين ". 
صحيح أنهم يوهموننا بأنهم علمانيون ( يفصلون الدين عن الدولة أو عن الحياة السياسية)، لكن في الحقيقة لا يطبقون هذه العلمانية في بلادهم، كما قلنا ونكررها دائماً، (بل حتى الديموقراطية والحرية والحقوق، الكل أصبح سلعة لا تستهلك داخلياً عندهم، بل لا تصلح إلا للتصدير خارجياً)، ونتحدى كل واحد يقول العكس، حيث سنعطيه نمادج تتبث ذلك.
نحن نعرف كما قلنا أن العلمانية (والديموقراطية) لم يستعملونها سوى للإنفلات من قبضة الكنيسة المتزمتة التي كانت تخنق أنفاسهم، وبعد الخلاص منها، " استغفروا ربهم ورجعوا إلى " الدين والسياسة "، بل لم يفرطوا يوماً ما في طابعهم الديني، وحتى الآن ما زالوا متشبتين بالدين ونصوصه، وقد تغذت هذه الرجعة " الإستغفارية " من أحداث سبتمبر، (بل أمريكا قبل ذلك، وقبل العهد الريغيني الذي عرف بالطابع الديني، ما فتأت ترجع إلى اللاهوت ونصوصه وتنبؤاته، وجورج دابليو بوش George W. Bush نمودجاً كما سنرى). إذاً فالعولمة (والديموقراطية) الغربية استغلوها في ظرفية معينة لقضاء مصالحهم، ولما انتهت صلاحيتها، أعادوا تصنيعها على مقاسهم، وبدؤوا يصدرونها لنا في علب مكتوب عليها " الديموقراطية وحقوق الإنسان"  وبداخلها التنصير الذي لم يفلح عبر العصور بطرقه التقليدية مع الإسلام. 
لقد كثرت في الآونة الاخيرة في عالمنا العربي والاسلامي بما فيه المملكة المغربية (الإسلامية حسب الدستور المغربي)، بعض أصوات " أفراخ الإفرنج " التي تنادي بالعلمانية والديموقراطية، والتحضر الذي حسب زعمها لن يأتي إلا بالعولمة، وتبكي وتنوح من أجل الحرية والديموقراطية الغربية، وفصل الدين عن السياسة لكي نصبح من أهل التقدم والتحضر كالدول الغربية، لأن الدين الإسلامي، حسب زعمهم، أصبح متجاوزاً ومن الماضي السحيق الذي لا يصلح للوقت الحاضر (وهذه أكبر كذبة عرفها التاريخ الإسلامي، وتجني خطير على الله تعالى ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم)، ويطالبون بعصرنته (الإسلام)، ليصبح كالديانات الأخرى المحرفة والملقاة بها على الرفوف.
هؤلاء " أفراخ الإفرنج " الذين عوض أن يدافعوا عن دين آبائهم وأجدادهم المسلمين، وعن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم،  راحوا يسوقون لنا سلعة يدعون أنها ستحل كل مشاكلنا، ومن عند من ؟، من عند من يصنعون لنا بأيديهم المشاكل مكراً بنا وإذلالاً لعزتنا، ظانين أنهم  يبحثون عن ضالتهم المفقودة تحت الأضواء الغربية، وحالهم كحال ذلك الغبي، الذي أضاع قطعة نقدية في مكان مُعتم، فبدلاً من البحث عنها حيث أضاعها راح يبحث عنها تحت عمود الكهرباء، فسأله أحد المارة : " عما تبحث ؟ "، فرد عليه : عن قطعة نقدية، فقال له : " وهل أضعتها هنا تحت العمود ؟ "، فرد عليه : لا، أضعتها هناك، فسأله : " ولماذا تبحث عنها هنا إذن ؟ "، فقال صاحب القطعة الضائعة : أبحث عنها هنا لأن هنا يوجد ضوء، أتريدني أن أبحث عنها في العتمة ؟". إنهم ومهما ملأ الغرور أدمغتهم والكبرُ قلوبَهم بما وصلوا إليه من العلم المادي سيظلون يعيشون في الظلمات (ظلمات الكفر والجهل بالخالق، وبالغيب الذي يجب الإيمان به، وبشرع الله ووحيه ورسله)، فهل في بلاد الكفر يبحث العاقل على النور ؟، ( كما قالوا لهم أن هناك مدينة الأنوار المزعومة !!!، ومدينة أخرى فاضلة، مازالوا يبحثون عنها وهي في العتمة !!!).  قال تعالى في سورة البقرة " اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"، وقال عز وجل في سورة إبراهيم : " الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ". أنظروا في هذه الآيات، بل في مواضع كثيرة من القرآن، وردت كلمتا الظلمات بالجمع وكلمة النور مفردة !!!، وهذه في حد ذاتها معجزة، من الإعجاز الذي قال فيه أحد العلمانيين من " أفراخ الإفرنج " الذين ذكرنا (" الإعجاز العلمي في القرآن تعويض نفسي عن نهضة مجهضة "!!!)، ذلك أن الطرق التي تؤدي إلى الظلمات كثيرة، ومنها الشرك بالله عز وجل، كالطريق الذي يسلكه هؤلاء، أما النور الذي تركوه وراحوا يبحثون عنه في بلاد الكفر، فإن له طريق واحد فقط (هو هنا، وفي جميع الدول الإسلامية)، وهو الإسلام الذي يشتمل على وحدانية الله " الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله "، هذا هو النور الحقيقي وليس شيء آخر، نور العلمانية قال !!!. نحن نتعمد الإستشهاد بكل ما هو إسلامي وبآيات الله تعالى، لأن " أفراخ الإفرنج "، يكرهون الإسلام وكل ما يأتي منه، وهذا هو عزاؤنا، ولن نتردد بذكر الله تعالى وذكر نبيه صلى الله عليه وسلم
 لأن بعضهم لم نسمع لهم أن ذكروا الله بما يليق به من تعظيم، ولا صلوا على نبيه صلى الله عليه وسلم في كل تدخلاتهم وكتاباتهم التافهة. 
إن الحروب التي تديرها القوى الكبرى في العالم والتي تدعي علمانية، ما هي سوى حروب سياسية، وجنودها الأمريكيين (أكثر من 2.5 مليون جندي أمريكي)، والبريطانيين والفرنسيين، في العراق وفي أفغانستان وحيثما نزلوا، ينتهكون العلمانية المفترضة التي يدعونها، ويحملون السلاح بيد والإنجيل باليد الأخرى لتنصير المسلمين !!!، (واليوم بالذات نقرأ عن موقع يسرب صور جديدة لقوات المارينز الأمريكية التي شاركت في حرب العراق، وهي تصب الوقود على جثث مقاتلين عراقيين مسلمين من الفلوجة، وهي تقوم بإشعال النيران فيها !!!). أهذه هي الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان والعولمة وفصل الدين عن الدولة والسياسة ؟!!!. أليست هذه هي العولمة الدينية بأسلوبها التنصيري الحديث الذي يقومون به تحت غطاء الديموقراطية والحرية والحقوق، أم أنها مخططات محكمة لإختراق الدين الإسلامي (والثقافته الإسلامية)، ميدانياً وسياسياً ؟!!!. ألا يعلمون أن علمانيتهم لها ارتباط بديموقراطيتهم وحرياتهم، بل يتشابهون ويتقاطعون ويلتقون في آخر المطاف في التنصير ؟!!!. أليس كل هذا حكراً لدول الغرب يستعملانه حسب مصالحهم ومقاسهم، لمحاربة الإسلام، ويصدرون منه ما شاخ وباخ وانتهت صلاحيته لنا نحن دول العالم الثالث ؟!!!، (هم العالم الأول، ونحن العالم الثالث، فمن يكون يا ترى العالم الثاني الذي يفصل بيننا ؟!!!).
والآن لنأخذ بعض الأمثلة الواضحة التي ضرب الله " أفراخ الإفرنج " على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم غشاوة، قال تعالى في سورة البقرة : " خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ "، لم يفكروا حتى فيها، والتي تتبث أن العلمانية ما هي سوى شعار لا يأخذ به في الغرب، وأنها انتهت صلاحيتها عندهم، فأخذوا يصدرونها للدول الإسلامية  كأسلوب من أساليب الحرب بين النصرانية والإسلام، ولنبدأ بعون الله : 
-- فأمريكا الديموقراطية، أمريكا حقوق الإنسان، أمريكا العولمة، طابعها الديني، (للعاملين بالسياسية الأميركية، وجمهورهم)، هو السائد عندها ؟، ألا يعلمون أن الحزبان اللذين يتناوبان على الحكم هناك ( الديمقراطي والجمهوري )، لا يتوزعان إلى انتماءات دينية متنوعة، بل أن المسيحية هي المعتقد الديني لحكام وسياسيّ الولايات المتحدة، وجمهورهم؟. ألا يعلمون أن في أميركا علماء سياسة وجامعات سياسية مرموقة، وديمقراطية تمتد لأكثر من قرن، إلا أن للدين عندهم تأثير قوي في القرارات الحكومية والسياسية ؟، فأميركا البلد الديموقراطي العلماني ما فتأت ترجع إلى اللاَّهوت ونصوصه وتنبوءاته، ولا تتحرك إلا وهي مستنيرة بخرائطه، في كل سياساتها الداخلية والخارجية ؟. ألا يعلمون أنه أثناء الإنتخابات الأمريكية في عهد الرئيس جورج بوش الإبن " George W. Bush "، كان هذا الأخير يلعب على وتر مسيحية الشعب الأمريكي، ليستميل إليه الناخبين، خصوصاً وأن غالبية الشعب الأمريكي، شعب مسيحي متدين، (ولو لم يطبق الشعائر الدينية إلا سطحياً، سوى بقلبه ليس إلا، كما يريدون منا أن نفعل !!!)، وهذا ما يفسر فوزه لولايتين متتاليتين. ألا يعرفون عبارة " الحملة الصليبية العاشرة " (الحديثة)، التي تربط بين الحرب على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية والحملات الصليبية التاريخية الطويلة، التي شنها المسيحيين فى أوروبا ضد المسلمين فى شرق و جنوب البحر الأبيض المتوسط ( الأندلس )، بين القرنين 11 و 14 بإسم المسيح والمسيحية، بتحريض من باباوات الكنيسة الكاتوليكيه ؟. ألا يعرفون أن هذه " الحملة الصليبية العاشرة "، أصبحت واقعاً، بعد أن دشنها الرئيس السابق (جورج بوش الإبن)، باستخدامه وبكل وضوح لعبارة "حملة صليبية" (Croisade بالفرنسية أو كما قالها بالأمريكية Crusade) في يوم الرثاء الوطني 11 سبتمبر 2001، لما قال : " هذه الحملة الصليبية، هذه الحرب على الإرهاب ستأخذ بعض الوقت "، (كلام انتقد في الدول الأوروبية، والعربية الإسلامية، إلا أنه كان سطحياً، وسرعان ما ذهب مع الريح) ؟!!!. ألا يعرفون أن عبارة " حملة صليبية " تولد في المسلم، نفس القدر من التفاعل السلبي كما تولده كلمة " جهاد "، أو حتى كلمة " الله أكبر "، في المجتمعات الغربية ؟!!!. فلماذا لم يتهموا الرئيس الأمريكي بالتكفيري والظلامي والمتخلف الذي يريد إرجاع أمريكا إلى القرون الوسطى، ولم يصفوا الأمريكيين بالمتخلفين، كما يصفون المسلمين عند دفاعهم عن دينهم ؟!!!.  
 ـــ أما بريطانيا الدولة العلمانية الديموقراطية فيحق لرئيس وزرائها أخد القرارات الحساسة ضد دول العالم الثالث دون إشراك ممثلي الشعب ؟!!!. ألا يعرفون أن ديموقراطية رئيس وزراء بريطانيا السابق " توني بلير Tony Blair"، المدججة بالسلاح دفعته إلى الدخول في حرب غير شرعية، بإرسال جيوشه إلى جنوب إفريقيا وكوسوڤو دون أخد أي قرار من البرلمان البريطاني، بل ولا حتى تنفيداً لأي قرار من مجلس الأمن الدولي، أو الأمم المتحدة، التي تؤمن بحق " الڤيتو " عوض الديموقراطية ؟!!!. وبالمناسبة اسمعوا آخر كذبة لتوني بلير، (هذا الذي دخل في عدة حروب غير شرعية، وتزعم الحرب على الإسلام مع حلفائه في أفغانستان والعراق بالأخص، ويشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط " أصبح رغم كل هذا مبعوثاً للسلام !!! ")، نقلت لنا مؤخراً (منتصف السنة الماضية 2013)، صحيفة " الديلي ميل daily mail"، أنه " يقرأ القرآن كل يوم !!!"، وكذلك قوله : " إن قراءة الكتاب المقدَّس في الدين الإسلامي (القرآن الكريم)، يضمن له أن يكون ضالعاً في شؤون الدين لأهمية هذا الجانب في عالَم معولم "، وأضاف بأنه " يقرأ القرآن كل يوم لفَهْم بعض الأمور التي تحدث في العالم ". (لاحظوا هنا قوله وهو يتكلم عن القرآن الكريم (الدين) : " عالم معولم "، مما يعني أن كل شيء مرتبط عندهم بالعولمة هو مرتبط كذلك بالدين !!!، أو بمعنى آخر لا فصل بين السياسة التي يمارسها الآن كمبعوث أممي وبين الدين !!!،) والجديد في هذه النشرة أننا عرفنا أن توني بلير كرئيس لوزراء بريطانيا سابقاً، أو كمبعوث للسلام حالياً فهو يمارس أعمال سياسية وفي نفس الوقت أعمال دينية، بحيت له مؤسسة تسمى : " مؤسسة توني بلير الدينية "، فعلاً هذا يبعث للإستغراب والضحك في آن واحد !!!. نتمنى ألا يكون كل هذا كذبة من عنده كما كذب بخصوص أسلحة الدمار الشامل، وألا يكون كلامه هذا يريد بواسطته كسب محبة المسلمين بعد أن قسا على شعوبها وأدخل قواته أراضيها وأمر جيوشه بالقتل والتفجير (فعلاً هو كان على حق لأنها حرب ضد الإرهاب، وبما أن الإرهاب يساوي الإسلام عندهم، فيجوز لهم محاربته، لأنهم يتذكرون ونحن معهم، منذ زمان  أن المسلمين هم من ألقوا القنبله النوويه (القنبلة الذرية A)، على مدينة هيروشيما " Hiroshima " اليابانية، وقتلوا آلاف الأبرياء، وأصابوا الآلاف وشردوا الآلاف، !!!. ويتذكرون ونحن معهم، أن المسلمين هم من ألقوا بعدها بثلاثة أيام (القنبلة الذرية B)، على مدينة ناجازاكي " Nagasaki "، وقتلوا وجرحوا وشردوا  نفس الأعداد تقريباً. ويتذكرون ونحن معهم، أن المسلمين في " فييتنام Vietnam " هم من استعمل جميع الأسلحه الممكنة والممنوعة عالمياً, وهم من مسح مدناً كاملة، وقصف أخرى بعيدة عن مدار الحرب، وهم من أحرق الغابات والمزارع ولوث المياه لتجويع الفيتناميين الذين كانوا مجرمين إرهابيين، بينما كانوا هم لطفاء ومتعاطفين معهم ااا. ويتذكرون ونحن معهم دائماً، أن المسلمين هم من أشعلوا حربين عالميتين ليس بالبنادق والمدفعيات والقنابل والسفن الحربية، بل بجيوشهم الجرارة الممتدة على امتداد النظر وكل واحد منهم على صهوة جواده وماسك لسيفه !!!، وقتلوا وشردوا الملايين !!!. ويتذكرون كذلك ونحن دائماً وباستمرار معهم، أن المسلمين هم من قاموا بمحرقة " الهولوكوست Holocaust " أثناء الحرب العالمية الثانية، لاضطهاد وإبادة وتصفية اليهود عرقياً !!!. فالتاريخ لا يكذب !!!، خصوصاً وأنه من الطبيعي جداً، أن كل جريمة ضد الإنسانية وحقوق الإنسان، وكل الكوارث ( حتى الطبيعية منها  من زلازل، وفيضانات، وعواصف رملية ورعدية وثلجية، وأعاصير وتسومانيات، بل حتى حوادث السير بالغرب بأكمله)، والمآسي العظيمة، لابد وأن  للمسلمين دخلاً فيها، إما بالتخطيط أو بالتنفيذ، أو ب " مَالَكْ مْزَغَّبْ " !!!)، فلا يكذبون علينا مرة أخرى ويقولون لنا أن من فعل كل هذه الحروب والكوارث ليس المسلمين، ماعدا الطيارين الإثنين الذَيْنِ ألقوا بالقنبلتين على المدينتين المذكورتين، هما المسلمَيْنِ فقط، وقد تابا بعد أن ندما على فعلتيهما التي أوحاها لهما الإسلام، ورجعا للدين المسيحي !!!. عموماً نستغفر الله على كلامنا هذا، ونظن "بتوني بلير" خيراً، مهما كان، ونطلب له الهداية وأن يجد ضالته في القرآن الكريم وأن يهتدي بهديه، وألا يطالب بالعولمة بعد اليوم الذي سيرى فيه نور الإسلام، وألا يرجع كأفراخ الإفرنج.  فأين هي العولمة ؟!!!. ألم نقل لكم أن العولمة اخترعوها لنا وليس لهم ؟!!!. 
-- وأما فرنسا بلاد " السلام والحرية والعدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان وغيرها "، فرنسا السلطة والحكم والإدارة التي تدعي العلمانية فهي كذلك تتدخل في الدين، ولا تفرق بينه وبين السياسة أو الدولة، لسبب بسيط وظاهر للعيان!!!، ألا وهو أنها تمارس التعسف والتسلط، وتدوس وبشكل كامل على القيّم التي تدعي أنها تؤمن بها (احترام الحريات الأساسية التي بدونها لا تقوم للدولة العلمانية قائمة) ؟!!!. ألا يعرفون أن فرنسا العلمانية، بها العديد والعديد من المدارس الحكومية المسيحية، مكتوب في باب مؤسساتها علانية وبخط عريض " المدارس المسيحية الإنجيلية " !!!، ومع ذلك ورغم " النفاق العلماني "، فنظامها ينتهك حقوق الإنسان، وحرية المعتقد والتدين مع المواطنين الفرنسيين أنفسهم، (ذووا الأصول الإسلامية الذين يحملون الجنسية الفرنسية، ويتمتعون بكامل المواطنة داخل فرنسا) ؟!!!. ألا يعرفون أن حكومة فرنسا ليست موضوعية وليست على الحياد الكامل اتجاه كل الأديان التي يعتنقها مواطنوها، من خلال حظر الحجاب الكامل أو النقاب ؟!!!. ألا يعرفون أن فرنسا العلمانية، تتخلى عن علمانيتها وتتبنى الدين وتحرك حكومتها وتدعوا لحوار " الهوية الوطنية "، ويتحرك معها البرلمان وجميع الأحزاب والمنظمات الوطنية وجمعيات المجتمع المدني المعادية للإسلام، لترفع الورقة الحمراء في حق من الحقوق الأساسية ومن الحريات التي يحميها ويصونها دستورها العلماني، لا لسبب سوى لمنع  المسلمات الفرنسيات من  لباسهن الإسلامي الذي يستر جسمهن وعوراتهن !!!، ألا يعلمون أن فرنسا التي تدعي فصل الدين على الدولة، تسن قوانين  تمنع فيها الحجاب على المواطنات الفرنسيات، في الأماكن والمؤسسات العمومية، وفي خرق شارخ للديموقراطية، تعطي الحق وتترك مواطنات فرنسيات أخريات " باسم العولمة !!! "، يتجولن ويدخلن هذه الأماكن مرتدين للباسهن الديني الكنائسي بكل حرية ؟ !!!. هذا هو وجه فرنسا صاحبة الحرية والأخوة والعدالة والمساواة والديموقراطية، خاصة وأن اللباس أمر خاص وشخصي واختياري، كما هو متصل بالشخصية الثقافية والعقائدية للإنسان ولا علاقة لأية قوة خارجية التدخل في تحديد صورته. أليس هذا حقد على الإسلام والمسلمين، ومن ورائه جنوح المقدس العلماني لصالح المقدس الديني النصراني الكاثوليكي ؟!!!. فأين هم العلمانيون المنافقون مثل الغرب الذي يدعي فصل الدين عن الدولة، ليصفوا لنا فرنسا التي تقترف كل هذا، بالرجعية والتخلف ووو... ؟. ما علينا ...
-- أما إسبانيا العلمانية، والتي هي الأخرى، ليست علمانية إلا بالإسم، فحكومتها لا تفصل الدين عن الدولة أو عن الحياة السياسية حتى باطنياً، بل تجمع بينهما ظاهرياً وعلانية، فنظام تمويل الكنيسة الكاثوليكية المنتظم عندها، يعتبر أول انتهاكاً، لا للعولمة التي تدعي بها فحسب، بل انتهاكاً لمبدأي عدم التمييز والمساواة بين جميع المواطنين أمام القانون بغض النظر عن دينهم ( حسب المبادئ الأساسية الواردة في دستورها وقانونها الأساسي بشأن الحرية الدينية). إنه نظام امتيازات يتعارض مع نظام العلمانية، الذي ينبغي أن يضمن المعاملة العادلة للأديان على اختلافها، (وطبعاً لكل هذا تأثير سلبي على الطبيعة الديمقراطية، وحتى على التعايش بين الأديان في هذا البلد). ألا يعلمون أن الكنيسة الكاثوليكية تعمل على تشويه صورة الإسلام في وسائل الإعلام المؤثرة بفضل التشجيع والتمويل الذي تحصل عليه من الدولة التي تخصم من الأموال العامة (يدفع المسلمين قسطاً وافراً منها كضرائب)، مصاريف معيشة الآلاف من القساوسة، والكنائس والجمعيات الخيرية المرتبطة بالكنيسة، مع حرمان المواطنين الإسبان المسلمين (المتجنسين) من أي تشجيع أو تمويل أو مساعدة للحصول على أماكن ليؤدوا فيها شعائرهم، بل يُصَلُّونَ في " الكٌاراجات  "، بينما تضخ أموالاً عمومية هامة سراً في سبيل تنصيرهم وتنصير جميع المهاجرين المسلمين. ألا يعلمون أن الحكومة الإسبانية الحالية التي يترأسها " ماريانو راخوي Mariano Rajoy "، أصدرت قانوناً ( الخبر نقلته جميع الصحف والقنوات المحلية والعالمية)، مقترحاً من رئيس المؤتمر الأسقفي المسيحي " أنطونيو ماريا روكو فاريلا Antonio María Rouco Varela "، تمنح بموجبه الجنسية الإسبانية للمسلمين الراغبين في تغيير ديانتهم إلى المسيحية الكاثوليكية
بعد أن وقع الإتفاقية بإسم الحكومة وزير العدل الإسباني " ألبيرتو رويس غياردون Alberto Ruiz-Gallardón Jiménez "، ( الذي علل القرار بالرغبة في “ تعزيز الإحتياط الروحي لإسبانيا ”)، وبإسم الكنيسة رئيس المؤتمر الأسقفي " أنطونيو ماريا روكو فاريلا Antonio María Rouco Varela " ؟!!!. ألا يعرفون أن الحكومة الإسبانية العلمانية، أصبحت علمانية !!! دينية تنصيرية بقانونها هذا، والذي تدعوا به علانية المسلمين للتخلي عن الديانة الإسلامية، واعتناق المسيحيين ؟!!!. أليس هذا القانون هو حرب علنية على الإسلام ؟!!!.
-- وأما المانيا البلد المتقدم علمياً واقتصادياً والعلماني ظاهرياً، فهو يحكمه منذ سنوات حزب مسيحي،  C.D.U، وبكل بساطة هو اختصار لاتحاد ديني مسيحي  " Christian Democratic Union " أي " الإتحاد الديمقراطي المسيحي "، أو باللغة الأصلية " Christlich Demokratische Union " وهو حزب سياسي ألماني دو خلفية دينية مسيحية وإسمه يدل على ذلك، وترأسه في الوقت الحالي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (Angela Merkel)، التي هي مستشار ألمانيا حالياً، أي رئيسة الوزراء !!! ( على فكرة فالمستشار الإتحادي هو العضو المنتخب الوحيد في الحكومة الإتحادية الألمانية. ويمنحه الدستور حق تعيين الوزراء بصفته رئيس أعلى سلطة سياسية في البلاد ). فأين هم العلمانيون المنافقون مثل الغرب الذي يدعي عزل الدين عن الدولة، ليصفوا لنا ألمانيا بالرجعية والتخلف أو أى اتهام من الإتهامات التى تبرز حينما تذكر فقط كلمة حكومة أو دولة إسلامية ؟!!!.
فالغرب عموماً، والذي يدعي العلمانية، كله يعج بالأحزاب الديمقراطية المسيحية ذات الإيديولوجية السياسية، وتحت تأثير التعاليم المسيحية الكاثوليكية، (التي  تسعى إلى تطبيق مبادئ الدين المسيحي، وتؤثر في السياسة الأوروبية العامة !!)، ألا يعلمون أن هذه الأحزاب المسيحية تسيطر على الأغلبية في البرلمان الأوروبي ؟!!!. ألا يعلمون أن حزب الشعب الأوروبي (European People's Party)، ذو التوجه الديمقراطي المسيحي، له أكبر مجموعة برلمانية حالياً في البرلمان الأوروبي منذ عام 1999، ويشكل الأغلبية في المجلس الأوروبي منذ عام 2002، وهو أكبر حزب في الإتحاد الأوروبي. يتكون من أكثر من 70 حزب عضو من 40 دولة، وأغلب رؤساء دول وحكومات الإتحاد الأوروبي ينتمون له، وله 13 عضو في المفوضية الأوروبية ؟!!!. ألا يعلمون أن هذا الحزب الأوروبي يضم قادة وساسة من أبرزهم : -- ألدو مورو (Aldo Moro)، تولى رئاسة الحكومة في إيطاليا مرتين. -- وأنجيلا دوروتيا ميركل ( Angela Merkel)، سياسية ألمانية وزعيمة الإتحاد الديمقراطي المسيحي أحد أبرز الأحزاب السياسية في ألمانيا، وتتولى منذ 22 نوفمبر 2005 منصب المستشار في ألمانيا. -- وهيلموت كول، سياسي ألماني من حزب الإتحاد الديمقراطي المسيحي. كان رئيساً للوزراء في راينلاند بالاتينات. كما كان مستشاراً سابقاً لألمانيا الإتحادية، بقي محتفظا بهذا المنصب (17 سنة) إلى غاية 1998.  -- وكونراد أديناور (Konrad Adenauer)، أول مستشار لجمهورية ألمانيا الإتحادية.  -- وليخ كاتشينسكي ( Lech Aleksander Kaczyński )، رئيس بولندا سابقاً. تولى منصب عمدة العاصمة وارسو في الفترة من 2002 إلى 2005 وذلك قبل توليه منصب الرئاسة. وهو أخ توأم لياروسلاف كاتشينسكي (Jaroslaw Kaczynski)، رئيس الوزراء السابق. -- وليخ فاونسا (بالبولندية Lech Wałęsa)، سياسي بولندي شغل منصب رئيس بولندا بين (1990-1995). -- وروبرت شومان ( Robert Schumann)، سياسي ألماني فرنسي، شغل منصب رئيس الوزراء في فرنسا. -- وفولفغانغ شوسل (Wolfgang Schüssel) سياسي نمساوي من حزب الشعب النمساوي (مواليد 7 يونيو 1945). كان مستشارا للنمسا في الفترة بين فبراير 2000 وحتى يناير 2007. -- وألتشيدي دي غاسبيري (Alcide De Gasperi) سياسي إيطالي،تولى رئاسة الحكومة في عهده تحولت إيطاليا من مملكة إلى جمهورية، حيث عمل كرئيس مؤقت للجمهورية الوليدة. -- وجوليو أندريوتي (Giulio Andreotti)، سياسي إيطالي (عُين عضواً مدى الحياة في مجلس الشيوخ الإيطالي. وتوفي سنة 2013) تولى رئاسة الحكومة في إيطاليا ثلاث مرات. -- وجيرزي بيك (Jerzy Buzek) كان رئيس وزراء بولندا من سنة 1997 إلى سنة2001، وكان عضو في البرلمان الأوروبي منذ 2004 ، وفي سنة 2009 انتخب كرئيس البرلمان الأوروبي خلفاَ لهانز جيرت. -- وإيمون دي فاليرا (Éamon de Valera )، أحد زعماء أيرلندا، كان رئيساً للوزراء ثلاث مرات بعد، وانتخب رئيسًا للجمهورية ثلاث مرات. ؟!!!. فهل من مزيد ؟!!!.
فأين هي العلمانية التي يتبجحون علينا بها في دولهم الغربية من كل هذا ؟!!!، وأين " أفراخ الإفرنج " من أبناء جلدتنا، المنافقين الذين يقفون بعيداً، يطبلون للغرب ولعلمانيته التي لا توجد إلا في مخيلتهم وفي خيال مدينتهم الأفلاطونية التي يقلولون عنها " فاضلة " !!!، وهم دائماً ينبحون قافلة الإسلام، ويؤذون الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويتحدثون بقلة أدب وتطاول وبسفاقة غريبة عن الحكم الإسلامي وعن رجعيته وعن تأخره وعن هبوطه (في مخيلة علمانيتهم)، إلى أسفل سافلين، إلى آخر ما يقولون فيه ؟!!!. أين هم هؤلا خفافيش الظلام الذين يصفوننا بالظلاميين ؟!!!، ألا إنهم هم الظلاميون حقاً، والمنافقون الذين لا يقدرون ولا يتجرؤون على وصف كل هذه الدول التي تدعي العلمانية كذباً بالرجعية والتخلف والهبوط ؟!!!. هل فكر هؤلاء " أفراخ الإفرنج " (أو أفراخ العمالة الأجنبية، لنسميهم كما نشاء فكل الأسماء والطرق هنا، تأدِّي إلى العمالة "ديريكت")، أن صانعيهم، يعلمون ونحن نعلم !!!، (إلا هم ربما، الذين لا يعلمون أننا نعلم)، أنهم من صُنْعِ الغرب، وأنهم صُنعوا في حقول تجاربه، كما ذكرنا سالفاً، دربهم وأهلهم في مراكزه  المتخصصة في التنصير ومحاربة الإسلام ووو...، وظنوا أنهم أخذوا خبرات علمية وفنية فيها (كيفما كان حال أخذها إما مباشرة، أو عن بعد، كما ذكرنا، أو باستخدام التخاطر " La Télépathie "، أو القوى الروحية كما يعتقدون)، أينهم من كل هذا ؟!!!.
نحن نعلم هذه الحقائق، لكن مشكلتهم ومشكلة " حبايبهم "، أنهم يجهلون أن تلك الخبرات لا تصلح مع الإسلام والمسلمين، (ندعوهم إلى إعادة التدريب والتكوين في الفشل من جديد، مع العلم أننا نعلم مسبقاً أنهم سيفشلون من جديد كذلك، كما فشل التنصير والمنصرين معنا من القديم)، مشكلتهم أنهم لا يعلمون أننا نعلم أن عولمتهم المنتهية الصلاحية + عولمتهم الحديثة = التنصير !!!، التنصير تحت راية العولمة وشعار الحرية والكرامة !!!، مشكلتهم أننا نعرف حريتهم وكرامتهم، ونعرف " حريتنا" وكرامتنا التي يريدون مصادرتها منا !!!، نعرف الكرامتهم التي قال عنها أحد المفكرين الإسلاميين المعاصرين : " التنصير هو احتلال العقل والقلب ليتحول إلى تأييد وتأبيد لاحتلال الأرض والوطن ومصادرة سيادة الدولة وكرامة الشعوب "، فلا داعي لديهم للإستعراض واللف والدوران ولي عنق الزجاجة، و بكل بساطة " يْجِيو مَنْ لَّخَّرْ "، وليتركوننا وكرامتنا !!!. مشكلتهم أننا نعرفهم وهم كذلك يعرفوننا، لكنهم مصرين على تجاهل أننا نعرفهم  !!!ا. مشكلتهم أنهم يتجاهلون أننا نعرف أن عولمتهم هي أسلوب من أساليب الحرب بين النصرانية والإسلام، ونعرف كذلك أنها لا تختلف عن الحروب التاريخية الصليبية وربما أخطر منها !!!. مشكلتهم أنهم يتجاهلون أننا لسنا أغبياء، بل يجهلون أننا نعرف أنهم "  أكثر من الأغبياء ". مشكلتهم أنهم لا يعرفون أننا حتى لو كنا أغبياء " جدلاً "، سنفهم ما يقوم به هذا الغرب في عقر دارنا بواسطة رهط فاسد وأمين " له" من العملاء ". سنعرف هذا الرهط من " أفراخ الإفرنج "، أبناء جلدتنا المعروفين والمكشوفين، الذين لا داعي لذكرهم هنا، فالكل يعرفهم، ونحن شخصياً وهذا حقنا، نشمئز حتى من سماع حتى أسمائهم، والذين بعد أن نفدت جهود المنصرين التقليديين، هاهم يريدون تسهيل دخول جيوش الإحتلال (التنصيري) لاستعمارنا من جديد والقضاء على الإسلام. مشكلتهم أنهم لا يعرفون أننا نعرف أنهم في الدرك الأسفل... " منافقين "، وليست لهم الجرأة ليقولوا لنا علانية بالفم المليان، بأنهم ليسوا مسلمين !!!... أو ليقولوا لنا بكل شجاعة : من هو ربهم الأعلى (مع تنزيه وتقديس لكلمة " الله " التوحيدية واستبعادها من الذهن في هذا الطرح لا مجازاً ولا قصداً، قال تعالى في سورة المائدة : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ "، وقال سبحانه في سورة الفرقان : " أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ")، بل المصيبة الكبرى أنهم يدعون أنهم مسلمين أكثر منا، وأن علمانيتهم لا تتعارض مع إسلامنا، رغم طعنهم، صباح مساء، في الله تعالى وفي نبيه صلى الله عليه وسلم !!!... ورغم طعنهم في حقيقة الإسلام والقرآن الكريم والنبوة الشريفة... ورغم زعمهم بأن إسلامنا استنفذ أغراضه وهو عبارة عن طقوس وشعائر روحية، وأصبح يدعوا إلى التخلف، ولا يتلائم مع الحضارة (الغربية العلمانية المسيحية طبعاً)، !!!... ورغم تجنيهم على فقهنا الإسلامي وادعاء أنه مأخوذ عن القانون الروماني !!!،.. ورغم دعوتهم إلى تحرير المرأة المسلمة وفق الأسلوب الغربي (الإرث)... ورغم تشويهم للحضارة الإسلامية، وتضخيمهم لحجم الحركات الهدامة في التاريخ الإسلامي، وتصويرها بالحركات الإصلاحية... ورغم إصرارهم على إحياء الحضارات القديمة، واقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية عن الغرب ومحاكاته فيها... ورغم ورغم ... يقولون كل هذا الكلام، وهم ما زالوا في المهد، مازالوا في طور عرض سلعتهم الفاسدة في السوق، أما لو تمكنوا ووصلوا، إلى بيعها، فستمحى كلمة " التوحيد وكلمة  " الإسلام " وكلمة " القرآن " من جميع القواميس، وكلمة " محمد " صلى الله عليه وسلم من جميع سجلات الحالة المدنية !!!، أما من بقيت فيه ذرة من الإسلام أو رائحة منه، فسيحاكم في محاكم التفتيش التي هي من صنع الغرب !!!. ونستغفر الله عن هذا الكلام، وعلى هذه الأوصاف فناقل الكفر ليس بكافر. إنهم حقاً مسلمين أكثر منا، مسلمين (بفتح السين وتشديد اللام)، بالغرب وطالبين التسليم منه أي نعم، مسلمين بمن اخترع لهم العلمانية والديمقراطية وحقوق الإنسان، مسلمين بمن اخترع لهم الداء ولم يخترع لهم الدواء، مسلمين بمن اخترع لهم السم ولم يخترع لهم الترياق !!!. أما نحن فلا يمكن لنا التسليم إلا بالله الذي خلق كل شيء وهو على كل شيء قدير، ونشكره ونحمده تعالى على الإسلام.
" أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق